رواية امرأة العُقاب

Autorstwa nadamahmoud67

1.3M 44.7K 2.6K

#امرأة_العُقاب #ندى_محمود_توفيق المواعيد : السبت والأثنين والأربعاء اسم البيدچ الخاصة بيا على الفيس بوك : قص... Więcej

الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
دخول مفاجئ من الفصل الثامن 🔥🤭
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
اقتباس من فصل النهاردة 🦋😂🔥
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
اقتباس طويل ولطيف لأبطالنا من فصل اليوم ❤️🌷
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الواحد والعشرون
توقعات 🔥🔥
الفصل الثاني والعشرون
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
الفصل الخامس والعشرون
الفصل السادس والعشرون
الفصل السابع والعشرون
من فصل الليلة 🔥🔥
الفصل الثامن والعشرون
الفصل التاسع والعشرون
الفصل الثلاثون
الفصل الواحد والثلاثون
الفصل الثاني والثلاثون
الفصل الثالث والثلاثون
الفصل الرابع والثلاثون
تصبيرة طويلة جدا من الفصل القادم 😂❤️🤭
الفصل الخامس والثلاثون
إجابة على تعليقات القراء ( مهم ) 👌
الفصل السادس والثلاثون
الفصل السابع والثلاثون بعنوان ( أحبك ! ... )
الفصل الثامن والثلاثون
للتوثيق 😍🙈
الفصل التاسع والثلاثون
الفصل الأربعون
الفصل الواحد والأربعون
الفصل الثاني والأربعون
الفصل الثالث والأربعون بعنوان ( أزمة ثقة ! )
الفصل الرابع والأربعون ( الجزء الأول )
الفصل الخامس والأربعون
ملاحظة مهمة
الفصل السادس والأربعون
الفصل السابع والأربعون
الفصل الثامن والأربعون
اقتباس😍
الفصل التاسع والأربعون
الفصل الخمسون
هشام 💖
الفصل الواحد والخمسون
الفصل الثاني والخمسون
الفصل الثالث والخمسون
الفصل الرابع والخمسون
اقتباس
الفصل الخامس والخمسون
الفصل السادس والخمسون
الفصل السابع والخمسون
الفصل الثامن والخمسون
الفصل التاسع والخمسون
الفصل الستون
الفصل الواحد والستون
الفصل الثاني والستون
الفصل الثالث والستون
الفصل الرابع والستون
الفصل الخامس والستون
الفصل السادس والستون
الفصل السابع والستون
الفصل الثامن والستون
هاااام❤️
اقتباس مميز لعدنان ورمانته 😍❤️
الفصل التاسع والستون
عدنان 🙈😍
الفصل السبعون
الفصل الواحد والسبعون
البيدچ بتاعتي على الفيس وصفحتي الشخصية ❤️🥰
الفصل الثاني والسبعون
الفصل الثالث والسبعون
الفصل الرابع والسبعون ( الأخير )
غلاف الرواية الجديدة 🤩🔥
خاتمة لرواية امرأة العُقاب
الخاتمة ( الجزء الأول )
الخاتمة _ ( الجزء الثاني )
الخاتمة ( الجزء الثالث )
بطلة الرواية الجديدة
بوست مهم ❤️

الفصل الرابع والأربعون ( الجزء الثاني )

13.1K 514 26
Autorstwa nadamahmoud67

(( امرأة العُقاب ))
_ الفصل الرابع والأربعون _
( الجزء الثاني )

في الهواء الطلق ، والظلام الذي يملأ كل مكان من حوله كان هو جالسًا فوق المقعد العريض بالحديقة وعيناه عالقة على زجاج نافذة غرفتها بالأعلى .. الألم يأكل في قلبه دون رحمة .. بيوم وليلة تبدلت حياتهم السعيدة والهادئة إلى أخرى ممتلئة بالغضب والقسوة .. وأكثر ما يؤرقه اتهاماتها السخيفة له ! .. هل سنين صداقتهم وعلاقتهم القوية ببعضهم لم تشفع له عندها حتى تظن به السوء ! .
ابعد أنظاره عن زجاج نافذتها حين رأى الضوء البني الخافت يملأ الغرفة .. لا تقوم بإضاءة ذلك الضوء إلا قبل النوم .. اخفض رأسه أرضًا ودفنها بين كفيه يشد على خصلات شعره السوداء الغزيرة بقوة .. يكاد عقله ينفجر من كثرة التفكير .. فهو محاصر بين النيران العالية وإما أن يهدأ منها قليلًا أو تحرقه ! .

استقام واقفًا بعد دقائق وسار لداخل المنزل ثم صعد الدرج متجهًا إلى غرفته .. لكن قدماه توقفت لا إراديًا أثناء مروره من أمام غرفتها .. عاند قلبه المشتاق وحاول تجاهله لكنه لم يقوى على الصمود أمام أشواقه حيث أطلق زفيرًا منخفضًا مغلوبًا وتحرك بهدوء نحو غرفتها .. ليقف أمام الباب لبرهة من الوقت قبل أن يحسم قراره ويمد يده ليمسك بالمقبض ويديره ثم يدفع الباب برفق شديد ويدخل ويغلقه خلفه .

تسمر عند الباب عندما رآها نائمة في فراشها وترتدي ثوب قصير وردي اللون بحمالات رفيعة ولا تضع الغطاء فوق جسدها .. اشاح بنظره عنها مسرعًا خشية من أن يفقد زمام تحكمه بنفسه .

حتى في غضبهم لا يتمكن من مقاومتها !! .

اقترب منها بتريث لكي لا تستيقظ وجثى أمام الفراش يجلس القرفصاء يتطلعها بضيق ثم انحنى عليها وطبع قبلة رقيقة فوق جبهتها هامسًا بصوت مهموم :
_ مكنتش اتوقع اسمع منك الكلام ده .. إنتي اكتر حد كنت بقول إنك فهماني وبتفهميني من غير ما اتكلم حتى يا نادين .. بس اتضح إني غلطان .. كلامك كان قاسي أوي وجرحني
اخذ نفسًا عميقًا بعد لحظات طويلة من الصمت وهو يتمعنها ثم هب شبه واقفًا ومال عليها يمد يده ليلتقط الغطاء ويرفعه فوق جسدها ليدثرها وبتلقائية رغم انزعاجه منها يبتسم ويقول برغبة :
_ ربنا يسامحه خالك اللي مش عايز يجي ده عشان نعمل الفرح وارتاح .. بدل العذاب اللي أنا فيه ده

وكأن عقلها ارسل لها إشارات أثناء نومها بوجود أحد معها حيث فتحت عيناها فجأة بعفوية .. لتنطلق منها صرخة مرتفعة فور رؤيتها له .. اسرع هو وكتم على فمها بقبضة يده العريضة يحدقها منذرًا بعينان متسعة ثم يهتف :
_ هشششش هو أنا ناقص مشاكل مع خالتي كمان
هدأت نبضات قلبها المتسارعة من أثر الفزع ونفرت يده عن فمها بقوة تهتف بغضب :
_ شو عم تسوي هون بغرفتي !
انتصب حاتم في وقفته وقال بخشونة وجدية مغلفة بالكذب :
_ سمعت صوتك وافتكرت في حاجة حصلت فدخلت اشوفك
نادين بغيظ :
_ والله ! .. وشو بتعمل فوق راسي على السرير لكان
حاتم بخنق من أسلوبها :
_ لقيتك مكشوفة وكنت يغطيكي بدل ما تستهوي
نادين ساخرة وبقرف :
_ استهوي .. شو يعني !
مال عليها بنظرات مشتعلة وقال كاتمًا غيظه عنها :
_ يعني اتكلمي مع جوزك بأدب وبلاش تنرفزيني
غمغمت بتهديد صريح وشراسة :
_ اطلع لبرا يا حاتم وإلا والله بصرخ وبسمع الخالة إنك هون بغرفتي وبدك تتحرش فيني
فغرت عيناه بدهشة وسرعان ما أجابها ضاحكًا :
_ أه هتتبلي عليا يعني .. بس مفيش راجل بيتحرش بمراته

مدت يدها خلفها تلتقط رداء ثوبها وترتديه فوقه ثم تهب واقفة وتدفعه للخارج ساخطة وهي تهدر :
_ برا يا حاتم .. برا
اخفض نظره لها وليديها التي تحتضن الرداء بقوة تخفي به ثوبها وجسدها فابتسم بخبث وقال في برود متعمد وعدم اكتراث ليثير جنونها :
_ طيب متكتميش نفسك أوي بالروب كدا .. عشان ما أنا اللي حتة قميص قصير هيغريني ويخليني ابص عليكي

اتسعت عيناها والتهبت بنيران الغضب والغيظ ولم ينتظر هو لتدفعه مرة أخرى وتطرده بل ارسل لها غمزة عابثة بابتسامة مستفزة قبل أن يستدير ويغادر  .. لتركل الأرض بقدمها مغتاظة بعد رحيله مصدرة اصواتًا مكتومة من بين شفتيها تعبر عن فرط استيائها منه !! .

                                     ***
بمكانها المفضل أمام مياه النيل تجلس فوق الأريكة الواسعة ويجلس هو بجوارها .. تعقد اصابعها ببعضهم وتتأمل في منظر الماء بشرود وألم .. دموعها متجمعة بعينها وتتصارع على النزول .. قلبها مجروح وروحها متهشمة .. لم تسمح لقلبها أن يتعافى جيدًا بالبداية من وجع العشق الغير مكتمل ودخلت بعلاقة جديدة وحين بدأت بالتعافى انتكست بشكل قاسي حطمها لأشلاء .. باتت لا تدري إلى متى ستظل تلاحقها الهموم هكذا !! .

انتبهت على صوته الهاديء يهتف :
_ اتكلمي يا زينة أنا خليتك تيجي معايا هنا عشان تتكلمي معايا وتفرغي عن نفسك شوية

وماذا ستقول !! .. هل ستسرد له كيف عانت من عشق صافي لسنوات وبالأخير أدركت أنها كانت تتبع سراب .. أم ستخبره عن اختياراتها الخطأ المتمثلة في رائد وقراراتها وسذاجتها في فهم البشر .. أم عن قلبها الذي ينبض بدون حياة !! .

حاولت الهروب من طلبه وتلفتت حولها باستغراب من خلو المكان من الناس تمامًا .. وأنه لا يوجد به أحدًا غيرهم .. لتلتفت له وتقول بتصنع الطبيعية :
_ هو المكان فاضي ليه ياهشام ومفيش غيرنا
هشام بصراحة وثبات تام جعلها تحدقه بصدمة :
_ أنا حجزت الكافية لينا بس .. عشان تاخدي راحتك وتتكلمي براحتك من غير ما تحسي بأي توتر من وجود الناس حواليكي

بقت تتطلعه بدهشة لبرهة من الوقت قبل أن تقول بابتسامة منطفئة شبه مازحة :
_ طيب ما أنت موجود !
لم يبادلها مزحتها وقال بجدية ونظرات ثابتة عليها :
_ بس أنا مش أي حد .. مش كدا ولا إيه !!!
ابتعدت بانظارها عنه وأماءت في إيجاب بخفوت عابس :
_ صح .. ومتنساش إنك جبتني هنا يعتبر غصب عني
هشام باسمًا برزانة :
_ لا ده مسمهوش غصب .. أنا أصريت إني اخرجك من البيت معايا وإنتي في الآخر وافقتي
زينة بنظرة جانبية :
_ بعد اصرارك !
_ بس وافقتي !
تمكن من رسم الابتسامة المغلوبة فوق شفتيها الناعمة .. فتصنع ابتسامتها وعيناها اللامعة بالعبارات مزيجًا جعله يهيم بها في عشق وإشفاق على صاحبة قلبه ! .

رفعت أناملها الرقيقة ومسحت عيناها من الدموع حين انتبهت لنظراته ثم قالت  بعد برهة :
_ هو إنت ناوي ترجع المانيا تاني ؟!
رأت ابتسامة عابثة تعتلي ثغره وهو يجيبها بخشوع :
_ إنتي عايزاني ارجع ولا لا !!
أشارت على صدره بسبابتها في حيرة وقالت متعجبة :
_ أنا !!! .. وإنت هتفرق معاك في إيه يعني
هشام بنظرة تحكي الكثير عن غرامه الخفي :
_ هتفرق أوي
ضحكت وقالت بعدم فهم :
_ يعني لو قولتلك مترجعش مش هترجع
هز رأسه بالإيجاب مبتسمًا لتتسع البسمة فوق ثغرها وتقول شبه ساخرة :
_ والله ! .. ولو قولتلك ارجع هترجع يعني
اكتفى بنظرته الثابتة لها يؤكد ما قالته لتضحك وتهز رأسها باستنكار وعدم تصديق حتى تسمعه يقول بثقة ونظرة غريبة عليها :
_ جربي وشوفي لو مش مصدقة
اختفت ضحكتها ورمقته بثقة عمياء تقول :
_ مش هترجع يا هشام !
ضيق عيناه يطلق علامات الاستفهام وعدم الفهم ثم سمعها تستكمل كلامها ببسمة ممتنة وعذبة :
_ عشان عارفة إنك مش هتقدر ترجع وتسيبني في الحالة دي .. من واحنا صغيرين مفيش في مرة سبتني وأنا في موقف صعب ومشيت وأنا كذلك عمري ما سبتك واديتك ضهري

لمعت عيناه بوميض الأمل والسعادة وامتلأت نظراته إليها بالعشق لتتسع ابتسامته وهو يتمتم :
_ اعتبر ده اعتراف إنك محتجاني جمبك
زينة ببساطة وبراءة جميلة :
_ للأسف محتاجة صديقي المقرب
هشام عابسًا بقرف :
_ للأسف !!! .. وياترى للأسف محتاجة الصديق الغتت ده ليه
زينة بعفوية شبه ضاحكة :
_ عشان بيضحكني الصراحة
هز رأسه بتفهم وهو يلوى فمه مقتضبًا ويجيبها :
_ طيب أنا بقول نرجع البيت احسن يا زينة واضح إنك الحمدلله خرجتي شوية من المود والمهرج ضحكك

لا تعرف كيف نست حزنها وعبوسها بهذا الشكل حيث إجابته ضاحكة بتلقائية وحماس طفولي ذكره بطفولتهم تمامًا :
_ صحيح السيرك قرب وهتاخدني غصب عنك وتوديني زي ما كنا متعودين واحنا صغيرين

طالت نظراته الهائمة بها في عشق .. فإن كان سيضيف لقائمة انتصاراته شيء فحتمًا سيكون نجاحه في رسم البسمة والبهجة على وجهها مرة أخرى حتى لو للحظات قصيرة .

تلاشت ابتسامتها تدريجيًا بعد صمته ونظراته الغريبة الذي يستمر في التحديق إليها بها منذ بداية جلستهم .. واشاحت بوجهها عنه لتثبت أنظارها فوق المياه متنهدة بقوة وعدم حيلة فور تذكرها لهمومها مرة أخرى وعبوس وجهها من جديد !! .

                                   ***
مع صباح اليوم التالي .....
انتهت الصغيرة هنا من ارتداء ملابسها الخاصة بدوامها اليومي في الحضانة وتجلس على السرير وبجوارها أمها التي تقوم بتسريح شعرها بالفرشاة في رفق ويستحوذ قسماتها الغيظ والاستياء من زوجها .. فهو منذ استيقاظهم لا يتطلع إليه ولا يجيب عليها حتى عندما تحدثه .. يتعمد تجاهلها بشكل مثير للأعصاب ومستفز وقد نجح بجدارة في ذلك ! ..

بين كل لحظة والأخرى تلتفت الصغيرة إلى أمها وتطالعها بريبة من غضبها الملحوظ فوق صفحة وجهها حتى بالأخير سألتها في براءة :
_ إنتي مضايقة ليه يامامي ؟!
توقفت يدي جلنار بالفرشاة فوق شعرها ورمقتها مطولًا قبل أن تهمس بصوت منخفض وترقب لرد صغيرتها :
_ هو بابي مقالكيش حاجة يا هنون ؟
هزت رأسها بالنفي وسألتها بعفوية في رقة تليق بصوتها الطفولي :
_ حاجة ازاي يعني !!
جلنار بيأس وخنق :
_ خلاص ياحبيبتي متشغليش بالك .. خلينا نخلص يلا عشان متتأخريش على الحضانة
امتثلت لكلمات والدتها وبقت ساكنة أمامها تتركها تكمل تسريح شعرها وصنع تسريحتها الخاصة الجميلة حتى انتهت واستقامت واقفة تجذب حقيبة ظهرها لترتديها وقبل أن تغادر لكي تذهب لأبيها الذي ينتظرها بالأسفل .. توقفت فجأة وقالت صائحة بتذكر :
_ افتكرت
جلنار باستغراب :
_ في إيه !!
أشارت لوالدتها بالاقتراب تطلب منها الانحناء عليها ففعلت جلنار ومالت عليها بحيرة لتقترب هنا من أذن أمها وتهمس بخبث وهي تضحك بخجل طفولي :
_ بابي قالي إنه بيحبك أوي
ارتفعت البسمة تلقائيًا لثغر جلنار لكن سرعان ما كتمتها صغيرتها وهي تكمل ضاحكة بعبث ومكر امتزج بغرورها :
_ بس قالي بيحبني أنا اكتر
فغرت جلنار فمها بصدمة من رد ابنتها وباللحظة التالية كانت تضحك بقوة وتلكزها برقة في ذراعها وسط ضحكهم الذي وصل لأذنه بالأسفل ولم تكن سوى لحظات حتى رأى صغيرته تركض فوق الدرج وخلفها جلنار تنزل على مهلها برقة مبتسمة .. فاستقام واقفًا وحين وجد ابنته تركض نحوه فانحنى ينتظرها حتى تصل إليها ليحملها فوق ذراعيه باسمًا .. لفت هنا ذراعيها حول رقبة والدها هاتفة بضحكة طفولية مرحة :
_ بابي إنت مش قولتلي إنت بتحب مامي وبتحبني اكتر

اعتلت الدهشة ملامح عدنان الذي نقل نظره بين ابنته وزوجته بتردد .. ثم انحنى على أذن صغيرته وهمس بغيظ وهو يضحك :
_ أنا قولتلك روحي قوليها بابي بيحبك مش بيحبني أنا اكتر .. كدا برضوا ياهنايا بتبيعي بابي

كتمت على فمها بكفها الصغير تكتم ضحكتها اللئيمة بينما هو فابتعد قليلًا ولثم وجنة صغيرته مجيبًا بصدق :
_ طبعًا بحبك ياحبيبتي 
نزلت الصغيرة من فوق ذراعين أبيها بعد أن أشار لها بأن تسبقه على السيارة في الخارج .. فاسرعت نحو أمها وعانقتها بقوة هاتفة في حب نقي :
_ باي يا مامي .. بحبك
جلنار بسعادة وحنو جارف :
_ وأنا كمان بحبك ياروحي
ابتعدت عن أمها واندفعت لخارج المنزل تقصد سيارة أبيها لكي تنتظره بها كما أخبرها .. وبينما كان سيهم باللحاق بها أوقفته جلنار التي سألت بنظرات قوية :
_ أنا هروح الشركة النهارده مش هتاخدني معاك ولا إيه
عدنان بجمود مشاعر ولامبالاة :
_ أنا مستعجل البسي وتعالي ورايا
التهبت نظراتها له ورمقته شزرًا بغيظ وعينان تطلق شرارات حارقة .. أما هو فرحل بكل برود أعصاب وعدم اهتمام !!! ....

                                   ***
خرجت مهرة من الحمام بعد أن انتهت من حمامها الدافيء .. واثناء وقوفها أمام المرآة لتقوم بتسريح شعرها صك سمعها صوت رنين هاتفها الملقي فوق الفراش .. فابتعدت عن المرآة واقتربت من الفراش لتلتقط الهاتف وتحدق باسم المتصل بعدم حيلة ثم تجيب عليه في حزم :
_ نعم !
آدم بلهجة آمرة وحازمة :
_ أنا رايح الشركة دلوقتي ومستنيكي بالعربية في الشارع الخلفي اللي بوصلك عنده دايمًا .. البسي وانزلي يلا عشان نروح مع بعض

شهقت مهرة بصدمة عند قوله أنه ينتظرها بالسيارة .. لكن سرعان ما هتفت بغضب :
_ وأنا سبت الشغل يا آدم بيه وسبتلك ورقة استقالتي يعني مش هرجع تاني
رد ببرود ونبرة صلبة :
_ أول حاجة بلاش آدم بيه دي .. وقدامك عشر دقايق بالظبط يا مهرة لو منزلتيش هجيلك بنفسي واخدك من قدام بيتكم
مهرة شاهقة بصدمة :
_ إيه ! .. إنت مجنون .. مش هنزل ، وامشي يا آدم
آدم بنبرة جدية وهو يقوم بتشغيل محرك السيارة :
_ تمام أنا حذرتك .. استنيني عشان جايلك وهخليكي تشوفي الجنان بجد
أدركت أنه لا يمزح خاصة عندما سمعت صوت محرك السيارة العالي فقالت متراجعة بسرعة في توتر :
_ خلاص هلبس واجي .. بس امشي وأنا هاجي وراك
آدم بابتسامة انتصار :
_ تؤ هتيجي معايا .. وقدامك عشر دقايق زي ما قولت

لم يمهلها اللحظة لتجيب عليه حيث أغلق الاتصال قبل أن ترد .. فاغلقت هي على قبضة يدها بغيظ شديد متمتمة بوعيد :
_ ماشي يا آدم
أسرعت إلى نافذة غرفتها وبحثت بنظرها عن الصبي الصغير وصديقها فوجدته يجلس على مقعد أمام بقالة والده .. أشارت له بيدها أن يأتي إليها فاستقام هو واقفًا واسرع إليها راكضًا .. خرجت إلى باب المنزل وفتحته ثم انتظرته حتى وصل إليها .

انحنت عليه تملي عليه خطتها وما سيفعله بالضبط .. ثم عادت للداخل مجددًا وشرعت في ارتداء ملابسها .. انتهت في ظرف اثنى عشر دقيقة بالضبط لتخرج من المنزل بعد توديع جدتها التي أخبرتها بأنها ستذهب للعمل حتى تنهي أمر ضروريًا وتعود .

سارت مهرة في الشارع وهي تبتسم باستمتاع وقادت الطريق المختصر الذي يقود للشارع الخلفي الذي ينتظرها به وحين وصلت وتحققت بنظرها من نجاح خطتها ابتسمت أكثر بانتشاء واكملت طريقها حتى وصلت إليه واستقلت  بالمقعد المجاور له مكتفية بابتسامة سمجة بينما هو فضحك بصفاء وتمتم :
_ اتأخرتي خمس دقايق بس مش مشكلة

ثبتت نظرها بتركيز وتدقيق عندما وجدته يبدأ بتشغيل محرك السيارة .. وسرعان ما كتمت ضحكتها اللئيمة حين لم تتحرك السيارة ورأت معالم وجهه تتقوس بريبة وعدم فهم .. حاول أكثر من مرة لكن دون فائدة وبعد محاولاته البائسة كأنه أدرك ما يحدث ففتح الباب ونزل ثم القى نظرة على العجلات ليجدها مفرغة من غاز النيتروجين .. اشتعلت نظراته وعاد لمقعده بالسيارة مرة أخرى يرمقها بقوة هاتفًا في دهشة :
_ كل ده عشان متجيش الشركة معايا !!

مهرة بابتسامة جانبية في شراسة ونبرة قوية :
_ لا عشان انا محدش بيجبرني على حاجة ويمشي كلامه عليا .. قولتلك امشي وانا مش جاية الشغل تاني بس إنت اللي صممت

همت بالنزول لولا يده التي قبضت على رسغها تمنعها من التحرك ويهتف بنبرة رجولية :
_ أنا مش هسألك ماما قالتلك إيه ولا عملت إيه لأنه واضح .. وأنا بعتذرلك نيابة عنها .. ممكن بقى ترجعي الشغل عشان أنا عايزك تكوني موجودة وملكيش دعوة بأي حاجة قالتها ماما الأهم اللي أنا بقوله ليكي

طالت نظراتها له قبل أن تسحب يدها من قبضته ببطء وتهتف في عبوس :
_ أنا كرامتي فوق كل شيء يا آدم وبعد اللي قالته والدتك لا يمكن ارجع لشركتكم تاني أو أقبل إني أخد قرش واحد منها

تقابلت نظراتهم لبعض الثواني قبل أن تنزل من السيارة وتسير مبتعدة عنه عائدة إلى منزلها .. لكنها رجعت مجددًا ووقفت أمام نافذة سيارته منحية تهتف بابتسامة  :
_ ميدو هيبعتلك سيد من الورشة اللي في المنطقة هنا وهيغيرلك عجلة العربية .. ولعلمك ده على حسابي مبحبش اكون مديونة لحد وزي ما عملت كدا في العربية أنا اللي هتكلف بتكاليفها

ثم تابعت بنظرات كلها قوة وشراسة قبل أن تستدير وتبتعد :
_ أنا حبيت اوريك بس إن مش أنا اللي تقدر تتحكم فيا

رأته يبتسم باتساع في اعين تحمل وميض جديد ومختلف ليهتف عليها بعد أن استدارت وسارت مبتعدة عنه :
_ ومش آدم الشافعي اللي يتخلى عن حاجة عايزها

تسمرت بأرضها في دهشة والتفتت برأسها له تتطلعه مصدومة قبل أن تعيد رأسها فورًا وتسرع في خطاها إلى منزلها مبتسمة بخجل وسعادة ! .

                                    ***
توقفت جلنار بسيارتها الحمراء أمام مقر الشركة وترجلت منها .. ثم قادت خطواتها للداخل بوقار وثقة وسط نظرات الإعجاب من الموظفين خاصة الفتيات .. يتهامسون فيما بينهم بصدمة وابتسامات عريضة بعدما رأو السيارة الفاخرة التي أتت بها .. والبعض الأخر منهم يتهامس على ملابسها وأناقتها التي تليق بها وبامرأة قوية مثلها حقًا .
استقلت جلنار بالمصعد الكهربائي ونزعت عنه نظاراتها ثم رفعت أناملها لترجع بخصلات شعرها للخلف وهي تتنهد بخنق فمازالت حتى الآن غاضبة من تصرفه معه بالصباح .

انفتح باب المصعد فخرجت وقادت خطواتها تجاه مكتبها الخاص الذي خصصه لها تحديدًا وحين فتحت الباب ودخلت انصدمت بوجود باقة ضخمة من الورد الأحمر فوق سطح المكتب .. ضيقت عيناها بتعجب وأغلقت الباب ثم اقتربت من المكتب وحملت الباقة بين ذراعيها تنحنى عليها بوجهها لتستنشق رائحة الورد الجميلة وهي مبتسمة بنعومة .. وحين رجعت برأسها للخلف لمحت ملاحظة صغيرة بين الزهور فاخرجتها وقرأت ما دوَّن بها ( هتفضل رمانتي أجمل زهرة شافتها عنيا ! )

اتسعت البسمة العاشقة فوق شفتيها .. لا تصدق ما تراه ، الآن فقط فهمت سبب معاملته الجافة معها بالصباح .
التفتت بعفوية تجاه الباب الذي انفتح وظهر هو من خلفه ليدخل ويغلقه مجددًا ثم يقترب منها مبتسمًا بحب وتبادله هي الحب في لحظات قد تكون نادرة الحدوث .. حتى وجدته يقف أمامها ويهمس غامزًا :
_ عجبتك ؟
جلنار بنعومة ساحرة :
_ إنت عارف إني بحب الورد الأحمر
عدنان باسمًا بخبث ويجيبها بعبث :
_ عارف فعلًا .. بس أنا مش بسأل على الورد لأن الورد ده استقبال بسيط مني لمراتي بمناسبة أول يوم ليها في الشركة هنا .. أنا بسأل على دي !
انهى كلماته مشيرًا بعيناه على الملاحظة الصغيرة التي بين يديها .. فاخفضت نظرها إلى مستقر نظراتها لتبتسم باتساع وتقول في رقة وحب :
_ امممم عجبتني أوي
مال عليها يلثم وجنتها بقبلات متتالية في عاطفة متمتمًا :
_ طيب نقول الزعل خلص بقى ولا إيه !
دفعته برفق ضاحكة في استحياء :
_ عدنان في كاميرات هنا في المكتب .. عيب الله
هدر بعبث :
_ نشيلها الكاميرات
ضحكت ووضعت باقة الورق فوق المكتب ثم تمتمت بدلال وهي ترفع أناملها تعبث بلياقة قميصه :
_ عارف أنا كنت ناوية انتقم منك واعذبك وانكد عليك اكتر بعد معاملتك ليا الصبح بس إنت مكار وعرفت تكسبني في صفك

قهقه بقوة هاتفًا :
_ مكار !!! .. وبعدين هتنكدي عليا اكتر من كدا إيه !
ارتمت عليه تعانقه بحرارة وتهمس في غرام :
_ ميرسي يا عدنان .. فرحت أوي بالمفاجأة دي
لف ذراعه حول ظهرها يضمها إليه أكثر هامسًا بالقرب من أذنها :
_ أنا موجود عشان افرح رمانة قلبي بس
دفنت وجهها بين ثنايا رقبته وهي تضحك .. أما هو فأغلق عيناه وترك لنفسه حرية الاستمتاع بهذه اللحظات النادرة ! ...

                                      ***
بعد مرور ساعات قليلة منذ وصول جلنار وجلوسها بمكتبها وانتهائها من تفحص كل شيء خاص بالأعمال .. لمعت عيناها بوميض الشراسة والغضب عندما تذكرتها .. لتمسك بالهاتف المتصل بليلى بالخارج وترفعه لتجيب عليها ليلى فورًا :
_ نعم يا جلنار هانم
جلنار بنبرة حازمة :
_ يلغي جميلة يا ليلى إني مستنياها في مكتبي
ليلى بإيجاب :
_ تحت امرك
انزلت الهاتف من فوق أذنها وبقت بمكانها تحدق بالباب في انتظار دخولها مبتسمة بوعيد ونظرات مريبة وجديدة تظهر في عيناها للوهلة الأولى .

دقائق مرت وأخيرًا انفتح الباب ودخلت جميلة ترسم فوق شفتيها ابتسامة صفراء وتهتف ببرود :
_ ليلى بلغتني إنك عايزاني ياجلنار
طالت النظرات القاتلة في عيني جلنار قبل أن تستقيم من مقعدها بكل غرور واستعلاء وتتحرك بثقة تجاه جميلة هاتفة بصرامة :
_ أولًا اعتقد إن مفيش بينا أي صلة تستدعي إنك تقوليلي يا جلنار كدا كأننا اصدقاء .. أنا هنا بنت نشأت الرازي ومرات عدنان الشافعي .. اللي إنتي واضح جدًا مكنتيش تعرفي هي مين بظبط

عقدت جميلة ذراعيها أسفل صدرها وتمتمت مبتسمة بسماجة :
_ مش فاهمة !
جلنار بغضب ونظرات مميتة كلها وقار :
_ يعني مش جلنار الشافعي اللي تقارنيها بفريدة .. غلط جدًا اللي عملتيه وإنتي للأسف لسا متعرفنيش كويس .. أنا كنت ناوية اخلي عدنان يطردك بس غيرت رأي وأنا اللي هخليكي تمشي بكامل رغبتك

ضحكت جميلة بتهكم لكن سرعان ما تلاشت ابتسامتها عندما وقع نظرها على باقة الورود الضخمة وقذف ألف سؤال في ذهنها بالثانية الواحدة .. تابعت جلنار نظراتها المشتعلة تجاه الباقة مبتسمة بسخرية لتبتعد عنها وتعود إلى مقعدها هاتفة بحدة :
_ ارجعي على شغلك
ألقت جميلة نظرة أخيرة على جلنار والباقة بغل قبل أن تستدير وتنصرف بسخط هادر !!! ....

                                     ***
كان عدنان جالسًا بغرفة الاجتماعات الخاصة على مقعده الخاص في صدر الطاولة الضخمة .. وعيناه ثابتة على الفراغ أمامه بسكون غريب ينتظر ضيفه المميز حتى يباشر بالعمل ...
دقائق طويلة نسبيًا مرت حتى انفتح باب الغرفة الكبير وظهر من خلفه حاتم (الضيف المنتظر ) !!! .......

.............. نهاية الفصل ..........

Czytaj Dalej

To Też Polubisz

1M 65.3K 103
" فرحات عبد الرحمن" شاب يعمل وكيل نيابة ويعاني من مرض اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع مع ارتباط وثيق باضطراب النرجسية مما يجعله ينقاد نحو كل شيء معاك...
5.1M 152K 103
في قلب كلًا منا غرفه مغلقه نحاول عدم طرق بابها حتي لا نبكي ... نورهان العشري ✍️ في قبضة الأقدار ج١ بين غياهب الأقدار ج٢ أنشودة الأقدار ج٣
196K 3K 18
[ S E X U A L C O N T E NT ] لم أتوقع بأنّني سأنْجذب لـِزوْج عمّتـي الأربعيـني بمُجرد تصادم سُبُلِ طُرقاتـنا في تلك الليلة و هِي ليلة مُقدّسة بالخطـ...
204K 7.9K 36
رجال آلقوة.. وآلعنف آلغـآلب آلمـنتصـر.. وكذآلك آلعقآب لآ نهم ينقضون على صـيده بــكسـر جـنآحـيهم آي بــضـمـهمـآ آوبــكسـر مـآيصـيدهم كسـرآ آلمـحـطـم آ...