مريم♥️... " قيد الكتابة والتع...

By AyaAly705

19.9K 2K 400

"...مريم -هذا على حسبِ ما تعلم-؛ ابنة الميتم؛ مجهولةُ الأصلِ...؛ أحلامها كانت أبسطَ من أى فتاةٍ فى مثلِ عمرها... More

بداية... الشخصيات الرئيسية
تابع الفصل الأول
الفصل الثانى...
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس... 1
الفصل الخامس... 2
الفصل السادس... 1
الفصل السادس... 2
الفصل السابع... 1
الفصل السابع... 2
الفصل السابع... 3
الفصل الثامن... 1
الفصل الثامن... 2
الفصل الثامن... 3
الفصل التاسع... 1
الفصل التاسع... 2
الفصل التاسع... 3
الفصل التاسع... 4
الفصل العاشر... 1
الفصل العاشر... 2
الفصل العاشر... 3
ملاحظة♥️
الفصل الحادى عشر... 1
الفصل الحادى عشر... 2
الفصل الحادى عشر... 3
الفصل الثانى عشر ... 1
الفصل الثانى عشر... 2
الفصل الثانى عشر... 3
اقتباس♥️
الفصل الثالث عشر... 1
الفصل الثالث عشر... 2
الفصل الثالث عشر... 3
الفصل الثالث عشر... 4
الفصل الثالث عشر... 5
الفصل الرابع عشر... 1
الفصل الرابع عشر.. 2
الفصل الرابع عشر... 3
الفصل الرابع عشر... 4
الفصل الرابع عشر... 5
الفصل الخامس عشر... 1
الفصل الخامس عشر... 2
الفصل الخامس عشر... 3
الفصل الخامس عشر... 4
الفصل السادس عشر... 1
الفصل السادس عشر... 2
الفصل السادس عشر.. 3
الفصل السادس عشر...4
الفصل السابع عشر...2
الفصل السابع عشر... 3
تابع الفصل السابع عشر... 4
الفصل الثامن عشر... 1
الفصل الثامن عشر... 2
الفصل الثامن عشر... 3
الفصل التاسع عشر... 1
الفصل التاسع عشر.. 2
الفصل التاسع عشر.. 3
الفصل العشرون... 1
الفصل العشرون... 2
الفصل العشرون... 3
الفصل العشرون... 4
الفصل الحادي والعشرون... 1
الفصل الحادي والعشرون... 2
الفصل الحادي والعشرون... 3
الفصل الحادي والعشرون...4
الفصل الثاني والعشرون... 1
الفصل الثاني والعشرون 2
الفصل الثاني والعشرون.. 3
الفصل الثالث والعشرون.. 1
الفصل الثالث والعشرون... 2
مهمة جدا

الفصل السابع عشر... 1

196 26 1
By AyaAly705

خرجت من الغرفة على صوت جرس الباب؛ من جاء فى مثل هذا الوقت الباكر؟ لم تنتهِ بعد من تصفيف شعرها؛ سارت نحو الباب وهى تضع نظاراتها الطبية ثم فتحته ببطءٍ....
-صباحُ الخير...  ابتسم لها بلطفٍ وهو يرفع أمامها باقةً من الأقحوان؛ ابتسمت بخجلٍ بينما تستحضر فى رأسها أحداث ليلة الأمس و... وضعهما الجديد...
-صباح الخير يا يوسف؛ تفضل...
-لا لم تعد تكفينى صباح الخير بهذا الشكل؛ ألم تنسى شيئاً؟
-يوسف أنا مستعجلةٌ؛ هيا ادخل ونرى فيما بعد..  أجابته فى محاولةٍ منها لتغيير الموضوع ثم همت بالعودة للداخل تاركةً الباب مفتوحاً؛ مد ذراعه ساحباً إياها نحوه لتصطدم به بخفةٍ ثم أحاطها بذراعه الأخرى وقال بمرحٍ: بما أنكِ لا تريدين أن تعانقينى أنتِ فسأفعل أنا بكل سرورٍ... ألم تشتاقى أنتِ أيضاً إلىَّ؟
-اشتقتُ...ابتسمت مع بعض الخجل وهى ترفع رأسها نحوه...
-من على الباب يا مريم؟ هل هو عامل القمامة؟  كان هذا صوت فريدة التى خرجت نحو الباب مُقاطعةً اللحظة- الرومانسية- التى كان يرسمها يوسف فى مخيلته..... لعدة لحظاتٍ أخذت تنظر إليهما بدهشةٍ؛ وسرعان ما سألت سؤالاً... قد يبدو غبياً للبعض: ماذا تفعلان؟
-ما الذى جاء بهذه الآن؟  قال يوسف لنفسه بضيقٍ عندما ابتعدت عنه مريم وسارت نحو الداخل؛ تنهد بخيبة أملٍ واضحةٍ وقال: سأفعلُ ذات الشىء معكِ يوماً ما أيتها المزعجة....
-دعكَ من طموحاتكَ فحتى لو لم آتى أنا كانت هى ستضربكَ بنفسها؛ المشكلة هنا.. لماذا لا تقولان؟ هل هو سرٌ مثلاً؟
-وهل تركتِ لنا وقتاً لنقول شيئاً؟ نحن معاً منذ سبع ساعاتٍ فقط...
-لا يهم؛ من الجيد أنكَ جئتَ فأنا متعبةٌ ولا أستطيع السير حتى الموقف.. هيا تعال سأضع لكَ الشاى...
-أراكِ منطفئةً اليوم على غير طبيعتكِ؛ هل من مشكلةٍ؟ سألها وهو يغلق الباب...
-لا شىء؛ على كلٍ لن أتأخرَ.....
*****************************************
-...تمزحين...؟ كان هذا صوت صراخ بيلين التى نهضت واقفةً عن الكرسى وهى تحدق بصديقتها الجالسة أمامها مما لفت انتباه جميع الجالسين فى المقهى؛ نظرت إليها نيريمان بلومٍ وهى تسحبها من يدها داعيةً إياها للجلوس وتقول: ماذا تفعلين؟
-ألا يحق لى أن أتفاجأ حتى؟ تتعرفين على شابٍ وتصيران مقربَيْن هكذا؛ ثم يعترف لكِ بحبه وترتبطان؛ وأنتِ تحكين لى الموضوع بكل بساطةٍ وكأنه شىءٌ عادىٌ، لم أعد أفهمكِ يا نيريمان..

عادت ترتشف من كأس العصير الخاص بها وتعبث بالهاتف؛ فى الأغلب ما أزعجها ليس دخول صديقتها فى علاقةٍ جديدةٍ وإنما حدوث كل هذا دون علمها بأى شىءٍ...
-بيلين صدقينى.. الأمور تطورت بشكلٍ أسرع مما تخيلتُ؛ لقد تفاجئتُ أصلاً باعترافه ولم أدرِ ماذا أفعل..
-طبعاً ومعروفٌ أننا عندما لا ندرى ماذا نفعل فإننا نقول ببساطةٍ وأنا أيضاً أحبكَ؛هل تريننى غبيةً أمامكِ؟
-وماذا كنتِ تريديننى أن أفعل؟ هل أبكى على الفترة التى أضطررتُ لتضييعها مع يوسف؟ فيما هو يعيش حياته بكل بساطةٍ وارتبط بأخرى...
-انتظرى...، هل ارتبط يوسف هو الآخر؟ متى حدث كل هذا؟ اتسعت عيناها دهشةً ثم تابعت: الشخص الأخير الذى توقعتُ أنه من الممكن أن يرتبط يوماً ما؛ وبالطبع سعيدة الحظ هى تلك الطبيبة أليس كذلكَ؟ مسكينةٌ....
-لا تقولى هذا؛ وأنا أيضاً مندهشةٌ مثلكِ ولكن يوسف يحبها حقاً..
-أرى أنكِ صرتِ تدافعين عنها، هل أصبحتما صديقتين؟
-لم نصبح صديقتين بهذا المعنى؛ ولكنها ليست فتاةً سيئةً، أحياناً أشعر أنها تشبهنى فى كثيرٍ من الجوانب
-ليس يوسف الوحيد الذى تغير... ابتسمت لها بيلين بهدوءٍ؛ سأتغاضى عن أنكِ لم تخبرينى بأى شىءٍ لأننى أراكِ سعيدةً، أتمنى أن يكون فاتح هذا يستحقكِ
-سأعرفكِ عليه فى أقرب فرصةٍ؛ إنه لطيفٌ وهادىءٌ جداً؛ كما أن لديه عينين جميلتين..
-جيدٌ؛ ستنجبان أطفالاً بالألوان الطبيعيةِ...
-لم نصل إلى مرحة التفكير بهذا بعد؛ ولكنه أخبرنى أنه يريد أن يعلم أبى بأمرنا
-هذا يعنى أنه جادٌ فى نواياه؛ لا تغضبى من انفعالى قبل قليلٍ؛ أنا حقاً سعيدةٌ من أجلكِ، فقط تفاجئتُ قليلاً ...
-لم أغضب.. وأنا اعتذر لأننى لم أخبركِ منذ البداية ولكن حقاً حدث الأمر بشكلٍ أسرع مما تصورتُ....
*********************************************
-أراكَ فيما بعدٍ يا يوسف...  ابتسمت مريم وهى تفتح باب السيارة وتترجل منها على عجالةٍ؛ ابتسم هو الآخر وأرسل لها قبلةً فى الهواء.. ثم أخذ يراقب رحيلها؛ما إن اختفت عن ناظريه حتى عاد ينظر إلى فريدة الجالسة بسكونٍ مريبٍ فى الخلف وقال: ديدو هيا تعالى اجلسى فى الأمام..   لم تناقشه وإنما فتحت الباب وفعلت ما قاله دون كلامٍ؛ انطلق يوسف بالسيارة مجدداً وهو يعبث بالهاتف؛ ثم ضغط على زر الإرسال...
"ليلى أنا سأتأخر قليلاً؛ وفريدة أيضاً معى، اذهبى وساعدى مراد حتى آتى...."
-هل تشاجرتِ مع مراد؟ بدأ يتحرك بالسيارة مجدداً دون أن ينظر إليها...
-لم يحدث شىءٌ يا يوسف...
-لا تحاولى لن أقتنعَ؛ لا أقصدُ التدخل فى شئونكِ ولكننى أشعر ببعض القلق... لستِ فريدة المرحة التى أعرفها...
-موضوعٌ سخيفٌ ليس إلا؛ لا داعى لأزعجكَ به حتى..
-ما دام الأمر يزعجكِ أنتِ فهو ليس سخيفاً كما تقولين، إذا كنتِ سترتاحين قليلاً فأنا مستعدٌ لأسمعكِ...
ابتسامةٌ طفيفةٌ سلكت طريقها إلى محياها؛ ما لبثت أن تلاشت فى غمضة عينٍ أتبعتها فريدة بقولها: سأسألكَ سؤالاً وأرجو أن تكون صادقاً معى؛ بعيداً عن كونكَ صديق مراد...
-بالطبع... هز رأسه بينما ساوره الشك قليلاً؛ لتتابع هى: فى هذا الوقت؛ هل تعلم إن كان يقابل أية امرأةٍ أخرى؟
-ليس إلى هذه الدرجة... ابتسم بسخافةٍ وهو يتابع القيادة؛ متأكدةٌ أنكِ بخيرٍ يا فريدة؟ لأن الذى تتحدثين عنه هو مراد وليس أنا...  من المستحيل أن يفعل شيئاً كهذا...
-ولماذا أنتَ متأكدٌ إلى هذه الدرجة؟ سألته بينما عقدت ذراعيها أمامها بحنقٍ...
-لأنه صديقى وأعرفه منذ سنواتٍ؛ حتى أنا لا أفعل هذا فما بالكِ بمراد؟ أنا من سيسألُ الآن؛ لماذا أنتِ متأكدةٌ؟
-كان يتبادل الرسائل مع أحدهم طوال النهار بالأمس وأغلقَ الهاتف عندما اقتربتُ منه؛ وكأن هذا لا يكفى فقد قال أنه يتحدثُ معكَ أنتَ...
-بالأمس؟؟  فكر للحظةٍ ثم قال: أجل كان يتحدث معى فعلاً بالأمس؛ ربما لم يخبركِ لأنكِ كنتِ مزعجةً وتريدين تعذيبى...؛ لا تقولى أن هذا ما يزعجكِ ويجعلكِ تشكينَ فى صديقى المخلص وإلا سأرميكِ خارج السيارة الآن...
-بالطبع ليس هذا فقط.. ولكن بما أنكَ تريد المزاح فلن أخبركَ بالبقية، هيا اوقف السيارة أنا سأنزل...  زفرت بانزعاجٍ ثم بدأت بفكِ حزام الأمان...
-ماذا تفعلين؟ حسناً أنا آسف اهدأى قليلاً....
تابع طريقه وهو ينظر إليها بين لحظةٍ وأخرى وهى تنظر نحو النافذة دون أدنى تعبيرٍ واضحٍ؛ ليزفر بضيقٍ هو الآخر ثم يحركُ عجلة القيادة منعطفاً فى الاتجاه المقابل.
****************************
-ماذا حدثَ لها يا ترى؟   أبعد مراد الهاتف عن أذنه؛ للمرة العاشرة تقريباً يتلقى نفس الجواب-الرقم الذى تحاول الاتصال به غير متاحٍ- ؛ وضع الهاتف على المكتب ثم جلس على الكرسى الخاص به وقام بتشغيل الحاسب المحمول، ما هى إلا عدة لحظاتٍ حتى سمع صوت طرقاتٍ على الباب تلاها دخول ليلى...
-صباح الخير يا ليلى تعالى... صحيح هل جاءت فريدة؟
-صباح الخير مراد بيه؛ كنتُ قادمةً لأخبركَ بهذا الأمر، إنها مع يوسف وسيتأخران قليلاً.. إذا كنتَ تحتاج شيئاً أنا سأساعدكَ..
-مع يوسف؟ إذن هناكَ مصيبةٌ جديدةٌ... أطرقَ يفكر بصمتٍ ثم تابع: إذن أحضرى لى فنجاناً من القهوة لو سمحتِ...
-كما تريد...  أجابت بابتسامةٍ ثم خرجت من غرفته؛ لا يدرى لماذا ولكن شعوراً سيئاً يساوره اليوم..؛ ربما بسبب ذلك اللقاء الذى لم يكن ينتظره-أو يريده- أبداً...
............... ................................................
-لا أستطيعُ تصديقكَ حقاً...  اتسعت عيناها دهشةً وهى تراقب محل الحلوى-الفاخر- الذى اقتادها يوسف إليه عوضاً عن الذهاب إلى العمل؛ عادت ببصرها نحوه لتجده ينظر إليها ويقول ببراءةٍ لم تعهدها: كنتِ تبدين حزينةً جداً وبالنسبة لى هذا هو الحل المناسب...
-تستغلُ أننى مجروحةٌ عاطفيًا لتأكل الحلوى ايها المحتال...
-أنا أفعل هذا من أجلكِ يا عزيزتى...  قال يوسف بجديةٍ مصطنعةٍ وهو يسحب الكرسى محفزاً إياها لتجلس عليه؛ ثم تحرك نحو الاتجاه المقابل.. اخذ يتطلعها بنظراتٍ باسمةٍ وقال: هيا ألن تقولى؟
-لن أتحدثَ قبل أن آكل ما دمنا جئنا لهنا... أشارت إلى النادل الذى تحرك مسرعاً نحوهما وقال برسميةٍ: تفضلا ماذا ستطلبان؟
-لنرى..ماذا سأطلبُ هذه المرة؟ بدأ يوسف يفكر بصوتٍ مرتفعٍ وهو يتفحص قائمة الحلوى لتقاطعه فريدة: أحضر لنا من كل الأصناف المصنوعة من الشكولاتة...
حدَّقَ بها النادل الشاب للحظةٍ قبل أن يحرك رأسه بالإيجاب ويبتعد عنهما؛ فيما قال يوسف وهو ينظر إليها بإعجابٍ: هذا هو... هذه فريدة التى أعرفها....
*********************************
...منذ الصباح-بل منذ ليلة الأمس وهى تبتسم ببلاهةٍ-، هى فعلياً الآن جالسةٌ فى قاعة المحاضرات ولكن عقلها فى مكانٍ آخر؛ تحدق فى شاشة العرض بشرودٍ وهى تستند برأسها على راحة يدها.... ظلت على نفس حالتها من عدم الانتباه حتى شعرت باهتزاز الهاتف فى جيبها..
أخرجته لتلقى نظرةً عليه؛ ما لبثت أن عادت تبتسم مجدداً بينما تقرأ محتوى الرسالة...
" ماذا تفعلين؟"
"أحاول التركيز فى المحاضرة مثلاً!!"
"أفكر فى الالتحاق بكلية الطب؛ ربما تهتمين بى كاهتمامكِ بالمحاضرات"
"ومن قال أننى لا أهتمُ بكَ؟ أنا الآن أتراسلُ معكَ بدلاً من التركيز وهذا شيءٌ لم أفعله فى حياتى من قبل..."
"أحبكِ يا مريم...."
اكتفت بالابتسامة فقط ولم تضع جواباً...؛ ليتابع هو الكتابة بدلاً عنها....
"سأتخيل أنكِ كتبتِ وأنا أيضاً أحبكَ؛ لأننى أعلمُ أنكِ تحبيننى... فأنا محبوبٌ جداً كما تعلمين..."
"يكفى سيطردنى الأستاذ..."  كتبت هذه الجملة وهى تحاول كتم ضحكاتها...
"هل سيطردكِ من الجنة يعنى؟ أنا كنتُ أطيرُ من السعادة عندما أطردُ من المحاضرات..."
همت بمتابعة الكتابة إلا أنها شعرت بكفٍ تتحركُ على كتفها؛ رفعت رأسها لتنتبه أن الأستاذ يهز رأسه داعياً إياها للوقوف، تنهدت بتوترٍ ولسان حالها يقول: ها قد بدأنا...
-يبدو أن الآنسة مشغولةٌ بعض الشىء، هل يمكنكِ أن تجيبى عن هذا السؤال؟
بتلقائيةٍ نقلت مريم بصرها إلى شاشة العرض؛ ابتسمت براحةٍ عندما وجدته سؤالاً تعرفه ومن ثم أجابت عنه بلا تفكيرٍ -تحت أنظار الأستاذ المندهشة لكونه متيقناً أنها لم تكن منتبهةً- بالإضافة إلى كونه سؤالاً صعباً؛ هز راسه بلا تعبيرٍ واضحٍ ثم اشار إليها بالجلوس..
"أين أنتِ؟ لماذا لا تردين؟"
"اصمت كدتَ تسببُ لى مصيبةً؛ سأحادثكَ بعد أن أخرج"
بهذه الرسالة ختمت محادثتهما؛ بعد أن جعلت الهاتف صامتاً، وأعادته إلى جيبها.....
................
....هل أحضرتنى إلى هنا لأراقبكَ وأنتَ تتراسل مع حبيبتكَ كمراهقى الثانوية؟...  رفع رأسه نحو فريدة التى كانت تتأرجح بالكرسى وهى تحدق به بمللٍ...
-وماذا أفعل؟ سألتكِ كثيراً عن المشكلةِ ولم تقولى شيئاً؛ هل آتى وأسحبُ الكلام من فمكِ مثلاً؟ ثم تابع: على فكرة أنا صبورٌ وها أنا أسألكِ مجدداً؛ إياكِ ان تحاولى فعل هذا مع مراد لأنه سيتشاجر معكِ...
-لا داعى لتقول فقد اكتشفتُ بنفسى...  ابتسمت وهى تضع كأس الشكولاتة الساخنة على الطاولة...
-ألن تقولى ما المشكلة؟ لماذا تظنين أنه يعرف أخرى غيركِ؟
-بسببِ هذه...  زفرت بضيقٍ ثم أخرجت ورقة ملاحظاتٍ صغيرةٍ من حقيبتها وحركتها على الطاولة؛ لتضعها أمام يوسف مباشرةً....
مد يده ليلتقط الورقة ويتطلع على محتواها؛ ضاقت عيناه قليلاً بينما أخذ ينقل بصره بين الورقة وبين فريدة الموجودة أمامه...
"...اشتقتُ لكَ يا مراد...."
-اندهشتَ مثلى أليسَ كذلكَ؟  ابتسمت ببرودٍ وهى تحدق به ثم تابعت: وجدتها فى درج سيارته، هل لديكَ أى تفسيرٍ واضحٍ؟
-لا أدرى ولكن... حتماً هناكَ سوء فهمٍ فى الموضوع؛ ربما كانت ورقةً قديمةً...
-وهل تبدو هذه لكَ كأنها قديمةٌ؟ ثم ولو كانت كذلكَ لماذا يحتفظ بها؟ هذا غريبٌ أيضاً...
-وما أدرانى أنا يا فريدة؟ ربما نسيها... ربما الأمر ليس كما تتصورين؛ لماذا لا يأتى لرأسكِ أيةُ فكرةٍ سوى الخيانة؟
-لهذا قلتُ أننى لن أستفيد شيئاً بإخباركَ، طبعاً فهو صديقكَ وكما كان يساعدكَ فى الأعمال التى كنتَ تحيكها دون معرفة نيريمان لا شكَ أنكَ تفعل المثل؛ أصلاً جميعكم صنفٌ واحدٌ، لا تجيدون إلا الخيانة...
-سأحاول تقدير أن عقلكِ لا يعمل بشكلٍ صحيحٍ حاليا لكى لا ألقى هذا الكأس على رأسكِ الآن...؛ أنتِ تهذين الآن بشكلٍ سيئٍ، ادعى أننى لا أنوى إخبار مراد بأىٍّ شىءٍ من هذا الحديث الذى دار بيننا...
-أخبره..؛ لستُ مهتمةً أصلاً، طالما لم أعلم بشأن هذا الأمر الذى يخفيه عنى لن أهدأ...  تابعت حديثها بنبرةٍ مهزوزةٍ: حتى أنه لم يخبرنى بشأن تلكَ التى كان مرتبطاً بها سابقاً؛ ما أدرانى أنهما قد انفصلا نهائياً؟
-لا أنتِ حقاً فقدتِ عقلكِ؛ اهدأى قليلاً وحاولى أن تستوعبى ما سأقوله الآن.... 
...مراد؛ يمكنه أن يفعل أى شىءٍ فى العالم ما عدا ثلاثة أشياءٍ؛ أن يتركَ شيئاً مهماً يجب عليه فعله؛ أن يخون ثقة أحدٍ؛ وأما ثالثاً.. لا يسامح أحداً قرر مسحه من حياته... وهذا ينطبق على ميليس- أعنى حبيبته السابقة-
تابعت النظر إليه بصمتٍ وقد هدأت أنفاسها قليلاً؛ ابتسم لها وقال: لقد فتح قلبه بصعوبةٍ بعدما دمرته تلكَ التى لا أطيق ذكر اسمها؛ لا تضيعى هذا وكونى عاقلةً يا فريدة اتفقنا...
هزت رأسها له بهدوءٍ؛ لا يبدو على ملامحها الاقتناع التام ولكنها ارتأت أن تتريث قليلاً كما قال يوسف؛ لم ترَ منه شيئاً سيئاً فلماذا تتصرف بعجلةٍ دون تفكيرٍ...
-هل عسانا نعود إلى الشركة الآن؟..
-كما تريدينَ... هز رأسه وهو يشير للنادل ليحضر لهما الحساب........

****************************
-هل أنتهت المحاضرة؟
-وتسألنى هكذا بكل ثقةٍ، هل تعلم ما حجم المشكلة التى كنتَ ستسببها لى اليوم؟ 
-تمام لا تكبرى الموضوع...  ابتسم يوسف وهو ينهض من الكرسى ثم تابع: ماذا ستفعلين بشأن موضوع العمل؟ هل آتى إليكِ؟
-لا أدرى، ولكن لا داعى لتتعبَ نفسكَ سأحاول أنا البحث فى بعض الأماكن...
-على فكرة موضوع أن آتى إليكِ ليس مزعجاً لى؛ لا تتصرفى هكذا كى لا أحزن...
-لم أقصد... تابعت بنبرةٍ هادئةٍ؛ الأمر فقط أننى لا أعلم ماذا سأفعل بعد لذا لم أرد تعطيلكَ بلا فائدة...
-ومع هذا فلا مشكلة لدىَّ... انتظرينى عند الساحل وأنا قادمٌ إليكِ اتفقنا؟
-كما تريد؛ إلى اللقاء...    أغلق الخط ثم أخذ يبحث عن مفتاحه بين الفوضى على المكتب؛ فى تلك الأثناء سمع طرقاتٍ هادئةٍ على الباب، أَذِن للطارق-والتى كانت نيريمان-
-نيرو، كيفَ حالكِ؟
-أردتُ أن أراكَ بنفسى فهذا مشهدٌ لا يتكررُ كثيراً...؛ يوسف يتصل بى فى منتصف الليل ويقول كلاماً غير مترابطٍ... أحبها وأنا سعيدٌ.... وهى أيضاً تحبنى..
ولا أدرى كيف حدث كل هذا...
-لا تسخرى؛ لا أدرى ولكننى شعرتُ برغبةٍ فى إخباركِ أنتِ أولاً...  
-وأنا كنتُ سأفعل هذا أيضاً؛ لولا اننى اكتشفتُ أنه أخبركَ كل شىءٍ
-بصراحةٍ أحببتُ هذه الحركة منه؛ وهذا ما دفعنى لمساعدته، ولكن ما أدهشنى أننى لم أنتبه لأى شىءٍ... لا يهم؛ المهم أنكِ سعيدةٌ وهذا يكفينى...
قال هذا وهو يربت على كتفها برفقٍ؛ راسماً على شفتيه ابتسامةً هادئةً...
-هذه الابتسامة اللطيفة تعنى أنكَ ذاهبٌ لرؤيتها أليس كذلكَ؟
هز رأسه بالإيجاب ثم تابع: ولكن ليس للتسلية للأسف؛ علينا أن نجد عملاً جيداً من أجلها أولاً...
-لماذا؟ هل تركت المكتبة؟
-تشاجرت مع صاحب المكتبة وتركت العمل؛ ولا أريدها أن تبحث وحدها لأنها تختار أعمالاً غريبةً...
-أعتقدُ أن لدىَّ عملاً مناسباً لها...   أطرقت رأسها تفكر عدة لحظاتٍ ليبادر يوسف بالقول: ماذا؟ ... ولكن إياكِ أن تقولى فى مقهى أو مطعمٍ أو نادٍ ليلىٍّ أو مثل هذه الأشياء...
-لا تقلق أيها الغيور ليس شيئاً كهذا... سأتأكدُ فقط وأخبركَ، هيا تعالَ لنذهب إليها....  أخرجت الهاتف من جيبها وبدأت العبث به بينما سبقته ببضع خطواتٍ ليقول هو ببلاهةٍ: هل أخبرتكِ من قبل أننى أحبكِ يا نيرو؟
....ثم تحرك هو الآخر لاحقاً بها...
...........................................................
-ألن تقولى لى ما الذى يزعجكِ؟ تقريباً كانت هذه المرة العاشرة التى يعيد فيها توجيه نفس السؤال دون ان يلقى إجابةً مختلفةً-لا شىء-، فى العادة هو لا يمتلك سعة الصدر هذه؛ بل إنه لا يكرر سؤاله أكثر من مرةٍ واحدةٍ؛ إلا أن شعوره السيئ الذى يلازمه هذه الأيام جعله يتناسى عاداته الطبيعية... أطرق رأسه بهدوءٍ مريبٍ قبل أن يتابع مغيراً مجرى الحديث: هل تعلمين ماذا فعل يوسف فى موضوع مريم؟ أقصد هل أخبركِ أحدهما شيئاً؟
-لم يخبرانى ولكننى كالعادة اكتشفتُ بنفسى....  إنهما سوياً الآن لم يعد هناكَ داعٍ للقلق...   بابتسامةٍ طفيفةٍ أجابته ثم عادت سريعاً للملف الذى بين يديها...
هز رأسه هو الآخر بابتسامةٍ-لم تفته طريقتها الباردة فى الكلام- ثم تابع: ما رأيكِ لو نخرج ونأكل شيئاً؟
-لا مشكلة...  بالرغم من أن جوابها بالإيجاب إلا أنها-وبشكلٍ ما- بدت له غير مهتمةٍ أبداً...
هز رأسه بمللٍ بينما أغلق الحاسب المحمول؛ لا فائدة... حقاً لا فائدة... من الواضح أنها غاضبةٌ بسبب شىءٍ فعله وهو لا يدركه؛ كم مرةً عليه أن يخبرها أنه لا يحب هذا الأسلوب؟؟
نهض من مكانه لتتبعه هى الأخرى خارجين من المكتب، توقف فى مكانه لحظةً ليجدها تتابع طريقها بلا اهتمامٍ؛ تحركَ لاحقاً بها وقبض علي ذراعها ليوقفها؛ التفتت إليه بملامح مستفهمةٍ وهى تهز رأسها..
-أنا آسف... بنظرةٍ حزينةٍ ثبت عينيه الداكنتين عليها
-على ماذا تعتذرُ؟
-لا أدرى، ولكنكِ حتماً غاضبةٌ منى بسبب شىءٍ فعلته؛ تعلمين أننى لا يمكنُ أن أتعمدَ فعلَ ما يحزنكِ صحيح؟
....هل عاملته بشكلٍ سيئٍ إلى الحد الذى جعله يعتذر دون أن يفهم حتى ما المشكلة؟ بينما طرحت هذا السؤال على نفسها كانت تتفحص قسمات وجهه الحزينة بعض الشىء؛ وتستحضر فى عقلها كلمات يوسف-لا تضيعيه وكونى عاقلةً يا فريدة...-
... أبعدت كفه الملتصق بذراعها ثم اقتربت منه تعانقه بلطفٍ وتقول: لا شىءَ؛ لا تشغلْ بالكَ... أنا منزعجةٌ قليلاً فقط هذه الأيام...
ما لبثت أن أرخت ذراعيها لتبتعد عنه؛ إلا أنه منعها من الحركة عندما شدد من عناقها-كان بحاجةٍ إلى هذا ليخفف من الحالة السيئة التى تلازمه هذه الأيام-، يريد أن يتحدث ولكن ثمة شىءٌ يمنعه من الحديث؛ لذا آثر هذا العناق الصامت...، قطع هذا السكون بعد فترةٍ لا بأسَ بها وقال: أحبكِ...
...لو كانت فى حالٍ أفضل قليلاً لتمكنت من إعطائه جواباً يريحه؛ ولكنها اختارت الصمت-غيرَ أن وميض ابتسامةٍ طفيفةٍ انعكس على محياها-؛ رداً على سماع هذه الكلمة منه بصراحةٍ للمرة الأولى...
ابتعدت عنه محافظةً على كفه بين أناملها-بذات الابتسامة- ثم قالت: هيا كى لا نتأخر فى العودة
-لنتأخر... وما المشكلة؟... أريد أن أجرب الحياة العشوائية قليلاً......
*********************************
تابع قيادة السيارة فى طريقه نحو الساحل؛ بجواره نيريمان قد أغلقت الخط أخيراً بعد مكالمةٍ طويلةٍ بعض الشىء...
-ها ما الوضع؟
-تحدثتُ معه؛ ما زالت الوظيفة شاغرةً لحسن الحظ..
-وما نوعُ هذه الوظيفة فأنا لم أستطع أن أفهم بشكلٍ جيدٍ؟
-مكتبُ محاماةٍ يخص والد أحد زملائى فى المعهد؛ يبحثون عن شخصٍ يعمل بدوامٍ جزئىٍّ للمساعدة فى الأعمال الكتابية على الحاسب؛ ترتيب الأوراق وأشياءٍ من هذا النوع...؛ هل يناسبكَ؟
-تقريباً يناسبنى؛ بقى أن توافق مريم... خفف من ضغطه على دواسة الوقود بينما أخذ يلتفت حوله بحثاً عنها...
-ها هى... ابتسم بخفوتٍ وهو يوقف السيارة فى مكانٍ مناسبٍ ثم يترجل منها سابقاً نيريمان ببضع خطواتٍ...
...تابعت مراقبة الأمواج المضطربة بعض الشىء-ليست مدركةً أن ابتسامتها غير الواعية ملحوظةٌ لكل من يراها-؛ حركت يدها على جبهتها مزيحةً تلك الخصلة التى هربت من مكانها الطبيعى بفعل الرياح القوية...؛ شعرت بذراعٍ تحاوطها برفقٍ من الخلف؛ لتشهق بقلقٍ... قبل أن يتبين أنفها رائحة عطره المميز... وتتبين هويته؛وتسمع صوته الهادئ يقول: هل أنا اتخيل أم ان اليوم جميلٌ بشكلٍ مبالغٍ فيه؟...
-من يدرى؟ ربما...   حافظت على ابتسامتها الخافتة
-ولكننى متأكدٌ أن ليلة الأمس ستظل أجمل لحظاتٍ مرت علىَّ فى حياتى...
استدارت قليلاً نحوه-ما زالت بين ذراعيه القويتين-؛ لتلمح نيريمان واقفةً تعبث بهاتفها... ما إن التقت أعينهما حتى ابتسمت نيريمان مُلَّوحةً لها...، ونتيجةً لهذا دفعت مريم يوسف عنها قليلاً ببعض الخجل...
-ماذا حدث الآن؟ لم أفهم... زفر بمللٍ مجدداً بسبب النهاية-المتوقعة- لكل لحظةٍ يتصورها فى مخيلته...
-لماذا توقفتما؟ كنتما تسيران بشكلٍ جيدٍ... تابعا ولا تكترثا لوجودى...  تحدثت نيريمان وهى تتابع العبث فى هاتفها...
-لا تحاولى هذه تحب النكد أصلاً... على كلٍ هل نذهبُ الآن؟
-إلى أين؟ حركت رأسها مستفهمةً
-نيريمان وجدث عملاً جيداً من أجلكِ؛ سنذهب لنراه وإن أعجبكِ نكون قد حللنا الأمر...   أجابها وهو يضغط على زر الفتح الآلى للسيارة ويتحرك نحوها-أوقفته هى بذراعها بنظراتٍ ذات مغزى- وقالت: لا مشكلة ولكن لنتفق منذ البداية...  لا أريد اى معاملةٍ خاصة، لا اختلاف فى العائد المادىِّ.. لا امتيازات ولا أى شىءٍ من هذا القبيل... فيما كانت تقول هذا كانت توزع نظراتهما العشوائية بينهما...
-أنا لا اعتراض لدىَّ... رفعت نيريمان كفها بلا اهتمامٍ ثم تابعت وهى تشير إلى يوسف: حتماً هو سيعترض وأنا لا دخل لى بشجاراتكما الغبية.. لذا عندما تنتهيان أخبرانى لنذهب... ثم ابتعدت قليلاً وهى تضغط على زر الرد...
-ألو.. فاتح، كيف حالكَ؟
-بخيرٍ؛ أين أنتِ؟ هل وصلتِ إلى الشركة؟
-وصلتُ وغادرتُ أيضاً... لدىَّ عملٌ صغيرٌ سأنتهى منه ثم نلتقى...
-وما هذا العمل؟ إن كان أمراً أستطيعُ المساعدة به يمكننى أن آتى إليكِ...
-لا لا داعى.. يوسف معى وسيحل الأمر لا تقلق أنت... قالت بتلقائيةٍ تامةٍ-لم يخطر على بالها ولو للحظةٍ أنه قد ينزعجُ من هذا-
-تمام... كما تشائين؛ هيا أنتِ اذهبى كى لا تتأخرى على يوسف.. ولا داعى لنلتقى اليوم تبدين مشغولةً.. إلى اللقاء...  لم ينتظر رداً وإنما أغلق الهاتف، أبعدت الهاتف عن أذنها بدهشةٍ وهى تقول: ما كان هذا الآن؟ لماذا غضبَ لم أفهم؟؟....
...نعود مجدداً إلى حيث كانت تقف مريم؛ تحدق بيوسف بهدوءٍ تامٍ؛ ونظراتٍ ذات مغزى...
-ماذا هناكَ؟ لماذا تنظرين هكذا؟
-انتظر أن أسمع رداً على ما قلته مثلاً؟؟
-اووف، حسنا... ولكن لا يمكننى أن أعدكِ.. أدار وجهه فى الاتجاه المعاكس بحنقٍ طفولىٍّ...
-فهمتُ، تريدُ أن تتدخل فى أمورى وتتحكم فىَّ منذ اليوم الأول... أعتذر نسيتُ... أنتَ تتدخل في كل شيءٍ منذ وقتٍ طويلٍ...
-عندما نعطى رأينا فقط يصبح الأمر تدخلاً وتحكماً...
-....ولا يرد أيضاً؛ ما باله هذا؟ أنا حقاً لا أفهم كيف تعمل عقول الرجال....  اقتربت نيريمان منهما وهى تعيد الهاتف إلى جيبها وتتنهد بمللٍ..
-...أصلاً سبب معاناتنا فى الحياة هم الرجال؛ ماذا فعل لكِ يا عزيزتى قولى...؟
-لا أدرى، اغلق فى وجهى فجأةً... لستُ متأكدةً ولكن من الواضح أنه يغار من يوسف...
-منى أنا؟؟ اتسعت عيناه دهشةً ثم ما لبث أن ابتسم بمرحٍ وتابع: لأنكِ خرجتِ معى؟... أنا... أنا كنتُ أسقيكِ الحليب وأنتِ صغيرةٌ؛ هذا لا يعلمُ أى شىءٍ عن طفولتنا المشردة....  ثم ما لبث أن تابع ضحكاته بصوتٍ مرتفعٍ...
-ما الأمر ألستَ مثله تماماً؟ هيا سنتأخر ولا تنسَ ما تحدثنا به....
-تمام كما تريدين... لن أتدخل فى أى شىءٍ؛ افعلى ما يحلو لكِ ولكن لا تأتى وتبكى فى النهاية....
....................................................
-....نيرو هل أنتِ متأكدةٌ أن هذا الشاب لن يزعج مريم؟ يبدو من النوع العابث...  همس يوسف بهذه الجملة لتلك الواقفة بجواره والتى عادت تزفر بمللٍ وقلة حيلةٍ بينما أجابت: لا تقلق أنا أعرفه جيداً، كما أنه يحبُ إحدى زميلاتنا فى المعهد... الوضع آمنٌ يعنى...
هز رأسه ببعض الارتياح... ، لم تمضِ بضع ثوانٍ حتى بدأ يتحدث ثانيةً: ولكن.....
-يوسف؛ لا تصدعنى... لن ينظر إلى مريم بأعين زائغةٍ... لن ينظر إليها أصلاً.. أؤكد لكَ أنه يحب صديقتى...
-..أنا أتأكد فقط... حسناً حسنا صمتتُ... وضع إصبعه أمام فمه فى إشارةٍ بأنه سيتوقف عن الكلام...؛ بضع ثوانٍ أخرى هى فقط ما مضى....
- يعنى.....
-يوسف... يكفى؛ تعالَ واسأله بنفسكَ لترتاح وتريحنى..
قبضت على كفه وسحبته خلفها...؛ توقفت أمام ذلك الشاب طويل القامة؛ ذى البشرة السمراء والشعر الداكن ثم قالت: فريد... أعرفكَ.. يوسف ديميرهان صديقى؛ أريدكَ أن تطمئنه بنفسكَ أن كل شىءٍ آمنٌ، وأنكَ ستهتم بمريم فقد أكل رأسى منذ الصباح بصياحه...
-..ومن قال أننى أريده أن يهتم بها؟ أريده أن يبتعد عنها فقط.... قطب حاجيه بضيقٍ واضحٍ بينما تحدث مع نفسه...؛ ابتسم ذلك الوسيم المزعج كاشفاً عن غمازتيه-المستفزتين فى نظر يوسف- ثم قال: لا تقلق عليها، ستكون بخيرٍ...؛ ولكننى اندهشت قليلاً..  لم نرها من قبل فى الصحف أو الأخبار...
-ما زال الأمر جديداً يا فريد؛ على كلٍ نحن سنغادر الآن؛ أراكَ فى المعهد...
-تشرفتُ بمعرفتكَ... إلى اللقاء...  قال يوسف ببرودٍ يحمل في طياته غيظاً دفيناً ثم تحرك باتجاه مريم الواقفة تملأ بعض الأوراق؛ سحب القلم من بين أصابعها ثم سحبها من يدها وقال: هيا بنا... أشعر بالاختناق هنا
-فريد لن أوصيكَ؛ ها قد رأيته بنفسكَ. 
-لا تقلقى... ابتسم مجدداً بينما تابع مراقبة رحيلهم؛ لو قال له أحدهم أنه سيتعرض لمثل هذا الموقف؛ ومع يوسف ديميرهان لم يكن ليصدق أبداً.....
................
-شكراً لكِ يا نيريمان؛ لن أنسى معروفكِ هذا أبداً...  ابتسمت لها مريم وهى تمسك مقبض السيارة؛ لتبادلها نيريمان الابتسامة وتجيب: هذا لا يقارن بما فعلته أنتِ؛ يكفينى أنكِ كنتِ الشخص الوحيد الذى فكر فىَّ فى لحظة انهيارى؛ وأنا لا أستطيع أن أرد لكِ هذا مهما فعلتُ
-أنا لم أفعل شيئاً؛ كان صوتاً خفياً بداخلى هو ما دعانى للحاق بكِ... لا أدرى؛ كأن بيننا رابطاً غريباً وجميلاً فى نفس الوقت...؛ هو ما يدفعنى إلى الركض خلفكِ...
-قد تندهشين ولكننى أنا أيضاً أشعر هكذا... أنتِ حقاً شخصٌ جيدٌ يا مريم وتستحقين كل ما هو جميلٌ...؛ أنا سعيدةٌ حقاً من أجلكما.....
....غريبٌ أن تجد نفسكَ قريباً من شخصٍ ما بلا سببٍ واضحٍ؛ بلا هدفٍ أو مصلحةٍ؛ كأنكَ تعرفه منذ زمنٍ طويلٍ، أن تكون قريبا منه...فقط لأنكَ تريد قربه....
*********************************
...هبط الدرج مسرعاً وهو يرتدى سترته الشتوية الثقيلة؛ تابع السير نجو الباب ناظراً فى هاتفه ليوقفه صوتٌ...
-بنى؛ ما بكَ منذ الصباح لا تجلس فى البيت؟
التفت نحو محادثته-والدته- والتى كانت تعقد ذراعيها أمامها مع نظراتٍ ثاقبةٍ؛ ابتلع ريقه بقلقٍ ثم ابتسم لها وأجاب: لا شىء، فقط كنتُ مشغولاً منذ الصباح والآن سألتقى مع مراد... حتى أننى تأخرتُ تقريباً...
-انتظر قليلاً؛ لم نستطع التحدث منذ الأمس...، بالتأكيد هو يدركُ ما الموضوع الذى ستتحدثُ به... وربما هذا هو ما يدفعه للهرب منها منذ ليلة الأمس....
-...من كانت تلك الفتاة؟ وما علاقتكَ بها بالضبط؟...
-ألم أقل لكِ؟ إنها صديقتى؛ التقينا مصادفةً يوم الحادث
-لا يوجد شىءٌ أكثر من هذا أليس كذلك؟
-لا يوجد شىءٌ؛ ثم لماذا تكبرين الموضوع؟ ماذا سيحدث مثلاً لو كان هناكَ شىءٌ؟
-أنا أسألُ فقط... لماذا انزعجتَ؟
-لم أنزعج؛ فقط تأخرتُ قليلاً... هيا أراكِ مساءً
............................
-..ماذا ستشرب؟ ماذا أصنع لكَ؟   قال مراد بهدوءٍ لصديقه المسترخى على الأريكة يلعب بإحدى الألعاب الالكترونية.....
-شكولاتة ساخنة؛ وأكثِر السكر فأنا لا أتبع حميةً كما تعلم
-يا ربى... كيف يتخلص هذا المغفل من الدهون بسرعةٍ بينما أعانى أنا فى صالات الرياضة؟ كم هذه الدنيا ظالمةٌ
........... جيدٌ أحضرتَ بسكوتاً أيضاً... ابتسم يوسف بمرحٍ بينما بدأ يرتشف قليلاً من مشروبه؛ جلس مراد هو الآخر بصمتٍ والتقط فنجان القهوة... ثم راح ينظر فى الفراغ بصمتٍ...
-مابكِ؟ تبدو منزعجاً... يمكننى أن أسمعكَ إذا أردتَ أن تتحدث..
-لا شىء.. الأمور العادية...
-هل والدتكَ مجدداً؟
نظر إليه مراد بدهشةٍ؛... ثم أجابه: كيف تعرف من دون أن أتكلم؟ هل هذا مكتوبٌ على وجههى؟
ابتسم يوسف ببعض الفخر ثم قال: لقد صرتُ أعرفكَ جيداً بعد كل هذا الوقت؛ ألن تقول؟...
-الأمر لا يتعلق ب... أمى تماماً؛ يعنى ليس هذا فقط ما يزعجنى... يمكنكَ أن تقول إننى التقيتُ بشخصٍ ما كان علىَّ رؤيته أبداً...
-هل....؟ اعتدل يوسف فى جلسته قليلاً ونظر إليه باهتمامٍ ليتابع مراد: سأخبركَ اسمع.....
".....وقف أمام الباب حائراً؛ لا يدرى ما الذى جاء به إلى هنا، هذا الدفتر الذى أغلقه منذ عدة سنواتٍ... لماذا يعيد فتحه من جديدٍ؟
..يبدو أن هذا هو تأثيرها عليه... ابتسامةٌ باهتةٌ ظهرت على شفتيه...
ضغط على الجرس ووقف ينتظر رداً؛ لينفتح الباب فجأةً وتظهر من خلفه تلك المرأة متوسطة العمر.. جميلة الملامح-والدته- ؛ حدَّقت به مطولاً بعدم تصديقٍ...
-هل يمكننى الدخول؟ حاول رسم ابتسامةٍ بسيطةٍ على محياه...
-بالطبع..  تعالَ يا بنى..  تنحت جانباً لتسمح له بالمرور؛ دخل وهو يتنهد بهدوءٍ متفحصاً المكان بعينيه؛ جيدٌ.. تعيش فى مكانٍ مناسبٍ، تبعها حتى غرفة المعيشة التى تتسم بالبساطة والفخامة فى نفس الوقت..
-لماذا بقيتَ واقفاً؟ ...  أشارت له على أحد المقاعد-غير بعيدٍ عنها- ليجلس هو ثم تابعت: هل أعد لكَ شيئاً؟ هناكَ طعامٌ فى الداخل إذا كنتَ جائعاً... حتى أنه يمكننى....
-اهدئى واجلسى قليلاً أريد أن أتحدث معكِ..  قاطعها بلطفٍ لم يقصده-؛ نظرت إليه بتوترٍ ثم عادت إلى مكان جلوسها على الأريكة.. منتظرةً أن يبدأ حديثه..
-كيفَ حالكِ؟   على الرغم من كونه سؤالاً بسيطاً إلا أنه بدا صعباً-وغريباً-بالنسبة لها؛.. هى فى الحقيقة منذ خمس سنواتٍ لم تعد تنتظر شيئاً منه؛ ليس لأنه ولدٌ عاقٌ أو ما شابه... بل لأنها لا تستحقُ بره؛ لا تستحق أن يتعب رأسه فى التفكير فى أمرها...
تابعت تفحصه بسكونٍ دون أن ترمش عينيها؛ يبدو بحالٍ جيدةٍ... صار رجلاً واشتد عوده عن آخر مرةٍ رأته فيها-حين كان مازال طالباً جامعياً-؛ ومع هذا فهو بشكلٍ ما يبدو كما لو كان طفلاً... ربما بفعل عينيه بنظراتهما البريئة... ؛ لم تشعر بتلك الدموع التى بدأت تتساقط من عينيها...
هز رأسه بعدم فهمٍ؛ لم يقل شيئاً ولم يعاتبها حتى.. فقط سألها عن حالها..، تحدث بتلقائيةٍ تامةٍ: مابكِ؟ لماذا تبكين؟...
-لم أكن أبكى..  حركت يدها على وجهها لتزيل تلك العبرات القليلة؛ فقط... ظننتُ أننى لن أراكَ ثانيةً؛ أو أننى سأموت قبل أن تتاح لى مثل هذه الفرصة... كانت تبتسم بمرارةٍ أثناء حديثها...
لقد وعد نفسه قبل أن يأتى أنه لن يضعف أمامَ أىٍ من كلامها المعسول... لن يصدق أياً من أكاذيبها وخداعها، ولكنه نوعاً ما شعر بالألم... هل عاملها بشكلٍ سيئٍ إلى هذه الدرجة... إلى درجة أن يكون أقصى طموحاتها فقط... رؤيته؟؟
-... أنا.. أردتُ أن أراكِ و... أتأكد بنفسى أنكِ لا تحتاجين شيئاً.. شخَّصَ بصره نحو الأسفل بينما يتحدث بهدوءٍ غريبٍ... ، هزت رأسها مبتسمةً له وأجابت: أنا بخيرٍ الحمد لله... لا ينقصنى أى شىءٍ...
-جيدٌ... فرحتُ لهذا... كان يتنهد بتوترٍ وهو يحركُ رأسه يميناً ويساراً... ليقول بعدها بخفوتٍ: هل لى بكأسٍ من الماء؟
-بالطبع... ابتسمت بحنانٍ -افتقدت الشعور به- ثم سارت نحو المطبخ، زفر بانزعاجٍ من تلك المشاعر والأفكار التى تراوده... أين يختفى هذا الغضب الذى تغلغل بداخله؟ أهذا من عمل فريدة أيضاً...؟
...صوت غلقِ الباب هو ما عكر صفو أفكاره..- أو لنقل ذلك الصوت المحفور بداخله-... فى ركن الذكريات الواجب محوها...؛ للحظةٍ كان يتمنى ألا يكون حقيقياً... لا ليست هى...
-خالتى لقد جئتُ؛ أينَ أنتِ؟  تلكَ المرأةُ... التى كانت تملك القسم الأكبر من حياته؛ تلك المرأة التى كان قلبه ينبض من أجلها... ؛ نهض على قدميه يراقب دخولها المرح- والذى تبدل إلى الصدمة إثر رؤيته-؛ بضع ثوانٍ كانت كافيةً له ليتفحصها؛ ويجد أنها ما زالت كالماضى تماماً؛ جميلةً وغير مريحةٍ...
-مراد؟؟ بصوتها الناعم هتفت بتلقائيةٍ تامةٍ..
-أنتِ؟ ...ماذا تفعلين هنا؟...
فى تلك اللحظة خرجت والدته من المطبخ حاملةً كأس الماء... لتتفاجأ بالوضع الكائن أمامها...؛ ومراد الذى عادت نبرته معها إلى العدائية وهو يقول: وأنا المغفل كدتُ أصدقُ ... لن تتغيرا أبداً.. أبداً... تحرك سريعاً نحو الباب-دافعاً تلك الشابة من طريق بإهمالٍ-
-ماذا حدثَ الآن؟ ميليس؟...
-انتظرى لحظةً يا خالة...  أفلتت ما تحمله من أكياسٍ على الأرض ثم ركضت نحو الأسفل لاحقةً به...؛ كان قد صعد إلى السيارة ويهم بالانطلاق... ليراها وقد وقفت حاجزاً بينه وبين الطريق...
-ابتعدى... بصوتٍ مرتفعٍ غاضبٍ صرخ بها...
-لن أفعل.. إن شئتَ يمكنكَ دهسى ولكننى لن أتحرك سنتيمتراً واحداً قبل أن أتحدث معكَ..
لا فائدة من الكلام مع هذه... أطلق زفرةً قويةً بينما ضغط على زر الفتح الآلى... وهز رأسه لها بلا ودٍ-بمعنى أن تصعد إلى السيارة هى الأخرى-...."
.... عودة للوقت الحالى...
-وماذا؟ فيمَ تحدثتما؟
-أشياءُ سخيفةٌ فقط... أصلاً تشاجرتُ معها بعدها بقليلٍ فتركتنى وذهبت؛ لا أدرى يا يوسف ولكننى انزعجتُ...
-هل أخبرتَ فريدة؟ سأله يوسف ببعض الاهتمام...
-لا؛ لم أرد أن أزعجها... أراح ظهره للخلف وأغمض عينيه؛ لينظر إليه يوسف بحزنٍ؛ مراد يحاول دفن هذه الصفحة من حياته؛ يتهمه دائماً بالهرب من المواجهة مع أنه يفعل الشىءَ ذاته....
-...أنا أرى أن تحدثها بالموضوع؛ كى لا يتسبب لكَ بالمشاكل فيما بعد...
-ماذا تقصد؟ هل تُلَّمِحُ لشىءٍ ما؟ نظرات الشك بدأت تكسو عينيه؛ بينما حرك رأسه مستفهماً...
-أنا نصحتكَ وأنتَ أدرى على كل حالٍ؛ ولأقولها لكَ... فريدة لن تمرر لكَ الموضوع بسهولةٍ...
-ماذا فى الأمر أصلاً؟ قلتُ لكَ تصادفنا... لم أقل ذهبنا فى موعدٍ غرامىٍّ؛ كما أنكَ تعلم جيداً... كما تعرف اسمكَ أننى لا أطيق سماع اسمها؛ فما بالكَ بمقابلتها؟
-وهذا ما اقوله؛ أنا أعلمُ هذا... أما هى فلا تعلم؛ لذا أخبرها وأرِحْ نفسكَ من هذا العبء...
-أنتَ محقٌ...  أسند رأسه على راحة يده اليسرى؛ ساد الصمت المحمل بالكآبة لبعض الوقت، قبل أن يفتتح مراد حديثاً جديداً: صحيح نسيتُ أن أهنئكَ؛ هذه المرة أنا سعيدٌ باختياركَ
-هذه المرة؟؟ تقصد أول مرةٍ... لأننى أرى الأمر بشكلٍ مختلفٍ.... ابتسامةٌ حالمةٌ لاحت على شفتيه وهو يتابع شرب الشكولاتة الساخنة...
-وما وجه الاختلاف يا سيد روميو؟
-...مثلاً؛ لأول مرةٍ أرتبكُ إلى هذه الدرجة بسبب فتاةٍ.. لأول مرةٍ أكون سعيداً هكذا...، لا أريد شيئاً منها...فقط لو أراها وهى تبتسمُ... أمسكُ يدها المرتعشة الصغيرة؛ فقط هذا يكفينى...
-متأكدٌ أنكَ بخيرٍ؟ هل هذا أقصى طموحاتكَ؟

-وماذا سأريد أكثر؟ أنا أحرقُ الدنيا وما فيها لأجل عينيها الجميلتين..

-إلى هذه الدرجة؟ متى أصبحتَ عاشقًا هكذا؟ ابتسامةٌ محملةٌ بالدهشة غطت قسمات وجه مراد أثناء تأمله لصديقه..

-لا أدري ولا أهتم حتى، فقط هذا ما أشعر به... هل تدري؟ أشعرُ أنني أصبحتُ أسيرًا في عينيها..  جميلتان ودافئتا النظرات كما لو أنهما من الجنة..

....وهى أيضاً قالت هذا... لم يكن يدرى أن حديثه مع نفسه قد وصل إلى مسامع يوسف؛ الذى بادر بالسؤال: ماذا؟
أطرق يفكر قليلاً ثم أجابه: ... أعنى مريم؛ وهى أيضاً قالت شيئاً مشابهاً لهذا... عندما اعترفت أمامى للمرة الأولى أنها تحبكَ...
-أنتَ كنتَ تعرفُ؟ متى حدث هذا؟
-أصلاً الجميع كان يعلم تقريباً فيما عداكَ بسبب مستوى ذكائكَ المتدنى؛ كل ما فى الأمر أننى ضغطتُ عليها قليلاً بعد موضوع الحادث فانفجرت باكيةً واعترفت....
-هل جعلتها تبكى أيها الشرير؟
-هذا بدلاً من أن تشكرنى لأننى جعلتها تواجه الحقيقة بلا خوفٍ او هرب؟ أتعلم؟؟ لم أرَ ثنائياً متناسقاً مثلكما هكذا... سبحان الله تمتلكان نفس الغباء....
-لا تقل هذا؛ نحنُ لا نحبُ الاستعجال فقط هذا كل ما في الأمر...  أدار يوسف وجهه فى الاتجاه المعاكس؛ ليخفى تلك الابتسامة التى ظهرت على وجهه...
...والقمر يطل فى السماء بدراً فى هذه الليلة الباردة... المُنذرةِ بحلول الشتاء.. على الأغلب سيكون أكثر برودةً من سوابقه.. وما أقسى على البعض من جليده..
...قبضت بأصابع كلتا كفيها على هذا الكأس الذى يتصاعد منه البخار؛ علَّه يزيل آثار تلكَ البرودة التى تأصلت فى أطرافها؛ برودةٌ لم تجد طريقاً إلى قلبها المحمل بمشاعر دافئةٍ؛ وطيف ابتسامةٍ نقيةٍ تحكى حكاية حبٍ؛ فى قلب الشتاء...



Continue Reading

You'll Also Like

1.9M 38.6K 70
نتحدث هنا يا سادة عن ملحمة أمبراطورية المغازي تلك العائلة العريقة" الذي يدير اعمالها الحفيد الأكبر «جبران المغازي» المعروف بقساوة القلب وصلابة العقل...
811K 29K 38
فتيـات جميلات وليالــي حمـراء وموسيقـى صاخبة يتبعهـا آثار في الجسـد والـروح واجسـاد متهالكـة في النهـار! عـن رجـال تركوا خلفهم مبادئهم وكراماتهم وأنس...
1.1M 71.2K 105
" فرحات عبد الرحمن" شاب يعمل وكيل نيابة ويعاني من مرض اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع مع ارتباط وثيق باضطراب النرجسية مما يجعله ينقاد نحو كل شيء معاك...
600K 13.2K 42
للعشق نشوة، فهو جميل لذيذ في بعض الأحيان مؤذي مؤلم في أحيانا اخرى، فعالمه خفي لا يدركه سوى من عاشه وتذوقه بكل الأحيان عشقي لك أصبح ادمان، لن أستطع ا...