في اليوم التالي ..
أستيقظ كريم بتعب ليجد نفسه نائم مكانه و ورد على كتفه، تحرك ببطيء و نهض من جانبها و لكنها شعرت به لتستيقظ هي الأخرى
ورد : صباح الخير
كريم : صباح النور .. راحت علينا نومه هنا
ورد : طب يلا نروّح أحسن ريم و بسملة يقلقوا عليا
كريم : تمام يلا
ورد : استنى أروق الشقة طيب
كريم : لا متتعبيش نفسك .. كل فترة في ست هتيجي هتنضف الشقة كلها
ورد : خلاص ماشي
ثم جهزوا نفسهم و استعدوا لينزلوا من البيت، فتح كريم الباب ليجد عم محروس كان على وشك أن يطرق عليهم الباب و عندما رآه قال بفرحه
محروس : ده الحارة منورة أقسم بالله يا بيه .. أنا ما صدقتش لما لقيت عربيتك على أول الشارع
كريم : الله يخليك يا عم محروس .. فينك مختفي الفتره دي ليه؟
محروس نظر له بحزن و قبل أن يتكلم جاءت ورد
ورد : عم محروس .. ليك وحشه عامل إيه
ورد : الحمدلله يا بنتي نحمد ربنا على أي شيء .. والله إنتِ اللي ليكي وحشه مكنش ينفع أضيع الفرصة دي و مشوفكيش
كريم : مقولتليش برضو مختفي فين ؟
ورد : صحيح كنت لسه هسألك
محروس بحزن : معلش يا بيه .. مشغول شوية الفتره دي
كريم : أنت كويس يعني ؟
نظر له محروس بحزن و قد ظهرت بعض الدموع في عيونه لتقول ورد بقلق
ورد : في إيه يا عم محروس متقلقنيش عليك
محروس بدموع : أماني .. من فتره تعبت و لما روحت معاها عشان تكشف عرفت أن عندها مشاكل في القلب و لازم تعمل عملية ضروري و أنت عارف الحال يا بيه .. الفتره دي مش بخليها تعمل أي حاجه أنا اللي شايل البيت و لو سيبتها لحظة بتقوم و تتعب نفسها برضو .. عشان كده قعدت من الشغل الفتره دي
كريم : كل ده و أنا معرفش حاجه!! ليه كده بس
الكاتبة ميار خالد
محروس : معلش يا بيه والله ما كان فيا دماغ و المبلغ كبير اتحرجت أكلمك عشانه
كريم : و هو أنا مش زي إبنك برضو؟ زعلتني منك على فكرة
محروس : ربنا ما يجيب زعل
ورد : حتى أنا يا عم محروس ليه مقولتليش .. بس ده مش وقت عتاب كويس أن ربنا جمعنا بيك عشان نعرف و نساعدك .. ربنا يعلم أني بعتبرك زي بابا الله يرحمه و طنط أماني غالية على قلبي أوي
محروس : الله يخليكي يا ورد .. والله إحنا بنحبك أكتر
كريم : عموماً أنا مش عايزك تشيل هم حاجه .. أنا هديك رقم دكتور كلمه و قوله إنك تبعي بس و أنا هكلمه برضو و هو هيتابع حالتها و هو اللي هيعمل لها العملية برضو .. الدكتور ده شاطر متقلقش و أرجوك لو احتاجت أي حاجه تعالي كلمني على طول
محروس : والله الواحد ما كان عارف يعمل إيه .. الله يخليك و يبارك في عمرك يا بيه والله .. ربنا يباركلك و يسعدك
كريم : الله يخليك
و ودعه كريم و كذلك ورد ثم نزلوا و استقلوا السيارة و اتجهوا الي الفيلا
في الفيلا ..
استيقظت ريم صباحاً و ذهبت لتطمئن على عمر و معها بسملة لتجده مستيقظ هو الآخر و يقف في شرفته
ريم : صباح الخير .. شكلك أحسن النهاردة
عمر : أيوة الحمدلله .. زهقت من القاعدة أوي مش متعود عليها
ريم : معلش فتره بس و بعدين هتبقي احسن
بسملة : صباح الخير
عمر : صباح النور يا بليه .. معقول جايه تصبحي عليا بنفسك .. إنتِ عارفه ده معناه إيه
بسملة : ما خلاص قولنا إني بقيت أحبك في ايه !
ريم : بليه عيب كده
ضحك عمر عليها بشدة و قال
عمر : طب يا ستي آسفين خلاص
ضحكت بسملة معه و بعد لحظات خرجت من الغرفة و انتظرت معلمتها ، ابتسمت ريم إلى عمر و قالت
ريم : طيب بما أنك بتتحسن كده مفيش مانع تبدأ تذاكر
تنهد عمر بضيق : علطول كده .. طب أنا لسه تعبان
ريم رفعت إحدى حاجبيها و أردفت : لا والله؟! طب سيب الحاجات دي للي أصغر منك
عمر : مش قصدي يا ريم
ريم : طيب و لو عرفت إني أنا اللي هذاكرلك .. إيه رأيك كده ؟
قال عمر سريعاً : فين الكتب ؟ مش عارف نفسي اتفتحت علي الدراسة فجأة كده
ريم : طيب خليك هنا عقبال ما أروح أجيب الكتب و أرجع
أجاب عمر برأسه و خرجت ريم و بعد لحظات عادت و معها الكتب و جلست هي و عمر في الشرفة و بدأت في شرح المواد له ..
وصل كريم ومعه ورد إلى الفيلا و دلفوا إليها ليجدوا ريم و عمر في الشرفة فلم يريدوا أن يزعجوهم، اتجهت ورد إلى الغرفة التي تقيم فيها مؤقتاً و كذلك كريم
كريم : أنا هطلع اطمن على بابا و بعدها هطلع على الشركة اخلص كام حاجه .. و صحيح نسيت أقولك
نظرت له ورد بانتباه ليكمل هو : أنا احتمال كبير أسافر بكرة
ورد : رايح فين ؟
كريم : سفريه تبع الشغل .. هسافر يوم واحد بس و هرجع بعد بكره
عبست ورد و نظرت له بضيق و قالت : ترجع بالسلامه
كريم : أنا بقولك عشان تيجي معايا !
ورد : اجي معاك فين مش هينفع
كريم : مش هينفع ليه
ورد : مش هينفع يا كريم .. روح أنت بسرعة خفيف خفيف كده و أرجع و متتأخرش عليا
كريم : طب و فيها إيه لو جيتي معايا
ورد : خلاص يا كريم مش مشكلة .. غير كده أنا قصرت مع عم صابر كتير الفتره دي عايزة أرجع أهتم بيه و متنساش أن فتحية مش هنا مينفعش أمشي كده
كريم : ماشي يا ورد .. أوعدك من هتأخر عليكي
ابتسمت ورد : أنا متأكدة من ده يلا مش عايزة أعطلك
أبتسم لها كريم و صعد ليطمئن على والده ثم ذهب إلى شركته لينهي عمله ..
______________________________________
: خدي أهو اللي كنتِ عايزاه !
مروة : تمام
: أنا هرجع اختفي فتره كده .. لو عوزتي توصليلي إنتِ عارفه إزاي
مروة : طيب .. فلوسك أهي
: فل أوي
مروة : بقولك .. هو مدة تأثيره ٣ أيام صح ؟
: بالظبط
مروة : طب و لو كترت الجرعه أوي ؟
: مش هياخد ساعتين و يعمل مفعول
مروة : تمام .. روح أنت دلوقتي
ثم رحل هذا الشخص و أمسكت مروة الكيس الذي أعطاه لها بفرحه و إنتصار و في تلك اللحظة صدع هاتفها رنيناً برقم من الشركة
الكاتبة ميار خالد
مروة : الو .. في جديد ؟
: مستر كريم مسافر بكرة و هيقعد ليلة برا البلد
ابتسمت مروة بسعادة و قالت : تمام جداً .. أبقي بلغيني أول بأول بكل اللي تعرفيه
: تمام
أنهت مروة معها المكالمه و ابتسمت بشر و قالت
مروة : لازم بكرة أنفذ كل حاجه! لازم بكرة اقتلها دي فرصتي مينفعش اضيعها
جاءت لتتحرك و لكن هاتفها رن مرة أخرى لترد على المتصل
مروة : الو
: اختفي اليومين دول عشان الحكومة بتفتش في قضية قتل أمير !
مروة : هما عرفوا يوصلوله ؟!
: الجيران اتصلوا بالبوليس امبارح بسبب الريحه اللي خارجه من شقته .. و حالياً بيحققوا في قضية قتله .. أدعي ربنا ميكونش حد شافك و إنتِ نازلة من عنده
ابتسمت مروة بشر : مش فارقة معايا .. المهم أنفذ اللي في دماغي و بس و مش فارق معايا أي حاجه تانية .. عموماً خليك متابع الموضوع و بلغني بكل جديد
: خلاص ماشي
في الفيلا ..
عمر : كفاية كده النهاردة
ريم : خلاص ماشي .. اسيبك ترتاح بقى
أمسك عمر يدها و قال : أستني
نظرت له ريم باهتمام فقال : أنا زهقت جداً من قاعدة البيت .. ممكن نخرج نروح أي مكان
ريم : بس أنت تعبان
عمر : أنا اتحسنت كتير متقلقيش و أنا مش متعود على القاعدة كده من غير ما أعمل حاجه
فكرت ريم للحظات ثم قالت : طيب بلاش النهاردة خلينا بكرة
عمر : أي حاجة المهم أخرج
ريم : خلاص اتفقنا بكرة نخرج شوية بس ساعة واحدة و هنرجع
عمر : إنتِ ليه بتعامليني على أساس إني إبنك في إيه يا ريم؟!!
ريم بمزاح : أيوة فعلاً .. أنت طالب عندي و كل طلابي زي أولادي .. وريني هتعمل إيه بقى
عمر : لا والله .. متفتكريش أني عشان تعبان مش هعرف أخد حقي منك
ثم تحرك قليلاً لتفزع هي و ترجع خطوة إلى الوراء ، ضحك عمر بسبب حركتها تلك و قال
عمر : خلاص يا ستي .. هعديها المرة دي
ريم : طيب أرتاح بقى لو عايز تخرج بكرة
: رايحين فين من غيري ؟؟
التفتت ريم و كذلك عمر ليجدوا بسملة واقفة في منتصف الغرفة تنظر لهم بعصبية طفولية و هي قاطبه جبينها
ريم : رايحين فين ؟
بسملة : مش عارفه أنا بسألكم .. هتخرجوا من غيري !
عمر : مين قال كده بس
بسملة : أسكت أنت حسابك معايا بعدين يا أبيه
عمر : و إيه لازمة أبيه بعد كلامك ده بقى
ضحكت ريم بخفة و قالت : يا بليه ده إحنا كنا عايزين نعملهالك مفاجأة .. ده إنتِ تيجي قبلنا كلنا
بسملة : بجد
ريم : أيوة شوفتي إنتِ ظلمتيني إزاي
بسملة : إذا كان كده ماشي .. هاجي معاكم بقي
نظر لها عمر بتهكم لتبادله ريم بنظرة انتصار و مزاح
ريم : اسألي أبيه عمر طب يمكن عنده اعتراض او حاجة
نظرت له بسملة بتساؤل ليقول هو
عمر : لا معنديش اعتراضات خالص و هو أنا أطول برضو
بسملة : أيوة كده
ضحكوا جميعاً ثم خرجت ريم و بسملة من الغرفة و تركوا عمر ليرتاح قليلاً و بعد ساعات عاد كريم من عمله و بدأ في تجهيز حقيبة سفرة و استعد إليه .
في اليوم التالي ..
استيقظ كريم ظهراً و كذلك ورد و ساعدته في تجهيز أغراضه و حضرت له فطور سريع و كذلك حقيبة أخرى مليئة بالطعام
كريم : إيه ده ؟
ورد : دي لقمة كده في السريع عشان لو جوعت في الطريق
كريم : ورد أنا هسافر في الطيارة .. يعني أصلا في أكل هناك لو جوعت هاكل
ورد : لا أكل الطيارات ده مش بيشيع خلي ده معاك بس
كريم : يا بنتي افهمي مش هينفع
ورد : لا هينفع يا كريم .. يلا
كريم : إنتِ مفيش فايدة فيكي
ورد : أيوة و مش هتخرج من هنا غير و أنت معاك علبة الأكل دي
أبتسم كريم و أقترب منها ليقبلها في وجنتها
الكاتبة ميار خالد
كريم : ربنا يخليكي ليا
ابتسمت ورد بخجل و قالت : متتأخرش عليا .. أنت راجع بكرة صح
كريم : أيوة .. أو إحتمال أرجع بعد بكرة الصبح على حسب
قالت ورد بصوت خفيض : هتوحشني
كريم : قولتي إيه ؟
ورد : بقولك هتتأخر يلا
ضحك كريم و صمت قليلا ثم أردف
كريم : و إنتِ كمان هتوحشيني .. خلي بالك من نفسك
ابتسمت ورد و وضعت يدها على وجهها بخجل بحركة عفوية ثم ودعها كريم و خرج من المنزل، التفتت لتجد بسملة قد غيرت ثيابها و كأنها تتجهز هي الأخرى للخروج
ورد : إيه الشياكة دي كلها .. رايحه فين ؟
بسملة : خارجة أنا و ريم و أبيه عمر
ورد : غريب يعني محدش قالي
و هُنا جاء صوت ريم من خلفها تقول
ريم : عمر مخنوق شوية من قاعدة البيت .. هنخرج كلنا شوية مش هنتأخر
ورد : بس ده لسه تعبان
ريم : أعمل إيه طيب قولتله و هو صمم يخرج
ورد : طب خلاص بس متتأخريش .. لأني هبقي لوحدي في البيت كده
ريم : ليه فين كريم ؟
ورد : سافر .. عنده شغل برا البلد و هيرجع كمان يومين
ريم : خلاص متقلقيش مش هنتأخر
ورد : تمام و خلي بالك من نفسك إنتِ و بسملة
ريم : حاضر متقلقيش
و بعد لحظات نزل عمر ببطيء و قد تحسن كثيراً و أخذ ريم و بسملة و خرجوا من المنزل ، تنهدت ورد بضيق و تحركت من مكانها و ما أن تحركت من مكانها حتى ظهرت مروة من إحدى الزوايا و على وجهها ابتسامه شريرة !
اتجهت ورد إلى المطبخ و أعدت بعض الطعام لها و لصابر و عندما انتهت جهزت طبقين واحد لها و الثاني لصابر ثم صعدت إلى غرفته ، دلفت إليها لتجده جالس على سريره بتوتر شديد و عدم إرتياح
ورد بتساؤل : مالك يا عم صابر مضايق ليه كده؟
نظر لها صابر بلهفة و حرك يده سريعاً ليمسك يدها
ورد : عايز تسأل على حاجه طب مش فاهمه
ظل صابر ينطق بكلمات غير مفهومه فلم تفهم ورد ولا كلمة
في المطبخ ..
دلفت مروة إلى المطبخ في الخفاء و أخرجت دواء من جيبها و وضعته في الطعام بكمية كبيرة و الدواء لم يكن سم كما ظن البعض! ثم ابتسمت بشر و أعادت الطبق مرة أخرى بعد أن قلبته جيداً و خرجت من المطبخ و اختبأت في إحدى الزوايا مرة أخرى ..
نزلت ورد من غرفة صابر بعدم فهم و اتجهت إلى المطبخ لتحضر طعامها، أخذته من المطبخ و خرجت به لتجلس على الطاولة و قد شردت قليلاً و كانت مروة تطالعها بترقب تنتظر فقد أن تتناول الطعام، تنهدت ورد بضيق ثم بدأت في تناول الطعام! و ابتسمت مروة بانتصار !
يا ترا ايه اللي هيحصل ؟
توقعاتكم ؟؟ آراءكم ؟؟