THE HORIZON.|| الافق

Von Delphi16_12

114K 8.8K 1.5K

لَقَدْ كَانَ يَرَى دَائِمًا الْأُفُقِ مِنْ السَّمَاءِ . . إلَّا أَنْ يَدَهُ الَّتِي مَدَّهَا لِلْأَعْلَى لَمْ... Mehr

Part 1
Part 2
Part 3
Part 4
Part 5
Part 6
Part 7
Part 8
Part 9
Part 10
Part 11
Part 12
Part 13
Part 14
Part 15
Part 16
Part 17
Part 18
Part 19
Part 20
Part 21
Part 23
Part 24
فصل خاص
Part 25
Part 26
Part 27
Part 28
Part 29
Part 30
Part 31
Part 32
فصل خاص
Part 33
Part 34
Part 35
Part 36
Part 37
The End
فصل خاص
فصل خاص.

Part 22

1.7K 157 26
Von Delphi16_12


كان دائما هناك لحظات تصيب البشر بالتشتت! القلق و الخوف من القادم.. الكره و الحسد و حتى الحب.. لقد كانت امور طبيعيه تصيب الجميع و كان دائما يتواجد هناك من يتقبلها.. إلا انه كما كان هناك من تقبل تلك المشاعر المحصورة كان هناك من رفضها لقيم يملكها في نفسه.. ان كانت سيئه او جيده!.. الرفض كان يحوم حول تلك المشاعر حتى اصبح تثقل القلب.. و ربما إيڤا كانت كذلك ايضا

مشاعرها الراكدة اصبحت خطيره.. كـسد قد انفجر ليفيض منه تيار سريع لم يفترض به ان يفيض.. ولكن رجل مجهول ظهر و دمر جميع حصونها!

لقد كانت دائما تحلم.. إن كانت احلام جميله او سيئه، لقد كانت دائما ترى رجل وسيم لا يمكن الوصول إليه.. بعيد عنها ولكن بدى قريبا جدا.. حزين دائما إلا انه يبتسم كثيرا.. وحيدا من بعيد إلا ان عينه البيضاء كانت لامعه دائما وكأنها مليئه بالحياه

لقد احبت ذلك الرجل! حتى و إن كان رجل من حلمها!.. ظهوره المستمر كان يجعل قلبها الهادئ يشتعل حماس و سعاده.. بالنسبه لها كان طوق النجاة الذي يخرجها من الظلام الذي تعيش به في كوابيسها.. و رؤيته دائما جعلتها تقع بحبه و لم تهتم حينها لنعتهم لها بالمجنونه!..

و مع انها في بعض الاحيان شعرت ان النوم للأبد لرؤيته سيكون افضل.. إلا ان كوابيسها كانت ترهق جسدها.. لقد ارادت فقط ان تبقي معه، هي و طفلهما!.. إلا انها لم تحصل على ذلك الرجل في حلمها!!

بل حصلت على رجل مريب على ارض الواقع!.. خطير و يبدو وكأنه سينقض عليها فجأه!.. و مع انها اعتقدت ان مشاعر الحب و الحماس التي اظهرتها في حلمها كانت تخص إيڤان فقط إلا ان ظهور الرجل المكتسي بالسواد قد دمر ذلك الاعتقاد.. و منذها، شعرت بأنها خائنه! او ربما كأمرأه قد تلتفت لإي رجل تلتقي به!.. مع انها عميقً انكرت ذلك تماما!

فقد كانت تدرك ان ذلك الرجل الغامض مميز و لا يمكن تكراره!.. هيئته، تصرفات و حتى غروره.. لقد بدى وكأن كل شيء يلائمه.. و ربما ما لفت انظار إيڤا إليه هي نبرة صوته الساحره الخشنه المشابه لإيڤان الذي تعرفته!!.. إلا ان تصرفاته بدت مختلفه عن إيڤان إلى حد ما!..

الشمس كانت ساطعه، لقد انتهي يوم اخر.. و كان عليها انهاء المهمه المكلفه بها.. الجو كان معتدلا حينها.. إلا ان ضوء الشمس و الحركه المستمر اثناء حرثها للأرض جعلتها تشعر بالحر الشديد..و مع انها ارتدت قميصها الابيض ذو اكمام قصيره إلا ان الحر قد اكل جسدها بأكمله.. القميص الابيض كان قد التصق بجسدها حتى اظهر منحنياتها بأكملها و مع ذلك، فقد تلطخ بعظمه ببعض الوحل بينما بنطالها الازرق القاتم احتاج إلى غسيل بالتأكيد!.. تماما كـ جسدها!

نظرت حولها للحظات، نحو الحقل الواسع الذي تحيطه الاشجار الخضراء الذي حرثت معظمه اخيرا.. المساحه الواسعه التي تم اعطائها لها للعمل عليها لم تكن سهله! إلا ان تخيل المحاصيل الخضراء و الاشجار التي ستنبت في هذا المكان امر كافي بالنسبه لها لأكمال هذا العمل! بالاضافه.. كان هذا العمل هو الشيء الوحيد الذي يلهيها عن التفكير!

قررت التوقف لأخذ قسط من الراحه.. و ذلك حين اتجهت للجلوس اسفل شجره قريبه من المزرعه الخاصه بها... لمجرد القاء جسدها على الارض حتى تنهدت الصعداء لتنظر للسماء الصافيه بعين سوداء هادئه

" اتسائل كيف هي إلين الان؟"

همست لنفسها بهدوء.. لقد كانت قلقه دائما على إلين المتهوره و المندفعه!.. فقد اختفت تلك الاخر لما يقارب الاسبوع و لم تظهر حتى الان!.. و ربما ما يجعلها متماسكه العقل حاليا هو حديث سارة السابق لكون شقيقتها بخير..

على ايحال، بالنسبه لها.. إلين لم تكن فقط من يشغل عقلها بل لم تمتلك الكثير من الوقت للتفكير بـ إلين حقا!!، عقلها قد توقف عن التفكير بكل شيء عدى الرجل المريب الذي ظهر فجأه لحياتها! لم تعرف كيفت تتعامل معه بعد.. او ربما لم تعرف كيف تتعامل مع نفسها بعد!

لقد كان عليها تبريد رأسها و الحصول على القليل من الراحه.. لقد كانت مرهقه جسديا و عقليا مؤخرا بسبب الرجل الغريب.. الارهاق يصيبها حتى و ان لم تفعل الكثير.. رؤيته او حتى سماع صوته يجعلها تصبح في حاله غريبه ترهقها و تتعبها إلى حد بعيد

تنهد مجددا بصوت عالي، وقد شعرت انها اخرجت جميع همومها المتراكمه! .. مع انها تدرك ان تلك الهموم ستعود كـ رياح عاصفه حين يظهر سبب همومها الحقيقي..

" إيڤا!!"

سمعت صوت صراخ عالي من بعيد.. صوت اشتاقت له بشده.. مألوف و مليئ بالحماس كما كانت تذكره في الماضي.. و مع انها كانت تشتاق لصاحبة الصوت إلا انها لم تلتفت! فقد كان يستحيل ان تعرف إلين التي تجهل الوضع الحالي مكان المزرعه الصغيره!

" لابد اني اشتقت لها كثيرا!"

همست إيڤا لنفسها بعد ان سمعت صوت إلين.. و قد اعتقد انها تتوهم، إلا ان سماع نفس الصراخ يتكرر لأكثر من مره جعلها ترمش للحظات.. اعتدلت بجلستها لتبحث بعينها بقلق معتقد ان شيئا سيء قد حصل لإلين.. إلا ان ما رأته بدى ابعد من ما تعتقده!!

شقيقتها التي تصرخ بصوت عالي بينما تلوح بأحدي يديها كانت تنظر لها بينما ابتسامه سعيده على وجهها.. بينما اليد الاخرى قد امسكت بها شعر ادريان الذي كان يحملها بين ذراعيه و على وجهه نظرات قاتله و غير سعيده

الرجل الطويل الضخم كان يتجه نحوها بخطوات واثقه تملأها الهيبه و بالطبع بعض الانزعاج و الغضب! .. يبدو متجهم الوجه بينما حاجبيه قد عقدا بأنزعاج شديد.. لقد كان يستحيل ان تنسي تلك الملامح الحاده الوسيمه و تلك العين الذهبيه المهيبه.. الالفا الملك الذي يحكم المستذئبين! الرجل الذي يراه البشر انه اقوى من وجد..

و مع ان ادريان يتم تصنيفه على انه هجين قوي إلا انه لم يبدو كذلك بالنسبه لإيڤا التي اتسعت عينها بيتما ترى شقيقتها التي تشد شعره بقوه بينما تصرخ عليه بشكل مفاجئ!.

ادريان الذي يحمل إلين بين يديه كان يود تحطيم بعد الرؤس لسبب ما! ... و بقدر اعجابه بقرب رفيقته منه إلا ان انزعاجا واضح كان قد ارتسم على ملامحه حين اخذت تشد شعره بقوه صارخه به ان ينزلها!!.. إلا انه لم يفعل، فقد شعر للحظات انها قد تنتهز الفرصه للهرب منه!

" أنزلني ايها اللعين!!"

همست صارخه امام وجهه بينما تتلوي بين يده لعله يتركها.. إلا انه لم يفعل و بدلا من ذلك شعرت بقبضته تشتد على جسدها مما جعلها تقبض بقوه على شعره لتحرك رأسه بعشوائيه بينما تشتمه بكل شتيمه تخطر على بالها

إيڤا التي تجمدت بينما ترى ما يجري قد انتفضت فجأه بخوف حين ادركت من هو الشخص الذي تتعامل معه إلين..وقفت حينها بسرعه وكأن ابره وخزتها لتتجه بسرعه نحوهما

" إلين! ما الذي يجري هنا؟!"

سألت بدهشه بينما تنظر لهما بعين سوداء متسعه بصدمه في حين ان إلين التي تركت شعر ادريان قد نظرت اخيرا لإيڤا بأستنجاد وكأنها ليست الشخص نفسه مع ادريان

" إيڤا.. لقد اشتقت لك بشده!! لقد اختطفني هذا الرجل! و لم يسمح لي بالهرب!!"

كان يجب ان تشعر بالقلق بعد سماع حديث إلين الحزين إلا انها بطريقه ما.. و بعد رؤيتها لوجه ادريان المنزعج، شعرت بالارتياح!.. ربما لأنها شعرت ان الالفا يستحيل ان يؤذي إلين.. و ما يجعلها موقنه من ذلك هو عدم انفعاله على قله احترام إلين له!!

رأت أدريان يقلب عينيه بأنزعاج بعد سماع حديث إلين.. و لم يبدو حينها سعيدا جدا بعد اتهامه بذلك الأتهام الحقيقي!! إلا انه لم يتحدث.. و بدلا من ذلك نظر لإيڤا للحظات بهدوء متجاهلا نحيب إلين..

تسائل حينها ان كانت الشخص الذي يتبعه ملك الوحوش!؟ هل هي شخص قوي بشده حتى تجعل شخص مثل ملك الوحوش خاضعا لها او ربما كانت تمتلك شيئا ضده؟ هل هي نفس الشخص او ربما كان مجرد تشابه في الاسماء!.. على ايحال، كان سيحصل على اجابات على اسألته بعد انتهاء هذا اليوم بالتأكيد!!

بعد لحظات، انزل إلين من بين يديه ليضعها على الارض برفق.. في حين ان الاخرى شعرت انها حره اخيرا للمره الاولى.. انطلقت بسرعه حينها ناحيه إيڤا لتحتضنها بقوه بينما تبتسم بسعاده

و في المقابل، تجهمت ملامح ادريان بشده، النظر لوجهها السعيد بعيدا عنه بدى مزعجا جدا!.. وكأنها كانت تنتظر الوقت الذي يختفي من امامها!!

و تسائل حينها ان كانت تكرهه بشده!! ام انها فقط لم تعتد عليه بعد!!.. على ايحال، كان من الصعب اكتشاف ذلك حين يكون الطرف الاخر هو شخص مثل إلين.. تنهد بتعب قبل ان يتحدث بهدوء للمره الاولى قائله بينما ينظر لرفيقته بعمق

" سأمر لأخذكِ بعد ساعه"

صوته العميق لفت انظارهما مما جعل الصمت يحوم حول المكان.. قبل ان تومئ إلين بهدوء بينما تتجنب النظر لعينه و ذلك بعد شعورها بعدم الارتياح بالنظر ناحيته..

و مع مرور الوقت، حين شعرت انه استدار للرحيل.. رفعت عينها بتردد لتنظر له يبتعد عنها.. هل كان يجب عليها توديعه؟.. تسائلت بقلق بعد ان تذكرت ملامح اليأس على وجهه إلا انها بعد مده.. تراجعت عن هذه الفكره تماما.. كانت ستراه بعد ساعه!

" إلين؟ ما الذي يجري هنا"

سألت إيڤا بحيره لتنظر لها إلين.. امكنها حينها رؤيه ملامح القلق على وجه إيڤا الجميل القمحي.. عينها السوداء الواسعه كانت تنظر لها بتوتر واضح مما يجري

زمت إلين شفتيها بتفكير و لم تعرف اين يفترض بها البدأ!.. هل تخبر شقيقتها ان ذلك المستذئب هو رفيقها؟!.. و لكن ماذا اذا تم نبذها و كرهها بعد ذلك!؟ فقد كانت علاقه المتحولين مع البشر سيئه بشده.. و لم يبدو لإلين ان هذا سيتغير حتى و ان قرر ادريان مساعدتهم للأبد!

تنهدت بخفوت مما جعل إيڤا ترفع حاجبيها بأستغراب.. لم تعرف ما الذي يجب قوله حينها، هل سيتغير الكثير بينها و بين إيڤا ان اخبرتها بالحقيقه.. ام ان كل شيء سيكون طبيعيا كـ العاده!؟

" إلين؟"

نادت إيڤا بقلق بعد غوص الاخرى في افكارها.. و تسائلت ان كانت إلين قد وقعت بمشكله كبيره لا يمكن البوح بها..

نظرت لها إلين بهدوء قبل ان ترفع حاجبيها بأستغراب بعد ان انتبهت ملابس إيڤا الملطخه بالوحل و المكان الذي يتواجدان به... و تسائلت حينها ما الذي تفعله شقيقتها هنا؟!

" ما الامر مع ملابسكِ؟"

سألت بهدوء بينما تشير لملابس إيڤا، القميص الابيض ذو الاكمام القصيره كان قد تحول للون مختلف تماما في حين ان البنطال الازرق الذي ارتدته قد اتسخ بالوحل بشده.. شعرها الاسود الطويل كان مربوطا بعقده إلا ان بعد الخصلات قد خرجت منه بينما هناك بعض العرق و بعد الارهاق و التعب ارتسم على وجهها.. نظرت إيڤا لملابسها للحظات قبل ان تبتسم بصعوبه، يبدو انه لم يتم اخبار إلين بشيء حتى الان!

" حسنا.. سأشرح كل شيء، ولكن قبل ذلك.. لنذهب للمنزل، اريد الاستحمام"

تحدثت إيڤا بهدوء بعد ان رسمت ابتسامه خافته على وجهها بينما تنظر لشقيقتها التي اومئت على مضض.. لقد كانت تحتاج لبعض الوقت للتفكير بطريقه لتخبر إلين بما جري في غيابها.. بالطبع من دون ذكر الاجزاء غير المهمه!

.
.
.

في برج السحره.. برج طويل من مئه طابق، منذ النظره الاولى يبدو عمودا طويل اسود يقف في منتصف الارض مرتفعا نحو السماء حوله الكثير من الاشجار.. و مع انه بدى كئيب الشكل من الخارج.. كان الداخل مختلفا تماما بشكل عجيب!

مع انه برج عالي.. إلا ان هناك حديقه مليئه بالزهور في الداخل! الشمس مشرقه دائما في ذلك الطابق.. و للحظات بدى وكأن السحره يتحكمون بالشمس! مع ان ذلك غير صحيح.. فقد كان مجرد وهم بعيد عن الواقع!

احد الطوابق كان مجرد مكتبه ضخمه مليئه بكتب السحره و بعض العلوم القديمه.. و طابق اخر كان يحتوي على غرف سكن للسحره المقيمين في البرج، و بدلا من غرفه طعام.. كان هناك طابق كامل للسحره للأكل به

ببساطه، لقد كان مكان مترف جدا في وضع القطيع الحالي!.. يحتوي على المزعجين و مليئ بالغموض!.. حسنا، ليس لوقت طويل جدا!

لقد كان يمشي في ممرات الطابق 30 بهدوء، ملابس سوداء فخمه كانت تغطي جسده القصير.. شعار نجمه بلون فضي كان منقوش على جانبه الايمن.. و مع انه بدى زي كئيب جدا إلا انه كان يظهر فخامه السحره.. التي بدت غير متواجده ابدا!

كان يحمل بيده بعض الفواكه المقطعه بينما يتجه لمكان ما.. و مع ان خطواته كانت هادئه و متزنه، إلا ان ملامح وجهه كانت مضطربه و مليئه بالقلق بينما بفكر بما يحصل في حياته

لقد اصبح كـ الخادم منذ فتره و ذلك بسبب الكابوس الذي ظهر فجأه.. و لسوء حظه فقد كان كابوس لا يمكن التخلص منه ابدا!

تنهد بخفوت قبل ان يقف اخيرا امام باب خشبي اسود مشابه للأبواب الاخرى.. عدى انه امتلك رقم 101 منقوش عليه.. نظر للباب للحظات و لم يشعر انه يريد الدخول ابدا. إلا انه لم يملك الخيار بعدم الدخول!.. على ايحال، لم يكن ليذهب للموت بقدمه ابدا ان كان يمكنه اختيار ما يريد

ابتلع ريقه بصعوبه.. اخذ نفسا عميقا قبل ان يرسم ابتسامه خافته على وجهه.. رفع يده ليمسك مقبض الباب لفتحه ببطئ شديد بينما ينبض قلبه بين ضلوعه بخوف فضيع..

و لمجرد دخوله حتى لاحظ ظهر رجل طويل القامه.. ضخم البنيه مكتسي بالسوداء يقف امام السرير الصغير.. الغرفه الصغيرة كانت هادئه بشده.. مظلمه بشده و لم يبدو وكأن صاحبها اراد اشعال الضوء و مليئه بجو كئيب كـ صاحبها تماما الذي يدعي السعاده دائما

ابتلع ريقه بصعوبه قبل ان يتقدم للداخل بعد اغلاقه للباب خلفه.. نظر للحظات لسيده و لم يعرف ان كان عليه التقدم اكثر ام لا..

" ما الذي احضركَ إلى هنا مانويل؟"

تحدث فجأه بهدوء شديد.. نبرته الهادئه بدت مريبه و مليئه بالتحذير.. و كأنه يطالب بتفسير مرضي لمقاطعه هدوئه.... بدى لمانويل انه غاضب! لأنه منذ لقائه و حتى الان كان دائما يتحدث بسعاده مليئه بالخبث! و ذلك بعكس الان!

" ل. لقد احضرت بعض الفواكه سيدي..كما طلبت.."

اجاب بخوف بينما ينظر برعب لإيڤان، منذ فتره لقد اتي إليه بأبتسامه واسعه سعيده قائلا انه يريد اكل بعض الفواكه.. و مانويل الذي شعر بالرهبه لم يعترض على طلبه على الاطلاق... في الواقع، لقد اراد قول هذا و الهرب بسرعه من دون اهتمام للرجل المخيف الذي تغير مزاجه فجأه.. و حينها، رؤيه حالته هذه جعلت مانويل يتمنى ان هذه الفواكه تكون سبب في زياده سعاده ملك الوحوش و زياده احتمال نجاته.. مع ان الامر مختلف الان!! فقد كان ملك الوحوش السعيد غالبا يبدو هادئ بطريقه مرعبه

مانويل القلق و الخائف على حياته رأى إيڤان يرفع يده ليخلع المعطف الاسود المشابه لما يرتديه.. و ذلك حين استطاع مانويل الانتباه للمعطف الاسود الملطخ بالماء!.. و كأنه تم اسقاطه في بركه مياه عميقه

و مع انه اعتقد للحظات انه يتوهم إلا انه تأكد من تلك الاوهام حين تم الكشف عن الشعر الابيض القصير المبتل.. القطرات اللامعه اخذت تهبط ببطئ شديد على وجهه حتى لامست بعضها رموشه البيضاء الكثيفه..مما جعله يغلق احدى عينيه كـ رد فعل

رفع إيڤان عينه الحاده الباليه بعد فتره نحو مانويل و قد بدى بمنظر ظلامي اخاف الاخر.. و تسائل مانويل حينها كيف يمكن ان يتواجد شخص حقيقي بهذا الشكل!!.. لقد كان الرجل امامه مجرد شخص ابيض المنظر لم يفترض بـ امثاله التواجد على ارض الواقع!.. وسيما بطريقه ساحره تجعل الانفاس تتوقف!.. و مع ذلك، حتى حين يمتلك ذلك الجمال المرعب.. إلا ان شخصيته الغريبه كانت تجعل من الاخرين يواجهون صعويه في الاقتراب منه

" ه. هل انتَ بخير سيدي؟!.. ربما هم السحره مجددا!"

سأل مانويل بتوتر مليئ بالخوف! اعتقد انه يجب ان يتحدث.. ربما حينها لن يتم إيذائه من قبل الشخص المخيف امامه!.. نظر له إيڤان بعين بيضاء خاويه مليئه بالهدوء و تسائل ما الذي يجب ان يفعله مع هذا الفتى الصغير!.. لقد اعتقد انه سيكون مفيدا تواجد شخص يساعده في هذا البرج، و مع ذلك.. لقد كان يكره ان يزعجه الاخرين عندما يحاول ان يهدئ!

" هل انتَ قلق بشأني مانويل؟"

عينه البيضاء الحاده قد تقوست بسعاده مزيفه بينما ابتسامه ساخره خافته قد زادت من وسامته ارتسمت على وجهه، الظلام في الغرفه جعل من عينه البيضاء لامعه بشده و مخيفا بشده مما جعل مانويل ينتفض لينظر للأرض برعب شديد بعد ادراكه للسخريه الواضحه في الصوت العميق الاجش..

لم يكن قلقا ابدا على الرجل امامه. بل كان قلقا على السحره في هذا البرج!.. فـ منذ الكشف عن كونه الساحر الذي اتي من طرف الألفا الملك تم التنمر عليه بطريقه مزعجه.. و مع ان مانويل اعتقد ان مجزره ستحصل هنا قريبا.. إلا انه لدهشته فقد كان ملك الوحوش هادئ حتى الان بطريقه مريبه.. وكأنه ينتظر الوقت المناسب للعب بسعاده!.. على ايحال، لم يكن يعتقد ابدا ان ملك الوحوش ساحر!

" حسنا..لا داعي للقلق ابدا مانويل، انتَ تعرف كل شخص سيحصل على مكافأته الخاصه قريبا!"

تحدث فجأه بهدوء بينما الابتسامه الخبيثه التي على وجهه لم تزل بعد.. عينه البيضاء الباليه كانت خاليه من المشاعر بينما ينظر لجسد مانويل المرتجف.. سخريته كانت ثقيله ليتحملها الطرف الاخر.. في حين ان المكأفأه التي كان يقصدها لم تشعر مانويل بالراحه... و كما يبدو، لم يكن هناك شخص سيعطي مكأفأه للأشخاص الذين اذوه!!.. و ملك الوحوش لم يكن مختلفا عن رجل مختل يبتسم من دون مشاعر!

لم يجب مانويل ابدا.. و قد بدى ان إيڤان لم يهتم لذلك حقا.. بل تقدم وسط الظلام ناحيه الخزانه السوداء الصغير مخرجا بعض الملابس بينما يتحدث بصوت سعيد مليئ بالكآبه!

" ولكن هل تعرف مانويل!..انا لن اكافأكَ!.. لأنك شخص مخلص، أليس كذلك؟"

توقف عن ما يفعله ليستدير ناظرا لمانويل بعين بيضاء جامده منتظرا اجابه مناسبه.. لقد كان التهديد هو ما ينبعث منه! النيه القاتله بالتعذيب و القتل كانت تصل لمانويل الذي ابتلع ريقه بصعوبه و تسائل كيف انتهي به الامر مع هذا الشخص! لقد اراد فقط المال لوالدته.. ولكن حتى المال الذي وعد بالحصول عليه لم يلمسه حقا!

" ن. نعم س.. سيدي!!، س. سأكون مخلصا لسيدي للأبد!"

تحدث مانويل بينما ينظر برعب للأرض.. و تمني ان تكون اجابه مرضيه بالنسبه للرجل امامه، كان يمكنه فعل كل شيء! لن يهتم ما الذي سيطلبه هذا الرجل! لقد كان فقط يتمني ان يعيش بما فيه الكفايه لتوفير المال لوالدته المريضه.. لا شيء اخر!

سمع قهقه خافته ساحره صادره من كابوس حياته.. و ذلك جعله يدرك ان سيده قد عاد لمزاجه الطبيعي! تنهد حينها براحه ليرفع رأسه بتردد بينما ينظر بقلق ناحيه إيڤان الذي خلع قميصه الرطب لإرتداء اخر نظيف

جسده العضلي قد لاح في الظلام بشكل غريب.. مانويل الذي اعتقد ان المكان مظلم بشده كان يستطيع ملاحظه جسد الرجل الشاحب.. جسد عضلي منحوت بأتقان، عضلات معدته كانت بارزه بشده بينما عروق زرقاء ظهرت بوضوح على طول يده لم ينتبه لها مانويل.. و مع ذلك، حتى مع رؤيه الجسد القوي و المثالي امامه لم يشعر مانويل سوى بالخوف و الرعب اكثر.. كان هذا فقط سببا اضافيه لمانويل لمعرفه ان الرجل امامه سيقتله حتى و ان لم يستخدم اي نوع من القوي!

" بالطبع يجب ان تكون كذلك مانويل.. انت لا تريد ان تموت كـ رفاقكَ صحيح؟"

سأل مجددا بسعاده في النهايه و قد بدى ان مزاجه قد اصبح افضل بعد رؤيته لجسد مانويل المرتجف امامه في حين ان الاخر قد انتفض برعب.. لقد كان يحتاج لإفراغ غضبه و كان مانويل هو الشخص الوحيد الذي ظهر امامه!! مع انه لم يغضب حقا!.. إلا انه كان يحاول الغضب بهدوء.. بهدوء شديد حتى لا يدمر البرج و من عليه!

لقد سأم من معامله السحره له! لم يمر سوى يومين منذ قدومه لهذا البرج.. إلا ان خبر كونه ساحر اتي من جانب ادريان جعل الجميع يسخر منه! و ذلك ما لم يتجرأ احد على فعله من قبل!!... و مع انه لم يحب ما يحصل إلا انه قرر الصبر و عدم التسبب بالمشاكل في ارض غير ارضه و ذلك للبقاء اكثر مع إيڤا!.. فقد كان من التهور محاربه هجين قوي في وضعه الحالي!!..

إلا ان صمته جعل الاخرين يعتقدون ان السخريه اكثر امر لا بأس به!.. و ذلك حين اصبحت الامور اكثر تعقيدا بعد ان بدأ البعض يضربه او حتى سكب المياه عليه.. و ذلك جعل اعصابه الهادئه تنفجر!

ارتدي قميص اسود غطئ عضلاته الصلبه.. مد يده لألتقاط رداء اسود جديد قبل ان يغلق الخزانه الحديديه بقوه جعلته ينتبه لجسد مانويل الذي انتفض بخوف اكثر

نظر للجسد القصر امامه بهدوء قبل ان يبتسم بخفوت.. لقد كان فتى صفير مرتجف، نبضات قلبه الخائفه كانت عاليه بشده.. و ذلك كان في تزايد بينما يتذكر موت ليتيسيا و من معها

تجاهله إيڤان ليتقدم ناحيه السرير الصغير جالسا عليه قائلا بهدوء بينما ابتسامه سعيده زينت وجهه اظهرت انيابه الحاده

" بالمناسبه مانويل.. هل تلكَ الفواكه لي؟"

سأل بينما يشير للفواكه بين يدين مانويل.. و ذلك جعل الاخر ينتبه للفواكه التي يحملها منذ فتره..

" ل. لقد احضرتها لكَ.. س. سيدي"

تحدث مانويل بسرعه متقدما للأمام ليمد صحن الفواكه لإيڤان.. نظر لصحن الفواكه بعين بيضاء هادئه قبل ان يرفع بصره ينظر لمانزيل الذي يرتجف قائلا بأبتسامه واسعه لطيفه اظهرت انيابه

" من المؤسف قول ذلك.. ولكن لا احب الفواكه، سأكون كريما و اعطيك اياه! "

مانويل الذي ابعد الصحن المليئ بالفواكه شعر بالحيره و الاستغراب.. وكأنه لم يكن ذات الشخص الخائف...لماذا طلبها إن لم يكن يحبها!.. و ذلك حين تسائل مانويل ان كان ملك الوحوش يفكر بشيء مزعج مجددا!

بالنسبه له، إن كان يجب عليه ان يختار اكثر شيء يحبه.. كان سيختار إيڤا!! لقد كان مهووسا بها لدرجه غريبه لم يفهمها ابدا!.. لقد كان يدرك انه سينفذ كل ما تطلبه إيڤا.. بالطبع بأستثناء ان يبتعد عنها!.. ان كانت إيڤا تريد قتل شخص ما.. كان يمكنه فعل ذلك لها! ان ارادت منه إباده البشر كان سينفذ ذلك كما تطلب! و حتى ان ارادت منه تدمير العالم.. لم يكن ليمانع ابدا!!

لم يهتم بما تطلبه إن كان سيجعلها راضيه و سعيده، و مع ذلك.. إيڤا لم تطلب شيئا ابدا من ما يمكنه فعله!.. كل ما كانت تريده و تتمناه هو ان يبتعد عنها! شيء لم يكن ليفعله ابدا!

عبس عند تذكر ذلك، إلا انه لم يملك شيئا لفعله ايضا.. لقد كان يدرك ان عليه ترويض إيڤا العنيده..تنهد بخفوت قبل ان يستلقي بجسده على السرير ناظرا للسقف المظلم بينما وضع يديه تحت رأسه مشكلا عقده.. كان يجب عليه الالتصاق بـ إيڤا! و السبب ببساطه لأنه اراد ذلك!.. إلا انه يدرك جيدا انه حتى ينجح في البقاء حولها بشكل كلي عليه انهاء مشكله البرج السحري

" حسنا.. لندع الطعام جانبا، متى يمكنني لقاء سيد البرج؟"

سأل فجأه بهدوء بينما ينظر لسقف الغرفه بعين بيضاء متململه بينما ينتظر سماع الجواب الذي تم استدعاء مانويل لأجله.. أما الفواكه، فقد طلبها فقط لأنه اعتقد ان احضارها سيزعج مانويل اكثر!.. على ايحال، لم يكن حقا يحب التعامل مع مشاكل الاخرين.. إلا انه كان شخص يمتلك مبادئ ايضا!.. لم يرد اقتحام ارض و التسبب بالمشاكل بها!.. لم يكن شريرا حقا!.. لقد اراد فقط البقاء مع إيڤا بهدوء حتى وقت مماته المحتمل..مما جعله في النهايه يعقد هذا الاتفاق اللعين بحل مشكله البرج!

على ايحال، منذ قدومه للبرج.. تشكل بعض الاهتمام في قلبه ناحيه هذا المكان، لقد كان هناك شيء غريب!.. شيئ مريب يزعجه.. كان هناك هاله خافته منبعثه من البرج.. هاله مشؤمه لم تبدو لطيفه..و ذلك اثار اهتمامه!.. و مع ان هناك اهتمام طفيف تشكل اخيرا نحو هذا المكان إلا ان مانويل بدى وكأنه يحاول تدمير ذلك الاهتمام حين قال بصوت مرتجف بينما ينظر للجسد الضخم النائم على السرير

" ذ. ذلك... سيد البرج، لا يقابل احدا بأستثناء الالفا"

رموش إيڤان البيضاء الطويله قد تشابكت معا لعده مرات حين سمع جواب لم يرضيه في حين ان ملامحه الفاتنه قد اظلمت للحظات.. و مجددا، شعر بالانزعاج حين تم تجاهل مكانته العاليه!.. لقد كان ليكان! كما انه لم يكن مجرد ليكان بل هجين ذو نسل عريق!.. قوي جدا حتى تبعته جميع الوحوش!.. و مع ذلك كان يعامل على انه مجرد ساحر متواضع في هذا المكان!

رفع جزئه العلوي عن السرير و استدار برأسه ناحيه مانويل لينظر له بعين بيضاء باليه اخافت الاخر.. خصلات شعره البيضاء الرطبه قد سقطت على عينه في حين ان الظلام المحيط بالغرفه جعل شكله يبدو متوهجا بلون ابيض.. الصمت ساد في المكان و ذلك جعل مانويل يود الهرب بسرعه.. إلا ان ذلك كان مستحيل، ان اراد الحفاظ على حياته!

" لماذا؟"

كلمه واحده جامده مليئه بالشر جعلت مانويل ينتفض بخوف.. اراد البكاء و النحيب او ربما الهرب من هنا بسرعه.. فقد سأم التعامل مع ملك الوحوش.. إلا انه مجددا، اراد الحفاظ على حياته..

قرر حينها البحث عن جواب مناسب قد يرضي الشر الذي يتواجد في هذه الغرفه.. إلا انه لم يجد جواب مناسب.. لقد كانت هذه هي القاعده في البرج على ايحال! لا يمكن لسيد البرج مقابله احد عدى الالفا الملك الذي يحكم هذه الارض.. و مع ذلك، مانويل كان مضطرا لقول شيء ما

" ح. حسنا، لأنه سيد البرج.. يتم اعتباره الساحر الاقوى في هذا المكان.. او شيء كهذا "

همس في النهايه بخفوت بعد ان القي نظره خاطفه على الرجل الذي يستلقي على السرير إلا ان نظرته قد رجعت للأرض بسرعه عاليه حين كاد يتوقف قلبه عن النبض بعد رؤيته لتلك العين اللؤلؤيه التي تنظر له بجمود!

و تسائل حينها ان كان كلامه جيدا.. حتى ان كان هو من قال ان سيد البرج هو الاقوى، إلا انه لم يكن متأكدا من هذه الكلمات حين يكون ملك الوحوش في البرج ايضا!

نظر له إيڤان للحظات و لم ينطق.. عاد للنوم مجددا على السرير لينظر لسقف الغرفه مجددا بينما رفع رجله ليضعها فوق رجل بينما مازال نائما على السرير..

" مانويل.. هل انا وسيم؟ "

" ا. المعذره؟"

سأل فجأه بهدوء شديد.. في حين ان مانزيل رفع رأسه متسائلا من اين اتي هذا فجأه!؟.. هل يحاول اللعب بأعصابه كما فعل وحوشه من قبل؟

و لأن مانزيل لم يجب استدار إيڤان للنظره له بجمود و ذلك اخاف مانويل الذي تحدث بسرعه قائله بخوف من دون اهتمام لما يريد فعله هذا الرجل

" ا. اعني!! انت بالتأكيد كذلك!! "

" اجابه صحيحه!.. اذا اخبرني الان، ألست اقوى رجل في العالم؟ "

اردف بهدوء بعد ان نظر لسقف الغرفه مجددا.. في حين ان مانزيل ادرك شيء واحد، لقد كان يجب ان يوافق على كل ما يقوله هذا الرجل!.. على ايحال لم يكن هناك ما يكذب بشأنه ايضا.. لقد كان هذا الرجل بالفعل قويا جدا! ففي النهايه لقد تبعته الوحوش.. كمل انه كان بالفعل وسيما بطريقه مخيفه.. كـ ملاك جميل ليس من هذا العالم.. مع ان مانزيل كان يريد اضافه اشياء مثل انه مجرد شيطان سادي يحب تعذيب الاخرين نفسيا!

" ا. انتَ كذلك س. سيدي"

اجاب بتوتر و قرر حينها انه سيكون كـ الببغاء الذي سيكرر موافقته على اي حديث صادر من سيده لعل ذلك يقلل من احتمال موته.. في حين ان إيڤان قد همهم برضي قبل ان يرفع يده للأعلى بينما يتحدث بهدوء و هو يحصي روعته على اصابع يده الطويله

" لنرى الان.. انا وسيم جدا كما انني اقوى رجل قد تقابله.. ايضا، انا ساحر مثالي.. جسدي رائع و ابدو شابا جدا كما انني امتلك رفيقه مثيره و بالطبع بالاضافه للكثير من الامور الاخرى الرائعه التي اجيد القيام بها....اذا الان، الا تعتقد ان مثاليتي مبالغ بها؟ "

ابتلع مانويل ريقه و لم يعرف كيف يجيب على ذلك المدح! بالنسبه له.. كلمه واحده خاطئه قد تكون قاتله و حينها سينتهي به المطاف كـ ليتيسيا التي اتفجر رأسها و تناثرت دمائها.. و مع ذلك بعكس ليتسيا.. كان مانويل يدرك مكانه الحقيقي! ابلتع مجددا قبل ان يفتح فمه متحدثا بصوت متردد خائف بينما ينظر تاره للأرض و تاره اخرى للرجل المخيف المسترخي

" ح. حسنا.. نعم، سيدي"

" انتَ تعتقد ان مثاليتي مبالغا بها.. مانويل؟"

و مع ان مانويل وافق على ما قاله إيڤان بشكل طبيعي.. إلا ان الاخر لم يبدو راضي بذلك ابدا! و خاصه حين استدار مجددا للنظر لمانويل سائلا بجمود بعد ان رفع حاجبيه الابيض بأستغراب

" كلا! كيف اجرؤ!! مثاليه سيدي ليس لها حدود!! "

حسنا.. لقد كان يوافق على ما قاله فقط!!، لم يكن يمتلك الجرائه الكافيه لقول كلمات قد تزعج الاخر.. إلا انه كما بدى لمانويل، فـ حديث ملك الوحوش مليئ بالفخاخ تماما كـ وحوشه المخادعه

نظر له إيڤان للحظات بصمت فبل ان يرفع جزئه العلوي بسرعه قائلا بأبتسامه خافته بدت مليئه بالشر بينما اخذ ينظر للفتى الصغير بعين بيضاء جامده

" بالطبع انا اعرف ذلك جيدا.. و لكن مازلت اجهل حقيقي كون شخص مثالي مثلي يمكن مقابلته بسهوله.. في حين ان سيد البرج الوضيع لا يمكن مقابلته! "

لقد كان يبتسم.. و مع ذلك، بدى لـ مانويل انه منزعج بشده بطريقه مخيفه.. و مع ذلك، لم يكن هناك شيئا يمكن فعله حين تكون هذه هي القاعده في البرج!

" ذ. ذلك.. "

نظر للأرض برعب و لم يعرف ما الذي يجب قوله.. في حين انه اخذ يدعو ان لا يتم قتله كـ ليتيسيا و الاخرين.. على اقل تقدير، يريد الموت بشكل طبيعي.. و ذلك بالطبع بعد ان يتأكد ان والدته بخير!!

و مع ان مانويل اعتقد ان نهايته قد اقتربت إلا ان إيڤان لم يبدو في مزاج جيد للقتل.. لقد كان عليه انهاء العمل هناك و التركيز على إيڤا فقط.. كان عليه معرفه ما الذي يحصل في هذا البرج بسرعه و الانسحاب بهدوء تاركًا كل شيء لأدريان

وقف بسرعه من السرير ليتقدم ناحيه الباب الذي يقف خلفه مانويل.. إن كان سيد البرج لن يلتقي به.. إذا سيلتقي هو به!.. بالطبع على سيد البرج ان يكون سعيدا لأنه سيقابل شخص رفيع المستوي!!.. فكر إيڤان مع نفسه محاولا تهدئه اعصابه

" حسنا الان.. لنذهب لسيد البرج! "

تحدث إيڤان بهدوء بعد ان وقف امام مانويل بينما اخذ ينظر للأسفل ناحيه الجسد القصير بجمود اخاف الاخر.. لقد كان يحتاج لشخص يرشده! لم يمضي الكثير من الوقت منذ مجيئه إلى هنا.. كما انه لم يكن يعرف حقا اين يعيش سيد هذا البرج اللعين!

لقد كان مانويل الحل المناسب لهذه المهمه.. لقد كان يعرف هويته الحقيقيه مما جعل التعامل معه اسهل بكثير.. كما انه بالاضافه إلى ادريان.. الشخص الوحيد الذي رأى وجهه هو مانويل!.. لقد كان افضل خادم قد يحصل عليه إيڤان في مكان حاول الاختباء به!

" م. ماذا ؟"

مانويل اجاب و قد بدى مندهشا بشده بعد سماعه لذلك الحديث.. عينه البنيه ارتفعت عن الارض لتنظر للرجل الوسيم المنزعج بدهشه...لقد اعتقد انه سيموت و خاصه بعد شعوره بتقدم الاخر نحوه! إلا انه كما يبدو سيعيش لبعض الوقت..

و مع ذلك، عند التفكير مجددا.. التوجه لمقابله سيد البرج كانت ايضا بمثابه طريقه اخرى للموت السريع!!.. و خاصه ان كان إيڤان سيذهب معه!

حينها.. لم يعرف مانويل ما العمل حقا! هل يجب ان يموت على يد ملك الوحوش!.. ام سيد البرج! لقد كان الامر صعب الاختبار.. كما انه يتمني ان لا يختار في الواقع!

ابتلع ريقه.. و حاول التوضيح للرجل المهيب امامه بينما ينظر برعب للعين البيضاء الخاليه من العاطفه بتردد

" و. ولكن سيدي!! انه يعيش في الطابق المئه و لا يسمح للسحره العاديين بالدخول!!.. ايضا ا. ان سيد البرج شخص قوي جدا.. و. وـ "

" مانويل.. كم هو عمرك؟ "

قاطعه إيڤان فجأه بنبره اجشه ساحره.. و ذلك حين اعتقد مانويل ان وقته قد حان! .. و مع انه لم يرد الاجابه إلا ان تجاهل الاجابه لم تكن احدى خياراته الجيده

" س. سأكون في 17 عاما، ه. هذه السنه"

لقد كان صغير جدا ليصبح ساحر.... ولكن لحسن حظه كان يمكنه العيش في البرج ليصبح ساحر قوي في المستقبل.. بالطبع إن لم يقتله إيڤان قبل ذلك!!

" جيد.. انتَ مازلت صغيرا جدا لتموت"

بالطبع مازال كذلك! كان هناك الكثير ليتعلمه و يعرفه.. كما انه اراد الحصول على الكثير من المال لمعالجه والده المريضه!.. لم يكن يريد الموت بعد!!

إيڤان الذي ينظر بعين بيضاء صافيه للجسد المرتجف قد اتسعت ابتسامته حتى اظهر انيابه الحاده البيضاء.. عينه اللؤلؤيه قد تقوست بسعاده حين شعر ان هناك طريقه جيده لتعلم هذا الطفل الصغير

رفع يده العضليه ليضعها فجأه على شعر مانويل البني يبعثره بعشوائيه.. في حين ان الاخر قد انتفض برعب.. ارتجفت عينه بخوف في حين انه شعر بعرق بارد يجري في جميع انحاء جسده.. من اللمسه المفاجأه من الرجل القوي

"انت مازلتَ صغيرا جدا لتموت ألاتعتقد ذلك؟"

كرر إيڤان بهدوء بينما ابتسامه كسوله تغطي ملامحه المثيره.. في حين ان القبضه على رأس مانويل قد اشتدت اكثر حتى جعلت من عين الفتي البنه تدمع بهلع متذكرا ليتيسيا التي انفجر رأسها بين يدين هذا الرجل..

" و لأن اخاكَ الكبير و الرائع مثالي جدا.. سأخبرك بقاعدتان يجب ان تتبعهما لتبقي على قيد الحياة.. انه ايضا بمثابه درسكَ الاول!"

سمع حديث إيڤان اللطيف بينما تجاهل النظر قدر المستطاع لملامحه الميته الخاليه من العاطفه بينما دموعه التي تجمعت بدأت تتجمد وكأنها تختفي بعد سماعه للنبره اللطيفه.. لم يمضي وقت طويل منذ ظهوره.. و مع ذلك كانت تلك مده كافيه لمانويل ليجعله يدرك ان هذا الرجل ليس سعيدا ابدا كما يبدو.. بل بدى بالنسبه للساحر الصغير رجل مليئا بالغضب و المشاعر.. بعكس ما تظهره ملامحه البيضاء

و بعيدا عن شكل إيڤان.. مانويل حقا لم يرد اخ كبير كـ هذا!!.. هذا الرجل كان سيقتله في ايت لحظه و ذلك ما لم يفعله اخ كبير ابدا!..

" اولا، ليس هناك من هو اقوى مني.. لذي يحضر عليك قول ان هناك شخص قوي غيري! ثانيا، لا تقترب من رفيقتي.. انا لا احب ان ينظر إليها احد في الواقع!.. ولكن لأنني لطيف، سأسمح لك بالنظر لها من بعيد.. "

اردف إيڤان بهدوء بينما ينظر للفتى الصغير المرتجف و تسائل ان كان عليه ان يكون اكثر لطف من هذا!!.. لم يكن حقا يود قتل مانويل ابدا! حتى ان كان يقول ذلك كثيرا في تهديداته!

" هل تفهم ما احاول اخبارك به مانويل؟..ان اردت البقاء على قيد الحياة عليك فقط اتباع هذه القواعد.. أليست بسيطه جدا؟ "

كرر إيڤان بينما الابتسامه على وجهه قد اشتدت و ذلك حين اجاب مانويل الخائف على حياته بسرعه بعد سماع تلك القواعد.. حسنا، لقد كان تنفيذها امرا بسيطا جدا.. من المستحيل ان يقع في خطأ احداهم.. ربما!

" ن. نعم سيدي "

شعر باليد القويه تبتعد عن رأسه.. و ذلك حين تنهد براحه بعد شعوره اخيرا بأبتعاد الخطر.. إلا ان مانويل الذي اعتقد ان الخطر قد ابتعد شعر بيد إيڤان ترتفع للحظات مما جعله يغلق عينيه بقوه معتقدا ان موته قد حان..

مع ذلك، إيڤان قد امسك بقطعه تفاحه في الصحن الذي يحمله مانويل ليضعها في فمه بينما تقدم للأمام متجاهلا مانويل قائلا بنبره سعيده

" جيد! و الان لنذهب للبحث عن سيد البرج المدلل! "
بهتت ملامح مانويل بينما استدار للنظر للرجل الذي كان على وشك الخروج.. إلا ان مانويل لم يسمح بذلك.. إن فعل و التقي ملك الوحوش مع جورج ستكون هذه فقط مصيبه اخرى سيموت هو بسببها!.. قرر حينها التحدث بشجاعه و قول اول ما قد يخطر على باله!

" م. ما رأيكَ بفعل هذا في ما بعد! ر. ربما الذهاب لرفيقتكَ و التحدث معها قليلا سيكون افضل بكثير صحيح؟! "

توقف جسد إيڤان عن الحركه بعد سماع صوت مانويل المتلبك.. و قد بدى للحظات وكأنه اصيب بصاعقه ما فجأه.. مانويل الذي شعر بالتوتر على الهدوء المفاجئ جعل اعصابه تنفجر اكثر.. و ذلك حين اعتقد انه ربما قد اخطئ في التحدث من دون تفكير

لم يكن يعرف ما هو اصل ملك الوحوش على الاطلاق، لقد كان فقط يدرك ان يستطيع استخدام السحر.. و ان كان ساحرا فقط، يستحيل ان يمتلك رفيقه ما!

في الاصل، يولد السحره من دون رفقاء.. تماما كـ مصاصي الدماء..كان فقط يمكنهم الزواج من اي شخص طالما يريدون ذلك.. و هذا بعكس المستذئبين و السايرن الذين ينتظون شركائهم.. بالطبع الليكان ايضا الذين تم استثنائهم من القائمه بعد إبادتهم تماما منذ زمن طويل!

استدار إيڤان فجأه ناحيته ليتقدم بسرعه ممسكً بكتفي مانويل بينما يهزه بسرعه شديده و هو يتحدث بسعاده غامره لم يرها الاخر ابدا من قبل!

" حسنا، انت محق!! لنفعل ذلك في ما بعد إذا!!.. أراك لاحقا! "

اختفي بسرعه من امامه بعدها و كأنه لم يتواجد في الغرفه.. الاصرار الذي حمله لأنهاء مشكله البرج قد تبددت تماما حين تم ذكر إيڤا.. و لم يبدو حقا حينها انه يعترض على هذه الفكره على الاطلاق.. في الواقع، بدى اكثر سعاده حتى!

في حين ان مانويل الذي شعر بالراحه، اكتشف اخيرا كيف يمكن تهدئه ملك الوحوش حقا!

ابتسم بسعاده للمره الاولى و تقدم للخروج من الغرفه المظلمه اخيرا بينما يفكر بأخذ قسط من الراحه و بعدها الرجوع للدراسه قبل ظهور إيڤان مجددا.. و اثناء الطريق، نظر لطبق الفواكه بيده للحظات و تمتم حينها مع نفسه

' على ايحال، ألم يقل انه لا يحب الفواكه؟.. هل ذلك الرجل يمتلك عقلا واعيا حتى؟ '

تحدث بينما ابتسامه متيبسه قد ارتسمت على وجهه و هو يتذكر إيڤان الذي أكل قطعه واحده من التفاح..على ايحال، من الجيد انه يمكنه قول رأيه من دون ان يتم سماعه.. لأنه ان حصل و سمعه ملك الوحوش.. لم يكن ليعيش ابدا!

يتبع..

_____________________________________________

اعتذر عن الاخطاء الاملائيه!

Weiterlesen

Das wird dir gefallen

30K 1.2K 25
عندما تجتمع الرجوله مع القوه أضافة ً إلى الهيمنه فيصبح أنساناً مكتمل ولاكن ينقصه شيء وهو رفيقته تلك منذ أكثر من ألفِي عام ينتظر رفيقته بشوق للقياها و...
15.1K 1.8K 33
تنبيه: هذه الرواية تجمع القصص تحت هاشتاق غير متوقع «عالمي الخاص- دقيقة من التفكير-بارانويا- أمل زائف» لا أنصحك بقرائتها ان لم تقرأ هذه القصص. ـــــ...
2.6M 113K 46
في ليلة غير كل الليالي حيث كان القمر المكتمل هو بداية لكل شيء كانت فتاة شابة تجلس أمام نافذتها وهي تحدق به ككل ليلة إلا أنها لم تعلم بأن هذه الليلة س...
385K 19.3K 38
من كان يصدق أن تلك الأساطير التي اعتدنا على ترديدها هي في الواقع حقيقية السحرة مصاصي الدماء الحوريات ... و المستذئبين وبينما أنا أهرب من أسوء كوابي...