ڤاليِريانّ (أسيَاد الدّم#1) ✓

By sarbllack

374K 23K 4.4K

[الرواية الاولى من سلسلة اسياد الدم] ماذا يحدث عندما تلفت فتاة بشرية صغيرة عين أحد هؤلاء الذين يسمون بالكائنا... More

Synopsis
Part 01: ليلة مُظلمة
Part 02: التّجمع
Part 03: لعبةُ الشِطرنّج
Part 04: الإنتقام
Part 05: إحتفال الشتاء
Part 06: العُزلة
Part 07: مشاعِر عالقة
Part 08: الخاطبون
Part 09: الأحجار السحرية
Part 10: ضيف غير مدعو
Part 11: الهالوين
Part 12: بيت الدمى
Part 13: الصــَانّع
Part 14: ندوب الروح
Part 15: الزهرة الزرقاء
Part 16: الالتفاف
Part 17: دعوة للمسرح
Part 18: مجرد خادمة
Part 19: منتصف الليل
Part 20: المتهرب
Part 21: التهديد
Part 22: الأكاذيب
Part 23: القـلق
Part 24: مُحركي الدّمى
Part 25: قرابة الـّـدم
Part 26: الإغتيال
Part 27: عضة واحدة
Part 28: قرار المجلس
Part 29: إمبراطورية ميثويلد
Part 30: هدنة الجنوب
Part 31: الذكريات
Part 32: عُتـمة
Part 34: بعض الأسرار
Part 35: السجينّ
Part 36: ساحِر الظلام
The End: كِش ملكَ

Part 33: تزايد القائمة

5K 425 98
By sarbllack













وضعت كاتي يديها على حجرها بينما الخادمات يقدمن الطعام، تشكلت القشعريرة على جلدها و شدت يديها معا مُتحكمة في ملامح وجهها لتجنب أن يلاحظ توترها أي شخص.

"كاثرين، دعيني أقدّمكِ إلى أمّي، الليدي أستر" سمعت سيلاس يقدمها لها ولم يلاحظ إرتباكها، وضعت كاتي ابتسامة على وجهها وهي تُحيّي الليدي نورمان.

"لقد سمعت الكثير عنكِ، من الرائع رؤيتك أخيراً" تحدثت السيدة بصوت عطوف وتساءلت كاتي عما إذا كان سيلاس قد تحدث عنها ولكن شكوكها قد تبددت عندما واصلت السيدة الحديث "أخبرني زوجي أن لورد فاليريان كان مهتمًا بـبشرية وكنت فضولية حول الأمر نظراً لكل الشائعات التي تدور داخل دائرة النبلاء وفي طريق عودتي إلى هنا سمعت بعض الأشياء المثيرة للاهتمام حقاً"

"وماذا يمكن أن تكون سيدتي؟" السيدة التي كانت تحمل سكينها وشوكتها في يديها ابتسمت وهي تنظر إلى كاتي.

"أصمدي قليلاً ستكونين سعيدًة لأن المخلوقات الليلية قد تختفي عنا قريبًا جدًا" تحركت شوكة السيدة لتضغط على بعض اللحم الذي انزل عُصارته وبإبتسامة جانبية رفعت الشوكة لتدخل محتواها داخل فمها وتمضغ ببطئ.

ضحك اللورد نورمان "أنه شخص مخادع جداً، منذ البداية وهو ينظر للبشر بتكبر" ثم التفت لينظر إلى كاتي "هل تعتقدين أن لديه مشاعر؟ مخلوقات الليل هم كائنات بلا قلب و بلا مشاعر كائنات أنانية ميتة"

"بالطبع، عزيزي، ليس جميعهم أمثلنا نحن البشر... لا ينبغي لنا أن نربط أنفسنا بهم" قالت السيدة وهي تضع يدها على ذراع زوجها.

شعرت كاتي بحكة لسانها، أرادت الرد على كلماتهم، لكن عندما فتحت فمها شعرت بيدي سيلاس تمسك بيدها وهو جالس بجانبها الايمن على الطاولة، فأبعدت يدها عنوة عن يده.

مواجهتهم لن تساعد في وقتها الحالي والشيء الوحيد الذي يمكنها فعله هو توفير أكبر قدر ممكن من الوقت للعثور على الحقيقة والأكاذيب الموجودة في هذا المكان.

بينما كانت تتناول عشاءها لم تستطع إلا أن تنزعج داخلياً من كلماتهم... وقد لاحظت كيف أشارت السيدة إلى نفسها بأنها بشرية وتساءلت كاتي في نفسها عما إذا كانت قد إلتبس الأمر عليها وشبهتها بالدمية التي رأتها في منزل السيد ويفر، صحيح انها عندما ابتسمت اخافتها حتى الموت لأنها ذكَّرتها بالتجربة المؤلمة التي مرت بها في ذلك المنزل، ولكن بصرف النظر عن ذلك، فإن الطريقة التي تتصرف بها المرأة تبدو طبيعية تمامًا... ربما تشوشت ذاكرتها، الدمية بدت أصغر بكثير منها هل قام الساحر بتقليد ملامحها؟ بعد كل شيء كانت امرأة جميلة رغم أنها كانت في الأربعينيات من عمرها.

عندما إنتهى العشاء رافقها سيلاس لغرفتها، وبمجرد وصولها، تمنّى لها ليلة سعيدة قبل ان يدير ظهره ويسير الى حيثما ذهب.

شعرت كاتي أن عقلها يركض ميل في الدقيقة بينما كانت تفكر في إمكانيات ما يجب فعله... الآن بما أنها في قصر الورد نورمان سيكون عليها أن تبدأ البحث عن أدلة من شأنها أن تؤدي إلى إجابات ولكن إذا كانت السيدة نورمان ساحرة وليست إنسانًا كما اعتقد الجميع، فإن التطفل تحت أنفها سيكون مهمة صعبة.

مر اسبوع والذي كان بنفس الروتين -طوال الصباح في غرفتها وفي المساء تذهب لتناول العشاء- لكن اليوم اختلف هذا الجو قليلاً لأن عائلة نورمان خرجت بأكملها، تاركين كاثرين وحيدة في القصر تحت عين ليروي الساهرة... لم يعرف الجميع عن خلفيتها، كيف ولماذا جاءت إلى القصر باستثناء أن اللورد سيلاس الذي كان مهتما بها، إغتنمت فرصة غياب اللورد، واشتكت لجوديث، الخادمة التي صادقتها عن مدى ضجرها من الجلوس محاصرة في الغرفة وترغب في القيام بجولة في القصر الذي قبلته الخادمة بكل سرور.

"ماهذهِ؟" طلبت كاتي رؤية الزهور الحمراء التي تميل إلى اللون الأسود ذات سيقان طويلة أثناء مرورها عبر حديقة القصر والتي كانت مليئة بالتماثيل الأثرية، ثم شرحت لها الخادمة

"هذه نبتة نادرة جداً، آنسة كاثرين تساعد في شفاء الجروح.... تعتني السيدة أستر بحديقة القصر، وتخرج بعضها لأهل المدينة" نظرت إليها الخادمة بتعبير حزين "لا بد أنكِ سمعتي عن الوفيات التي تحدث في الإمبراطورية منذ فترة ... الأمراض والعلل المنتشرة على الأرض منذ بضع سنوات، وقد كانت السيدة لطيفة بما فيه الكفاية مع شعب إمبراطوريتنا من خلال توفير هذه النباتات لهم ليتعرفوا بشكل اسرع"

وعلقت كاتي وهي تتوجه داخل القصر "لكن أليس هذا ما سيفعله أي سيد أو سيدة من أجل شعبهم"

"أنت محقة آنستي، كانت تعطي الكثير من هذهِ الزهور النادرة لسنوات وتذهب إلى المدينة للتحقق من حالة الناس بدلاً من إرسال الآخرين، وتقديم الطعام والمأوى لهم"

لم ترد اكتب عليها ونظرت حولها ورأت أن الحارس المسمى ليروي لم يعد حولهم بعد الآن

"هل تحبين الموسيقى؟ اسمحي لي أن أعرض غرفة التلحين الخاصة باللورد الشاب" قالت الخادمة وهي تصعد السلالم الحلزونية.

"هذا الجانب من القصر يخص اللورد سيلاس، هو لا يحب إستقبل الزوار هنا لكن مع علمي بأنه يحبكِ لن تكون هناك مشكلة... فمن يعرف انه قد يشكرني على اطلاعكِ على اهتماماتهُ" قالت الخادمة بتمعن وابتسمت لها كاتي ابتسامة ضيقة، أصيب خديها بألم من الابتسامة المستمرة التي كان عليها أن تبقيها على وجهها.

مع ما كان عليها أن تسمعه، امتدحت الخادمة فقط عائلة نورمان ومن بينهم اللورد نورمان... عندما سألتها كاتي عن الابن الأكبر للنورمان، لم تكن لدى الخادمة أي فكرة عنه بل قالت إن "اللورد سيلاس هو الابن الوحيد للنورمان" الذي لم تفهمه تمامًا لأن الخادمة قالت أن عائلتها كانت تخدم اللورد منذ أربعة أجيال.

عندما وصلوا إلى غرفة الموسيقى، أتى خادم شاب يخبر الخادمة بإستدعاء كبير الخدم لها بسبب بعض العمل وغادرت قائلة أنها ستعود في بضع دقائق... كانت الغرفة نظيفة ولم يكن فيها الكثير باستثناء بيانو كبير في وسط الغرفة، مع عدد قليل من الأوراق التي وضعت في مكانها المخصص على البيانو... تحولت قليلاً وعندما لم تجد شيء مشبوهاً خرجت من الغرفة، أغلقت الباب وبدأت تمشي لترى بابًا آخر.

عندما رأت انه لا يوجد احد، ادارت مقبض الباب ودخلت الى الداخل لتشعر ان بصرها يتلاشى مؤقتا... على عكس الغرفة السابقة، كان لهذه الغرفة ديكور ريفي مصنوع من الخشب وبدا وكأنها لم تُستخدم لفترة طويلة جداً، لاحظت سرير في الطرف البعيد وبجانبه مرآة مكسورة.

النوافذ كانت مغطاة في خيوط العنكبوت ولم يستغرق منها الكثير من الوقت لمعرفة أن الغرفة لا تنتمي إلا الابن البكر للنورمان، مالفوس... رأت إطار صورة على المكتب والتقطته كاتي قبل أن تنظفه بثوبها لكي تزيل الأوساخ لترى امرأة تبتسم وتعانق صبياً صغيراً بين ذراعيها.

كانت والدته جميلة وتساءلت لماذا فعل اللورد نورمان شيئًا مروعًا لزوجته الجميلة، تزوج من السيدة إستر بعد وفاة زوجته الأولى، فهل لها علاقة بذلك؟ لقد وجدت الأمر مريبًا لأن التوقيت لا يمكن أن يكون مصادفة.

ربما كانت السيدة أستر ساحرة استغلت اللورد نورمان وخدعته لمصلحتها، شعرت أن الخادمات تم غسل أدمغتهن حتى لا يفكرن بشيء سوى الأمور الجيد عن العائلة الملكية للجنوب.. لا توجد شكوى واحدة أو خطأ، أليس هذا غريباً؟ والمرأة كانت جيدة جدًا لدرجة يصعب تصديقها، نظراتها وطريقة حديثها ام تتطابق، كانت نظرية معقولة... لقد اخبرها ابن عمها أن الأجوبة توحد هنا في القصر، لكن ماذا لو كان يقصد أن السيدة أستر هي الإجابة لكل شيء.

تنهدت ونظرت حولها لتجد بيانو في الزاوية الأخرى والذي لم تلاحظه تقريبًا، أصبحت المفاتيح باهتة باللون الأصفر والبني، عندما ضغطت على المفتاح الذي من المفترض انه كان أبيضاً، إنطلقت نغمة منه.

"مالفوس كروك وأسراره ..." قالت كاتي وهي تنظر إلى الأشياء الموجودة في الغرفة، تجعد حاجباها من رؤية قلادتين من نفس النمط دائرة ومثلث في داخلها.

عندما سمعت كاتي الاصوات المفاجئة في الخارج، التقطت قلادتين لتضعهما في ثوبها وخرجت بسرعة من الغرفة.. على أمل ألا يكون ذلك مثل الوقت الذي دخلت فيه المكتبة، عادت إلى غرفة البيانو التي عرضتها عليها الخادمة لأول مرة... وبعد ثوانّ دخل سيلاس الغرفة، اتسعت عيناه قبل أن يبدأ الغضب.

"أم، جوديث أخبرتني أنه بإمكاني المجيء إلى هنا-"

"اخرجي!" قاطعها سيلاس، وظهر الغضب والانزعاج على عينيه الرماديتين.

"أنا آسفة" انحنت كاتي وانطلقت مسرعة من هناك عائدة إلى غرفتها.

لم تعلم ما الذي يحدث معه ولماذا غضب منها، لكنها كانت سعيدة بالعودة إلى الغرفة التي أُعطيت لها .. بعد قفل الباب سحبت كاتي القلادتين ونظرت إليهما على ضوء الشمعة وتساءلت عن وجودهما داخل هذهِ الغرفة ... لم يكن لدى مالفوس اي فكرة عن هذا النمط إلا قبل بضعة أيام من موتهِ وقد رأت هذا النمط عندما صعدوا فوق التل ورأته يُحيط بالمدينة والتي استنتج منها مالفوس انها مرتبطة بحوادث المجازر الجماعية التي تحدث في القرى... عضت كاتي شفتيها وهي منغمسة في افكارها لتنقطع حبال افكارها عند صوت طرق الباب وبعد السماح لمن طرق بالدخول اخبرتها جوديث انه ام دعوتها لأمسية الليلة لتحية اقارب اللورد نورمان.

...

"إنها فتاة جميلة، تهانينا سيلاس" سَمعت رجلاً يهنئهُ بينما وقفت بجانبهِ تحبس أنفاسها في صمت.

عندما حاولت التحدث، لم يفعل سيلاس شيئًا سوى حفر أصابعه في جلدها لمنعها من نطق كلمة واحدة.. تهديد اللورد نورمان في الزنزانة كان لا يزال يدق في أذنيها، وكان الخوف يزحف تحت جلدها.

"كنت قلقة من أن اللورد لن يوافق لأنها تنتمي إلى مجتمع مختلف" قالت امرأة للسيدة إيستر وهي تبتسم.

"زوجي لا يبالي بالمكانة الاجتماعية، لكوننا اللورد والسيدة، فنحن بحاجة لأن نكون قدوة للآخرين" وهذا جعل حاجبي كاتي يرتفعان من الدهشة وشعرت بوخز الألم على يدها مرة أخرى.... حدقت في وجهه، مما جعله يوسع عينيهِ محذرةً من أي تصرف متهور تفكر فيهِ.

"والديكَ ليسا سوى محتالين! يجب أن تكونوا قدوة في التزيف والخداع!" انفجرت عندما خرج والداه لتوديع أقاربهم وإصطحابهم إلى عرباتهم.

أجاب سيلاس "أبقي صوتكِ منخفضًا"

"لا لن أفعل! أنا لست خطيبكَ، لن أوافق على ذلك!" تحدثت بصوت عالٍ.

"أنسيتي أن لدي تهم ضدكِ، في هذهِ القارة... في جميع الإمبراطوريات الاربعة ساحرة الظلام لا يُعاملوا بشكل جيد، لابد أنكِ تعلمين ما أعنيهِ بالفعل وخصوصاً سكان الجنوب هم لا يتسامحون ولا يفوتون ثانية لتنفيذ حكم الموت عليكِ" ابتسم سيلاس إبتسامة جانبية.

"أنا لست ساحرة وأنت تعلم جيدًا من هي الساحرة هنا" ضاقت عيني سيلاس على كلماتها.

"ماذا تقصدين؟" سألها بتشككَ.

"أريد العودة إلى منزلي! الآن" قالت كاتي بحزم.

"منزلكِ؟" سأل اللورد نورمان وهو يسير نحوهم "سمعت أنكِ فقدتي عائلتكِ منذ بضعة أسابيع... أعتقد أن هذا هو منزلكِ"

"أريد الذهاب إلى الإمبراطورية الشمالية، إنها أرض يعيش عليها البشر أيضاً تمامًا مثل ميثويلد، لا ينبغي أن تكون هناكَ مشكلة" سمعت السيدة أستر تضحك على كلماتها.

"عزيزتي، هل تخططين للركض حيث لورد فاليريان؟" سألتها السيدة أستر بابتسامة.

"وماذا لو كان كذلك؟" حدقت مرة أخرى في السيدة.

"الفتيات أمثالكَ هنّ حفنة من الحمقى، يُضيعون حياتهم على شيء عديم الفائدة للغاية ويتصرفنّ بتهور بينما لا يفهمون قانون الاسياد.... يَختار السادة دائمًا شركاء قادرين ومحتملين من نفس مكانتهم... ألا تدركِين أننا كنا لطيفين كفاية لـ اخذكِ تحت جناحِناَ"

"ما الذي تقصدينه؟" سألتها كاتي عندما نادت السيدة على احد الخدم وطلبت منه إحضار الجريدة الإخبارية "اقرأي هذا في وقت فراغكِ" ووضعت يدها على كتف كاتي ثم ابتعدت مع زوجها.

حركت كاتي نظرها عن لورد الجنوب والسيدة أستر ونظرت إلى الجريدة الإخبارية التي أُعطيت لها... عندما وقعت عينيها على الجريدة، شعرت بقلبها يسقط وهي تقرأ العنوان الرئيسي للصفحة الاولى.

[لورد فاليريان يَخطب السيدة بارتون]
'قرر اللورد أليكسندر أخيرًا الاستقرار مع السيدة كارولين وهي ابنة رجل الأعمال السيد بارتون... قرر الزوجان الزواج الشهر المقبل بمجرد انتهاء إجراءات المجلس الاعلى، وستكون هذه أيضًا هدنة سلام بين مصاص الدماء والبشر ...'

توقفت كاتي عن قراءة المزيد ونظرت إلى صورة اللورد أليكسندر والسيدة كارولين التي احتضنت ذراع اللورد بذراعيها النحيلتين وخاتمين زينين إصبعيهما.

تنفست بعمق كشخص خرج لتوهِ من بكة ماء كان ان يغرق فيها، شعرت بحُرقة عينيها، رمشت عدة مرات لتسقط الدموع منهما... عادت إلى غرفتها دون أي كلمة وأغلقت على نفسها هناك.

كانوا مخطوبين، اللورد أليكسندر.

طوال هذا الوقت عندما كانت في الامبراطورية الجنوبية، لم يحاول مرة واحدة إرسال رسالة إليها... كان قد وعدها أن يأتي لزيارتها ولكن مرت ثلاثة أشهر منذ مجيئها هذهِ الامبراطورية ولم يكن هناك أي أثر له.

"أليكس ..." همست عندما انزلقت دمعة خائنة من عينيها، تشعر بأنها تستسلم، كانت وحيدة والوحدة كانت تتملكها فقط بينما كانت تخوض معركتها بمفردها.

سيتزوجان تذكرت شيئا قالته دورثي "سمعت أن اللورد أليكسندر سيخطب السيدة كارولين"

لا، لن تصدق ذلك حتى ترى الامر بنفسها... إلا إذا أتت هذهِ الكلمات مباشرة من فم أليكسندر.

تذكرت كاتي فجأة أنه قبل مغادرتها إلى الإمبراطورية الجنوبية، طلب منها أليكسندر معروفًا... لا ليس معروفاً بل طلب منها ان تفعل شيئاً إذا تحولت الأمور إلى أسوأ.

"إذا ساءت الأمور، فأنا أريدكِ أن تستخدمي هذهِ" قال وهو يلتقط قلادتها بين أصابعه ... نظرت إلى الأسفل لترى الحجر الأزرق بداخله.

"لم تكن مجرد قلادة؟" سألت ورأتهُ يبتسم.

"أنا سعيد لأنكِ فهمتي ذلك" قال وهو يفتح الحجر الكريم لتظهر بتلة من الزهور داخلها.

"هذهِ ..." تباطأت كاتي وهي تنظر إلى البتلة الزرقاء التي كانت من الزهو التي يعتز بها أليكسندر.

"احرقي هذهِ من أجلي" قال وهو يدفع خصلات شعرها بعيدًا عن وجهها "هل يمكنكِ فعل ذلك من أجلي؟"

"نعم"

حاولت فتح المدلاة بأصابعها لكنها لم تنفتح... حركت أظافرها حول الحجر في محاولة للعثور على فتحة صغيرة تساعدها على فتحها.. نهضت من السرير وبدأت تفتش الادراج بحثاً عن أداة حادة لكنها لم تجد أي شيء سوى الدبابيس.

كيف يمكن أن حرق البتلة إذا لم تستطع فتح قلادتها كان عقلها في فوضى عارمة... التقطت قلادتها مرة أخرى فجأة تبلورت فكرة وسحبت القلادتين اللتين التقطتهما من غرفة مالفوس والتي خبأتهما تحت سريرها... كانت حوافها ناعمة، استخدمتها ونجحت في فتحها.

أخرجت البتلة برفق، وألقتها في المدفأة، رأت النار تشتعل بشكل ساطع حتى تحولت البتلة إلى لا شيء سوى الغبار.

عادت إلى السرير، رأت القلادتان اللتان اخذتهما من غرفة مالفوس ملقتين فوق بعضها البعض لكن في جهتين متعاكستين بعد أن فتحت الحجر... لقد شعرت بشعور الادراكَ برؤية الطريقة التي يتداخلان بها مع بعضهما البعض. لم يكن مثلثاً أبداً ليس له علاقة بالمثلث لأنه كان نجمة خماسية من البداية... الكتاب تحدث عن خمسة أضلاع و لتشكيل نجمة خماسية أخذت خمسة أضلاع.

"واحد من الظلام، واحد من النور واحد من الأبرياء واحد من السحر ما هو الاخيرة؟ " سألت نفسها "وإذا كان الظلام والنور يشير إلى السحرة فلماذا ذُكر السحر مرة أخرى؟ "

عندها ذهبت للوقوف أمام النافذة فتحتها وحاولت إلقاء نظرة أفضل على المدينة لكنها لم تستطع أن ترى سوى جزء منها...كل هذا الوقت والسحرة يقومون المذابح فقط لكن هذه المرة بدا وكأنهم يخططون لشيء كبير ومدمر.

تمامًا عندما كانت تائهة في أفكارها سمعت صوتً خفقانًا للأجنحة خارج نافذتها تفاجأت وهي تضيق عينيها لترى من خلال الظلام، لقد ظنت في البدايه انه طائر ما... عندما رأت خفاش يطير باتجاهها مباشرة، تراجعت بخوف وهي تُراقبه وهو يرفرف بجناحيه قبل أن يسقط لفافة صغيرة من الورق عند نافذتها ويختفى خلف الأشجار.

التقطت الورقة بسرعة وفتحتها لتقرأ الرسالة المكتوبة بداخلها 'سأراكِ قريباً إل'

حينها سمعت كاتي طرق باب غرفتها، ألقت الورقة في النار المدفأة وأخفت القلائد في ثيابها.

"آنسة كاثرين"سمعت الخادمة تناديها وعندها فتحت الباب أخيراً ابتسمت للفتاة.

"ما هذا؟" استجوبتها كاتي وهي تخفى توترها.

"اخبرني اللورد الشاب أنكِ لم تتناولي العشاء ولذلك طلب أن أحضرهُ لكِ" قالت وهي تسحب عربة ناقلة الطعام وتبعها ليروي.

"هذا لطف منه" تمتمت كاتي.

راقبها ليروي وهي تنظر إلى النافذة لوهلة ثم تحركت نظرتها نحو المدفأة قبل أن تستقر في وجهه مباشرة... على الرغم من أن سيلاس عيّن لها الخادمة جوديث إلا أنها لم تشعر أن ليروي تم تعيينه من قبل نفس الشخص... عمل هذا الحارس للورد مباشرة، متبعاً أوامره وكان أحد الأوامر الموجهة لهَ هي مُراقبتها.. وبمجرد أن قام بالفحص اللازم تركها مع الخادمة ورحل.

"طلب مني اللورد نورمان والسيدة أستر أن أبلغكِ أننا سنُقيم حفلة موسيقية مساء الغد ويجب عليكِ البقاء هنا لأن حضوركِ لن يكون مطلوبًا" سمعت الخادمة تتحدث وهي تتناول طعامها.

"حفلة؟ أي نوع من الحفلات؟" سألت الخادمة.

"فقط المعتاد حيث يجتمع النخب مع البشر ومخلوقات الليل من المجلس واللوردات، سيكون حفل-"

"اللوردات؟" قاطعتها كاتي.

"نعم، اللوردات... أنسة كاثرين إنهم الجزء الأعلى من الطبقة الاجتماعية، أليس كذلك؟" سألت في حيرة.

شعرت كاتي بالأمل يتأرجح في عينيها وهي تهز برأسها إيجاباً "إنهم كذلك، لقد نسيت أن اللورد ينتمي إلى الطبقة العليا أيضًا" ابتسمت قبل إكمال طعامها بشهية مفتحة والتي فقدها بعد فترة طويلة جداً.

في الليلة التالية، تم تزيين القصر بشكل مشرق وجميل للترحيب بالأشخاص الذين تمت دعوتهم ... كان الأمر يبدو كمناسبة وطنية بوجود الكثير الرجال والنساء اللذين تعالت أصوات ضحكاتهم الرنانة وثرثراتهم الصاخبة بصحبة بعضهم البعض.

على الرغم من أن كاتي طُلب منها عدم حضور عدم حضور الحفلة الراقصة، إلا أنها أرادت رؤية اللورد أليكسندر إذا كان هنا... لم لم تكن تعرف كيف ستكون ردة فعلها إذا أحضر معه الليدي كارولين وكن في الوقت الحالي دفعت هذه الأفكار بعيدًا عن عقلها.... تسللت خارج الغرفة، في محاولة للعثور على أشخاص تعرفهم في القاعة الرئيسية حيث تُقام الحفلة.

وجدت اللورد نورمان يتحدث إلى أحد رؤساء المجلس الذي زار فاليريان من قبل... لم يكن سيلاس موجوداً في اي مكان تستطيع رؤيته وعندما حاولت العثور على السيدة أستر، سمعت صوتًا خلفها مباشرة.

"اعتقدت أنني أمرتكِ بالبقاء في غرفتكِ" إلتفتت برعب ورأت السيدة أستر واقفة هناك وكان ليروي خلفها تماماً.

لعنت نفسها داخلياً لم تكن تتوقع القبض عليها بهذهِ السرعة "كنت أشعر بالفضول بشأن الحفل"

"هل ألقيتِي نظرة جيدة؟" قامت السيدة بإمالة رأسها عند السؤال.

"نعم، سأعود الآن" أعطتها ابتسامة جاهدت في اخراجها.

"بالطبع عزيزتي، ليروي يرجى مرافقتها إلى غرفتها.. شكرا لك" كان صوتها يرنّ بلطف وأمسك الحارس بذراع كاتي وسحبها بعيداً عن القاعة بقوة باتجاه السلالم التي ستؤدي إلى غرفتها.

"آخ! يمكنني السير بنفسي" حاولت رفع يده بعيدًا لكن يد الرجل لم تكن أقل من معدن.

"ليروي توقف، تعامل معها برفق" فجاءة ظهر أمر سيلاس الذي كان يصعد السلالم "سأتعامل معها من هنا"

"اللورد سيلاس والدتكَ -" تحدث الحارس ورفع سيلاس يده مُقاطعاً حديثه.

"هل مُصطلحاتي صعبة الفهم؟ قلت أنني سأخذه من هنا" قالها بابتسامة باردة تقشعر لها الأبدان، تركها ليروي لتتبع سيلاس في الممر الطويل... إلتفتت كاتي لترى أن ليروي لا يزال واقفاً هناك لبضع ثوان قبل أن يتراجع وينزل السلالم.

عندما وصلوا غرفتها هو تجاوزها فقط واستمر في السير إلى نهاية الممر، تفاجأت كاتي وتسألت عن مكان ذهابهم داخل عقلها لكنها تبعته ... بعد بضع دقائق قادها إلى غرفة خالية من الأضواء وسار نحو الأرفف وأكوام الكتب هناك.

"ما هذا المكان؟"

"كثيرًا ما استمتعت أنا وأخي بصنع الحيل في القصر، حتى اكتشفنا طرق تؤدي إلى أجزاء مختلفة من القصر لم يعرف عنها أحد... لا أحد يعلم" قال وهو يسحب إحدى حاملات الشموع المعلقه على الجدار لأسفل مما أدى لتفكك الجدران وإظهار سلالم تؤدي إلى منطقة مفتوحة على جسر.

"ولكن لماذا نحن هنا؟" سألته كاتي في حيرة مما جعلهُ يتنهد.

"لقد كان محقاً... أنت بنك أسئلة، يجب أن تذهبي من هنا بمفردك لا أريد أن يستجوبني أحد" قال سيلاس وهو يبتعد عنها ويعود نحو سلالم.

هل هذا يعني أنه ستركها تهرب من القصر؟ القلائد التي التقطتها كانت لا تزال في الغرفة "لدي بعض الأشياء لأخذها من الغرفة"

"لكي نكون واضحين، من المفترض أن تعودي في غضون ساعة أو سأطاردك وأقتلكِ وأسلخِك حية" هددها قبل صعود السلالم إغلاق البوابة.

"انتظر ..." تراجعت بينما تحركت الجدران لتغلق الممر شعرت برذاذ الماء والرياح في وحولها.

كانت ليلة باردة، السماء مظلمة باستثناء البرق الذي يومض في بعض الأحيان بين الغيوم لإظهار مدى رمادية السحب... كان جسرًا طويلاً يربط بين مبنى وآخر .. اسفله جرت مياه التي تحيطها الاعشاب الطويلة وفي الأعلى كان كل شيء هادئ... عبرت الجسر وعندما التفت ادركت انها ربما كانت واقفة في احد الابنية المعزولة دون نوافذ او ابواب.

أغمضت عينيها متسائلةً ما يُفترض بها فعله.

عندما فتحت عينيها ونظرت أمامها، شعرت أن عالمها يتوقف... تحركات اوراق الشجر وقطرات الماء التي كانت تتساقط من السماء، حتى تنفسها... كل شيء توقف.

وقف اللورد أليكسندر هناك، مثلها تماماً تحت المطر المتساقط وتبللت ملابسهما بينما كانا يقفان هناك ينظران إلى بعضهما البعض، ويلتهمان وجودهما بأعينهما.... أخذ خطوات بطيئة للأمام والشيء التالي الذي أدركته هو أنها كانت تركض نحوه كان صبرها ينفد منها لم تستطع إيجاد الصبر في قاموسها.. لم تعد قادرًة على إحتمال الإنفصال بعد الآن وفتح ذراعيه، وأخذها بأمان أحضانهِ بينما كان يحملها بشوق.

سحبها تحت السقف المفتوح للمبنى الاقرب لهما لتجنب المطر الذي بدأ يزداد قوة بينما كان يقبّل شفتيها ويده تشق طريقها من خلال شعرها والأخرى تحتضنها بقوة كما لو كان يريد دفن جسدها داخلهُ... قبلته مرة أخرى بلهفة مماثلة، وكانت يداها ممسكتان بطية سترته السوداء وشدت إغلاق عينيها خوفاً من أنه سيختفي إذا فتحتهما.

شعرت به وهو يدفع لسانه في فمها ليلتقي بها بينما ترفع يديه من خصرها ويدفعها على الحائط دون أن يكسر ترابطهما ... كانت القبلة يائسة وعاطفية على حد سواء، وجدت شفتيه طريقها إلى فكها وعنقها... احتضنها وشد جسدها ليستريح خدها على صدره بينما كانت تحاول التقاط أنفاسها بين ذراعيه.

"اشتقت لكِ" سمعته يهمس فوق رأسها، وشد قبضته حولها.

"اشتقت لكَ أيضًا" ردت معانقة إياه فيما كانت تَشُم رائحته من خلال قميصه.

أدركت أنه لا يهم إذا لم يكن لديها مكان تستقر فيه لأن هذا هو شعور المنزل.... كان منزلها.

"اعتقدت أنك لن تأتي لرؤيتي بسبب خطوبتك مع كارولين" قالت بهدوء عندما تراجع لينظر إليها "بدا الأمر وكأنني واحدة من قطعة البيدق الخاصة بك في لعبة الشطرنج هذهِ" ابعدت عينيها عنه عندما قالت ذلك وبحزن متسائلة داخل نفسها عما إذا كان ذلك صحيحًا.

"حمقاء سخيفة ... الخطوبة هي إعلانّ كاذب، لذا لا تشغلي بالكِ بها" غمغم بابتسامة وهو يدس قطعة من الشعر وراء أذنها "أنتِ ملكتي القيمة في لعبة الشطرنج هذهِ، وأنا أحب الملكة كثيراً للتضحية بها" رفعت عيناها لتنظر إليه.

لم يقل اللورد أليكسندر أي شيء بشكل مباشر، لكن كلماته كانت تنقل دائمًا ما يريد قوله لها.

"لديك كدمة صغيرة!" قال وهو يلامس عظام وجنتيها بأطراف أصابعه "متى حدث ذلك؟" سألها.

"قبل أربعة أو خمسة أيام" اعتادت على رؤية وجهها بعلامة خضراء مزرقة لدرجة انها نسيت وجهها ...عند سماع هذا ابتسم أليكسندر إبتسامة واسعة لكن عينيه العميقة المظلمة قالتا شيئًا آخر تمامًا.

"القائمة تتزايد" تمتم في نفسه.


- يتــّبع -


أخيرررررراًاًاًاًاً، لقاء عاطفي جعلني أعاني من جفااااااااف، فقط كم احب لحظاتهم الرومانسية اشعر بأنها شاعرية تماماً... كيف نجد رجلاً مثل أليكس😭

بدأت الامور تترابط في هذا الفصل لقد وصلنا إلى العد التنازلي في هذهِ الرواية 😭🥳

سأحاول أن أنهيها قريباً ولن أأجل امرها بعد الان ... أتمنى ان تنبهوني على الاخطأ الإملائية والنحوية حتى أقوم بتعديلها آنا كسولة جداً حتى أراجع الفصل 🥲

خذوا الكثير من القبلات والسكاكر 💋🍭

لا تنسوا دعواتكم الصادقة لأهل غزة، رحم الله شهدأها وصبر أهليهم وعظم أجرهم 🇵🇸🤍

_____________
✨See you soon my dear✨

Continue Reading

You'll Also Like

1.1M 52.6K 27
اغرقيني في حبك دعيني ارتشف من عشقك لاتحاولي ابعادي لأنني أصبح متملكا هذا لا يعجبك "كوني عطر حياتي لذلك فل تقبلي بي حتى و ان كنت مصاص الدماء " 🍷احب ا...
562K 17.5K 23
الرواية تتحدث عن الشيطان او لنقول زعيم مصاصي الدماء يقع بحب فتى منذ ان كان صغير ويصبح مهووس بكل انش به.. ********* ماذا سيحدث عندما يتعرض الفتى للخ...
464K 20.7K 58
الَم يكُن من المُفترَض أن يُحذرُونا من الحُب وعوَاقبُه؟ قبل أن نتلَذَذ بتِلك اللحظَات...وقبل أن تحُل علَينا عوَاقبه ويجعَل منَا فُتَات ،لا يستَطيع أح...
84.6K 1.2K 5
كان حظها العاثر هو سبب وقوعها ضحية زوج خسيس حقير اقل ما يقال عنه انه ليس رجل فهل ستضحك لها الايام وتخرج من قفصه ام ستجد نفسها عالقة في قفص اخر وتد...