الفردوس المفقود - Paradise Lo...

Por WafaaBalkani

1.8K 333 162

كُنـتُ وكـأنـي لا أرى الأشـياء على حقـيقتـها. لكن كنتُ أرى أكثر من اللازم وأعمق من اللازم. فتحتُ عيناي لأجد... Más

لــقـــارئـــي
الفصل الأول: هل يجب أن أتحدث؟
لا تريد إخباري!
أبي؟
قط السفنكس؟
أحداث وأسرار
تحدث معي
الأحمق أفسد اليوم
هل أنا في بالك؟
.

الفصل الثاني: سأخبرك ما حدث

87 29 9
Por WafaaBalkani

-لم أتيت بي إلى هنا؟
أردفت ليلي وعيناها تنظران في جميع الأرجاء.

-أحتاجُ إلى مساعدتكِ في الداخل يا ليلي.
رد المحقق جونثان وهو  يطرقُ على البابِ مبتسمًا إبتسامةً دافئةً لعلها تخفف من وطاءِة ما سيحدث لليلي بالداخل.

-مرحبًا آنسة ليلي ، أعتقدُ أنكِ مازلتِ تتذكريني صحيح؟
أردف المحقق إدي وهو يفتحُ الباب لكلاهما.

لم تعطِ ليلي أي إهتمام للمحقق إدي ،بل كل ما كان يشغل بالها لما أحضراها إلى القصر. كانت عيناها تنظر على كل زاوية في المنزل ،فقد شعرت أنها فرصة جيدة لعلها تتذكر ما حدث وينتهي الآمر،  لكنها كانت خائفة من أن تسوء الآمور،فمنذُ الواقعة وهناك أحداً آخر بداخلها. أحداً يعلم كل شىء ويرفض إخبارها ،أحداً يستمتع بأن تكون ليلي ضحيتهُ و أسيرتهُ.

-ليلي، لقد سألتني بالخارج لما أتيت بكِ إلى هنا؛ أريدكِ أن تتمعني المكان و تتذكري كل شىء سواء أكان وقت الجريمة أم قبلها، لكن إن شعرتِ بالتعب يمكنكِ إخباري في أي لحظة كانت. أنا أُريدكِ أن تنجو من كل هذا يا ليلي ،أنا أعلم جيداً و أثق أتم الثقة أنك لستِ الفاعلة.

أردف جونثان لليلي وهو ممسك بها من كتفيها و عيناه لم تفارق عيني ليلي للحظة، المحقق إدي أراد حل اللغز لينتشر أسمهُ في جميع الأرجاء، لكن جونثان... جونثان  أراد أن  يحميها مما يحدث.

أومأت ليلي لجونثان ومن ثم لإدي ، وبدأت تتحرك في أنحاء القصر ، تارة عيناها تصور كل مكان وتارة يديها تلمس كل ما تستطيع الوصول إليه وتارة تُغلق عيناها و تشم بعمق ، فاللمس والروائح دائما ما تشعل نار الذاكرة في عقولنا.

تحسست ليلي طرف طاولة كبير ذات طرازٍ قديم؛ ففتحت عيناها  وأبتسمت إبتسامة خفيفة وقالت:

-كنتُ دائماً ما أحب الجلوس فوق هذه الطاولة وكان جون يصرخ علي حتى أنزل من عليها، فقد كانت قديمة الطراز يصعب الحصول على واحدةً مثلها، لكنهُ دائماً ما  يترُكني أجلس فوقها في نهاية الآمر،  أعتقد أني كنتُ الأهم لقلبهِ أكثر من تلك الطاولة. 

أبتسمت ليلي ومن ثم أشارت بيدها:
-و أتريان تلك الأريكة، كنا نجلس سوياً نتناقش عن أفكارنا و أرائنا حول كتاب ما .... أو حتى عن أمي. حتى بعد ما فعلتهُ بهِ ، كان لا يزال يحبها، كان يكره حين أن أتكلم عنها بالسوء.

صمتت ليلي فجأة عندما رأت ذاك الباب البنْي ،كان مزخرفاً بزخرفات رومانية قديمة، وقفت ليلي تنظر له واضعة يدها على مقبض الباب، تتسائل هل تدخل أم تكتفي؟ شعرت أن من بداخلها سوف تخرج منها ، أرادت الهروب ، لكن عقلها كان يخبرها بأن تفتحه وتنهي الآمر.

-أيمكنني؟
سألت ليلي المحققان جونثان وإدي .

-بالطبع ، تحركي كيفما تشائين.
أردف إدي لها مطلقاً تلك الإبتسامة الصفراء.

فتحت ليلي الباب، وقد كان ... فقد تدفقت أمامها ذكرياتٍ مختلفة و أحداث متضاربة كأن شريط فيلم يتحرك أمامها.

لم تشعر بنفسها، فقدميها هن من كان يحركانها .

-أتيت أنا و مكيلان هنا .

نظرا كُلاً من جونثان و إدي لبعضهما ، وأردف إدي بصوت منخفض:
-نجحنا يا صديقي.

-لما أتيتما إلى هنا يا ليلي؟ فقد قلتي أن مكلاين لم يعرف بجون صحيح؟
سأل جونثان ليلي.

-كنت أخبر مكلاين أني أذهب للمكتبة كل أسبوع في نفس الموعد، أعتقدُ أنه شك بآمري و أعتَقَدَ أني أخونهُ مع أحداً آخر.

-أتقصدين أنه تتبعتكِ في تلك الليلة؟

-يمكن ذلك.
في تلك الليلة ذهبتُ في غير موعدي، حيثُ أتصل بي جون في ذلك اليوم وقد كان متوترا وغاضبا بشده...

-منكِ؟
قاطعها إدي ،مما أغضب جونثان قليلاً، حيث أنهُ أشار لهُ أن يصمت ويجعل الفتاة تتكلم.

-لا. لكن مع ذلك شعرتُ أنه غاضباً مني، لكن لا أيها المحقق، لم يكن مني ،بل كان من أمي. أتصل في ذلك اليوم وأخبرني أنه يريد إخباري شيئاً مهماً، شيئاً سيغير مجرى الأمور.  أتذكرُ الآن ما قالهُ عبر الهاتف:

-ليلي، الليلة في تمام العاشرة مساءاً سأكون بإنتظارك، لا تتأخري.

-جون! ما بك ، لما كل هذا الغضب؟ حقا هذه المرة لم أفعل إي شىء أحمق. وايضاً اليوم ليس موعدنا.

-لقد عرفتُ كل شىء يا ليلي، لقد أكتشفتُ شئياً مهماً يا ليلي، الجميعُ خائن، كل من حولي وحولك كان يخوننا يا بُنيتي. أرجوكِ كما قلت، تعالي في موعدكِ، لا أستطيع إخبارك على الهاتف.

-هكذا. لم ينتظر مني رداً بل أغلق الهاتف؛ وقتها شعرت بشىء مرعب سيحدث. ماذا يعني بأن من حولنا يخوننا ،ماذا يعني هذا؟
كنتُ طوال اليوم أنتظر قدوم العاشرة مساءاً حتى أطرق بابهُ، فطوال اليوم كنت أقف في نهاية الشارع.

أبتلعت ليلي ريقها وأكملت:
- أتصل بي مكلاين في وقت الظهيرة وسألني أين أنا، لم أرد إخباره شئياً فكذبت عليه وأخبرتهُ أني أتسوق قليلاً، فرد علي بأن اليوم كان موعدنا للذهاب للسينما ،لما سأذهب للتسوق من دونه حتى. كان عقلي لا يفكر في شىء سوا ماذا يقصد جون بأن الجميع خائن، فقلت لمكلاين لم أجد ما أرتديه فذهبت للتسوق ليس بالشىء الكبير و جعلته يشعر أني غاضبة منه وأغلقت الهاتف.
وعند تمام الساعة العاشرة ....

-ماذا حدث يا ليلي ،أكملي.
قالها إدي و يؤشر بيده لتكمل و في يده الآخرى يحمل المسجل .

-في تمام العاشرة مساءاً ، طرقتُ على الباب و فتح لي جون الباب ، أستغربتُ الآمر،  فأين ذهبت الخادمة؟

-هل تتذكرين سؤالك عن سبب عدم وجودها؟

-أجل، سألتهُ وأنا أضحك ساخرة وقد قلت: أين خادمتكَ يا سيد جون، اأنتَ من يفتحُ الأبواب الآن؟ لكنهُ سحبني من ذراعي وأدخلني بسرعة وأردف أنه أرسل الخادمة في إجازة؛وعندما سألتهُ عن السبب، قال أن الجميع خائن.

-وماذا بعد يا ليلي.
سألها جونثان .

-هذا ما حدث:
   ▪︎ماذا تعني بأن الجميع خائن يا جون؟
   ▪︎كل ما كنا نخطط له ذهب هباءاً
   ▪︎ماذا تعني بذلك؟كيف؟ سألته وأنا أكاد أجن ، كان كل همي أن أنتصر على أمي و لو لمرة.
   ▪︎خدم المنزل كانوا تابعين لديانا يا ليلي، كل ما كُنا نقولهُ كانت هي تعرفهُ، كل ما كنتُ أفكر فيه كانت تعلم بهِ قبل أن تعلمي أنتِ به.
صمت جون لدقائق و بقي يتمتم لنفسه جميعهم خائنين ، حتى أنتِ يا ليلي.
   ▪︎ماذا تعني بي أنا؟ كيف أخونك يا جون، لتخبرني بما حدث و لننهي الآمر، كي...

لم أنه ما أقوله حتى أنطفأت الأنوار،  وشعرتُ بوجود أحداً آخر بالغرفة

-جون؟ ناديتُ عليه
-ليلي أقتربي مني يا بُنيتي. كان يقول بعلو صوتهِ بألا أثق بأحد أبداً، كان يُكررها كثيراً وهو ممسك بيدي.

دقائق معدودة حتى عادت الأنوار وقد كان مكلاين واقفاً أمامنا.

-ماذا تفعلُ هنا ؟
سألت مكلاين وأنا أقترب منه .

-ليلي، حبيبتي .هيا نذهب من هنا الآن، لا يوجد وقت، هيا.

صمتت ليلي وهي تنظر لجونثان، ففهم جونثان مطلبها.

-يكفي لهذا اليوم، يجب عليك أن ترتاحي هيا سوف أوصلك للمشفى.
أردف جونثان متفهماً طلب ليلي.

-لا، أنتظر قليلاً ، أجعلها تكمل ،هذا ما نريده ،هيا يا ليلي ليس شيئاً مستحيلاً أن تتذكري ما حدث. خمسة دقائق آخرى ،وسوف يعود كل واحد لسريره.
أمسك إدي ليلي من ذراعها ساحباً إياها للغرفة مرة آخرى.

- لا أريد أرجوك، أرجوك يا سيد إدي...

كادت عيني ليلي تخرج من مكانها عندما ضرب جونثان إدي صارخاً عليه بتركها .
- لقد قامت بما أستطاعت فعله يا إدي ما بك أيها الأحمق.
صرخ جونثان على إدي  ممسكاً بقبضته التي أطلقها على وجه إدي.

كان إدي يتأوه من الألم وهو يكن كل الغضب لجونثان ، فكيف له أن يفعل به ذلك من أجل قاتلة معتوهة. في حين ليلي ،شعرت بشىء غريب بداخلها .

-هيا يا ليلي، لنعد.
أردف جونثان لليلي والتي ردت عليه بإيماءة و عيناها ما زالت تنظر لإدي الغاضب.

Seguir leyendo

También te gustarán

3.6M 34.3K 10
بيـن طـرقـاتـةً ضـيقـة وبيـوتً قـديمـة، خـلف أسـوارهـا شـائكـة وجـدران هـالكـة ، حكـايـات لـم تـِروى بعـد وجـروح لـم تنـدمـل وأمـنيـات لـم تـرى نـور...
88.1K 4.8K 17
قـلبٌ مرتجف عِيـونٌ دامعة صوتاً واهناً لهيذماً قويـاً عسراً ، أين ذلك الذئب الذي طغى ؟ عند رؤيته لها بذالـك الاسى همس بصوتٌ مرتجف : - شريانٌ هي ب...
28.3M 1.7M 54
حياةٌ اعيشها يسودها البرود النظرات تحاوطني أواجهُها بـ صمود نظراتٌ مُترفة .. أعينٌ هائمة ، عاشقة ، مُستغلة ، عازفة ! معاشٌ فاخر ، صوتٌ جاهِـر اذاق...
595K 29.6K 51
شرف فيد التنفيذ من الي كان ممكن يكون سندك كان كسرك