تائه في عيون عوراء(مكتملة)

By Shimaaosman321

17.8K 981 600

لكني علمت أن قلبي قد أصابه الخواء، وما شهدته في أيامي الماضية أوصد باب السعادة بمفتاح قد تبخر! يبدو أن سهادي... More

اقتباس
الأول(ذكريات مهشمة)
الثاني(في كهف عتمتي!)
الثالث(طيف مجهول)
الرابع(رماد الماضي)
الخامس(الحقيقة المُرة)
السادس (العناق الأخير)
السابع(الإتصال الروحي)
الثامن(روح مُلثمة)
العاشر(أنين فؤادي)
الحادي عشر (المجهول)
الثاني عشر(جحيم الماضي)
الثالث عشر(حنين متدفق)
الرابع عشر
الخامس عشر
السادس عشر
السابع عشر
الثامن عشر
التاسع عشر
العشرون والأخير

التاسع(مفترق الطريق)

421 40 21
By Shimaaosman321

الفصل التاسع من رواية تائه في عيون عوراء.
ظلت تفكر كيف تتخلص من جثمان والدتها،
ارتدت النقاب من جديد ومع أذان الفجر قامت بالخروج من المنزل، تريد الهروب، لكنها غفلت عن رؤيتة الجيران لها، ودلوفهم إلى المنزل الذي تركته مفتوح ورؤيتهم لجثمان والدتها.
وقفت للحظة وهي تستمع إلى الأذان، ارتعش جسدها لوهلة. حاولت أن تنفض أفكارها وكأنها تصمم على السير في طريق الباطل.
استوقفها وجود الناس الذين أمسكوا بها.
أحكموا الامساك بها حتى أتت سيارة الشرطة. حاولت الهروب لكنهم قد أحكموا امساكها جيدًا. ظلت تصرخ وتصيح وتسبهم تارة وتارة أخرى تترجاهم ليتركوها.
فهي مازالت ترى أنها ضحية ليس إلا!
شعرت بأن هناك شيء يسري في جسدها، فأيقنت أن خالد لازال على قيد الحياة، وأن الاتصال الروحي من جعلها تشعر بهذا.
وُضعت بالسيارة، وهي تصرخ وعبراتها تتسابق في الهبوط.
وضعت يدها على وجهها، وهي تنحب بأسى، ثم انتقلت بيدها إلى قلبها، ووضعتها عليه، ارتعشت ملامحها، وشعرت أن كل الفرص قد تم استنزافها. علمت للتو أنها لم تكسب أي شيء من تلك المسرحية التي قامت بصنعها.
زاد صوت بكائها أكثر حينما مرت في مخيلتها ذكرى قد مر عليها أربع سنوات من الزمن، لكن أثرها قد ترك من الندوب الكثير والكثير.
كانت تحاول جاهدة في كتم شعورها تجاه خالد الذي سيتم زفافه على ابنة خالتها ليلى.
كرهت حينها ليلى رغم أنها كانت تعتبرها شقيقة لها.
جلست بجسد مرتعش، كأرجوحة على وشك السقوط، ثم وقفت ثانيًا، وقررت أن تلك الزيجة لن تتم.
ذهبت سريعًا إلى الغجرية التي ترددت من الذهاب إليها كثيرًا، لكن الطرق جميعها موصدة، وهذا الطريق متاح لها.
وصلت إليها، وأخبرتها بأنها تريد عمل السحر له، ولها حتى يصبح إليها وحدها.
ابتسمت الغجرية وهي تردد على مسمعها بعض الاقتراحات،  هل تريد أن يصيبها المرض، الضيق، والكثير من الأعمال التي تعبس من خلالها الحياة في وجه صاحبها.
ابتسمت نهى بحقد حينما استمعت إلى كلمة مرض.
أمسكت الغجرية الصور الخاصة بليلى، وظلت ترسم عليها بعض الرسوم الهندسية غريبة الشكل، وكتبت عليها المرض.
ثم انتقلت إلى صورة خالد، وكتبت عليها الضيق.
أمسكتها نهى بأيدي مرتعشة، وأهتز جسدها حينما أخبرتها الغجرية أن تقوم بدفن تلك الصور في المقابر الخاصة بليلى، وأعطتها مسحوق أبيض اللون، وأخبرتها أن تضعه لخالد قبل أن يدخل لليلى في يوم الزيجة.
أومأت إليها بالايجاب، ولاذت إلى المقابر، وأعطت لحارسها الكثير من الأموال، لكي يسمح لها بفعل تلك البشاعة، وتدنيس التراب به.
انتهت من ذلك، واتجهت إلى خالد الذي فرح كثيرًا لحضورها، وأخبرها أن تظل بجانبه في مثل ذلك اليوم، ابتسمت بهدوء مغاير لنواياها السامة، وهي تعطيه كوب من العصير.
أخذه خالد منها بلا تردد وهو يدعو بها بصلاح حالها!
استفاقت من تلك الذكريات إثر لكمة من إحدى القوات التي قامت باحضارها.
الجميع ينظر إليها بازدراء، فهي قتلت والدتها وقررت بكل جحود وضعها في حقيبة ودفنها بيدها!
كانت قد وصلت إلى المكان الذي سيتم به احتجازها.
سارت بخطوات تشبه الدمى، ثم وقفت بشكل مفاجئ، وشهقت فعلمت حينها أن خالد قد استفاق. ابتسمت بخبث حينما أدركت أن قدرتها بالتحكم به قد عادت من جديد، رغم وجودها هنا إلا أنها تستطيع أن تفعل الكثير من الأشياء!
& بقلمي شيماء عثمان
...............................

انتهيت من نقل الدم إلى المسمى بخالد، خرجت، فوجدت تلك الفتاة مازالت واقفة، ثم اقتربت مني بهدوء وهي تقول:
- أنا مش عارفة أشكرك أزاي.
ابتسمت إليها بهدوء وحينها قلت:
- لا شكر على واجب، وبإذن الله هيكون كويس.
كنت سوف أسير لكني توقفت ثانيًا مستطردًا أطراف الحديث:
- هو أنتِ أخته؟
أجابتني وقد فرت من عينيها دمعة:
- لا أنا جارته.
أومأت إليها بالايجاب، ومازلت أقف، أريد معرفة الكثير من الأشياء.
أفقت على كلمتها وهي تردف:
- حضرتك عايز تسأل عن حاجة؟
انتشلتني من بحر تفكيري، فأومأت إليه بالايجاب وحينها قلت:
- هو خالد يبقى أيه بالنسبة لليلى؟
فرت منها دمعة أخرى، فأقسم قلبي أن تلك الواقفة عاشقة حد الثمالة.
حاولت أن تخرج نبرة صوتها هادئة، وهي تجيبني على سؤال قد لحّ على قلبي:
- خالد كان خطيب ليلى.
أرتعشت عيناها، فجلست على المقعد، وهي تنظر إلى الأسفل وتقول:
- لكن ماحصلش نصيب.
لحّ عليّ سؤال آخر أرهق كل خلايا جسدي، وحينها سألتها بلا تردد حينما أيقنت أنها تعاني من داء العشق:
- وهي؟بتحبه؟
رفعت عيناها وهي تهز رأسها وتقول:
- وهو كمان.
ابتلعت غصة مريرة في حلقها وأكملت:
- هو بيموت فيها. لكن الظروف القاسية هي اللي فرقت بينهم، والنفوس الحقودة دمرتهم.
لم أفهم عن أي ظروف، وأي نفوس تتحدث، لكني علمت أن قلبي وقع في بهو، وعقلي غير قادر على التفكير سوى بها.
حتى خيالي قد أحبها قبل اللقاء، وسطور أوراقي احتضنتها قبل أن تسقط بين ذراعي.
كل شيء كان يساعدني لكي أحبها.
حتى تناهيدها التي كانت تطلقها وهي في أحضاني أيام حادثتنا الموحشة، كانت التناهيد كفيلة أن تجعلني أقسم أني قد ضللت كل الطرق سوى طريقها، وأني قد أحببت بلا إرادة، وأني قد تألمت من كل شيء يحيطني.
قاطع خواطري صوتها وهي تسألني هل أنا بخير. فرددت بالايجاب، وأنا لم أشعر يومًا بهذا الخير!
سرت في الطرقة كالمجنون، وأنا أبحث عن ورقة وقلم لأدون خواطري الحزينة، وأمزقها كي لا يقرأ أحزاني أحد!

......................

امتزجت دماء يحيى مع دماء خالد الذي فتح عيناه ببطئ، وعلامات الألم تتجلى على وجهه، رأته تلك الواقفة، وهي تنظر إليه من وراء ذلك الزجاج بعد أن ذهب يحيى؛ فاقتربت منه بلهفة، وقامت بالولوج داخل الغرفة.
أمسكت يديه، وكانت ملابسها لازالت ملطخة بالدماء، رفع عينيه، وجدها تمسك بيده وتبكي، وضع يده على وجنتيها يمحي أثار البكاء.
تحدثت بين شهقاتها وهي تقول بنبرة متقطعة:
- كنت هموت لو كان جرالك حاجة يا خالد.
عقد حاجبيه وهو يقول:
- أيه اللي حصل؟
انكمشت ملامحها وهي تقول:
- أنت مش فاكر حاجة؟
قال وهو لازال يتنفس بصعوبة:
- حاسس إني فاكر تشاش، والصورة مش واضحة.
بس فاكر إنك كنتِ ماسكة إيدي، وبتبصي في عيوني.
هزت رأسها وهي تقول:
- أيوة يا خالد ده فعلا حصل، أنا كنت ببص في عينك عشان ألاقي خالد الحقيقي اللي جواك.
أردف بعدم فهم:
- يعني أيه؟ أيه اللي حصل بالظبط.
رتبت على يديه، وقامت بقص  كل ما حدث أمام عينيها، لم تكن تعلم بشأن الاتصال الروحي لكنها علمت أنها أعمال سحرية.
هز رأسه رافضًا ما قالته، وحاول الوقوف فمنعته، قال بنبرة غير قابلة للنقاش:
- مستحيل نهى تعمل فيا كده، مستحيل.
أنا عارف إنها بتحبني لكن حبها عمره ما هيتحول بالشكل الوحشي ده.
أجابته ريم بضيق مما قاله:
- صدقني يا خالد، هي كانت بتتحكم فيك.
مش بعيد يكون رفضك لتصديقي هو السحر اللي هي عملته.
أجابها بطريقة فظة:
- سحر أيه وكلام فاضي أيه.
ردت عليه بثبات:
- السحر مذكور في القرآن، بيأثر على الناس اللي إيمانهم ضعيف.
ثم أكملت بقوة:
- الناس اللي زيك يا خالد.
وقف بغضب متحاملًا على ألمه وهو يقول:
- اطلعي برا يا ريم، مش عايز أشوف وشك تاني.
ضحكت بتهكم، وفرت من عينيها الدموع وهي تقول:
- نفس اللي كنت بتقوله لليلى.
ثم أكملت بإصرار:
- فاكر يا خالد؟ كنت بتقول لي حاسس بخنقة، ولساني بيتربط لما بحاول أكلمها.
حاسس دايمًا بشيء غريب، ودلوقتي نفس اللي حصل زمان بيتكرر تاني بس بشكل أكبر.
أحكم قبضة يديه على عنقها، وباليد الأخرى وضع يده على مكان الجرح بتألم. هبطت الدموع على وجنتيها، وهي تختنق ثم وأخيرًا أفلت يديه قائلًا:
- أمشي يا ريم مش عايز آذيكي.
أزاحت عبراته بنظرات شجية، وقامت بالخروج بخطوات ترتعش.
أراد أن ينادي عليها، بعدما استفاق من فعلته لكن لسانه لا يتحرك، ورغم ألمه إلا أن قدمه قد تحركت بدون إرادة منه، وقام بالتخفي وأخذ في جيب بنطاله شيء، أحكم اخفائه، والخروج من المشفى بأكملها، والألم يأكل جسده .
ظل يسير بغير علم إلى أن وقف أمام قسم لأول مرة يراه، ووجد لسانه يطلق سراحه وهو يطلب لقاء نهى!
أراد الرجوع عن ما يفعله، لكن ثمة شعور يسيطر عليه.
& بقلمي شيماء عثمان
......................

وصلت إلى الغرفة التي تقبع بها ليلى، وكانت الأوراق تسكن بين أناملي، والقلم في اليد الأخرى.
جلست بجانبها دون التفوه بأي كلمة، فعقلي يشتعل كثرة التفكير.
ترى هل ليلى حقًا تحب ذلك الخالد؟ أرهقتني فكرة تألمها لأجل حب أحدهم.
نظرت إليها وجدتها مازالت نائمة في سكون، وكأنها لم تنم منذ عامين، فركزت على تلك الورقة، وبدأت في الكتابة، لعل ما في قلبي من هموم تنفد في خروج الأحرف! لكنها جراح عالقة على كاهلي حتى أضناني حملها كثيرًا.
" أرتشف جرعات المرار عن طيب نفس، كأني تعودت على مذاقه، وبت أبحث عنه دائمًا؛ فكانت الجراح تقترب من شيء في القلب. لكني أخاف، أخاف من أن دائمًا قصص الحب الخالدة لم تكتمل أبدًا.
ومجنون ليلى لم ينل شرف الارتشاف من كأس الحب إلا في قصائده. إن كنتِ ليلى فأنا مجنونك، وإن كان أمر حبي سيعكر قلبك فسحقًا لحبي، وسأكتفي فقط من التحدث مع أوراقي. "
رفعت عيني عن الورقة بعد أن كتبت اسمي، كنت سأمزقها لكني استمعت إلى صوتها وهي تردد اسم خالد.
اقتربت إليها بلهفة، بعد أن رأيت عينها تُفتح ببطئ.
نظرت إليّ بتيه، فأمسكت يدها، وهززت رأسي بلطف.
ظلت تتنفس بصعوبة، وهي تنظر حولها، تبحث عن أحد غيري في الغرفة.
أمسكت يديها، نظرت إليّ بعين واحدة، والعين الثانية مغلقة.
تأملت عيناها عن قرب، أطلقت تلك التنهيدة التي عهتدتها عليها، فأغمضت عيني، وكدت أفقد كل ذرة عقل، واحتضنها بين ذراعي.
وضعت يدي وجنتيها، فوقعت دموعها الحارة على أناملي. يبدو أنها لا تتذكر شيء.
اقتربت أكثر بعقل مسلوب، لكن صرير الباب قاطع شرودي بها فوجدته عابد، الذي نظر إليّ بغضب حينما رأني قريب منها إلى تلك الدرجة، رجعت إلى عقلي واستغفرت ربي.
اقترب هو من ليلى التي كانت تحاول جاهدة الوقوف، لكنه منعها، وأخبرها أنها ضعفت بسبب قلة نومها، وطمئنها أن آية بخير، ثم نظر إليّ لكي أخرج إليه وهو يقول بتوتر:
- خالد مشي.
عقدت حاجبي وحينها قلت:
- أزاي؟ ده المفروض إنه كان تعبان أوي!
وضع يده على رأسه بتيه وهو يقول:
- مش عارف، هتجنن ولمّا شوفت الكاميرات لاقيته بياخد آلة حادة في جيبه.
انكمشت ملامحي بتعجب وكان عابد لا تزال علامات القلق تتجلى على وجهه، كان سيرحل لكنه عاد لي وهو يقول بنبرة آمرة:
- ياريت ماتستغلش موقف ليلى.
ثم اقترب مني وأكمل بقوة:
- خالد وليلى بيحبو بعض.
قال جملته، وخطى الخطوات حتى اختفى من أمامي.

........................

طلبت أن أقابل نهى، من أين علمت من الأساس أن نهى هنا. وما الذي يدفعني لفعل ذلك؟!
جلست على المقعد منتظر إياها. وجدتها تأتي وتجلس امامي بنظرات مريبة، وشعر مشعث، وعين كالدماء. استفقت حينها، وقمت بغضب، وضعت يدي على جرحي الذي بدأ ينزف من جديد.
اقتربت مني بريبة، والابتسامة الصفراء تتجلى ملامحها.
همست في أذني بصوت قد كرهته:
- طبعًا أنت مش فاهم حاجة صح؟
لم أتفوه بشيء، وجدت الدموع تسقط من عينها وهي تقول:
- أنا بحبك أوي يا خالد.
هززت رأسي بغضب، وضعت يدها على وجنتي وظلت تمسد عليها بهدوء مريب.
همست في أذني ثانيًا، وهي تقول كالأفعى:
- أنا قتلتها.
أتسعت حدقة عيني، هل تقصد ليلى؟ هل هي قتلتها حقًا، هبطت من عيني الدموع وزاد ألم جرحي.
أكملت ببكاء مريب:
- كنت هدفنها.
ثم قالت من بين نحيبها:
- كان لازم أدفنها.
مسحت دموعها بعنف، وأكملت بجنون:
- كان لازم أطلب منها تسامحني.
مالحقتش، مالحقتش.
كان الحمل قد زاد على قلبي، وكان جسدي قد وهن كثيرًا، وقدمي لم تحملني بعد.
اقتربت مني بخطوات ثابتة وهي تقول:
- أنا لازم أروح لها يا خالد، لازم.
أغمضت عيناها فصدرت عني شهقة، أمسكت السكين الذي كان في جيب بنطالي بيدي.
أتسعت حدقة عيني وأنا أحاول أن أتحكم في أفعالي تلك وألا أقتلها.
استمعت إلى شهقاتها التي كانت تقول من بينها بجنون كلمة" بحبك"

................

فتحت عيني بضعف بعد تلك الكوابيس الموحشة.
وجدت يد تلامس يدي قبل أن تتضح الرؤية، شعرت أن ذلك التلامس أعهده وليس بجديد.
وأخيرًا رأيت بوضوح. وجدته هو ذلك اليحيى الذي دخلت معه في مغامرة أنهت حياتنا من قبل.
كانت نظراته إليّ مختلفة تلك المرة.
ظل يقترب مني، تنهدت بضعف من ذلك القرب.
وجدته يغمض عيناه، وكأنه يصارع شيء بداخله.
وضع يده على وجنتي، ففرت من عيني دمعة حارقة، أزحها بأنامله.
اقترب أكثر، وعيونه تركز على عيني بتيه.
استمعت إلى صوت الباب يفتح، وجدته عابد الذي طمئنني على آية، وبضيق نظر إلى يحيى وخرجا معًا.
تحاملت على قدمي لكي أذهب إلى آية وببطئ خطوت عدة خطوات لكن صوتهما العالي استوقفني، فتخفيت وحينها وجدتهم يتحدثون عن خروج خالد من المشفى بآلة حادة، لم أفهم لماذا أتى خالد، كما لم أفهم كيف أتى يحيى.
لكني ضيقت عيني حينما استمعت إلى عابد وهو يهدده أن يبتعد عني، وأن خالد سيعود لي ثانيًا.
كنت مازلت أقف، وحينها ولج يحيى، فتقابلت أعيننا وعلم أنني سمعت حديثه مع عابد.
قال بصوت متهدج:
- قومتي ليه يا ليلى؟ أنتِ محتاجة ترتاحي.
كنت سأجيبه لكن شعور أقتحم رأسي، وقمت بقلب عيني، وسقطت أرضًا وأنا أتلوى، اقترب مني بقلق بادي على وجهه، أمسك رأسي جيدًا، وهو يردد القرآن بصوت خاشع.
هدأت بالتدريج وأنا لا أعلم كيف حدث لي ذلك.
استقل بجانبي على الأرض ناظر إلى السقف، كنت أرتعش مما حدث لي منذ قليل، ففرت من عيني الدموع، وزاد صوت نحيبي بعدما شعرت أن قدمي مثبته ولا استطيع الحراك.
لف عنقه إليّ واقترب مني كي يساعدني في الوقوف، تمسكت في عنقه بضعف وحين ذلك استمعت إلى صوت  الباب يُفتح فنظرت إليه، وجدته أبي يقف بصدمه، وهو ينظر إلي أنا وبحيى ظنًا منه أنه يحتضني!
& بقلمي شيماء عثمان
.....................

حاولت كثيرًا أن أسيطر على أفعالي، حاولت أن أذهب عنها لكني ظللت أقف أمامها كصنم مصنوع من شمع ينصهر بهدوء.
كان هناك صراع بيني وبين السكين وأزحت السكين عنها وابتعد برفض، فوجدتها تقرتب ويدها تمسك يدي، ونحرت عنقها، وتناثرت الدماء على وجهي،فسقطت أرضًا بعين مفتوحة تنظر لي بثبات.
نظرت إلى يدي بعد أن استطعت السيطرة على نفسي، ورأيت الدماء بها وزاد ألم جرحي، فسقطت أرضًا فاقدًا للوعي، وسقطت مني السكين في سلام.

انتهى الفصل التاسع
الأحداث ماشية من غير غموض أهوه😂
ياترى بقى هيتهموا خالد في قتل نهى ؟
وياترى أبو ليلى هيعمل أيه معاها؟
وهل خالد هيعمل أيه وهو فاكر إن ليلى ماتت🙂
ومين هو البطل خالد ولا يحيى😂♥️
#انتظروني_في_مزيد_من_التشويق_والغموض
#تائه_في_عيون_عوراء
#شيماء_عثمان

Continue Reading

You'll Also Like

983K 26.2K 32
المجتمع خاضع ومخضوع؛ بين طبقاته محكوم بسلطة المال وسطوته ليكون أسياد وخدم وعبيد فيصبح أسياد المال جلاد للعبيد المرأة هى آثم المجتمع فخطيئة آدم وحو...
1.6K 109 12
اجتماعية رومانسيه فى إطار عائلى
136K 3.3K 33
#براثن_الذئب٢ المُقدِمة ______ " بلا قاعدِة واحِدة تنُص لي بأن أحمِّلُ أسِمك أعلنتُ العِصيان حِينْ وعيتُ و وأدِركتُ بأنني كُنت سجِينة قصرك المِلعُون...
738K 34.1K 27
🔹أنا لها شمس🔹 دوائر مُفرغة،بتُ أشعرُ أني تائهة داخل دوائر مُغلقة الإحْكَام حيثُ لا مَفَرّ ولا إِدْبَار،كلما سعيتُ وحاولت البُزُغُ منها والنأيُ بحال...