زهرة اصلان

By menagamal23

1.5M 16.4K 575

رومانسيه جريئة للكبار فقط ❤️❤️ منقوله More

اقتباس
زهرة اصلان
زهرة اصلان
زهرة اصلان
زهرة اصلان
زهرة اصلان
زهرة اصلان
زهرة اصلان
زهرة اصلان
زهرة اصلان
زهرة اصلان
زهرة اصلان
زهرة اصلان
زهرة اصلان
زهرة اصلان
زهرة اصلان
زهرة اصلان
زهرة اصلان
زهرة اصلان
زهرة اصلان
زهرة اصلان
زهرة اصلان
زهرة اصلان
زهرة اصلان
زهرة اصلان
زهرة اصلان
زهرة اصلان
زهرة اصلان
زهرة اصلان

زهرة اصلان

64.6K 731 54
By menagamal23

الحلقة الأولى
الحلقة الثانية
الحلقة الثالثة
الحلقة الرابعة
الحلقة الخامسة
.
.
رواية/ زهرة اصلان - طويلة
علقوا هنا ب 10 ملصقات
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
الحلقة الأولى
.
.

الفصل الاول

_ صباحا فى إحدى قرى محافظة سوهاج الحبيبة

جو هادئ نوعا ما إلا من أصوات بعض المارة الأغلب فيها لاراضيهم والأقل
ل وظائفهم وقلة من تلاميذ المدارس أو طلاب الجامعة ، قرية بسيطة
لا يشغلها الكثير إلا عن الحياة اليومية وحالة الثأر بين اكبر عائلاتهم
عيلة المنصورى وعلية قدرى وعلى الرغم من توقف النزاع بينهم من أكثر من خمسة عشر عاما إلا أن الجميع ف حالة ترقب وهى أسوء من الدخول ف الثأر.
عيلة حامد عبدالمجيد المنصورى :
تتكون من كبيرها الحاج حامد وأخيه الحاج صابر ولكن الحج حامد هو الأكبر
فهو صاحب مزارع ال منصور تاجر غنى كثير السفر مما اضطرت إلى استئجار شقة بحى المنيرة لصعوبة تنقله من القاهرة الصعيد ، وهناك التقى بزوجته فتاة أتت مع والديها من اليونان وقد توفى والديها و ظلت هى وحيدة أحبها وتزوجها ولمرضها لم تستطع الإنجاب ، مما جعل والده يجبره على أن يتمم زواجه من إبنة عمه وأخت زوجة أخيه ، عاملها بالمودة و الاحترام ولم يكن عاشقا متيم مثلما كان مع زوجته الأولى او ف حالة أخيه
وقد سارعت لتثبيت أقدامها بالانجاب له وهو ماينقص غريمتها الأولى
وهم ثلاث اولاد :
الأكبر صابر :
شبيه ابيه ف الطباع وخليفته فى عمله له ثلاث أبناء
" أحمد / محمود / زهرة "
يليه طه :
طيب وجنون يعمل مع والده وأخيه فى إدارة الأراضى الخاصة بهم
له توأم حسن وحسين
أصغرهم عابد :
معيد بكلية هندسة جامعة سوهاج
حنون متهور قليلا
تأتى بعدهم الغالية "زهرة" :
ذات الثمانية عشر ربيعا
رقيقة جدا تحمل مزيج من الملامح المصرية والغربية ،
أنعم الله على أمها بها فتمسكت بعطيته على الرغم من مرضها لتكون
آخر ماتهديه لتوام روحها .1

والحاج صابر له خمس أبناء أربع ذكور واختان " رقية /تقى " .

وهناك اختهم الثالثة الحاجة " صفية " وزوجها المربى الفاضل الأستاذ
عزت يمكثون بالقاهرة وقد انتقلوا لمنزل حامد هناك بعد وفاة زوجته
لتكون زهرة ابنتهم التى انتظروها كثيرا من الله لكنه لم ينعم عليهم
بنعمة الإنجاب فتكون الغالية حبيبة أبيها عوض الله لهم ، بعد أن رفضت
زوجته مراعاتها لتكسر بذلك آخر زرة ود لها ف قلبه .
7
عيلة قدرى :
كبيرها الحاج " قدرى" رجل عصامي أشرف على التسعين من عمره
بنى نفسه بنفسه موسعا لاراضيه هو وزوجته شريكة كفاحه ، وقد رزقهم الله بأربع أبناء :
أكبرهم " احمد" :
قرة أعينهم بأخلاقه وروحه الجميله حتى عند زواجه قد تزوج بشبيهة أمه
إبنة خالته " نعمة " حبيبته و شريكة حياته ، كان يمين أبيه ف العمل حتى
وفاته بأزمة قلبية مبكرة بعد ولادة ابنته " اسراء" ليترك فى كنف ابيه
خمسة أبناء :
التوأم أصلان وبثينة يبلغ سبعة وثلاثين عاما ،أما توامه فقد توفيت
أثر أحداث الثأر والتى راح لها الكثير من شباب القرية أثناء تبادل
الأعيرة النارية التى أصاب أحدهم مكانها المفضل " الجرن"
مكان لتجميع الغلال ، أدى إلى اندلاع النيران التى ماتت أثرها
وقد رمى نصفها الآخر نفسه ورائها ولكن لم تفيده محاولة إنقاذها
سوى رؤيتها وهى تلفظ أنفاسها الأخيرة والتهام النيران لنصف جسده اليسار وجزء من ذقنه لتترك بذلك ندبه على روحه وقلبه قبل جسده
وحقد لا ينتهى على تلك العائلة.
وقد تولى أمور العائلة منذ أكثر من خمسة عشر عاما ، حاد الطباع
قليل الكلام له هيبة بجلبابه الصعيدى تسبقه ف اى مكان .
يليه اختهم " أسماء " :
طيبة و حنونة متزوجة من ابنة خالتها "محمد" وكان الطيور فعلا على أشكالها تقع ، لديهم ابن ذو ثلاث سنوات بودة ، ويعيشون ف منزل الجد .
ثم" أسامة ": خريج كلية زراعة كاخيه وزوج أخته
آخر العنقود " اسراء" : ثانى هندسة سوهاج .
الابن الثانى للجد " زاهر":
خرج عن عباءة أبيه وآثر العمل كتاجر للانتيكات بالإسكندرية وقد شجعه على ذلك زوجته " صفية " او كما يلقبونها ف العائلة ب " العقربة صفصف" التى تمردت هيا الأخرى على أصلها البسيط وارتدت عباءة " بابى و مامى"
له ولدان" منير "هادئ الطباع يعمل مع أبيه
" رائد " دكتور ب طب اسكندرية
يليه الثالث " منعم ":
هادئ خجول توفاه الله هو وزوجته بحادث أثناء ذهابهم للطبيب بسوهاج
بعد عدة سنوات من وفاة أخيه أحمد مرض على أثرها الحج "قدرى"
و قد ترك ابنة وحيدة " سمية او سوما" لتكون الابنة التى لم تنجبها نعمة، وجعل الحج قدرى يترحم على كبيره أحمد الذى أحسن ف اختيار شريكة حياته والتى تولت أمور منزل ابيه بعد وفاته وأصبحت اما لتلك اليتيمة
ابنه ابنه منعم واختا وصديقه لابنته الرابعة " سعاد "
"سعاد ":
ربة منزل سافرت مع زوجها محسن الكويت ، لم تنقطع الاتصالات بينهم واستمرت صداقة نعمة وسعاد طوال تلك المدة الأمر الذى يجعل نعمة
كما يقولون تقيم عيدا عند كل زيارة سنوية لها .
لها بنت " بوسى" او بثينة الصغيرة التى اسمتها سعاد على اسم بثينة ابنة
نعمة وهيا حبيبة البيت كله لظرفها ومشاكستها مع الجميع ، ويليها بعدة سنوات أنجبت " دودى" عادل .
أما بوسى و سوما نفس السن تنتظران نتيجة الثانوية على أحر من الجمر
لرغبة بوسى بالعيش مع الجد .5

يتبع
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
الحلقة الثانية
.
.
الفصل الثاني

فى منزل الحاج حامد المنصورى :
- تجتمع الأبناء على مائدة الإفطار ماعدا طه الذى سافر للقاهرة عدة ايام لزيارة غاليته كعادة اخوتها عدة أيام من بداية كل شهر يذهب أحدهم المكوث معها هيا وعمتهم ، يتراسهم أبيهم الحاج حامد وعلى يمينه أبناءه كلا بجانب زوجته ابتداء ب صابر وعلى يساره زوجته ثم الأحفاد .

- الحاج حامد :  بسم الله اللهم ب......
                  ولا يا حسن اصبر يا بنى حتى مسميناش الله
- حسن طه (وفهمه ممتلىء بالفول) :بارك فيما رزقتنا بسم الله ،مرتاح كده
- الحاج حامد : نفسى اعرف الشقاوة دى جتلك منين أبوك هادى وأمك بسم
               الله أخلاق .

- حسين طه (لأن توامه قد حشر فى فمه بيضة ) : ابوية هو فين زمانه
          هايص ف أكل جدتى صفية وعمتى الغالية يا بخته نفسنا نشوفها .

- حسن ( بعد انتهاء معركته مع البيضة ) : أيوه لما ييجى ابقى ابطل
         شقاوة ،ثم ضرب الطاولة بخفة ورفع رأسه بطريقة مضحكة ،قائلا
         إنما طول ماهو مش موجود انا مش مسؤول عن شقوتى.
- ضحك الكل بخفة على هذا المشاغب الصغير الذى نمى معه حب الغالية
   الغائبة دون أن يراها ، فلم يراها من الأحفاد سوى أحمد ومحمود أبناء
    عمه صابر .
- أحمد صابر : انا مش قولتلك يا جدى الواد ده أكيد ناقص من لسانه حته
                  ساعة الولادة .

- الحاج حامد : أتعلم وخليك ناصح زى أحمد وبطل الشقاوة اللى مش عارفجايبها منين .

- رد حسن مرة أخرى : من الناصح وانفجر الجميع ضاحكا بعد أن تلقى
       بيضة ف وجهة من أحمد.

- الحج حامد : الحمد لله
                مش محتاج أنبه يا ولاد محدش يحتك بيهم ، قاصدا عيلة
                قدرى فقد أصبح هذا الحديث من الوصاية اليومية
   همهم الكل بطاعة تامة إلا ذلك القابع فى نهاية السفرة ولم يكن
    إلا عابد الذى كلما حاول محادثة والده حول هذا الأمر يأتي كلامه
    حجر عثرة فى طريقه لعلمه بتجنب كل من فى البلد الاحتكاك
         بالاصلان.
وبعد الإفطار انصرف الحج حامد وابنه صابر لأعمالهم ، وعابد لجامعته .

فى منزل الحج قدرى :
- نعمة ومعها أحد الخادمات فى منطقة خاصة بالخبز بجانب المنزل:
   همى يافطنة عاوزين نحط من الفطير على السفرة .

- حاضر يا ست نعمة من عنيه ، ثم أكملت انا عارفة أن شئ أصلان والحج
    بيحبوه طازة .
- في حجرة المكتب نجد ذاك الاصلان يحاول الانتهاء من بعض المكالمات الخاصة بالعمل قبل ذهابه لعمله ، فقد اقلم حياته على العمل والعمل فقط
ليس غيره متناسيا بذلك نفسه مكتفيا بدوره ك مسؤول عن تلك العائلة
مما سبب حزن الاخريين من حوله .
ولكن للحق فقد أثبت جدارته لهذا الأمر بشخصيته المتحكمة والقيادية
وهيبته فقد كان لا يتخلى عن جلبابه فى البلد ، طويل القامة ذو أكتاف
عريضة ، فقد كان الطول الشاهق ما يميز جده وأبيه ، بشرة سمراء لوحاتها
الشمس وشعر اسود يصل لنهاية رقبته حاجبا بذلك جزء من ندبته ، ونظرة
حادة اكتسبتها عيناه من لونها الاسود وحدة طباعه .

- يترأس الجد المائدة وعلى يمينه أصلان يليه أخيه أسامة ويقابله واسراء وسوما ويقابله أمه وأخته أسماء وزوجها ، وقد تنوعت الأحاديث أثناء الفطار
ولم تخلو من مشاكسة أسامة ل سوما حبيبته .

- أسامة (وعيناه على سوما):
         هو الفطار انهاردة حلو بزيادة ولا انا متهيألى
مما جعل سوما تحمر خجلا بعد ان ضحك الاخريين على كلامه ،ليرد محمد :
  لا دى أكيد تهيوءات ربنا ياخد بيدك .

- ليرد أسامة مرة أخرى انا حاسس ان ربنا هيشفينى بعد الجواز يا جدى
    تتبنى عيان كده كتير ، ليضحك الجميع على حديثه إلا أصلان الذى قد تنبأ بمجرى الكلام ، وما لبث أن استغلت الحجة نعمة الفرصة قائلة : وهو يصح تتجوز قبل أخوك،
ينهض أصلان قائلا : وبعدين يا أمى انا مقلتش لحد يستنانى، وأنا بعداذنك
          يا جدى شايف أنك تتمم جوازهم ، ثم اكمل حديثه وقد ظهر فى
          عينيه لمحة حزن أجاد إخفائها انا شلت الفكرة دى من دماغى
          انا اتأخرت على المصنع ابقى الحقنى يا أسامة انت و محمد
         وانت يا إسراء خدى بالك من نفسك فى الطريق ، ثم انطلق خارجا
      مسببا اصفرار وجهها لعملها التام بمقصد حديثه وهو عدم الاحتكاك
       باى من عيلة المنصورى .

فى إحدى المنازل الكبيرة بحى المنيرة :
فى إحدى غرف المنزل قد انتهت ملاك من صلاة الضحى ،وابعادت عنها اسدال صلاتها لتذهب لتحضير الإفطار لها هى وعمتها واخيها طه وبعد انتهاءها توجهت لايقاظ أخيها
- ابيه ابيه اصحى يلا الساعة 10 ايه النوم دا كله مش معقول تكونوا فى البلد بتصحوا الساعة 10.

- رفع طه رأسه من تحت المخدة ضاحكا اعمل ايه بستنى اجيلك بفارغ الصبر
    عشان أنام ، وقبلها على وجنتيها ضاحكا من عبوسها بسبب كلامه :
    حقك عليا م تزعليش حالا يا غالية أغسل وشى واحصلك ونعد مع
    بعض زى ما تحبى .

وتركها متجها للحمام سريعا لتجنب غضب غاليته اللطيف .
-أما هيا فقد اتجهت الى الصالة لوضع الفطار على السفرة وقد كانت عمتها جالسة تستمع للست (ام كلثوم) :
هاه يا رورو لسه بسلامته مصحاش ايه النموسية الكحلى دى .

-فرد طه : بسلامته صحى يا عمتى .

- يلا يا ابنى متنا من الجوع .

- طاب وانا ذنبي إيه ما هيا رورو كل ما أقولها يلا نفطر تقولى نملك شوية   أنت تعبان ، ثم انفجر ضاحكا بعد ان سمع شهقة أخته ورأى ملامحها الغاضبة اللطيفة فمن له أن لا يحب غاليته برقتها حتى وهيا غاضبة ،
وضحكت عمته هيا الأخرى وتكلموا تناول الفطار .

فى مصنع قدرى لإنتاج العصائر :  على مشارف البلد
تجمع بعض الموظفين خارج مكتب أصلان بسبب صراخه داعين الله ألا  يصيب
أحدهم جزء من غضبه .

- (أصلان بصراخ) : فين عربيات الفاكهة يا أسامة.
-(أسامة بلعثمة ): بعتوا امبارح أنها هتتاخر يومين بس نسيت اقولك .

- (أصلان بصراخ اكبر):
       نسيت أن المصنع مفيهوش ولا حباية فاكهة ،لا واجى الصبح الاقى
        العمال اعديين من غير شغل .

- ليتدخل محمد مهدىء للوضع :
          معلش يا أصلان النهاردة من بكرة مش هتفرق
-(ليستشيط أصلان اكثر) : قائلا بهدوء يسبق العاصفة
     والله انهاردة من بكرة مفرقتش كتير ،اممممممم
  ( و بصراخ أشد ) : و ماخدتوش بالكوا ليه يا فندى منك ليه أن درجات الحرارة عليا من اول النهاردة وهتزيد لمدة أسبوع يعنى خسارة لينا لو جيلنا الفاكهة وخسارة بردوا لو استنينا  .

- تبادل محمد وأسامة النظرات دلالة على غباءهم فها هو أصلان يثبت لهم للمرة التى لم يعلموا عددها أنه استحق أن يكون بدلا من الجد وليس غيره وأن طريقته فى إدارة الأموال هى الاصح ولا يوجد من يصلح منهم ليسد
مكانه .

فى هذه الأثناء اخترق صفوف الموظفين الموجوديين خلف باب مكتب أصلان
عامل بسيط من عمال أرضه ،متعصب لعائلة قدرى وثارهم ضد عيلة المنصورى قد اعتاد على إيصال أخته الصغرى لكليتها نظرا لسوء الأحوال
وخوفا من حالة الثار ،
وما لبث ان صاح بعلو صوته مناديا
- يا سى أصلان بيه ، يا سى أصلان بيه الحق مصيبة .

يتبع

❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
الحلقة الثالثة
.
.

الفصل الثالث

- انتهينا عند صياح العامل بصوت جهورى :
      سى أصلان بيه ، سى أصلان بيه الحق مصيبة التار هيرجع تانى
لم ينهى كلامه إلا وقد فتح أصلان باب مكتبه بعين يتتطاير منها الشرر خلفه زوجان من الأعين قد فتحت على وسعها ، أدخل أصلان العامل وصرف من بالخارج ليرى ما الأمر.
لم يصدق أصلان ما قصه عليه العامل بأن أخته اسراء نتقابل مع عابد المنصورى بالجامعة وأنه عندما سأل البعض أكدوا له وجود علاقة بينهم منذ ما يقرب من السنة ، وأنه قد تعرف عليها من خلال تدريسه لهم فى الكلية
وأنهم بين الجميع فى الكلية فى حكم المخطوبين .

ترك أصلان مكتبه غاضبا يكاد يحرق غضبه الأخضر و اليابس متجها للمنزل يلحقه أخيه وزوج أخته ، لا يرى أمامه سوى النيران التى التهمت أخته فى الجرن بسبب رصاصة طائشة انطلقت عند قيام عركة بين شباب العيلتين بالقرب من منزلهم والتى أدت إلى التهام نصف جسده هو الآخر ليس على باله سوى خيانة اسراء له ولاخته بثينة رحمها الله .

دخل المنزل مهرولا وتوقف فى منتصف الإستقبال مناديا بعلو صوته :
     اسراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااء
لم يصمت على الرغم من التفات أمه وجده وأسماء وسوما حوله يلحقه من الخارج اخية وزوج أخته مهروليين الا عندما وجدها أمامه ترتجف وقد أخبرتها عيناه أنه قد علم بالأمر وأخبرته عيناها أنها قد اجرمت ، صفحتها أصلان ولقوة الصفعة سقطت أرضا وقد ارتطمت رأسها بالأرض وقد خرج خط من الدماء لجرح شفتيها متغاضى عن شهقة الجميع وقد قام برفعها من ملابسه وليس على لسانه مع دموع عينيه وعينيها :
خنتينى وخنتى بثينة ، هانت عليكى أختك وانتى بتضحكى معه طاب وانا
انا يا إسراء قصرت معاكى فى ايه ،بس انتى عندك حق انا اللى دلعتك
وإذا كانت الدراسة مش عجباكى فى الكلية بلاها خالص

وقد قام بجرها على السلم وصولا لغرفتها وقد حبسها بها ، وعند نزوله كان أسامة ومحمد قد اعلما البقية بما حدث وأن علاقة اختهم ب عابد المنصورى قد انتشرت فى البلد ، فسقطت نعمة أرضا من فعلة ابنتها وصرخت كلا من سوما وأسماء خوفا من الفضائح و على حياة احباءهم اذا عاد الثأر من جديد.

نزل أصلان من حجرته مهرولا وفى يده سلاحه غير عابىء بهتاف جده به بأن ينتظر وقد لحقه كالعادة أسامة ومحمد ، خلفه صراخ أمه وإخوته على تلك الفعلة التى ستفتح أبوابا لا يستطيعون سدها ،أما الجد فقد جلس مفكرا فى حل يخرجهم من تلك الكارثة .

فى منزل المنصورى :
اجتمع الحج حامد وابنه صابر فى المندرة كعادتهم بعد الغذاء لمناقشة شؤون عملهم وقد قطع حديثهم صراخ الغفير:

ياااااااا سيدى الحج ،ياااااااااسيدى صابر
يااااااااسيدى الحج ، ياااااااااسيدى صابر
- فى ايه يا جحش انت بتزعج ليه
- (رد العامل منقطع الأنفاس لكثرة جريه  ) :
        ألحق..... ألحق يا سيدى .......سيدى عابد ......أضرب بالنار فى
        أول البلد
- (صابر بصراخ ) : بتقول ايه .... أنت متأكد وقد أمسك الغفير من جلبابه
-( رد الغفير بخوف من صابر ):  والله يا سعادة البيه شفته بعنية دول.
...... والله .

انطلق الحج حامد وابنه صابر ومعهم أخيه الج صابر وأبناءه لمكان الحادث
وقد قاموا بنقله لمستشفى سوهاج بعد ان استشعروا شدة حالته وفق ده لكثير من الدماء .

وقد قامت زوجة الحج صابر هى وابنتيها بالذهاب لمنزل أختها لمواستها
وقد استقبلهم صوت الصراخ والعويل من نساء المنزل خوفا على عابد .

أما فى المشفى بعد ان خرج الطبيب من حجرة العمليات قد أخبرهم أن عابد    كان مصاب بطلق نارى فى كتفه فقد على إثره الكثير من الدماء وبعد نقل الدماء له من أخيه صابر حالته قد استقرت و سوف يتم نقله فى غرفة عادية
صمت مطبق بين أفراد عيلة المنصورى الموجودين حول عابد بغرفته فى المشفى ، بعد ان أخبرهم الغفير برؤيته لاصلان وأن أصلان أمره أن يذهب إليهم وينقل لهم على لسانه أنه قد رد حقه ، بعدها بقليل استفاق الشاب من صدمتهم من الحديث وقد تعالت أصواتهم لرد حق عابد فى الحال ،تحت صمت الحاج صابر إلا أن الحاج حامد قد منعهم من الأمر لأنهم بذلك قد دخلوا فعلا فى دوامة الثأر من جديد
- صابر "بصياح":
        نستنا ايه يابا هو فاكر أن مفيش حد يقف قصاده ، والله مارجع  إلا
        أما أغسل أيدى بدمه كيف ما هدر دم اخوى .

- الحج صابر : صابر معاه الحج يا حامد هو اللى بدأ .

- أحد أبناء صابر : لو سكتنا البلد كلها هتقول أننا خفنا منهم ، ومعدناش
                هتقدر نرفع راسنا قدام حد .

- (بعد طول صمت رد حامد ) : وقد أثر على رأيه خبرة السنين ، والفكرة
      البسيطة التى كونها عن هذا الاصلان :
      أكيد فى حاجة حصلت ماهو مش معجول هيمسك السلاح ويضرب
      قدام الكل من الباب للطاج كده ، إلا اذا كان متوكد ان معاه الحج
      ومحدش هيغلطه .
اتصل يا صابر باخوك طه خليه ياجى من عند الغالية من غير ميعرفهم فى ايه ، وأنا وعمك هنجمع كبارات البلد والبلدان الحوالينا عشان نحل المشكلة دى ، ثم صمت قليلا وقد ارتسمت على ملامحه نظرة شر قليلا ما تزور وجهه : وإن كان لينا حج الله فى سماه م نسيبه إلا بدمه .

كل هذا وذلك القابع على سريره لا يدرى بما قد ورط به غيره .

وقد أتفق كبار البلد على الاجتماع فى اليوم التالى لحل هذه المشكلة قبل أن تتفاقم وتضر الكل .

يتبع
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
الحلقة 4
.
.

الفصل الرابع
.
محافظة القاهرة منزل " صفية المنصورى " : اليوم التالى فجرا

السلام عليكم ورحمة الله .... السلام عليكم ورحمة الله
- حرما  ماما .
- جمعا يا رورو .
- صليتى حبيبتى .
- الحمد لله .

- السيدة صفية بعد ملاحظتها لتغير وجه زهرة : مالك يا رورو ؟
- زهرة بملامح رقيقة أشارت برأسها عدة مرات تنفى :
     حاسة قلبى مقبوض مش عارفة ليه ، ايه الحاجة الضرورية اللى تخلى
     أبيه صابر يتصل بابيه طه ويخليه يسافر، حتى بابا مكلمنيش امبارح قبل
     النوم زى عوايده ولما اتصلت بيه مش بيرد .

- صفية وقد انتابها القلق هي الاخرى ولكنها أخفت عنها :
      هيكون في ايه يعنى متقلقيش
- طاب عشان خاطرى خلينا نتصل بيهم .

- حاضر من عنيه ، بس استنى شوية يكونوا رجعوا من الصلاة وبعدين
   نكلمهم ،عشان محدش يقلق .
- تنهدت زهرة ولم تجب كعادتها سوى ب حاضر .

- يحضرلك الخير يا بنتى ... الله يرضى عليكى دايما مريحانى انا وعمك
  عزت الله يرحمه ، ربنا يعطيكى ويبعد عنك الشر يا نور عينى .
.
.
  لم تجيبها زهرة سوى بتقبيل يد السيدة صفية ، وقد جعلتها صفية تستلقى
  على قدميها ، قامت بالمسح على رأسها وهى تتأمل ملامحها وتبتسم ،
  فكانت زهرة متوسطة الطول قد جمعت فى ملامحها بين أمها وابيها
  فكان لها بشرة شديدة البياض وليس الشقار ... شعر اسود غزير يصل
  لمنتصف فخذها.... جميلة الملامح ... أما عينيها فهى ما يسقط الجميع
  عشقا لها فكانت كحيلة لأبيها لونهما الأزرق شديد التوهج شديد الصفاء ،
  وتذكرت عندما توفيت أمها بعد عدة ايام من ولادتها نتيجة ضعفها الشديد
  ورفض زوجته الاخرى ان تستقبل إبنة من احتلت قلب زوجها و لبه ، كانت
  فى ذلك الوقت تعمل معلمة هي وزوجها عزت بإحدى المدارس الثانوية
  وقد كللت قصة حبهما بالزواج إلا أن الله لم يرزقهما بالأطفال وما زادت
  هذه المحنة إلا من تمسكهما ببعض ، ولم يجد أبيها سوى أخته الحبيبة
  وصديقه عزت ليترك عندهم تلك الأمانة، لتكون عوض الله لها هى وزوجها.
.
.
  وعند رؤيتها بين يدى والدها قد سقطت عشقا لهذا الملاك الموجود فى
  تلك اللفة الوردية ، وقد كانت ضعيفة جدا لا يتضح منها سوى عينان
  كبيرتان زرقاوان تحركات فى كل اتجاه كما كان يقول لها عزت ، وقد
  انتقلت هي وزوجها لمنزل أخيه وتفرغت لها بشكل كامل كما اتفقت هي
  و عزت بعد ان تركت وظيفتها وقد قام زوجها رحمه الله يغرس كل القيم
  التى امتلكها كمربى فاضل و مدير لمدرسة ثانوية للبنات قد تخرجت على
  يديه المئات من البنات ، كذلك قامت صفية بتعليمها أن تكون سيدة منزل
  يعتمد عليها ، ولم تستفق صفية من شرودها إلا على رنين هاتفها باسم
  أخيها حامد وقد ابتسمت وفى بالها أنه من يرى هذا الملاك لا يستطيع
  فراقه ، وضعت رأس ابنتها على الفراش واتجهت للخارج لتجيب أخيها1

نظرتي باتج...
-( تجيب مبتسمة )  الو ... الو يا حامد ازيك..فى ايه يا حامد
   صوتك مش عجبنى .

- ........

- لأ،  زهرة نايمة ،ليه .

- ( وقعت على الكرسى ) يالهوى. .أنت بتقول ايه .. امتى ده .

   طيب طيب .. اطمن انا مش ناوية اجى اصلا .

- ........
- حاضر ، أنا أصلا مش بخرجها لوحدها .. متقلقش.
-........

- وعليكم السلام ورحمة الله .

شردت صفية فى حديث أخيها لمايجرى فى البلد ، ولا تعلم لما تشعر ان الامر لن ينتهى بخير منهية شرودها بترديدها لدعاء
" لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين " .
.
.
.
.
.
.
.
.
.

نفس اليوم عصرا فى المجلس الخاص بأحد كبار البلد كمنطقة حياد بين
العيلتين :
- يجلس مجموعة من كبار ومشايخ تلك البلد والبلاد المجاورة فى منتصف
  المجلس على يمينهم عائلة المنصورى صاحبة التظلم وقد حضر منهم : حامد وولديه طه وصابر اما عابد فحالته مازالت حرجة وأخيه صابر وأولاده
وبعض أقاربهم  ، أما الجهة الأخرى عائلة قدرى و قد حضر منهم : الجد
الحج قدرى واصلا وأسامة ومحمد فقط مما استدعى استغراب البعض
وكذلك لم يفت هذا الأمر على حامد الذى استشعر جدية الأمر ويثبت
له وجهة نظره التى قالها لهم سابقا .
.
.
ابتدت جلسة الصلح ببعض عبارات التمجيد للطرفين واصلهم الطيب وأهمية
الصلح حفاظا على الأرواح ، وكذلك بعض الآيات القرآنية التى قصها الشيوخ
على مسامعهم حول هذا الأمر ، ثم ما لبث ان تعالت الأصوات بين العيلتين
- صاح طه : احنا لينا حق عند عيلة قدرى و مش هيرده إلا الدم ، وتعالت
             أصوات شباب عائلة المنصورى مؤيدة لكلامه .
- أكمل صابر : انتوا اللى اتعديتوا علينا والبادى أظلم  .
- أحد أبناء صابر : انتوا كسرتوا كلمة المجلس آخر مرة ايه اللى يضمن
          أنكروا مش هتعملوها تانى .
وغيرها الكثير ، لم يقابلهم من عيلة قدرى إلا الصمت التام مما زاد استغراب الحاضرين ، فتنحنح أحد الكبار طالبا من عيلة قدرى قول ما لديهم قبل أن
يثبت تعديهم على عيلة المنصورى ، كل ما قام به أصلان المتجهم الوجه
أن يطلب من الحضور الانصراف نظرا لحساسية الأمر ، وبعد أن وافق الحج
حامد ذلك لتاكده من جدية الأمر من وجه الاصلان .
اقتصر المجلس على أحد كبار البلاد ممن يثقون به وكذلك الحج حامد وابنيه
طه وصابر وأخيه الحج صابر وأولاده ام عيلة قدرى فكما هى حسب ما
خططوا من بداية الأمر .
بعد ان قص عليهم أصلان ما حدث ، الأمر الذى جعل من عائلة المنصورى حانية وليس مجنى عليهم وسحب منهم الحق وأصبح عليهم حق للعائلة
الاخرى، كل هذا والاب صامت يدعوا بقلبه ألا يتطرق الأمر لتلك الغالية
الغائبة عن عينيه الحاضرة بقلبه .
وكذلك الجد الحج قدرى الذى يريد انتهاء هذا الأمر دون أذية أحد من أحفاده بخسارة حياته او أذية حفيدته الطائشة فى سمعتها ،واصلا للحل الذى جعله
آخر ورقة يقوم يرميها لفض النزاع اذا اقتضى الأمر،  وقد أخرجه من
شروده صياح صابر .

- صابر : احنا طول عمرنا فى حالنا وانتوا فى حالكم ، مفيش أذية بينا بعد
          آخر صلح بينا ، لو انتشر الموضوع ده تضيع فى رقاب ومش
          هيتسد بالساهل ، إنما لو سكتنا الغفير وبينا للناس أن أصلان
          مظلوم ونطلع اى حجة لضرب عابد الموضوع كده يتحل،ثم
          ألقى نظرة لاصلان تحمل كره العالم ووجه له كلامه بشبه كبر
          قائلا :
          وابقى اعتبر أن الرصاصة اللى خدها عابد رد اعتباركوا .

- كظم أصلان غيظه وهدىء نفسه لأن الأمر يمس سمعة أخته :
       والكلام ده بعد ما اتشوهت سمعة اختى .

- أجابه صابر وكأنها حرب بينهم هما فقط :
       أختك كانت واقفة معاه برضاها.

- فراوغه اصلا ببسمة كريهة :
      تمام اختى غلطت وانت كمان أخوك غلط ودا عرض و سمعة
      ملهمش دوا إلا القتل ، ولا تحب نعمل فى واحدة من بناتكوا
      نفس اللى حصل .

- تعالت الأصوات من الجهتين مرة أخرى نتيجة للتهديد المباشر من أصلان الذى وضع نفسه فى مركز قوة ،لم يسكنها الا صوت كبير المجلس :

- استعدوا بالله يا جماعة لو كل طرف خلاه على رأيه مش هنلاقى
  غير الدم ، فلو تسمحولى انا شايف أن عابد يتجوز إسراء طالما
  رايدين بعض والحل ده هيمنع عائلة قدرى ونظر إلى أصلان من أذية
  عابد ، وكمان مش هيخلى أهل البلد يجيبوا فى سيرة إسراء، وهي كون
  سبب صلح بينكوا علشان خاطرهم، ايه رايكوا ،ونظر للطرفين .
.
.
.
- وعلى الرغم من منطقية الحل للكثير إلا إنه لم يرضى اى من الطرفين
   لشدة العداء بينهم ، العداء الذي جعلهم يتعايشون بسلام حفاظا على
   أرواح الآخرين فى البلد ممن ليس لهم ذنب فى ذلك ، الا ان هذا الأمر
   قد كشف عن النار التى خمدت تحت الرماد لتعود من جديد .
.
.
.
- تحدث الجد يرمى آخر اوراقه :
     واحنا نضمن منين إنه ميتجوزهاش فترة وبعدين يطلقها ، وبدل ما أهل
     البلد يقولوا أنهم كانوا بيتقابلوا بره البلد هيقولوا أنه كان في بينهم
     حاجة لاسمح الله وأنه اتجوزها للستر ،ودا طبعا ميرضيش حد عنده
     نخوة .
.
.
- تعالت الأصوات من جديد بالمجلس ، وقد كان قلب الأب يقرع بشده
   داخل صدره ، فقد استشف بخبرة السنين ما يريد الجد قوله ، وقد
   أكده له نظرة الجد وقوله :

.
.
فأنا شايف أن مش بس عابد واسراء هما اللى يتجوزوا ولكن كمان بنت من
عيلة المنصورى تتجوز من عندنا عشان نضمن سلامة بنتنا.
.
.
.
 
نزل قول الجد كالصاعقة على كل المجلس حتى أحفاده الذين لم يعلموا
برأيه إلا مع الآخرين. ........

وللحديث بقية ...............

أرجو تقدير جهودى بالتصويت ، شكرا

يتبع
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
الحلقة 5
.
.

.الفصل الخامس

أرجو المتابعة والتصويت
.
.
.
.
.
.
- بعد ان ألقى الجد مفاجاته صمت الجميع كأن على رؤوسهم الطير ، فمن
جهة علم حامد بما سوف تنتهى إليه الأمور بعد أن نظر لوجه أخيه
المتجهم دلالة على إنه لن يجعل أى من بنتيه كبش فداء لتلك العائلة
الدموية .

- كذلك الجد الذى شرد فى العقبة التى وضعها لنفسه قبل العائلة الاخرى
فمن سوف يتزوج بالقادمة الجديدة ؟
فاصلان مضرب عن الزواج كما أنه على الرغم من عدم معرفته بها فهو
يشفق عليها من وحشيته، وأسامة فهو فى حكم الخاطب لحفيدته سوما
تلك اليتيمة التى فقدت كل ما لديها وتعلقت باسامة وتعلق هو بها كما أنه
لن يكسر قلبها ، ولم يتبقى أمامه سوى الاستعانة بابنه الشارد زاهر
الذى رفض إعلامه بتلك المشكلة ولم يحضره حتى حتى لا يصل أمر
اسراء لتلك الحية صفصف فتصبح سيرتها علكة فى فمها ، ولكن ها هو
القدر ابى الا ان يستعين بهم والله وحده يعلم أنه مضطر ، ولكن لا مانع
لديه من إخفاء جزء من الحقيقة عنهم وهو مشكلة اسراء .
.
.
.
- كسر هذا الصمت صوت كبير المجلس وقد أدلى باستحسانه لهذا الحل
ولكن ظهر صوت معارض ولم يكن إلا ل الحج صابر الذى رفض إشراك
ابنتيه فى هذا الأمر ، الأمر الذى قدره أخيه فهو لو كان مكانه لم يكن
ليقبل ذلك على ابنته ولكنه ابنه الطائش هو من اوقعه فى ذلك الأمر ،لم
يخرجه من شروده سوى صوت الجد الذى وجه حديثه لصابر بأنه خارج
المشكلة ، مع أنه ينوى زواج القادمة من ابن اخيه زاهر وليس أصلان
ولكنه كان يريد فتاة من صلب حامد ليضمن عدم اى إساءة لحفيدته،
ومن احسن من ابنته من زوجته الاخرى " الغالية" التى لم تطأ قدمها
البلد ابدا ولم يراها أحد من قبل .
.
.
.
- وما لبث ان نطق حامد بما يدور فى باله وقد رفض بشدة زواج ابنته
الغالية من أصلان نظرا لطباعه الوحشية التى يعلمها الكل،ومتحججا
بحجة واهية ولكنها كل ما يملك حاليا وهى أنها صغيرة أولا فئه على
أعتاب الثامنة عشر ، كما أنها تخرجت حديثا من الثانوية بمجموع عالى
جدا و لها مستقبلها .
.
.
.
- لم يعترض الجد على تلك الحجج الواهية ، فحفيدته سوما تخرجت من
الثانوية العامة بمجموع عالى وقد تم قبولها بكلية الطب وها هى سوف
تتزوج أسامة خريج كلية زراعة ، ولكنه أراد تمرير الأمر لعدم رغبة أصلان
فى الزواج من الأساس ،وطمانه بأنه سوف يتقدم للزواج منها حفيده رائد
الدكتور بكلية الطب ، وقد أصمت كلامه الجميع .
.
.
.
- وقد اتفقوا على أن تذهب عائلة المنصورى للتقدم لخطبة ابنة عائلة قدرى
وتذهب فى المقابل عائلة قدرى فى نهاية الاسبوع للتقدم لابنة حامد
الغالية ، وانفض بعدها المجلس .
.
.
.
- قام الحج قدرى بمهاتفة ابنه زاهر فى اليوم التالى لابلاغه بما يحدث
وأنه واجب على ابنه الزواج من ابنة تلك العائلة لردع الثأر الذى
اشتعل من جديد بسبب رصاصة طائشة أصابت ابنهم وقد تم اتهامهم
ظلما بها ، مما أدى لقيام جلسة عرفية للصلح قبل ان يهدد الثار الجميع
وطبعا لن يستثنى أحد حتى أولاده ، كما أنه سوف يقوم أحد أبناء تلك
العائلة بالزواج من حفيدته اسراء ،وأنه أعطى كلمة بذلك ولن يتراجع
فيها ، وأن معاد تقدمهم لتلك الفتاة فى آخر الاسبوع .
.
.
.
- أيقن الجد أن هذا الأمر الذى قام به هو الحل الأفضل للجميع ،فهو
قد لمس وتر حساس لزاهر وهو أبناءه ، مع العلم أنه لم يخدعه كليا
لأن هذا ما سوف يحث فعلا اذا رفض رائد الزواج .
.
.
.
.
.
فى محافظة الإسكندرية " منزل زاهر قدرى":
- أغلق زاهر الهاتف مع والده وهو مقتنع تماما بكلامه ، مع أنه ليس غبيا
فقد علم من نبرة والده أن الأمر به أكثر من رصاصة طائشة ،الا ان
هناك فرحة كبيرة تسكن عينيه وحنين لماضى بعيد ظل سنوات يقتات
عليه لغذاء روحه وقلبه ، فقد علم من ابيه أن تلك الفتاة هى الابنة التى
لم تنجبها صفية عشقه القديم الذى تحول لرماد ، فقد كان من طرف واحد
كما أنها تزوجت من حبيبها ذلك المدرس الذى نسى اسمه والذى قد توفاه
الله ، كما أنه قد تزوج من تلك التى لا تشبهها فى شئ إلا اسمها ،
وقد حمد الله على عوضه له بتلك الفتاه التى أكيد من أنها قد استقت
ولو القليل من روحها ،وبالنسبة له هى أفضل هدية يقدمها لولده الذى
يخاف عليه من معتقدات أمه ، كما أن هذا الأمر سوف يجعل من حبيبة
صباه وشبابه أمامه أغلب الوقت ، ولكنه عليه إقناع تلك العقربة التى
رعاها فى بيته .
.
.
.
- " صالة منزل واسعة جدا تحوى طقمين من الأثاث الفاخر أحدهم للضيوف
مفصول بستارة راقية عن الآخر المصمم لأهل المنزل ويتكون من
كنبة كبيرةمصممة لثلاث أفراد وأخرى أصغر مصممة لفردين ثم
كرسيان منفردان وعلى الأرض سجادة راقية فوقها طاولة مستطيلة
وعليها :(بالترتيب )
* كوب ماء مشبر لم يمس .
* كوب عصير مانجو مشبرمن كيس مخزن لوقت غير معلوم
لم يمس أيضا.
* فنجان قهوة سكر زيادة ساخن قد فرغ نصفه ،وعند الانتهاء
منه يكون العصير قد أصبحت برودته مقبولة .
* طبق به أنواع لب مختلفة .
* طبق به أنواع مكسرات مختلفة .
* طبق به قطعتين بسبوسة موجودة منذ ثلاثة ايام بالثلاجة.
اى بمعنى اصح معرض الشرقية للمنتجات العصرية .
فى ركن من الصالة شاشة تلفاز 49 بوصة معروض عليها فيلم
مارى منيب حياتى ملاك .3

.
- تتوسط الكنبة التى تتسع لثلاثة أفراد ايشارب من ايام الأربعينات
أبو ترتر تحته وجه لا يختلف كثيرا عن مارى منيب ولكن لم تزر البسمة
شفتيها الا فى الأعياد لا نعلم لسخطها الدائم على كل ما حولها او
لانها تفتقد الناب والسنة التى تليه فى كل جهة ، لا تترك تلك الكنبة
المسكينة ولا تسمح لأحد بالجلوس عليها وكأنه عرشها لاتتخلى
عنه لأحد حتى زوجها ، عيناها على الشاشة تتابع الفيلم بشغف
فهو يعرض الدور الذى تعشقه ،واذنيها مع زوجها الذى يحدث ابيه
وعند انتهاءه استغربت تأخره لتلتفت فتجده سارح مع بسمة غريبة
لم يظهرها هو لها منذ خمس وثلاثون عاما ، مما أدى لتركها الفيلم
، وتسحبت على أطراف أصابعها تاركة خلفها شبشبها العزيز
حتى وصلت أمامه فوجدته مازال شاردا ، مما جعلها تفزعه كعادتها.

- زااااهررررررررررر.

- سلام قولا من رب رحيم ، ايه فى ايه يا صفية .

- سرحان فى ايه ، وبعدين ايه صفية دى ميت مرة قولتلك متقوليش
صفية .
- (زاهر بنظرة قرف تقريبا ) :
آه .... حقك عليا يا ست صف ... صف
- لا جمعهم
- (زاهر وقد استحضر كل ما يستطيعه من صبر ) نطق سريعا :
صفصف .
- فعلا مش عايز .
-( بنبرة عالية) : ايه .
- بقول مش قادر ...... جعان .
- ( صفية وهي تحرك يدها فى كل اتجاه وبصوت تعمدته عاليا ):
اصبر على ما البت إللى فى المطبخ تطفى على الأكل ، ما هى
المكموعة التانية اتسهوكتلى ودخلت جرى على الأوضة ال ايه
حامل ، ثم أصدرت صوت من شفتيها دلالة على استنكارها
.. محنه ، قاصدة بذلك سلوى زوجة منير تلك الفتاة الخجولة التى
وقع منير فى حبها عند رؤيتها لأول مرة فى محله لشراء
انتيكة هدية لصديقتها حديثة الزواج لتلحقها هى أيضا معه ،
فهو شاب فى الرابعة والثلاثون ،له شعر قصير بنى وعينان
عسليتان .

- (خرج منير من حجرته على صوت أمه العالى متافف فهو يعلم امه):
خير يا أمى .

- ( توجهت له بالحديث لتكمل معه وصلة الردح الشرقى ): فيه أن
المحروسة هربت من عمايل الأكل واتسهوكتلى. .ال ايه تعبت
- حق بها ابنها وزوجها بغضب ، ثم رد زوجها دفاعا عن تلك الفتاة التى
دخلت قلبه منذ أن رآها :
تطبخ ايه أمال اللى جوا دى بتعمل ايه ، ثم أنها لسه فى اول
حملها المفروض تريح علشان ربنا يقومها بالسلامة، ولو شغل
البيت كتير على اللى جوا نخليهم اتنين بدل واحدة .
- وأكمل منير كفاية عليها نفسها وأنها بتراعينى ومش مقصرة معايا ،
وأنا لما جيت من الشغل لقيتها فى المطبخ وقولتلها تدخل تستريح .

- انتوا هتخشولى قافية انتوا الاتنين ألا محد فيكو دافعلى كده قبل كده .
.
.
.
- وقبل أن تقوم بنهاية العرض ببكاء كالعادة ، خرجت تلك القابعة فى غرفتها
وقد سمعت العرض كاملا ، وعينيها على حبيبها الذى رأت فى عينيه
اعتذارا كالعادة كلما ضايقتها والدته والتى قد أفهمها طباعها كاملة
قبل زواجهما ، فارتسمت ابتسامة صادقة على شفتيها وتوجهت لمارى
منيب :
حقك عليا يا ماما ، معلش بقى حفيدك تعبنى شوية

- ردت صفية بلهفة وقد قامت سلوى بالضغط على كلمتها السحرية( الحفيد)
لأ. .لأ يا سلوى انا عاوزاكى تريحى تتغذى كده خلى الواد يملى.
- وجدت صفصف أمامها ثلاثة أفواه مفتوحة على وسعها وستة أزواج
من العيون تنظر لها وكأنها كائن فضائي بثلاث رؤوس ، فهبت بهم :
ايه فى ايه ... بتبصولى كده ليه
زييييييييينب زييييييييينب انتى يا بت شهلى عشان نأكل الواحد جاع.
.
.
.
- صوت مفتاح يدار فى الباب يدخل منه شاب فى الثلاثين من عمره
طويل ولكن ليس بطول اصلان ،جسمه متوسط ، ابيض البشرة شعره
بنى طويل لنهاية رقبته، ويرتدي نظارة طبية خلفها عينان عسليتان كاخيه
ويرتدى بدلة أنيقة .
.............. السلام عليكم .

- كويس وهو رائد وصل انتى يا بت حتى السفرة
- ازيك يا أمى ... ثم قبل يديها ، ازيك يا بابا
- الله يسلمك يا بنى .

- وانتى يا سوسو الواد رائد الصغير عامل ايه
- ضحكت سلوى تعبنى .

- منير : أكيد مش طالع لعمه .

- صفية : تف تف تف ، فشر دا رائد سيد الرجالة ،دا كل صحباتى عوزينه
لبنتهم.
- زاهر : يلا يا رائد بدل هدومك عشان عايزكوا فى موضوع بعد الغدا .

- رائد : خير يا بابا .

- زاهر : خير ان شاء الله بعد الغدا زى مقولتلكوا .
.
.
.
.
- بعد الغذاء قص زاهر على أسرته محادثة ابيه له و قراره بجواز رائد حتى
لا يمسهم الثأر، فاطرق الجميع رؤوسهم الا تلك الصفصف التى سألته
- صفية: وميخدهاش أصلان ليه ، البت من عندهم من ورا الجاموسة ،
والنوع ده لو ضربته بالنار مش هيتكلم، إنما انا ابنى الايما
والسيما ده ياخد من عندكوا ليه ،أنت عايز تفضحنى يا راجل انت
وسط صحابى.
- هم زاهر أن يوضح لهم أنها من القاهرة وليس سوهاج، ولكنه تراجع عن
حتى لا ترفض فهى تكره صفية بشدة ، فقد قصت أحد أقربائه اول
زواجه بها حكاية حبه لصفية لتنتقم منها لسوء معاملتها لهم فى البلد ،
وقال بدلا من ذلك :
اسراء أخت أصلان هتاخد واحد منهم ،فمش من العدل ان أصلان كمان ياخد منهم ، الموضوع على الكل ،مع ان ابيه لم يخبره بذلك ولكن ليتخلص من
أسئلة زوجته،التى قالت مرة أخرى :
طاب ما البت إللى المفروض يخدها رائد أخت اللى هتاخده اسراء ،
إشمعنى بقى ، ولا انتوا عاوزين تورطوا ابنى وخلاص .

- رد زاهر كاذبا : مفيش غيرها بنات عمها صغيرين اوى .

- رائد : لا حول الله ، انا كده انتهيت ، يا بابا انا عاوز واحدة مناسبة
ليا تفهمني وافهمها .

- واكملت صفية : وانا كمان عاوزة واحدة اتفشخر بيها وسط صحباتى .

- زاهر : صدقنى يا رائد، بكرة لما تعاشرها هتشكرنى على الهدية دى .

- صفية : ايه ده انت تعرفها (بنبرة اتهام)

- ارتبك زاهر : لا طبعا ، انا بس عارف أبوها على الرغم من المشاكل
إلا أنه محترم ، هاه قلت ايه يابنى
- رائد : هقول ايه يعنى مش عاوزين مشاكل، حاضر .

- صفية : انت بتقول ايه لا طبعا احنا طول عمرنا بعيد عن البلد ومشاكلها
ملناش دعوة بالموضوع ده خلى ابوك يحل مشاكله بعيد عننا .

- انتفض زاهر : احترمى نفسك يا صفية ، متخلنيش اهينك ولادك رجالة
أطول منك ، ومش ده أبويا اللى احنا متمرغين فى خيره
من غير حتى ما نمد ادينا فى اى شغل ، واصلان هو اللى
شايل الحمل كله .
- صفية : وهو ببلاش ما بقى الكبير عليك وانت موج....

- زاهر : اخرسى
اذا كان كبير فى الشغل بمجهوده، أما انا فمقامى محفوظ

- منير ورائد : خلاص يا جماعة استهدوا بالله ،
مش كلام ده يا ماما .

- صمتت صفية لتهدئة الوضع حتى لا تخسر زوجها ، ولكنه لم يهدئ من
حقدها تجاه نعمة واصلان اللذان من وجه نظرها استحوذوا على كل شىء
والآن يريدان توريط ابنها بزواج فاشل ، ويتزوج هو من ابنة حسب ونسب
تزيد أمواله ،ولكنها أقسمت سرا أن تلغى تلك الزوجة وتلصقها باصلان
لترد كيده ، ولكن يلزمها الصبر ليتحقق مخططها.
.
يتبع.

Continue Reading

You'll Also Like

614K 27.6K 37
احبك مو محبه ناس للناس ❤ ولا عشگي مثل باقي اليعشگون✋ احبك من ضمير وگلب واحساس👈💞 واليوم الما اشوفك تعمه العيون👀 وحق من كفل زينب ذاك عباس ✌ اخذ روحي...
256K 12.2K 20
مًنِ قُآلَ أنِهّآ لَيَسِتٌ بًآلَأمًآکْنِ کْمً آشُتٌآقُ لذالك المكان الذي ضم ذكريات لن تعود
423K 34.4K 14
في عالمٍ يملأهُ الزيف غيمةً صحراويةً حُبلى تلدُ رويدًا رويدًا و على قلقٍ تحتَ قمرٍ دمويْ ، ذئبا بشريًا ضخم قيلَ أنهُ سَيُحيى ملعونًا يفترسُ كلُ منْ ح...
434K 10K 37
لو إلتقينا في عالم آخر لوقعت.. لغرقت وتهت في حبك ولكن ولدنا هنا في عالم انتِ القاتلة وانا السجان واه من حرقة الإنتقام ولهيبها تهنا معًا في هذا الظلام...