مريم♥️... " قيد الكتابة والتع...

By AyaAly705

19.9K 2K 400

"...مريم -هذا على حسبِ ما تعلم-؛ ابنة الميتم؛ مجهولةُ الأصلِ...؛ أحلامها كانت أبسطَ من أى فتاةٍ فى مثلِ عمرها... More

بداية... الشخصيات الرئيسية
تابع الفصل الأول
الفصل الثانى...
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس... 1
الفصل الخامس... 2
الفصل السادس... 1
الفصل السادس... 2
الفصل السابع... 1
الفصل السابع... 2
الفصل السابع... 3
الفصل الثامن... 1
الفصل الثامن... 2
الفصل الثامن... 3
الفصل التاسع... 1
الفصل التاسع... 2
الفصل التاسع... 3
الفصل التاسع... 4
الفصل العاشر... 1
الفصل العاشر... 2
الفصل العاشر... 3
ملاحظة♥️
الفصل الحادى عشر... 2
الفصل الحادى عشر... 3
الفصل الثانى عشر ... 1
الفصل الثانى عشر... 2
الفصل الثانى عشر... 3
اقتباس♥️
الفصل الثالث عشر... 1
الفصل الثالث عشر... 2
الفصل الثالث عشر... 3
الفصل الثالث عشر... 4
الفصل الثالث عشر... 5
الفصل الرابع عشر... 1
الفصل الرابع عشر.. 2
الفصل الرابع عشر... 3
الفصل الرابع عشر... 4
الفصل الرابع عشر... 5
الفصل الخامس عشر... 1
الفصل الخامس عشر... 2
الفصل الخامس عشر... 3
الفصل الخامس عشر... 4
الفصل السادس عشر... 1
الفصل السادس عشر... 2
الفصل السادس عشر.. 3
الفصل السادس عشر...4
الفصل السابع عشر... 1
الفصل السابع عشر...2
الفصل السابع عشر... 3
تابع الفصل السابع عشر... 4
الفصل الثامن عشر... 1
الفصل الثامن عشر... 2
الفصل الثامن عشر... 3
الفصل التاسع عشر... 1
الفصل التاسع عشر.. 2
الفصل التاسع عشر.. 3
الفصل العشرون... 1
الفصل العشرون... 2
الفصل العشرون... 3
الفصل العشرون... 4
الفصل الحادي والعشرون... 1
الفصل الحادي والعشرون... 2
الفصل الحادي والعشرون... 3
الفصل الحادي والعشرون...4
الفصل الثاني والعشرون... 1
الفصل الثاني والعشرون 2
الفصل الثاني والعشرون.. 3
الفصل الثالث والعشرون.. 1
الفصل الثالث والعشرون... 2
مهمة جدا

الفصل الحادى عشر... 1

212 28 7
By AyaAly705

فى البداية ظن أنه لم يسمع بشكلٍ صحيحٍ، أجل فأمرٌ كهذا غير معقولٍ، ما الذى يقوله هذا الرجل؟؟
استغرق بعض الوقت ليستفيق من صدمته، حتى تخيل الأمر ليس بهينٍ...

-هل أنتَ بخيرٍ يا بنى؟؟  قال الرجل ببعض الحيرة وهو يحدق فى ملامح يوسف التى اعتراها بعض الشحوب بفعل الصدمة...
-هل أنتَ متأكدٌ من التاريخ يا سيدى؟ ألا يمكن أن يكون هناك خطأ...
-أجل متأكد، خذ انظر بنفسكَ.... أدار الرجل الحاسوب باتجاه يوسف الذى ازداد شحوبه وهو يقرأ التاريخ المدون على الشاشة.... ماذا يعنى هذا الأمر؟

-انتظرنى قليلاً وسأحاول أن أحضرها لكَ بسرعةٍ... اجلس قليلاً فأنت تبدو متعباً...

ابتعد الرجل قليلاً تاركاً يوسف الذى القى بثقل جسده على الكرسى، يشعر أن عقله لا يعمل بشكلٍ صحيحٍ، وعلى ما يبدو فقد بقى على حالته هذه وقتاً طويلاً، فها هو ذا الرجل قد عاد إليه حاملاً الصورة الجديدة

-تفضل يا بنى...، أرجو أن تعجب صاحبها...
-أشكرك كثيراً يا عم...  قال له يوسف بامتنان وهو يضع بعض الأوراق النقدية على الطاولة....
ابتسم للرجل بلطفٍ ثم غادر المكان؛ حاملاً فى جعبته طرف خيط هذا اللغز الغريب الذى اكتشفه....
.......................................................

...فتحت مريم باب المنزل ببطءٍ ووضعت ما كانت تحمله أرضاً..، على ما يبدو أن فريدة قد عادت منذ وقتٍ فرائحة الطعام الزكية قد ملأت المكان..، انتعلت حذاءها المنزلى ثم دخلت إلى غرفة المعيشة؛ حيث كانت فريدة جالسةً أمام التلفاز تتناول بعض الحلوى..

-مساء الخير...  قالت مريم وهى تستلقى على الأريكة بإرهاقٍ واضحٍ...
-أنتِ ترهقين نفسكِ فى العمل كثيراً هذه الأيام...، لا تضغطى على نفسكِ إلى هذه الدرجة، لا تنسى أن لديكِ دراسةً أيضاً...
- لا تقلقى علىَ، أستطيع تدبر الأمر...  أرجعت ظهرها للوراء وخلعت النظارات التى صارت تؤلم عينيها من كثرة ارتدائها...

.... لحظاتٌ من السكون سادت حتى خرج صوت مريم الخافت: لم أستطع...
-لم أفهم.. قالت فريدة باهتمامٍ
-حاولت كثيراً الابتعاد عنه، ولكن... فى كل مرةٍ يفاجئنى بشىءٍ يجعلنى أضعف  وأتراجع عن قرارى، لماذا أصبح ضعيفةً هكذا تجاهه...؟

لم يستغرق الأمر وقتاً من فريدة لتكتشف هوية من تتحدث عنه صديقتها، أخذت تتطلع تعابير وجهها المبهمة التى لا تحمل تصريحاً واضحاً عما يدور بداخلها...

....تابعت مريم حديثها ذا الطابع الحزين: أخبرته عن حقيقة طفولتى وعائلتى المفقودة، أنا لم أتحدث عن هذا الأمر مع أحدٍ غيركِ، لماذا أخبرته؟...

-..إجابة أسئلتكِ يا عزيزتى أبسط مما تتصورين، لا تعقدى الأمور واسمعى صوت قلبكِ ولو لمرةٍ واحدة..
-لماذا لم أفهم ما تقصدينه؟؟

-طوال حياتى كنت أظن أن الأطباء أذكياء ولكنكِ خيبتِ ظنونى بجدارة... مريم عزيزتى لا داعى لأن تشغلى عقلكِ بشىءٍ غير الدراسة فهو لا يصلح إلا لهذا...
-لن أرد عليكِ، بالمناسبة، توقفى عن أكل الحلوى لن نجد ملابس تناسبكِ إذا تابعتِ الأكل بهذا المقدار..

-تقصدين أن وزنى زاد؟ أوف سأتشاجر مع يوسف ومراد هما السبب...
-تمام أنتِ تشاجرى معهما وأنا سأذهب للنوم قليلاً.. 

نهضت مريم من مكانها بإرهاقٍ واضح تاركةً فريدة التى زفرت ببعض الضيق وهى تنظر إلى كيس الحلوى قبل أن تقول: سآكل هذه فقط لن يحدث شىءٌ..
...............................................

...أخذت تتقلب فى فراشها فقد جافى النوم عينيها هذه الليلة، تنظر بين حينٍ وآخر إلى ذاك الشىء الذى وضعته على المكتب والذى كان فى مرمى بصرها تماماً، غالبت شعور الخمول الذى اعتراها ثم نهضت من الفراش، تحركت مهتديةً بضوء القمر الذى اخترق باب الشرفة الزجاجى.. عمدت بيمناها تلتقط ذلك الكتاب ثم عادت مجدداً إلى فراشها وأشعلت المصباح الصغير الموضوع بجوار السرير...

... فتحت الكتاب وأخذت تتصفحه بعشوائيةٍ، كتابٌ عن الفلسفة، ما الذى تفكر به هذه الفتاة..؟؟

استوقفتها إحدى العبارات..." إن وجودنا ما هو إلا آثار أقدامٍ فوق الرمال... وميضٌ خاطفٌ سرعان ما ينطفى فوق محيطٍ مظلمٍ حالك السواد،... وكل ما فى الحياة يضعنا وجهاً لوجه أمام العدم..."

ما كل هذه الكآبة؟ قالت لنفسها قبل أن تبتسم بسخافةٍ: جيد لست الشخص الأكثر بؤساً فى العالم، حالتها ميئوسٌ منها أكثر منى...

تنهدت نيريمان بعمقٍ ثم وضعت الكتاب بجوارها، أراحت رأسها على الوسادة ثم راحت تفكر بصوتٍ شبه مسموعٍ: صحيح الحياة أقصر مما نتخيل، ما الذى فعلته أنا فى هذه الحياة؟ سوى كونى فتاةً مدللةً مجابة الطلبات..، أركض خلف أحدث صيحات الموضة، ويثير إعجابى كل ما هو براقٌ ولامعٌ، ألم يحن الوقت لأصبح أنا أيضاً لامعةً ولو كنجمٍ صغيرٍ فى ليلةٍ محاقيةٍ...؟

أوف، تأثرتُ بأفكارها السوداوية بسرعةٍ، وأنا كنت أتساؤل كيف تمكنت من شغل بال يوسف فى هذا الوقت القصير .......
.......................................       

                                                                   
....صباحٌ هادئٌ بارد، استيقظ وحده هذا اليوم دون الحاجة إلى المنبه، نهض بخمولٍ وهو يشعر بالبرودة تجتاح كل أجزاء جسده، قد يبدو الأمر طبيعياً فى هذا الوقت من العام، ولكن السر الغريب الذى اكتشفه أكثر برودةً من طقس الخريف...، أى أمرٍ هذا الذى أقحم نفسه به عن طريق المصادفة؟؟

بصعوبةٍ تمكن من النهوض ليستعد قبل الخروج من المنزل...
لم يستغرق وقتاً طويلاً على غير عادته، وقف أمام المرآة يتفحص هيئته الأخيرة..، كنزةٌ خريفيةٌ سوداء ثقيلة بعض الشىء، وتحمل كتاباتٍ إنجليزية، وبنطالٌ من الجينز الأزرق، وفى قدميه انتعل حذاءً رياضياً أبيض اللون...، أخذ ينثر رذاذاً عشوائياً من عطره ذى العلامة التجارية الشهيرة.. ليكتمل بذلك استعداده

.. خرج من غرفته وهبط ذلك الدرج المصمم بعنايةٍ فائقةٍ، تابع السير متجهاً نحو باب المنزل لتستوقفه توركان التى انتبهت لوجوده رغم محاولاته فى المغادرة دون أن يلفت الأنظار...

-صباح الخير يا بنى، أراكَ مبكراً اليوم عن المعتاد، حتى أن والدكَ لم يخرج حتى الآن..
-صباح الخير، استيقظتُ قبل رنين المنبه ولم أكن أشعر بالنعاس...

اقتربت توركان منه وهى تتفحص قسمات وجهه الشاحبة...، وضعت أحد كفيها على جبينه وبكفها الأخر أمسكت يده اليسرى..
-ما بكَ تبدو شاحباً هكذا؟ جسدكَ باردٌ كالثلج...، هل أنتَ مريضٌ؟

-لا لا تقلقى، أنا بخيرٍ، الجو باردٌ قليلاً فقط، هذا هو السبب.. سأخرج الآن أريد أن أتجول قليلاً قبل الذهاب إلى العمل...، أراكِ مساءً وأبلغى أمى تحياتى..
خرج بسرعةٍ قبل أن توجه له مزيداً من الأسئلة..-فالأسئلة المتراكمة فى عقله تكفيه-، ثم استقل سيارته وخرج بها من بوابة القصر...
....................................................

...صعدت مريم الدرج فى طريقها إلى قاعة المحاضرات، تنظر لساعتها لتجد أنها قد تأخرت بضع دقائق، تابعت الركض بسرعةٍ لتتعثر بإحدى الدرجات، كادت تسقط لولا كفٌ لشخصٍ كان يصعد خلفها.. امتدت تقبض على ذراعها فحالت بينها وبين السقوط أرضاً، التفتت جانباً لتقع عيناها على منقذها..

-هل أنتِ بخيرٍ؟؟
-أجل، شكراً لكَ يا كريم..  أجابته بابتسامةٍ وهى تسحب ذراعها من قبضته ثم أخذت تنفض التراب عن ملابسها..

تابع مراقبتها بهدوءٍ، منذ عامهما الأول فى الجامعة كانت هى الوحيدة التى انتبهت عيناه إليها، ولكنه كان شاهداً على مواقفها السلبية تجاه كل من يحاول التقرب منها تحت مسمى الحب، فلم يجد طريقةً سوى أن يقترب منها كصديق دراسةٍ، ولكنه لم يستطع إبعادها عن تفكيره-رغم علمه بمدى صعوبة ما يسعى إلى نيله منها-...

-هيا لماذا تقف عندكَ؟ سنتأخر...  أعاده إلى وعيه صوت مريم التى كانت قد تحركت من مكانها قبل بعض الوقت...  ابتسم لها بهدوءٍ ثم صعد خلفها ...ليدخلا سوياً قاعة المحاضرات ولحسن حظهما لم يكن الأستاذ شديد الدقة فى موضوع الوقت..، لذا تمكنا من الدخول بسهولةٍ......
****************************************

...سلمت مفتاح سيارتها إلى رجل الأمن القابع أمام بوابة الشركة، تقدمت نحو المصعد ووقفت أمامه تنتظر وصوله، لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى انفتح الباب أمامها، صعدت بداخله وهى تفكر فى ماهية الأمر الذى حفزها للقدوم والاعتذار...، صحيحٌ أنها بالغت فى الأمر قليلاً بالأمس، ولكن هذا لا ينفى خطأ يوسف من الأساس... تنهدت مجدداً وهى تتابع طريقها إلى مكتبه لتلتقى مع تلك الشابة الجالسة على مكتبها المنظم تدقق فى واحدٍ من كومة ملفاتٍ عملاقة أمامها. ..

-كيف حالكِ يا ليلى...؟ قالت بابتسامةٍ
-بخيرٍ تفضلى يا آنسة... أجابتها ليلى بهدوءٍ وهى تنهض من مقعدها..
-لا داعى للرسميات يا ليلى.. المهم هل يوسف فى الداخل؟
-أجل، تفضلى بالدخول هو متفرغٌ الآن..
-شكراً لكِ... قالت بامتنانٍ قبل أن تتابع طريقها نحو الباب....

....أما هو فقد كان جالساً على الكرسى يحدق فى الصورة، ... لقد ذهب إلى ذلك المكان ساعياً لتجديد ذكرى نيريمان الوحيدة مع والدتها، وها هو الآن حائرٌ كيف يقول لها أن من فى الصورة ليست هى أصلاً، وما يزيد من حيرته... لماذا لا يعلم هو شيئاً عن هذا الأمر؟
صوت طرقاتٍ هادئةٍ على الباب أخرجه من سيل الأفكار الغريبة التى تملأ رأسه....، أذن للطارق والتى لم تكن سوى نيريمان، ألقت عليه التحية بهدوءٍ ثم أغلقت الباب، أجابها بنفس نبرة الهدوء..

-تعالى اجلسى... أشار لها بأن تجلس على الأريكة ثم نهض من كرسيه وسار ليجلس بجوارها...
-ماذا تشربين؟
-فهمت، يعنى أنكَ غاضبٌ منى بدرجةٍ كبيرةٍ....
-لماذا؟ما العلاقة؟   سألها ببعض الحيرة...
-لأنكَ تتحدث معى كما لو أننى أحد عملاء الشركة...
-لا..لم أقصد هذا، بالى مشغولٌ بعض الشىء هذه الأيام
-على كلٍ لن آخذ من وقتكَ الكثيرَ،... تابعت كلامها بعد نَفَسٍ عميقٍ: أنا آسفة.. لم أقصد ما قلته بالأمس، ولكن أبى يضغط علىَّ بدرجةٍ كبيرةٍ لأوافق، وأنا لم يعد لدىَّ أى حلٍ... لذا انفجرتُ بكَ.. لا تغضب منى...

-لست غاضباً، هذه مشكلتنا نحن الاثنان ومعكِ حقٌ فأنا تركتكِ وحدكِ فى الآونة الاخيرة، ولكن صدقى أننى أيضاً أحاول مع أبى، ما أريده منكِ فقط هو عدم خلط الأمور ببعضها، مشكلتنا نحن سنحلها نحن الاثنان فقط.

..فهمت المغزى الذى يرمى إليه من حديثه، هو محقٍ فى قوله..، وجود تلك الفتاة من عدمه لا يؤثر على المشكلة الأصلية...، أومأت له بهدوءٍ وأجابت: اتفقنا..

ابتسم لها ثم تابع: والآن إذا سألتكِ ماذا تشربين هل سيكون الأمر رسمياً أيضاً؟....
-لا تصالحنا وانتهى الأمر، صحيح لقد اتخذت قراراً أريدكَ أن تساعدنى...
نظر إليها مستفهماً يحثها على المتابعة لتقول:
...أريد أن أتعلم قليلاً عن أمور الإدارة هنا، أساسيات العمل يعنى...
-ولكن، ألن يكون الأمر صعباً عليكِ؟ يعنى فى أثناء دراستكِ؟
-أبداً، أنا أصلاً لستُ مشغولةً كثيراً فى المعهد، كما أن الكثير يفعلون هذا بسهولةٍ، سأتعلم مع الوقت..

-وما رأى والدكِ فى الموضوع؟

-لم أخبره بعد ولكننى متأكدةٌ أنه لن يبدى اعتراضاً..
-أنا عن نفسى أشجعكِ على هذا القرار، ستتسلين كثيراً بالعمل، وإذا رأى والدكِ أنكِ تجتهدين من أجل ثروته التى قضى عمره فى تكوينها ربما لن يجبركِ على زواجٍ من أجل الشركة...

-أريد أن أشعر أننى ذات فائدةٍ لمن حولى، مللت من كونى مدللةً لا أجيد فعل شىءٍ...
أخذ يتأمل ملامح وجهها التى توحى ببعض الجدية وقال :من قالَ أنكِ لا تجيدين شيئاً؟ أنتِ متعددة المواهب يا صديقتى ذات الحنجرة الذهبية..
-أشكركَ على التشجيع يا عزيزى..، المهم أنا أعلم أنكَ مشغولٌ ولن تستطيع مساعدتى لذا هل يمكن أن تفعل ليلى هذا؟
-ليست المشكلة أننى مشغول بل أننى فى الأصل لا أفهم شيئاً من أمور الإدارة مثلكِ، ولكن أبى يكلف ليلى بأعمالٍ غريبةٍ هذه الأيام... وجدتها... فريدة يمكن أن تساعدكِ...

-من فريدة؟
-مساعدة مراد، ألا تذكرينها من يوم حفلة الجامعة...
-اه تذكرتها، صديقة الطبيبة، لا أظن أنها ستوافق...
-لا تقلقى فريدة لطيفةٌ وخدومةٌ جداً
-تمام إذا كنتَ تقول هذا..  أنا سأغادر الآن

نهضت من مكانها ثم حملت حقيبتها، استوقفها شىءٌ بدا مألوفاً لها-على مكتبِ يوسف-، سارت نحوه باستغرابٍ ثم أمسكت الصورة...، اتسعت زرقاواها وهى تلاحظ أنها قد أصبحت جديدةً، وبعض تفاصيلها المبهمة صارت أكثر وضوحاً...
-كيف فعلتَ هذا؟

-ذهبت إلى مركز التصوير، لحسن الحظ وجدت الصورة الأصلية واستخرجت من أجلكِ نسخةً جديدةً
-أنا.. لا أدرى ماذا أقول لكَ، شكراً...  قالت ببعض الدموع ثم ركضت نحوه تعانقه بسعادةٍ...

...كم كان يتمنى لو استطاع أن يكون بنفس سعادتها الآن، ولكن القدر قد ألقى فى طريقه هذا اللغز الذى أفسد عليه مثل هذه اللحظة، لوهلةٍ شعر بالحزن من أجلها إذا ما اكتشفت الأمر...

...ما لبثت أن ابتعدت عنه فحاول رسم ابتسامةٍ مزيفةٍ على وجهه ثم بدأ يجفف دموعها ويقول بعبثٍ: أنتن الفتيات غريبات الأطوار حقاً، فى الأمور السعيدة تبدأن البكاء وفى المشكلات تلجأن إلى الضحك، بدأتُ أشكُ فى سلامة عقول النساء...

-طبعاً فأنتَ خبيرٌ فى مثل هذه الأمور يا عزيزى، أشفق على تلك المسكينة التى ستذهب لتطلب يدها فى نهاية الاسبوع...
-بل إنها أكثر فتاةٍ محظوظةٍ فى العالم ولكنها لا تدرى قيمة النعمة التى بين يديها...

...وهكذا أخذا يضحكان سوياً متناسيين ما يدور بعقلهما من همومٍ...، أمسكت نيريمان الصورة الجديدة ثم وضعتها فى حقيبتها وغادرت غرفته وهى تلوح له بيدها...، تابعت طريقها وهى تعبث بخصلات شعرها الشقراء، لتلاحظ تلك القادمة من الاتجاه المعاكس، والتى توقفت قليلاً عندما وقعت عيناها عليها، لحظاتٌ من السكون مرت لتقطعها نيريمان بابتسامةٍ ذات مغرى ثم وضعت نظاراتها الشمسية وغابت عن الأنظار...

.....أما فريدة فقد أخذت تنظر فى أعقابها قبل أن تزفر بضيقٍ وهى تقول:  كأنه كان ينقصنى هذه الآن...
ثم تابعت طريقها إلى مكتب يوسف.......

Continue Reading

You'll Also Like

16M 343K 56
باردة حياتها معه ....لا تعلم سبباً واحداً يبرر بروده معها أو عدم اهتمامه بها...فقد تزوجها و لا تدرى لما اختارها هى تحديداً..؟! سارت كالعمياء فى طريقه...
8.9M 295K 66
حياتها بائسة...فالعيون الجائعة تترصدها بكل مكان فتجعلها تعيش الجحيم في كل لحظة من لحظات يومها البائس ..ظلت تقاوم و تحارب بطرقها الخاصة كما اعتادت منذ...
2.7M 58.9K 61
تعالت همسات الجميع من حولها منهم المشفق منهم الشامت بينما هي تجلس مكانها جاحظة العينين غير مصدقة انه فعل بها هذا لقد غادر بوسط الزفاف تاركاََ اياها ت...
10.2M 250K 54
من بعد تلك المرة الوحيدة التى جمعها القدر به اصبحت من بعدها غارقة بحبه حتى أذنيها..قامت بجمع صوره من المجلات و الجرائد محتفظة بها داخل صندوق كما لو ك...