الفردوس المفقود - Paradise Lo...

By WafaaBalkani

1.8K 333 162

كُنـتُ وكـأنـي لا أرى الأشـياء على حقـيقتـها. لكن كنتُ أرى أكثر من اللازم وأعمق من اللازم. فتحتُ عيناي لأجد... More

لــقـــارئـــي
الفصل الأول: هل يجب أن أتحدث؟
لا تريد إخباري!
أبي؟
قط السفنكس؟
أحداث وأسرار
الفصل الثاني: سأخبرك ما حدث
الأحمق أفسد اليوم
هل أنا في بالك؟
.

تحدث معي

86 22 8
By WafaaBalkani


-لم يكن عليك فعل ذلك .
أردفت ليلي وهي تمسح على ذراعها .

-لم يكن لديه الحق لمسكك بهذه الطريقة ، ليس لديه الحق لإجبارك على فعل شىء ..... ليس لأي أحد الحق في إجبارك على فعل شىء لا تريدينهُ يا ليلي، لا أحد .

-أنتَ تريدُ مساعدتي بقدر إراداتك لحل الجريمة ، لماذا؟
وجهت ليلي جسدها لجونثان الجالس أمام مقود السيارة منتظرة منه إجابة جيدة.

نظر لها جونثان بطرف عينه وهو يقود وأردف:
-لا شىء ، فقط لا أحب أن أرى أحداً مجبراً على شىء حتى وإن كان مجرم.

-كاذب ، قل الحقيقة .

أطلق جونثان ضحكة خفيفة قائلاً:
-ولمَ قد أكذب يا فتاة ، هذه الحقيقة... أن..

أردفت ليلي مقاطعة كلام المحقق جونثان:
-مازلتْ تكذب؛لا تُفكر بأني غبية فقط لأني فاقدة لمعظم ذاكرتي، أنا جيدة بكشف الكاذب من المرة الأولى؛ لذا يفضل أن تقل الحقيقة لي ...

-وإلا ماذا... ماذا ستفعلين؟
رد جونثان عليها بطريقة ساخرة جعلت من ليلي تضحك قليلاً.

-لم أرك تضحكين من قبل ،لديك ضحكة جميلة بالفعل.
أردف جونثان ناظراً لها لبرهة.

-أنظر أمامك ،لا أريد الموت في حادث و لا أريد أن أستيقظ فاقدة النصف الآخر من ذاكرتي.

-حسناً ،حسناً؛ لكن حقاً ضحكتك تأسر أي أحد حافظي عليها.

-لا تزال لم تجب على سؤالي سيد جونثان.

أردفت ليلي معلنة عدم نجاحهُ في جعلها تنسى سؤالها.

-ااه،حسناً، أنا مُتأكد أنك لستِ القاتلة ، لا يُمكنكِ فعلها ، في البداية كان مجرد شعور لكن الآن أنا متأكد من ذلك.

-ولمَ تعتقد أني لستُ الفاعلة ؟ هل هو بسبب دماء مكلاين التي وجدتموها في موقع الجريمة؟

-أنا مُتأكد أن مكلاين جزء من الجريمة التي حدثت، لكن ليس هذا هو السبب الفعلي... أنتظري.
صمت جونثان قليلاً ، حتى أوقف سيارتهُ بجانب الطرق وألتف نحو ليلي وأكمل:
-كما قلت كان لدي شعور من اللحظة التي رأيتك فيها أنكِ لستِ القاتلة؛ أجل كنتِ في موقع الجريمة، دماؤه بين يديكِ ، لكن كانت هناك علامات ضرب على جسدك وجروح، بالتأكيد لم يكن السيد جون هو من فعل بكِ ذلك لأن كما وجدت في ورق التشريح، السيد جون كان يعاني من مرض في الأعصاب يجعل يداه ترتجفان دائماً، لذلك ليس لديه القوة الكافية لجرحك بهذه الطريقة ولا حتى القوة لضربك هكذا، مما يعني ...

قاطعتهُ ليلي وأكملت عنه:
- مما يعني أن شخصاً أقوى منه وقد يكون أصغر عمراً هو من فعل بي هكذا، ومن ثم قتل جونثان؟

-لا أعلم بعدْ ماذا حدث قبل ماذا؛ لكن أجل، شخصاً ذو بنية جسدية أكبر قام بفعلتهِ بكما أنتما الإثنين، ايضاً أنتِ لم تقتليه لأنكِ ذات جسد صغير ، يا فتاة قد أخبئك في جيبي.
قال جونثان جملتهِ الأخيرة مطلقاً ضحكةً عاليةً .

-على ماذا تضحك ،أنت غريب.
أردفت ليلي وهي تضم ذراعيها لبعضها ، لكن سرعان ما ضحكت على ما قالها وقالت:
- أعتقد أنك محق، فجيبك يتسع لعشر أشخاصٍ غيري.
رمقت ليلي جونثان وضحكت عالياً .

-أتضحكين على ثيابي؟ حقاً؟ يا إلهي.
أطلق جونثان ضحكة إستهزاء صغيرة ثم أكمل:
-حسنا ، إن السُترة قد تبدو كبيرة بعض الشىء، لكنها لأبي ، هذا ما تبقى منه . عندما أرتدي ثيابه أشعر أنه بجواري.

-لم أكن أعلم أنها لوالدك ،كنت أمزح فقط . أنا آسفة.

أمسك جونثان بيد ليلي مبستما وأردف:

-لم أعد أريد حل هذه القضية لأجل حلها فقط ، بل لأجلكْ.

أبتلعت ليلي ريقها ساحبةً يديها من بين يديه وأردفت مغيرة الموضوع:

-أن مكلاين زوجي؛كان يحاول إخراجي من منزل جون وقت الحادث، أحاول تذكر ما حدث بعد ذلك، وكيف له أن يعلم بجون اصلا؛ فأنا لم أخبره عنه بتاتاً.

فهم جونثان مقصدها من الحديث عن مكيلان فجاءة مردفاً:
-ألم تعلمي؟

-ماذا؟

-دقيقة.
نظر جونثان لليلي مفكراً هل ما سيفعله شىء جيد أم أنها مجرد أنانية منه، لكن سرعان ما أتجه بنصف جسده للكرسي الخلفي للسيارة محضراً حقيبة بها أوراق .

أعتدل جونثان أمام ليلي يفكر للمرة الأخيرة، هل حقاً يريدها أن تعرف فقط للعلم أم أن هذه أنانية تنبع من داخله.

-حسناً ، خذي.
أخرج جونثان ورقة من الحقيبة وأعطاها لليلي وسرعان ما ضم يديه حول الحقيبة قلقاً من رد فعلها ،مع شعور الندم الذي بدأ ينتشر بداخله من الآن.

-طلقني؟ مكلاين طلقني؟ هل تركني مكلاين؟ أيعني أنه كان يعلم بمكاني ؟ كل هذا الوقت وأنا قابعة في تلك الغرفة المظلمة؛ أنتظر مجيئه لي ، أنتظر أن يخرجني ، كان يعلم بوجودي هناك و تركني!
اليوم بعد أن تذكرت وجوده في بيت جون ، تأكدتُ أنه يبحث عني ، شعرت بالأمان للحظة، لكن ذلك الحقير تركني. أبي كان محقاً بشأنهِ، أنا من عارضتُ أبي وتزوجته، حقاً حمقاء؛ لقد وثقت بهِ و أحببتهُ.

أنتظر هل قد يكون هو من قتل جون؟ لو هذه الحقيقة، حقاً أنا من ستقوم بقتلهِ، وهذه المرة أعدك سوف أتذكر مقتلي له.

نظر جونثان لها وهي تتحدث بصدمة لكن بشىء من الغضب و القوة، دموعها تنهمر منها كالشلال ولا تمسح منها شيئاً، هنا شعر جونثان بالندم يأكله لما جعلها تشعر به .

-أنا آسف.
رمق جونثان ليلي بحزن و هو يسمح دموعها مردداً آسفهُ لها.

-لا، ما فعلتهُ يا سيد جونثان جيد، كان يجب أن أعرف، لكن هل أبي كان على علم بذلك؟

-أجل ، لكن الطبيبة ميلوري فضلت عدم إخبارك بهذا حتى لا يحدث لك شىء، حقا لا أعلم لم فعلتْ ذلك، لم يكن علي فعل ذلك ،حقاً أنا آسف. أرجوكي لا تبكي .

-عندما كان جون يقول "ليلتها أن الجميع خائن ، لا تثقي بأحد يا ليلي" ، كان يقصد مكلاين؛كيف لم أفهم جون وقتها؟

صمتت ليلي قليلا محاولة تهدئة نفسها ، ومن ثم عدلت وضع جلوسها في إتجاه جونثان تنظر له وأكملت:

- أنا لست حزينة ، أنا أشعر بالحماقة و الخيانة، لا أكثر.
أشعر أني غبية ،كيف لم أكتشف هذا ،وكيف لم أفهم جون في تلك الليلة!

-ربما علمتِ بما قالها السيد جون؛ لكنك لا تتذكرين الآن.

-يمكن ذلك.
هل يمكنني سؤالك شيئاً ما؟

-بالطبع، بقدر ما تريدين.

-لم لا يزورني أبي؛ قد زراني مرة واحدة ولم يفعلها مجدداً؛ هل هو بخير؟

-بسبب الطبيبة ميلوري. لقد سمحت بحضوره ذاك اليوم ليخفف عنك ، فقد كانت حالتك سيئة جداً وقتها؛ والدك مازال يحاول رؤيتك، لكنها ترفض كل مرة لسبب ما .

- أيمكنكْ أن تجعلني أراه لقد أشتقت لهُ كثيراً؟ أريد حضنه قليلاً، أيمكن؟

-سأحاول حسناً؟ فقط أتركي لي الأمر.

أبتسمت ليلي لجونثان و عادت لتجلس مكانها متجهة بنظرها للأمام.

-حسنا، سوف أرجعك للمشفى ، لكن كل ما أريده منك أن تحاولي تذكر ما حدث اليوم بكل هدوء ، يمكن أن تتذكري شيئاً بين تلك الأحداث. ايضاً لديكِ رقمي ، وتعلمين أنه مسموح لكِ بالاتصالِ بي دائماً صحيح؟

-أعلم؛ متى سنعود لمنزل جون مرة آخرى؟

-عندما تريدين ذلك، لن أُجبركِ، ولن أجعل إدي الأحمق يُجبرك، لا تخافي.

-غداً؛ أهو مناسب؟

-بهذهِ السرعة؟

-ماذا؟ هل يجب أن أبكي على ما حدث؟
رمقت ليلي جونثان بطرف عينيها، وهي تهز رأسها وأردفت:

-أنا لا أحزن على ذهاب أحد خائن حتى وإن كنت أُحبه، أنا لم أخسر شيئاً.

أبتسم جونثان وأردف:
- للمشفى اذاً، وغداً في التاسعة صباحاً سوف أمر لأخذك لمنزل السيد جون.

لم يتحدث أحدهما طوال الطريق، حتى وصل كلاهما للمشفى وأردف جونثان:
- سوف أضع الأصفاد حتى لا يقل أحد شيئاً.

-حسناً.

مدت ليلي يديها لجونثان ليضع الأصفاد بيديها ومن ثم أشار لها أنها سينُزلها.

-مساء الخير سيد جونثان، كيف حالك؟
أردفت إحدى الممرضات.

-بخير، ها هي ليلي، أرجو أن تعتني بها جيداً ، فقد كان يوماً عصيباً عليها.

-لا تقلق سيد جونثان، سوف أغطيها قبل النوم .
أردفت الممرضة، جاعلة الممرضة الواقفة بجانبها تضحك على استهزائها.

-هل تستهزئين بي أيتها الممرضة؟
سألها جونثان غاضباً.

-لا، لا يا سيدي، لا أقصد ،أعتذر لك. سوف أعتني بها جيداً لا تقلق.

- أخبري طبيبتك، أني سوف أمر لأخذ ليلي غداً لنكمل عملنا... ايضاً أخبريها أني أريد لقاءها غداً في تمام الثامنةِ صباحاً.

- حسنا سيد جونثان ،سوف أخبرها.
هيا يا ليلي لنذهب .

خلع جونثان الأصفاد من يدي ليلي و نظر لها بإبتسامة خافتة مودعاً إياها حتى يقابلها في موعدِ الغد.

Continue Reading

You'll Also Like

48.8K 3.5K 21
ثم مسحت دموعها وقالت انا حواء الذي شهد القرأن على كيدها فـ والله لأبكينك دماً ياأبن ادم....
MIDNIGHT By ✨

Mystery / Thriller

501K 21.3K 29
[ S E X U A L C O N T E N T ] هـو الـذي بـنـظـرة مـنـهُ يـخـلـع مـنـي عـقـلـي و يـلـبـسـنـي شـفـتـيـه ، هـو الـذي يـعـرف كـيـف يـلامـس انـوثـتـي بـ...
125K 5.2K 24
الجزء الثاني من روايه موسي غاليتي صراع بين السلطه و العشق
20.1M 653K 161
بريئة اوقعها القدر بين براثن شيطان لا يرحم ، حاول ايذائها فتأذي هو