٣٨- لقاء الأحبة

13.4K 374 15
                                    

***
ولماذا الخيانة! قلبي الذي كان بين يدي ويخضع لأوامري، اليوم ولأول مره يخونني ويخضع لغيري، كل هذا بسبب تلك الخفقة الصغيرة!
أيعقل أن تتغلب تلك الخفقة الضعيفة على
روحي!

***

عمر : ريم !!
نظر لها عمر بصدمة و احتضنها سريعاً بخوف
عمر : إنتِ كويسة ! فيكي حاجه
ريم : أنا كويسة
عمر : بس الدنيا كانت ضلمه ! إزاي قدرتي تيجي من تحت لهنا لوحدك و تلحقيني كمان قبل ما أقع !
ريم : أرتاح الأول بس
و ساعدته حتى يجلس على سريره  ثم جلست هي أمامه و قالت بابتسامة واسعة و كأنها تجاوزت أشد اختباراتها
ريم : مش عارفه ده حصل إزاي .. بس أنا قدرت اتغلب على خوفي من الضلمه ده .. لما النور راح اتخضيت و حصلي نفس اللي بيحصل كل مرة .. بس الفرق المرة دي أنك كنت في خطر و كان لازم أتحرك من مكاني و فجأة ظهرت أنت و ورد قدامي .. كنتوا بتشجعوني عشان أكمل و أفضل ماشية و مخافش  و فجأة لقيت نفسي هنا
نظر لها عمر بسعادة كبيرة و قال
عمر : ده اللي كان نفسي يحصل من زمان .. شوفتي بقي أنك قوية و قدرتي
ريم : أنا لحد دلوقتي مش قادرة استوعب إني عملت كده .. الرهبه اللي كانت جوايا راحت
قال عمر بمزاح : على الأقل هبقي مطمن عليكي قبل ما أموت
ضربته ريم بخفة في كتفه و قالت : هو كل شوية أموت أموت في إيه بقى
تأوه عمر بألم و قد تذكرت هي جرحه المبتل فقالت بقلق
ريم : أسفه أنا نسيت خالص
ثم أخذت علبة الإسعافات و خلعت عنه الضمادات القديمة و عقمت جرحه و وضعت عليه ضمادات جديدة و بعد أن انتهت قالت
ريم : أنا هسيبك ترتاح دلوقتي و هروح أخلص كام حاجه
عمر : هتعملي إيه ؟
ريم : هعمل أكل لينا عشان فتحية مش موجودة و هجهز كام حاجه تبع الكلية .. إجازتي قربت تخلص
حرك عمر رأسه و ابتسمت هي له ثم تركته و خرجت من الغرفة _______________________________________
الكاتبة ميار خالد
فتحت ورد عيونها ببطيء لتنصدم بشدة عندما تنظر أمامها !
ورد بصدمة : إيه ده !!
و كانت ورد واقفة أمام الحارة التي كانت تسكن بها و الشارع بأكمله مزين بالورود حتى مدخل بيتها، شهقت بصدمة و هي ترى هذا المشهد أمامها
ورد بصدمة : أنت اللي عملت كل ده! لحقت أمتي
كريم : بس مش دي المفاجأة
نظرت له ورد بحب شديد ، أمسك هو يدها و تحرك بها ليمشوا سوياً داخل منطقتها و كان كل الناس ينظرون لها بصدمة و دهشة شديده و قد بدأت همساتهم نحو شكلها هذا و من ضمن التعليقات التي سمعتها هو إحدى النساء التي قالت بصدمة
: هي دي البت ورد ! ياختي دي راحت ورد و رجعت ورد تانية إيه كل ده
نظرت ورد لكريم و قالت له : أنت ليه جايبني هنا
كريم : عشان أرد اعتبارك وسط الناس دي كلها إنتِ خرجتي من المنطقة دي مكسورة و كله أفتكر أن ورد خلاص ملهاش رجعه .. عايزك تمشي رافعة راسك
ابتسمت له ورد و قد ظهرت بعض الدموع في عيونها، نظرت حولها بفرحة و في تلك اللحظة أتجه لها بعض النساء التي كانت تعرفهم من المنطقة و جيرانها ، و الذين فرحوا بشدة بسبب شكلها هذا
أم بدر : اللهم صلي على النبي إيه الحلاوة دي يا ورد .. اختفيتي فين فجأة كده كلنا قلقنا عليكي والله
ورد : أم برقوق ! عاملة إيه
أم بدر : أخس عليكي يا ورد إنتِ هتسمعي كلام البت بليه برضو .. ده بدر زي القمر
احتضنتها ورد بحب و قالت : والله وحشتيني
أم بدر : نحمد ربنا أنه طمني عليكي يا ورد .. ربنا يديمها عليكي نعمة إنتِ تعبتي كتير أوي و طلع عينك في الدنيا .. شوفتي عوض ربنا جميل إزاي
ورد : الحمدلله
إستأذن كريم كل الموجودين ثم سحب ورد و أتجه بها إلى البيت لتجد رجب واقف أمام باب البيت ينظر لها بتوعد و لكنه سرعان ما لاحظ كريم الواقف بجانبها لينظر له بصدمة
رجب : هو أنت يا بيه ! أنت تعرف البت دي منين
كريم صاح به : أتكلم عنها بأسلوب أحسن من كده أحسنلك .. ورد مراتي
رجب : إيه !! بس أنت أما جيت تشتري مني الشقة معرفتنيش كده !
قالت ورد بعدم فهم : شقة إيه ؟
قال كريم محدثاً رجب : و ده شيء ميخصكش .. أنت كلب فلوس ما صدقت اديك أكتر من حقها عشان كده بعتها من سكات
رجب : بس المفروض كنت أعرف أنت ضحكت عليا
كريم صاح به : أنت نسيت نفسك ولا إيه! أنت إزاي واقف و بتكلمني كده أساساً .. اتفضل أمشي من قدامنا بدل ما أعمل تصرف مش هيعجبك !
تحرك رجب من أمامهم بغيظ و نظرت له ورد بحده ، أمسك كريم يد ورد و سحبها و دخل بها إلى البيت و عندما وصلوا إلى باب المنزل طلب منها
كريم : ممكن تغمضي عينك تاني
ورد بمزاح : قلبي مش حمل مفاجآت تانية خلاص
أبتسم كريم ثم وضع يديه على عيونها و فتح باب المنزل و دخل بها ، أنتظر لحظات ثم أشاح بيده عن عيونها و فتحتها هي ببطيء لتجد المشهد كالآتي امامها ..
كان البيت بأكمله مزين بالورود الحمراء و قد غيّر كريم بعض من نظامه و لكنه أحتفظ بكل ممتلكات ورد و قد تفاجئت أن كل شيء مكانه برغم أن رجب قد رمى كل ممتلكاتها كيف وصل إليها مرة أخرى ! و كان هناك طاولة دائرية في نصف المنزل مزينه بالورد و الشموع كان المنظر أمامها رائع لدرجة أنها ظلت وقت طويل تنظر إلى أرجاء المنزل بصدمة، كل شيء كان على درجة كبيرة من الانسجام و كذلك هي، لأن لون فستانها القرمزي و إطلالتها قد أكملت المنظر، قالت بصدمة
ورد : أنت عملت كل ده امتي بجد ! حتى العفش بتاعي أنا و أخواتي رجعته إزاي
كريم : مفيش حاجه صعبه عليا .. تعالي
ثم سحبها إلى الداخل و بعد لحظات صدع صوت موسيقي هادئة في المكان ليعطيهم بعض الهدوء و جعلهم في عالم اخر
الكاتبة ميار خالد
كريم : إيه رأيك في المفاجأة
ورد : أنا مش قادرة أصدق كل اللي حواليا ده .. مش قادرة أصدق إني رجعت هنا تاني بعد كل ده .. مش قادرة أصدق إنك عملت كل ده علشاني !
كريم : كل ده حاجه قليلة جداً .. أنا لو أقدر اجبلك الدنيا كلها كنت جبت
نظرت له ورد بحب و لكن سرعان ما شعرت ببعض الضيق فقالت
ورد : كل ده عشان حررتك من مروة
كريم : أكيد لا !
نظرت له ورد بلهفة و قالت : أومال ليه .. ليه عملت كل ده!
تنهد كريم و صمت للحظات ثم أمسك يدها و قال

وردتي الشائكةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن