لوفينيا

By Rozalle

6.1K 1K 513

"أتلعبُ معيٓ لعبة ؟ قانونها بسيط جدًا! اقتل أو أُقتٓل .. وما عليك سوى الإلحاق بروحي للسماء قبل أن تُسلب روحك... More

وماذا بعد؟
وقعتُ في المصيدة
من التّالي؟
نُقطة ضعف
عُقبة أخرى
أغيثوني بِقهوة
سُويعاتٌ حاصِلة
شرٓاكةٌ ناجِحة
مُذنِبةٌ بريئة
كلّ امرأةٍ أُنثى
بِحاجٓةٍ للمُساعدة
مهمّةٌ ناجِحة
متنمّرة
لِقاءٌ مدبّر
إنقِلاب
فرصةٌ ضائعة
ثلاثةُ مفقودين
لُعبةٌ جديدة
كابوس
قبلٓ ستّةِ سنوات
وصيّة
العاشر
البحث عن صديق
ثقة
تلميح
التسجيل
تعارف
خبيث
حقيقة
رحلة البحث
أسفل الباخرة
بلا أمل
الخطّة الفاشلة
القاتل
نهاية اللعبة
بعد ثلاثِ سنوات
النهاية

لقاء

81 10 2
By Rozalle

في العاشرةِ صباحًا، كانَ مرتكزًا في بهو الشركة الضخم الذي يضجّ بالموظّفين من كل جهة وهو يتصفّح هاتفه المحمول واقفًا بسترته السوداء الأنيقة إلى أن قاطعه صوتٌ هادئ من قبل فتاةٍ شقراء ترتدي تنورةً ضيقة تماثل لون أحمر شفاهها و تكادُ تعرقلها عن المشي
"عذرًا على الإطالة في انتظارك سيّد كين، السيد جاسون في مكتبه"

عبسَ بوجهه بخفّة ثمّ استدارَ نحوها
"لم أضجر سوى من انتظاري لكوب قهوتي ليتبيّن لي بأنّكِ نسيتي أمرها بالكامل"
قالَ بنبرةٍ هادئة تعكس رزانته وتنافي كلامه

واصلت الاعتذار منه بلا توقّف لتخبره بأنّها في طريقها لقهوته حالًا ولكنّه رفضَ متظاهرًا بضيقِ وقته

ألقى نظرةً عليها بطرفِ عينيه ثمّ راوده سؤال عابر، هل يوظّفون الفتيات هنا بناءً على مظاهرهن؟

سارت أمامه بخطواتها المعوجة ليتضايق كين من بطئها الشديد لذا فاختارَ استباقها متسارعًا وتخطيها نحو المصعد ومن ثمّ اغلاقه قبل دخولها لتذهل من تصرّفه مع توسّع حدقتيها
"أعرفُ المكان جيّدًا يا آنسة، انتهى عملك"
عندها زفرت بعمق و شكرت ربّها بأنّه محامي الشركة وليس صاحبها

سار لآخر الممر في الدورِ العاشر ليدخلَ لجناَحٍ دونَ طرقِ بابه كعادته
"غريب"
علّق عندما رأى جاسون يجلسُ في كرسيّه وعيناه لا تفارقان الأوراق أمامه عوضًا عن تقبيله لفتاةٍ مختلفة في مكتبه ككلّ مرة يدخل فيها عليه

"تعلّم طرق الباب من فضلك"
أمره الآخر متظاهرًا بالرسمية ثمّ كسر وجهه الجامد بابتسامته الأخّاذة

"هل لي أن أعلمَ مالذي يحدُث هنا؟"
سأله وهو يلقي بملفٍّ أبيضَ على طاولته ليتصفّحه الآخر على عجلة وعيناه تشيران للإعجاب بعمل صديقه، و كلّ ما يحتاجه جاسون هو تلك الدقة التي يمتلكها كين ليتفوّق عليه

"من الصعب الإخفاء عنكَ شيئًا، سأتزوّج من ايفا قريبًا"
قالَ مصرّحًا دون اكتراث ليبتسمَ كين
"أعرفُ ذلك مسبقًا ولكنّني كنت أرغبُ بسماعِ الخبرِ منك فحسب"

استطاعَ جذب انتباه جاسون في لحظة ليترك ما بيده ثمّ يسأل بصدمةٍ تعلو وجهه
"هل لا تزال على تواصلٍ مع خطيبتي؟"
كان يتظاهر بالغيرة على من لا يعرفُ حقّ المعرفة ولكنّه لن ينكر استغرابه في كونِ كين على علاقةٍ وطيدة مع شخصٍ آخر غيره

ضحكَ على غير عادته ثمّ سأله
"حسنًا، ايفا زوجةٌ مثاليّة ولكن مالذي دفعك لتغيير رأيك والزواجِ منها؟ هل لا زلت قراراتك تحت اشرافِ والدك؟"

ابتسمَ متّخذًا سخريته برحبٍ صدر ثمّ برّر موقفه
"لن أنكر جمالها، فكما تعلم أحاولُ انتقاء جيناتٍ لأطفالي المستقبليين"

لم يكن كين ليصدّقه لذا فرمقه بنظرةِ شكٍّ دون ارغامه على الحديث ولكنّه سارع بتغييره لردّه
"حسنًا لنقل بأنه زواج منفعة، أنا بحاجةٍ لعلاقةٍ وطيدة مع والدها المليونير كما هو كذلك، الزواج منها سيرفعُ من شأني لا أكثر، كما أنّني لا أمانع الأمر فأنت تعلمُ جيّدًا بأنّني لا أؤمن بعلاقات الحب الزائفة"

استغربَ كين تغيّر مبادئ صديقه اللا مبالي بعدَ أن فعل المستحيل لتخطّي هذه المرحلة ولكنّه ابتسم برضا بعدَ قوله للحقيقة ليعلّقَ الآخر ممازحًا بالمقابل
"أتعلمُ شيئًا؟ لعلّ الباخرة غيرتك نحو الأفضل فقد أصبحت بشوشًا أكثر من اللازم"

و سرعانَ ما تلاشت تلك الابتسامة لتتبدل بتكشيرة دون قصدٍ منه، وعندها ندمَ عندها جاسون لمحاولته الفاشلة في القاء دعابته الجارحة

فتحَ فمه لينطقَ محاولًا اخمادَ الحريق الذي افتعله من غير عمد ولكنّ كين قاطعه قبل أن يبدأ حديثه
"لعلّك صدقت"
و لأوّلِ مرّة منذ ثلاثِ سنوات يتحدّثُ بها كين عن ذلك الكابوس الذي يلازمه على عكسِ ما توقّعه صديقه

و لم يستطع جاسون تمالك نفسه وتفادي ذلك النقاش بسبب طولِ انتظاره، فلطالما خاضَ النقاشَ مع نفسه مرارًا وتكرارًا على أملِ بأن يتحدّثَ معه

كانَ قد استعدّ تمامَ الاستعداد بتبرير موقفه والاعتذار بشكلٍ كامل ولكنّه انتهى بكلمةٍ واحدة
"آسف"
لم يكن ذلك بسبب تغيير رأيه عن كونه المصدر لكلّ ما واجه أو حدثَ له ولكنّه كان عجزًا منه، فجاسون في مواقفِ التعبير عن المشاعرِ يصبح بليدًا تمامًا كَكين

"بل أنا من يجبُ عليه أن يعتذر، شككت في كونك من احتجزني هناك عمدًا لبعضٍ من الوقت"
قالَ ساخرًا ليسامحه بطريقةٍ غير مباشرة

وقفَ من كرسيّه مرتديًا سترته أثناء حديثه
"هل ترغبُ بالانضمام إلى الغداء في منزلي؟ ستفرحُ والدتي بلقائك"
كما حاولَ تغيير الموضوع بجدارة

ألقى كين بنظرةٍ إلى ساعته تمامًا كما يفعل عادةً بلا وعي
"لديّ موعدٌ مسبق، أراك لاحقًا"

ضحكَ الآخر معاودًا السخرية منه
"كين لديه موعدٌ غير العمل؟"

لم يعره انتباهًا ولكنّه قيّد أفكاره التي أبحرت في مجرًا آخر
"ليسَ موعدًا كما تظن!"

خرجَ بخطواته المتسارعة متظاهرًا بالعجلة على الرغم من أنّ الوقت ملكه حتّى وصلَ لسيّارته، وأخيرًا زفر براحة ليربطَ حزام أمانه ويغادرَ المكان

لم يسرّه الأمر حالَ وصوله لوجهته بعدَ أن تتبّع الخريطة ليسأم فكرة بأنّه سينزل لحديقة عامّة مكتظة بالأطفال

اتّجه نحو المكان الموعود على انتظارِ أحدهم وعيناه تجولان أرجاء المكانِ بحثًا عنها إلى أن سقطت على فتاةٍ عرجاء تحاولُ الوصول له

ثمّ علّق حال اقترابها منه
"اشتدّ طول شعرك"
خانه التعبير في مديحها ليتمنى بأنّه لم ينطق بشيء

ابتسمت بخفّة ثم ألقت بتحيّتها لتجلس بجانبِه على كرسيٍّ خشبي في طرفِ المكان
"لعلّي أزعجتك برسائلي المتكرّرة ولكنّني رغبت بلقائك بشدّة لأمرٍ مهم"

لم يكن لكين سوى الابتسامُ بارتباك بعدَ أن تذكّر تجاهله لجولي مسبقًا دونَ إلقاء بال، وَ تمنّى عندها بأنّها جادّة بكون الأمر مهمًّا

تشابكت يديها و طأطأ رأسها للأسفل لتبدأ التحدث مع الرجل الصامت الذي يزيد من توتّرها
"حسنًا كما تعلم.. منذُ خروجي من تلك الباخرة لم أنعم بليلةٍ هانئة، كين أنا لستُ مرتاحةً بالكامل"

شاحَ كين بوجهه بعيدًا بعد أن كانَ محدّقًا بها ثمّ اتجهت عيناه لذلك الفتى الصغير الذي يتأرجح بمسافةٍ ليست ببعيدة متأمّلًا اياه
"وضعكِ ليس غريبًا، ثمّ إنّك لم تخرجي من تلك الباخرة.. أنتِ نجوتِ منها صدفةً فحسب"

رفعت رأسها نحوه لتحدّثه بنبرةِ الارتباك وعيناها تشاهدانِ خاصته مباشرة
"فكرةُ كونُ نارا حرّة طليقة بعد أن حاولت قتلي تؤرقني، لستُ ممن يرغبُ بالانتقام بل على العكس تمامًا، أنا مرتعبة من انتقامها هيَ"

لم يجبها الآخر كما لم يستدر برأسه نحوها مواصلًا الاستماع لباقي حديثها بلا اكتراث
"في كلّ مرة يراودني اعتقادٌ بأنّها ستداهم حياتي بعدَ أن أدركت الرخاء أرتعش خوفًا"

باغتته عندما أمسكت بيده بدفء محاولةً كسبَ تعاطفه ولكنّها على العكسِ تمامًا بثّت شعور عدم الارتياح نحوه
"أرجوك، ساعدني بالعثور عليها"

أزاحَ يده بعيدًا عنها ليلفظَ مرتعبًا
"أنتِ تطلبين وتتوقّعين مني المستحيل جولي.. تمامًا كما فعلتِ سابقًا"
نبّهها بأن لا تقعَ بنفس الخطأ ثمّ استقامَ محاولًا الهرب

وبعد صراعٍ طويلٍ مع نفسه وأخيرًا استطاع بعثَ ابتسامةٍ دافئةٍ نحوها حتى وإن بدأت مزيّفة محاولًا مواساتها ومؤازرتها
"عيشي بحبٍّ وأمانٍ مع صغيرك دون القاءِ اعتبارٍ لما مضى، تفكيرك المتواصل لن يزيد حالكِ إلّا سوءًا لذا الحلّ بأن تتخطي الأمرَ بجدارة"

تسرّبت دموعها دونَ قصدٍ منها ولكنّها استطاعت طرد فكرة مواصلة البكاء سريعًا بعد أن يأست من تقديم مساعدته
"كيفَ عرفتَ بأنّ لي ابن؟"

سخرَ من غبائها للحظة في نفسه ثمّ علّق
"كوننا في الحديقة عوضًا عن مكانٍ هادئ ليس صدفة"
تدرّجت عيناه نحو فتى الأرجوحة مكملًا
"ثمّ إنّ ذلك الوجه يبدو مألوفًا للغاية"
لم يرغب بنطق اسم أليكس خوفًا من هيجانها لذا فاختار صيغة الغائب

ولم يمكث إلّا لحظاتٍ لتوديعها مغادرًا ...

———————————
نصيحة جولي:
"بعض الذكريات يستحال نسيانها، لأنّها أرهقتنا يومًا"

Continue Reading

You'll Also Like

4M 96.8K 165
ادخلي يلاا ملك بعيط. ونبي روحني وانا هشتغل واللهي وهدفعلك فلوس اللي اخدها جوز اميي بس روحني يلاا بق ادخلي وكفاية عيط ملك. طب م. مش حرم عليك. تتجوزني...
445 78 8
كايا فتاة كانت تعيش في المدينة الوحيدة الناجية من الدمار الذي حلّ بالعالم،وفجأة تجد نفسها في صراع بين الحقيقة والخيال بسبب شخصٍ قفز من نافذة غرفتها ل...
576K 28.4K 45
ندخل انا وياكم و نفتح الابواب عن حياة أنفال و المطبات الي مرت فيها بحياتها و هل وقفت عند هاي المطبات ولم تكمل حياتها ام هناك شخص أمسك بيدها لكي يكون...
89.4K 8K 36
(لا أعْلَمُ الوَقْتَ المُحَدَد...لكنِ أري السْاعهٌ تَدُقُ بِعَقَارِبِها...أتْرُكني أُحضِر سيفي و أبداء فَالْوَقْتُ يَمُرُ مُجَدداً...خُذْ خَطْوَتكْ ل...