THE HORIZON.|| الافق

By Delphi16_12

147K 10.6K 1.8K

لَقَدْ كَانَ يَرَى دَائِمًا الْأُفُقِ مِنْ السَّمَاءِ . . إلَّا أَنْ يَدَهُ الَّتِي مَدَّهَا لِلْأَعْلَى لَمْ... More

Part 1
Part 2
Part 3
Part 4
Part 5
Part 6
Part 7
Part 8
Part 9
Part 10
Part 11
Part 13
Part 14
Part 15
Part 16
Part 17
Part 18
Part 19
Part 20
Part 21
Part 22
Part 23
Part 24
فصل خاص
Part 25
Part 26
Part 27
Part 28
Part 29
Part 30
Part 31
Part 32
فصل خاص
Part 33
Part 34
Part 35
Part 36
Part 37
The End
فصل خاص
فصل خاص.

Part 12

3.7K 328 25
By Delphi16_12


كان الظلام حالك بشده، لم تكن قادره على رؤيه شيء حقا! اعتقدت ان هناك شيء خاطئ يجري حولها في حين ان الهلع تملكها للحظات ذلك حتى شعورها اخيرا بشيء ما! ، وصلت لأنفها رائحه المعقمات الفضيعه و لوهله شعرت ان تلك المواد دخلت لجسدها! ضغطت على عينها محاوله لفتحها إلا ان الامر كان اصعب بكثير مما تتصور.. على ايحال، لم تكن لتعتقد ان هناك وقت سيمر عليها سيكون فتح عينيها بهذه الصعوبه!

حاولت تحريك جسدها ولكن ذلك الاخر كان ايضا جامدا و لا يستجيب لما تطلبه، شعرت بالخوف للحظات، بينما نبض قلبها بتوتر شديد متسائله عن ما الذي يحصل لها.. لقد كانت بخير بالامس، او ربما!

قررت تهدئه نفسها قليلا فـ لن يفيدها الخوف على ايحال، و بعد بضع دقائق لم تعرف عددها حقا.. بدأت تشعر ببعض ما حولها، المكان بارد، ولكن يمكنها الشعور بدفئ البطانيه الصوفيه فوق جسدها.. هناك شيء يقذف هواء منعش لوجهها.. و مع انه كان منعش إلا انه كان ثقيل ايضا!

حاولت الشعور بجسدها ولو قليلا.. لقد شعرت بوعيها في مكان ما.. ربما هذا ما يجعلها تشم رائحه المعقمات تلك، ولكن بدى لها انها بلا جسد! ربما روح تائه في عمق الظلام!

و مع انها قررت التوقف عن الخوف، إلا ان الخوف اقتحمها مجددا لتشعر بالاطراب. حاولت فعل شيء ما، التحرك ولو قليلا او حتى فتح عينها.. لعلها تشعر ببعض الامان من معرفه مكانها او اين هي.. و ما الذي حصل على ايحال؟!

شيءفـ شيء، بدأت تدرك وعيها.. بدأت تشعر بجسدها و موقعها وكأن روحها قد ردت اخيرا لجسدها الميت! و لكن الامان الذي كانت تريده من خلال الشعور بجسدها لم ينجح حقا.. الألم اجتاح جسدها بأكمله لمجرد ادراكها لنفسها و لجسدها

شعرت بسكاكين تخترق قلبها حينها.. و ودت لو انها تستطيع الصراخ للتقليل من هذا الالم! إلا ان الصراخ كان صعبا جدا بينما لم تقدر على فتح فمها

استطاعت سماع انينها الخافت حينها، انينها الداخلي الذي لم يسمعه حقا احد من الخارج! دموعها اخذت تهطل ببطئ شديد على خدها معبره عن ألمها الشديد الذي يقتلها.. ربما كان النوم افضل!! ربما ان كانت روحها خارج جسدها لكان من المستحيل عليها الشعور بهذا الالم

لم يكن يطاق.. ذلك الالم، كان يفتك بها ببطئ شديد كأنه بالفعل يخبرها انه سيأخذ روحها منها... ولكن ببطئ، ببطئ حتى تستطيع لفظ آخر انفاسها بعد انتهاء فتره حياتها اخيرا

حاولت فتح عينها بصعوبه من بين آلامها المفاجئه، و قد نجحت هذه المره.. نظرت للسقف الابيض فوقها.. لقد كان مظلم ولكن ضوء غروب الشمس يضيئ الغرفه ليعطيه منظرا جميلا.. جميلا لدرجه عدم تمتعها به!


عينها السوداء كانت باهته، خاليه من الحياة و بعيده عن الانتعاش! بشرتها القمحيه شاحبه و بالكاد يمكنها اظهار مدى حيويتها.. و بدلا من ذلك، ربما كانت تظهر فقط قدره تحملها الضعيفه التي تشارف على الانتهاء!

نظرت للسقف بعين ذابله متعبه و تسائلت ما الذي حصل لها، صدرها يؤلمها بشده حتى كادت تعتقد انه يحاول الانفجار بداخلها! ارتجف جسدها فجأه لتنتبه حينها لجهاز الاكسجين على وجهها، لقد كان ثقيل عليها.. مع انه خفيف في الواقع! ولكن جسدها كان متهالك يوشك على الموت

حاولت رفع يدها لأبعاده عن وجهها ولكن تحريك يدها كان اصعب من ما تتصور! مع ذلك لم تقرر ان تيأس.. ربما هناك فقط من يقيد يدها و هي لا تدرك ذلك!

استدارت ببطئ للجانب لنظر ليدها الموضوعه على جانبها، و على عكس ما توقعت.. لم يكن هناك شيء يثبت يدها سوى بعض المحاليل و الابر المتصله بوريدها تمدها ببعض الطاقه..و مع ان رؤيه ذلك آلم قلبها كثيرا إلا ان ما لفت انظارها اكثر هو الرجل الذي يجلس بجانب سريرها

لقد كان نائما بينما يسند رأسه على جدار الغرفه البيضاء، شعره الابيض اللؤلؤي كان متساقط على الجانب ليغطي احدى عينيه المغلقه، فمه كان منفرجا نسبيا لتظهر احدى انيابه، لقد كان متعبا بشده! يمكنها تخمين ذلك ببساطه بالنظر لوجهه المتعب.. و مع ذلك فقد تجاهل تعبه  منتظرا إياها طويلا حتى تستيقظ.. او ربما فقط مترقبا لها بفارغ الصبر!

" إيڤان"

صوتها خرج ضعيفا و خافتا اخيرا و ذلك حين اعتقدت انها فقدت القدره على النطق قبل لحظات!

لمجرد تحدثها فتح الاخر عينه اللؤلؤيه ببطئ شديد ناظرا لها للحظات بصمت ذلك قبل ان ترى اتساع حدقه عينه بدهشه، ابتسمت بخفوت من خلف قناع الاكسجين على رد فعله في حين ان قلبها الذي يكاد يقتلها قد هدئ قليلا جدا

عدم التصديق كان مرسوم على وجهه بينما ينظر لها و للحظات بدى لها ان انفاسه مضطربه بشده و هو ينظر لها.. تقدم ناحيتها ببطئ شديد ليجلس على طرف سريرها ناظرا لها بحاجب معقود بألم.. و مع انه في الواقع ادرك اخيرا انها فتحت عينيها.. إلا ان رؤيه التعب و الموت البطيئ بمقلتيها كان مؤلما بشده

انحني ناحيتها ليضع رأسه بين تجويف رقبتها بينما وضع يديه على جانبها محاولا عدم إذائها... اغلق عينيه براحه مستنشقا رائحتها المسكره المخلوطه بالمعقمات.. و مع انه يكره هذه الرائحه الفضيعه.. إلا ان رائحتها امر لا يمكن تفويته بالنسبه له...اقترب طابعا قبله هادئه و لطيفه على عنقها مما جعل قلبه الباهت يمتلئ ببعض السعاده ليدفن رأسه حينها اكثر ناحيه رقبتها

لقد استيقظت اخيرا! رفيقته الحبيبه قد نهضت اخيرا!! و مع ذلك.. يتمني ان يدوم هذا للأبد، يتمني ان لا تكون هناك مره ثانيه ابدا.. مع انه عميقا بداخله يدرك ان ذلك غير صحيح!! لم يكن هناك ما يثبت انها ستبقي على قيد الحياة عدى عن فتحها لعينيها.. وحينها، لقد وضع أملً بسيطً لنجاتها.. بسيطا جدا،ولكنه آمن به ولو قليلا

شعر بيدها على شعره فجأه و هي تحتضن رأسه بينما تمسح عليه بحب! ابتسم بخفوت قبل ان يتنهد براحه.. ربما هي ستبقي، هذا المره.. ربما ينجح بأبقائها معه

" إيڤان.. هل يمكنكَ ابعاد هذا الشيء عن وجهي؟"

سألت فجأه بصوت خافت باهت، و مع انها تدرك انه يمكنها ازاله هذا الجهار إلا انها اضطرت للسؤال.. ربما لانه قد يرفض ذلك! او ربما لأنها ارادت فقط ان تكون لطيفه معه قدر الامكان.. بما انها استمرت بـ إلآمه طوال الوقت في السابق!

ابتعد عنها بعد لحظات ببطئ ينظر لعينيها السوداء بهدوء و لم يبدو وكأنه يود الاستماع لها.. لم يكن يود المخاطره! ان ازال هذا الجهاز سيكون هو الشخص المتضرر بعدها هي!.. و التفكير بما سيحصل لها لا يعجبه ابدا!

اقترب منها واضعا جبينه على جبينها قائلا بصوت اجش خافت للمره الاولى

" لا.. دعيه، تبدين اجمل به!"

لم تكن تلك الحقيقه ابدا! تلك الكذبه كانت مؤلمه بقدر كونها فضيعه! إلا انه اعتقد انها الطريقه الامثل لعدم نزعها لذلك الجهاز.. على ايحال، بالنسبه له.. رفيقته كان الاجمل مهما حصل لها!

ابتسمت بخفوت، إلا انها لم تقدر على الضحك.. مع ذلك فقد اصرت على ازاله هذا الجهاز.. لأنها ارادت التحدث معه للمره الاخيره! اخباره بمشاعرها قبل ان ترحل و تتركه للابد...لانها تشعر بذلك! هذه هي الفرصه الاخيره بالنسبه لها!

" لبضع دقائق.. دقائق فقط، انه ثقيل و يضايقني"

تحدثت مجددا بصوت باهت بينما تشكو له.. في حين ان الاخر قبض على شرشف السرير الابيض بقوه.. لم يمكن ذلك الجهاز ثقيل، هو متأكد من ذلك! كما انه حرص على كونه مريح جدا.. ولكن يبدو ان رفيقته ليست بخير حقا!

ابتعد قليلا عنها بعد فتحه لعينه البيضاء ينظر لها بصمت شديد بعكس ما يشعر به.. نظر لوجهها الشاحب و عينها السوداء الباهته الخاليه من لمعه الحياة.. و حينها،بدى له وكأنها تخبره انها شارفت على الرحيل!

نفى برأسه ببطئ شديد ليقترب نحو رقبتها مجددا قائلا بصوت حاول قدر المستطاع جعله هادئ لا يحمل اي مشاعر تعيسه

" لا.. لندعه هكذا!.. اعدك سأزيله حين تصبحين افضل"

لن يخاطر، ان كان هذا الجهار ما يبقيها على قيد الحياة اذا لا بأس! سيجعلها تعيش به! سيحرص على ان تعيش بجهاز معه ولن يمانع ذلك!.. ولكنه مازال يرفض ان يفقدها! ليس مجددا

لقد كان يمكنها ادراك انها ليست بصحه جيده من حديثه.. و ذلك جعلها تصر اكثر على قرارها، فقد بدى لها انها لا تمتلك الكثير من الوقت على ايحال!

" إيڤان.. عزيزي، انزعه.. اريد التحدث معك بشكل صحيح، اعدك انني سأنتهي بسرعه"

رفض مجددا بصوت هامس بقرب اذنها، و ذلك جعلها تتنهد مغلقه عينيها.. ان كانت تستطيع تحرك جسدها بشكل صحيح ربما كانت لتفعل ذلك بدلا من طلبه.. ولكن جسدها ثقيل جدا و بالكاد استطاعت رفع يدها لتربيت على شعره الابيض

لم يكن إيڤان عنيدا بطبعه، ولكن هذه المره لم يبدو وكأنه يريد الاستماع لها ابدا.. مما جعلها ترفع يديها المتصله بالمحاليل محتضنه رقبته بحب بشديد مقربه جسده اكثر لها مما جعله يطلق تنهيده قرب رقبتها.. تدرك ان عليها التحدث بسرعه.. الوقت يضيع منها بينما جسدها يؤلمها بشده في كل لحظه

" لقد اردت فقط اخبارك انني اسفه.. اسفه لمعاملتي القاسيه معك! اسفه لنبذي لك و شاكره لك لعدم تركي ابدا"

صوتها خرج متحشرجا في النهايه بينما قلبها الضعيف قد تأثر سلبا على استعداده لأستقبال انتفاضها و بكائها الشديد.. الندم، ربما هو امر لا يشعر به البشر حتى يأتي وقت وفاتهم.. و ربما ذلك الوقت حين لا يمكن تصليح شيء ما

ان كان يمكنها ارجاع الزمن، حينها ستقرر عدم تجنبه لأنه مستذئب.. ان رجعت للماضي لكانت تقبلت حبه الكبير لها ولم تنفره ابدا.. ولكن الماضي هو الماضي.. ولا يمكنها الرجوع للماضي.!

ابتعد عنها هذه المره لينظر لها بصمت شديد من غير ملامح كـ عادته.. رفع يده ليمسح دموعها ببطئ قائلا بخفوت بعد ان ابتسام ابتسامه خافته

" لا بأس.. في الواقع لقد كنت معتادا على ذلك!"

لم تفهم حقا اخر ما كان يعنيه، ولكنها تجاهلت السؤال.. لم تمتلك الكثير من الوقت للبقاء معه فقد كان جسدها ينذرها بألم فضيع بين الحين و الاخر.. بينما تشعر بروحها تخرج ببطئ شديد..

ابعد يده عن عينها ليقترب من قناع الاكسجين ينزعه من وجهها ببطئ و بحذر بينما ينظر لحاجبيها المعقودان بألم.. مع انه لم يكن ليزيل اخر ما قد يبقيها على قيد الحياة.. ولكنه ادرك في النهايه انها لن تبقي.. ليس لمده طويله كما كان يتمني

اقترب منها لمجرد ازالته للقناع ليطبع قبله رقيقه بجانب شفتيها جعلتها تطلق زفيرا متألمه بينما اخذت تبكي بصمت شديد..تتمني ايضا مبادلته، ان تكون بكامل قواها حتى تعطيه حقه و ايضا تصحيح خطأها!

ابتعد عنها ببطئ شديد ناظرا لملامحها المنكمشه بحزن ممزوج بألم واضح و لم يكن عليه حينها سوى الابتسامه بهدوء بينما ينظر لدموعها.. ربما ذلك قد يخفف من ألمها..ولكن ذلك حقا لم يكن صحيحا

شعر بها ترفع يدها المرتجفه لتحتضن وجهه بين يديها مما جعل ابتسامته الخافته تتسع قليلا.. في حين انها تحدثت مجددا من بين دموعها قائله بصوت بالكاد اخرجته

" انا اسفه... ارجوك سامحني!...اخبرني انك تسامحني"

نظر لها للحظات من دون رد فعل مناسب إلا انه بعد لحظات اخذ يقهقه بخفوت من دون مرح و كان ذلك فقط لتغير الجو الحزين حولها.. مع انه من احتاج ذلك بشده!

" لقد كنت قد سامحتكِ منذ رؤيتكِ للمره الاولى!.. لستي بحاجبه للأعتذار مني إيڤا "

ازداد بكائها الصامت اكثر بينما اخذت تنظر لملامحه الهادئه متسائله عن ما يقصده، وتسائلت ان كان يهتم حقا لرحيلها ام لا؟ .. مع انها في الحقيقه لم تكن تمتلك الحق للتسائل عن هذا الامر!

مع ذلك فقد ابتسمت في النهايه من بين دموعها، ليس عليها ان تبالغ في التفكير.. ليس الان و في هذه اللحظه! عقدت حاجبيها بألم شديد من بين دموعها حين انتابها ألم فضيع مجددا لتتبدد ابتسامتها بينما تنظر لوجهه الشاحب من بين ألمها

" لنكتفي عند هذا الحد.. ستكونين بخير بعد دقائق"

تحدث فجأه حين شعر انها ستبدأ بالكلام مره اخرى في حين انه تمنى ان اخر ما قاله سيكون حقيقيا و لن ترحل عنه.. مع ان إيڤا قد خالفته الرأي حين نفت برأسها ببطئ شديد بعد غلقها لعينها بحسره

ابتلعت ريقها بصعوبه لتبعد يدها عن وجهه ببطئ شديد حين شعرت بالضعف بها.. ولكن لم يبدو انه تقبل ذلك، فقد رفع يده يمسك يدها يمدها بالقوه حتى تضعها على خده، ضغط بخفه على يدها حينها بينما اغلق عينه شاعرا بلمستها الرقيقه التي تكاد تنعدم

" سيكون كل شيء بخير.. ستكونين بخير"

ربما كان يحاول ان يصدق ذلك.. حتى مع انه يرى العكس تماما، إلا انه اراد الايمان بهذا.. لم ينقطع الامل به ولو للحظه واحد ولا يخطط لذلك ابدا!

لقد كانت مشاعره و ربما ذلك ما يجعله هادئ حتى الان.. إلا انها لم تكن تشعر انها حقا بخير.. كل ما كان يخبرها به جسدها هو انها ستموت قريبا، و ذلك كان مؤلما و يصعب اخباره به!

اجهشت بالبكاء فجأه بصوت عالي حين لم تملك القدره على الاحتمال مما جعله يفتح عينه ببطئ شديد ينظر لها، ترك يدها بحذر على جانبها ليقترب ناحيتها محتضنا وجهها بين يديه ليقترب مقبلا ثغرها بلطف محاولا عدم الضغط عليها..

صوت بكائها قد خف حينها و مع ذلك، كان يستطيع سماع نحيبها الصامت من بين قبلته الهادئه.. ابتعد عنها بعد لحظات لينظر لعينها المغلقه بقوه، دموعها الكثيره قد بللت رموشها السوداء الكثيفه.. تنفسها مطرب بشده بينما دموعها قد غطت جانب وجهها بالفعل.. صدرها يعلو و يهبط بسرعه شديده و ذلك لم يعجبه ابدا مما جعله يقترب ناحيه اذنها هامسا بهدوء محاولا بث بعض الطمأنينه لنفسه و لها

" لا داعي للقلق، ستكونين بخير"

نبض قلبها بألم شديد قد امتزج مع ألم جرحها الذي يأكل حياتها، اخرجت زفيرا خافتا حينها.. ما يقوله لم يكن ما تشعر به على ايحال.. مع ذلك،في نقطه ما.. كان الالم يذهب شيء فـ شيء.. و عينها تغلق ببطئ شديد

" إيڤان...لقد احببتك حقا.. حتى هذه اللحظه... "

خرج صوتها خافتا من بين انفاسها و بالكاد يسمع، مما جعله يبتعد عنها بسرعه ناظرا لوجهها بقلق شديد بعد سماعه لتلك النبره المتعبه الخاليه من الحياة

حينها لقد كانت تغلق عينها ببطئ شديد بينما تنظر له بأبتسامه خافته من بين دموعها التي اخذت تتوقف ببطئ مثلها.. و ذلك حين تدمر هدوئه الذي حاول الحفاظ عليه لأجلها.. احتضن وجهها بين يديه مجددا قائلا بصوت متألم للمره الاولى من بين عينه البيضاء التي اخذت تلمع اخيرا

" لا!.. لا تغلقيها إيڤا!.. ليس مجددا!"

ولكنها لم تستمع، او ربما هي لم تكن تستطيع ذلك.. فقد بدى ان وعيها يرحل شيء فـ شيء بينما تنظر لحاجبيه المعقودان بألم شديد.. و حينها لم تقدر على فعل شيء سوى الابتسامه.. ربما لانه اخيرا اظهر مشاعره الحقيقه..

النظر بدأ يصبح مشوشا لها في حين ان الظلام اخذ يقتحم بابها ببطئ شديد مما جعله يتحدث بصوت مرتجف مقتربا من وجهها قائلا من بين دموعه التي اخذت تهطل اخيرا

" ا. انا ايضا! لطالما احببتك.. لقد احببتك بشده، لذي ارجوك.. لا تتركيني!"

اجاب على اعترافها بسرعه حين شعر انه قد يفقد الوقت لذلك.. في حين انها ابتسمت بخفوت و ببطئ قبل ان تبدا بأغلاق عينها منذره إياه انها سترحل..

" انهضي إيڤا!.. لا تغلقي عينيكِ.."

تحدث مجددا بصوت متألم منتحب.. و مع ذلك، حتى مع انه قال هذا.. إلا انها اغلقت عينيها ببطئ من غير إراده و كل ما شعرت به بعدها هو صوته الباكي

" لا تتركيني وحيدا مجددا... ارجوك انهضي"

كان ذلك اخر ما سمعته قبل ان يغيب وعيها بالكامل عنه، في حين ان آلام جسدها قد اختفت.. رحلت تماما مثلها و لم تعد حقيقيه ابدا.. ذكرى قديمه اصبحت ضبابيه مع مرور الوقت لن تتكرر ابدا.. ليس معها على ايحال.

فتحت عينها ببطئ شديد تنظر للسقف الابيض بصمت متسائله عن الذي حصل.. اين هي الان؟ هل كانت تحلم مره اخرى؟ رفعت يدها نحو خدها حين شعرت بشيء يدغدغها.. و ذلك حين ادركت انها كانت تبكي و تلك دموعها مما جعلها تمسح عينيها بقوه لتوقف تلك الدموع عن النزول

لقد كان الحلم المعتاد مع الرجل المعتاد! ولكن هذه المره الاولى التي تكون بها على سرير المرض.. هل ماتت هناك؟!

تذكرت رد فعل ذلك الرجل الذي اهتز بالكامل قبل موتها جعلها تتألم مجددا لتدمع عينها بصمت شديد من دون حتى إراده منها.. و تسائلت من ذلك الرجل الذي ولدت معه! لما يستمر بالظهور بأحلامها بهذا الشكل المتكرر! هل تلك حتى اصبحت احلام طبيعيه!!؟

" هل انتِ بخير؟"

صوت رقيق هادئ قد اخرجها من هدوئها لتستدير تنظر لصاحب الصوت، لقد كانت امرأه شابه.. صاحبه شعر اسود قصير و عين بنه صافيه، ملامح هادئه و تبدو لطيفه جدا ولكن هذه المرأه بدت حذره و قلقه ايضا!.. مع ذلك، هذا لم يكن ما اثار اهتمام إيڤا..

استقامت الاخرى بجسدها و كان ذلك سهلا جدا بعكس حلمها الذي كانت بالكاد ترفع يدها به.. استدارت حينها للنظر للمرأه الحامل بصمت، تحديدا ناحيه معدته! ذلك يذكرها بحلمها حين كانت حامل.. و حين تفكر به مجددا.. فهي تشعر بألخوف و الحزن

" انا بخير.. شكرا لكِ، ولكن اين انا؟"

ذاكرتها مشوشه بسبب الحلم الذي حلمت به كما انها لم تعد قادره على التفريق بين الواقع و الخيال بسبب احلامها الواقعيه و ذلك يجعلها تشعر بأنها مجنونه بالكامل! مع ذلك.. فقد استمرت بالعيش بشكل طبيعي.. و من يعرف، ربما صاحب الشعر الابيض يقتحم حياتها في الحقيقه!

" في العياده.. لقد وجدناكِ في الغابه مغمي عليكِ"

اجابت تلك المرأه بهدوء شديد بينما تنظر بحذر غريب ناحيه إيڤا التي اتسعت عينها بعد لحظات من سماعها ما قالته.. تذكرت حينها تعرضها للهجوم من قبل هولاء الموتي.. و الاهم من كل شيء.. اين هي إلين!؟

انتفض جسدها بقوه فجأه لتنزل بسرعه من السرير متجه ناحيه الباب بينما ارتجفت عينها بخوف على إلين.. لن تفقدها! ليس إلين!! لقد فقدت طفلها بذلك الحلم! ولمن يكن شيء لطيف ابدا.. كما انها فقدت ذلك الرجل الذي كان حولها مما جعلها تصاب بالجنون في الواقع!! مع ذلك.. الطفل و الرجل كانا فقط مجرد احلام بالنسبه لها!! و ذلك بعكس إلين

شعرت بشخص يمسك بمعصمها بقوه يمنعها من اكمال طريقها مما جعلها تتوقف بسرعه ناظره للمرأه التي اوقفتها.. حاولت ابعاد يدها بسرعه بينما تتحدث بحده شديده ممزوجه بخوف على شقيقتها

" اتركيني!! علي تفقد إلين! شقيقتي! يجب ان اجدها!!"

" اهدئ.. انها بخير، لقد تم.. وضعها بغرفه اخرى"

نطقت تلك المرأه بهدوء، إلا انها بدت متردده في النهايه و ذلك لم يعجب إيڤا التي نفضت يدها بقوه قائله بحده شديد

" اذا اين هي الان؟!! لماذا هي ليست في العيادة مثلي؟ في اي غرفه هي؟! اخبريني"

لمعت عينها السوداء في النهايه بينما انعقد حاجبيها بألم شديد و ذلك حين شعرت بألم الفقدان.. الألم الذي تعرض له إيڤان حين فقدها في ذلك الحلم..

نظرت لها تلك المرأه للحظات قبل ان تتنهد قائله بهدوء بعد وضعها ليدها على معدتها مما لفت انظار إيڤا التي هدأت قليلا حينها

" انها بخير.. انا اقسم لكِ، لقد تم نقلها لغرفه اخرى فقط!"

ابتلعت إيڤا غصتها بصعوبه قبل ان تقول بسرعه بعد رفعها ليدها لتمسح دموعها بقوه

" اذا اريد رؤيتها.. اين هي؟"

ستصاب بالجنون حقا ان حصل لإلين شيء ما..لن تتحمل فقدان احد اخر ابدا! ليس من تحبهم، ظهرت صوره ذلك الرجل فجأه في عقلها لتنظر للأرض بصمت بينما تتسائل عن حاله حتى مع انها تدرك ان ذلك مجرد حلم.. او ربما هو ليس كذلك!!

" حسنا رؤيتها الان امر صعب.. ولكن اقسم لكِ، هي بخير.. الامر فقط ان صاحب ذلك المكان اصبح عنيد بعض الشيء"

اجابت تلك المرأه بعده ان زفرت بتعب.. لا يمكنها اخبارها ان الالفا قرر الاحتفاظ بتلك المرأه في منزله! كما انه لم يسمح لأحد اخر بمناقشته لهذا الامر او حتى التجرء لأعتراض طريقه! للمره الاولى... لقد كان ادريان عدائيه ناحيه احد ما بتلك الطريقه

نظرت لإيڤا للحظات التي اخذت تنظر بحيره ممزوجه بتعب ناحيتها.. مما جعلها تبتسم بخفوت قبل ان تتقدم ناحيتها تجرها من يدها بينما تأخذها إلى السرير قائله

" عندما تنهض.. سأخبرها انكِ سألتي عنها! على ايحال، صدقيني هي ستصاب بالجنون عندما تفتح عينها"

قهقهت تلك المرأه فجأه بينما تتخيل استيقاظ بشريه ما بغرفه الالفا الملك! على ايحال لم يكن ذلك امر شائع ابدا! لم تفهم إيڤا ما تعنيه لتقرر سؤالها عن ذلك إلا ان تلك الاخرى سبقتها مجددا بالتحدث قائله بعد ان اجلست إيڤا على طرف السرير

" على ايحال..سيكون الالفا هنا لأستجوابكِ."

" استجوابي؟"

اجابت إيڤا بأستنكار بعد رفعها لحاجبيها.. ما الذي تقوله هذه المرأه! لما قد يتم استجوابها فجأه؟ لا تتذكر انها قتلت احد!!

لم يبدو وكأن تلك المرأه تريد الاجابه على سؤالها و ذلك بدى من ملامحها المتوتره في حين ان هذا لم يعجب إيڤا على الاطلاق! ما الذي حصل اثناء نومها!

" لا داعي للقلق.. اعدكِ انه لن يصيبكِ أذي"

تحدثت تلك المرأه اخيرا بينما تفرك جبينها بتعب، و تسائلت إيڤا ان كانت متعبه من الوقوف طويلا.. فقد بدى انها بشهورها الاخيره من الحمل!

" يمكنكِ اخذ قسط من الراحه! انا لن اهرب"

تحدثت إيڤا بهدوء بينما تنظر للكرسي الخشبي الذي كانت تجلس عليه  تلك المرأه قبل ان تقف محاوله إيقافها عندما نهظت لتجري ناحيه الباب مثل الحمقاء.. انتابها تأنيب الضمير حين اعتقدت انها السبب بتعب تلك المرأه و كان ذلك امر واضح بالنسبه للمرأه الحامل.. مما جعلها تقهقه بخفوت لتقول بعد جلوسها على السرير بجانب إيڤا

" بالمناسيه.. ادعي سارة، رفيقة سام.. لابد انكِ تعرفينه"

صوتها بدى محمس بشده و ذلك جعل إيڤا ترمش لعده مرات.. ربما لانها تبدو لطيفه جدا بعكس المستذئبين الطبيعين! او ربما لأنها ودوده جدا لشخص تراه للمره الاولى


مع ذلك فقد ابتسمت إيڤا بخفوت حينها مقرر الاجابه عليها.. ربما ليس عليها القلق من هذه المرأه او حتى التشكيك في حديثها فقد بدت لطيفه

فتحت فمها مقرره الاجابه إلا ان صوت فتح الباب القوي قد اوقفها..نظرت حينها ناحيه الباب ليقع بصرها على سام و بجانبه رجل يبدو مهيب جدا.. و كان يمكنها تذكره جيدا.. انه الرجل الذي استمر بالحملقه بإلين طوال مده ما!

لقد كان ضخم البنيه، وسيم الوجه و يظهر القوه لمجرد رؤيته لمره واحد.. كما انه لم يكن هادئ على الاطلاق! بالنسبه لإيڤا، بدى اقرب لثور هاجئ يحاول الانقضاض على فرسيته!.. و ذلك ليس جيدا في مرحله ما!

تقدم للداخل حينها بخطوات قويه بينما احتدت ملامحه بجمود شديد، في حين ان سارة وقفت لتتجه ناحيه رفيقها الذي اقفل الباب لمجرد خروجهما حتى يتحدث الالفا بحريه...نظرت حينها إيڤا للرجل الذي اتي للجلوس على الكرسي الخشبي بأهمال شديد في حين انه وضع رجله فوق الاخرى قائلا ببرود بينما ينظر لإيڤا التي اخذت تنظر له بصمت

" هل نبدا الاستجواب الان؟"

يتبع..

___________________________________________

هاي 🖐🏻

كيفكم انشاءالله بخير❤️

اسفه على الغيبه الطويله بس كنت مشغوله اوي ف الدراسه و الحجات دي☹️

ع العموم، بتمني تستمتعو بالفصل + راح يكون في لحظات من الماضي بتاع إيڤا و إيڤان راح تتمثل بأحلام البطله

و بصراحه كنت بفكر اخليها كـ فصول خاصه لأنها بتخليني اتأخر حبتين ف كتابه الاحداث الرئيسيه 🌚

على ايحال، الفصول القادمه ما بعرف متى راح اتكون بس بحاول انو انزلها بسرعه.. اسفه لهاد التأخير 🌚🙂

باي👋🏻

Continue Reading

You'll Also Like

426K 22.8K 45
عيناها الجاحظتان الخائفتان و رأسها يلتفون بِغرابة كانت تبَحث عن مصدر الرائحة السماوية , بالرغم من أنها أرادت الهروب لكن فُضولها كان أكبر ! كانت عينا...
514K 51K 26
إرقُصي.. ما أجملَ خطوات الفلامنكو بساقيكِ حين ترقُصي.. إرقُصي.. وليحملني رقصُك للعُمر الرّاحل مني.. إرقُصي.. (#1 في الفانفكشن)
9.9K 1K 15
عِندَما يُصبِحُ الماضِي كابوساً يُطارِدُنا و نَسعَى خَلفَ الأنتِقامِ مِن أجلِ الفَوزِ بِمَعرَكَةٍ لا خاسِرَ فِيها سِوى المُستَقبَل ، صِراعٌ مِن أَجل...
39.8K 1.8K 15
العالَم حالِك ؛ مَا عاد لمخلُوقات الظَّل سببٌ للإختباء . بينَ تلك الأجناسِ هُنالِك قوانِين / و الذُّنُوب ستُعوَّض بالدَّم . - [ القِصّة خيالِ و خوآر...