ساحر الصحراء

By _ibriz_

776K 48.9K 33.9K

لي آن كانت تطارد عدة أشياء في حياتها..معارض فنية..أرقام قياسية..قمم جبال شامخة و رحلات جنونية في مناطق نائي... More

ساحر الصحراء
سر الظل
سقوط الأبيض : دورة النجوم
سقوط البنفسجي : التقاء الظلال
سقوط الأحمر 1 : سر ظل الساحر
سقوط الأسود 1 : شغف عين السماء
سقوط الأسود 2 : عهد التسعة
سقوط الرمادي : اختبار الساحر
سقوط البني : خسارة فنية
سقوط الأخضر 1 : بلاد العرب
سقوط الأخضر 2: الغورو و حجر الخلاص
سقوط الأصفر 1: آسمان و عاقبة في الهرم
سقوط الأصفر 2: لا بأس في العيش دون قلب
السقوط الأخير 1: إختبار سيدة الصحراء
السقوط الأخير 2 : عش النسر
الخاتمة
جواب سؤال

سقوط الأحمر 2 : سحر النجوم

38.5K 3K 1.4K
By _ibriz_


يتبع ....

.

.

الدقيقة الواحد و أربعين بعد منتصف الليل :

فتح ماغوس باب الغرفة رقم 13 ليستقبله ظلامها و الهدوء الذي سكنها لكنه لم يضيع وقتا و دخل يغلق الباب خلفه دون إصدار أي صوت يخطو بخطواته نحو الأمام أين كانت هناك غرفة بسيطة بسرير في الوسط و باب آخر صغير يقود نحو الحمام المرفق معها...

شكل الغرفة و ما تحتويها لم يلق له بالا و لم يحن على اهتمامه بقدر ما فعلت من أتى لأجلها .. فكل ما جذب أنظاره و كل حواسه هو تلك النائمة على سريرها...مستلقية على بطنها تضع يدا أسفل الوسادة و الأخرى تتدلى من السرير و بعبثية مضحكة ...

لم تكن تضع فوقها أي غطاء و ترتدي فقط ثياب نومها التي كانت عبارة عن قميص و سروال قصير قطني بينما شعرها كانت تجمعه للأعلى كأنها ما أن غيرت ثيابها و استلقت حتى دخلت في نوم طويل...

ظل هو هناك يقف قرب سريرها في الظلام ينظر لها واضعا يديه خلف ظهره و إبتسامة على شفاهه كانت خافتة و هو يلاحظ كيف تتنفس بثقل و ببطء مما يدل على استغراقها في نوم عميق و هو من آثار التعويذة و التي دون شك جعلتها تشعر براحة كبيرة...

كانت شفاهها متفرقة و أنفاسها هي الصوت المسموع في الغرفة بعد أنفاسه هو و ضربات قلبه هو حين ينظر لها...

في عالم السحر هناك مرحلتين ليختم الساحر علاقته بالسايا للأبد...المرحلة الأولى هو مشاركتها سحر النجوم و المرحلة الثانية هي ختم النجوم التسعة بينهما...لكن و لأن ماغوس ساحر فريد من نوعه هو و السحرة معه داخل الهرم كان لا بد و أن تكون هناك مرحلة ثالثة إضافية و التي تعنى بارتباط السايا بأرض ملكية الساحر و بالتالي في حالته سيتم إعلان لي آن سيدة للصحراء بموافقتها و هو يوم مهم جدا له كساحر على الصحاري ...

لقد بدأ ينتظر ذلك اليوم منذ الآن ! ...

لذا و حين شعر أنه أخذ الكثير من الوقت يحدق بها تقدم أقرب هذه المرة حتى صارت أقدامه تبعد إنشات قليلة عن سريرها ثم ركع منحنيا على ركبة واحدة و لامس رداءه الأرض كأنه ينحني مع صاحبه كذلك بينما أعينه لم يبعدها عنها يحافظ على ابتسامته ثم و بإصبع واحد أبعد خصلة يتيمة متمردة على جبينها ثم مرر يده على عينيها يمسح على جفنيها المغلقين و كانت لمسته خافتة جدا كلمسة من طرف ريشة ناعمة...

فتحسس هو رموشها و شكل عينيها بابتسامة كمن يحاول حفظ كل تفصيلة و كل إنش..و كيف أن رموشها كانت رايات استسلام تتدلى من جفنيها و تعلن هزيمته كل مرة ينظر لسوداويتاها....و بعدها انتقل بأنامله لأنفها المعتدل الجميل و الذي كان مثاليا مع إستدارة وجهها أم أنه فقط يرى كل شيء فيها مثاليا..؟..

كما هو الحال حين مرر إبهامه على شفتها السفلية بلطف يحدق بهما و كيف كانت تفرقهما بخفة و تتنفس حينها لاحظ كيف حركت أنفها بتجعيدة كأنه دغدغها مع ذلك أطلقت نفسا مسموعا  و واصلت نومها دون أن تستيقظ أو تشعر بوجوده من شدة تعبها و ثقل نومها...و ذلك جعل إبتسامته تتسع..

كانت ظريفة ... !

سحب ماغوس يده يضعها تحت ذقنها و يسندها على ركبته يتأملها كثيرا كأنها صارت أحدث و أفضل هواية عنده...و لوهلة هناك و هو يمارس حب تأملها شعر بقواه غير مستقرة و ومضت أعينه بضوء أخضر تظهر ذلك الخط العمودي في بؤبؤ عينيه و هي ثاني مرة يفقد السيطرة على نفسه بوجودها...كأنه حين يراها ينسى التركيز على إحكام سحره...

و لأنه لم يرد لأي شيء أن يكون خارج المسار بوجودها فقد رمش يركز ليعيد أعينه للونها الطبيعي و لوهلة أمال رأسه يبعد خصلاته عن جبينه ينظر لها بابتسامة و لا يعلم لما و لسبب ما تذكر شيئا ما في هذه اللحظة ....

شيء سيفعله الآن و توا تذكر أنه قرر فعله حين كان صغيرا....

قبل عدة قرون ..في لوغوس:

أطلت رأس فتى صغير من جانب الجدار الأبيض بخفية و ابتسامة ماكرة يتفقد بأعينه الخضراء يتأكد أن والدته ليست في غرفة الطعام مقابله فانسدل على كتفه شعره الطويل البني الذي يحوي خصلات باهتة الشقار و ظفائر تزينها و هو يتنفس بحماس و يأخذ أولى خطواته بخفة كأنه يتسلل هاربا و ارتسمت ابتسامة طفولية سعيدة على شفاهه ما أن وصل لمنتصف القاعة بنجاح و دون كشف لحد الآن...

أعينه كانت تركز على الباب الذي يقود للخارج و الذي يفصل بين المطبخ و قاعة الطعام أين ينوي هو إستخدامه ليفر  نحو الحديقة متمردا بعد أن أمرته أمه أن يبقى  في غرفته فقط بسبب مشاغبته صباحا مع رفاقه و إغضابهم لجنيات نهر زيرا...

لكن هو وعد رفاقه أن يلتقوه مساءا ليجربوا تعويذات سرية جديدة سيستعيرها من غرفة والده و ماغوس الصغير لا يحب الكسر بوعوده....هو في السادسة لكن هو لا يرى نفسه في السادسة بل يؤمن أنه في الستين....

الآن كان يبعد مترا فقط عن الباب و لمحة النصر ظهرت على وجهه الجميل و هو يضم الكتاب البني المطرز الصغير و الذي سرقه..عفوا ..استعاره من والده و قربه من صدره حارصا ألا يصدر أي صوت و حماسه جعله يمد كفه نحو الباب و أعينه تضيء بسحرها يتمتم بتعويذة سريعة لفتح القفل و الباب دون إصدار أي صوت و قد كانت تعويذة جديدة حرص على تعلمها لوحده....و هو يدرك أنها ليست مثالية كون والده يفتح الباب دون استخدام يديه حتى لكن ماغوس الآن فخور بنفسه...

فتح الباب بخفية و ظهرت الحديقة الخلفية و أول ما إستقبله هو الأغصان التي تتدلى و تتدلى معها أوراق شجرة عملاقة ملتصقة بمنزلهم و أزهارها وردية مضيئة و حين تسقط أرضا تتحول لتصبح مضيئة بالأبيض الخافت فتجعل الأمر كأنهم يمشون على أرض سحرية كالنجوم....

ما أن وضع ماغوس قدمه على عتبة الباب بسعادة حتى شعر بشخص أخذه على حين غرة حين أمسكه من الخلف يرفعه عن الأرض لتخرج صرخة من شفاه ماغوس رعبا كونه كان يعتقد أنه لوحده في المكان و لا أحد رآه...

لكن ما أن تعرف على الرائحة و التفت برأسه يرى والدته تحدق به بابتسامة ماكرة كونها ضبطته متسللا وهي ترفعه تسنده بخصرها حتى تحول صراخ هلعه لضحكات طفولية و هو يرمش بأعينه ببراءة يبتسم لها قائلا :

" كشفتني مرة أخرى أمي....هل يمكنني أن أباشر باعتذار سريع لجميلتي؟..."

عضت أمه على وجنتها من الداخل تمنع ابتسامتها من الظهور ككل مرة يناديها بجميلتي يقلد والده يعتقد أنه أمر نبيل و لطيف فعل ذلك...و الحق يقال هو كذلك...زوجها و ابنها كلاهما يناديانها بنفس اللقب و هو أمر بغاية الدفء لها...

مع ذلك رمشت بأعينها الزرقاء تحاول ألا تنظر لحدقيتاه الماكرة و هو يحاول خداعها للمرة الثالثة لهذا اليوم ثم التفتت تعود للداخل و هي تحمله بين يديها دون أن تبالي حتى بالباب كونها أغلقته بسحرها  دون النظر له تجيبه و هي تهز رأسها بابتسامة و خصلاتها الشقراء تتحرك معها :

" أنت لن تخدعني ماغوس غزيموس آغاس...لقد سمعت رفاقك في الباحة الخلفية مختبئين بانتظارك و يتحدثون عن كيف أنك وعدتهم بالتقاءهم قرب طريق عائلة فيولير...لذا حججك الذكية التي أراها تتراقص في أعينك لتستخدمها ضدي لن تنجح...لأنك للأسف تختار أصدقاء يحبون التحدث أسفل النوافذ..."

قالت والدته كل هذا بابتسامة تحاول جاهدة إخفاءها و هي تسير به تدخل المطبخ أين وضعته على حافة الرف العالي و ترى كيف عض على شفاهه بابتسامة بريئة يحاول نفي كل اتهاماتها بأعينه التي تنجح دوما في خداعها...

لكن داخله هو يود إلقاء تعويذة على كل رفاقه الحمقى تتسبب بجعلهم يشدون آذانهم بأنفسهم حتى يتعلموا أن والدته سمعها حديد و لا يجب العبث معها....

مع ذلك لم يجب والدته و ظل يبتسم لها بلطف طفولي يحاول تشتيتها عن يديه و هو يدس كتاب التعويذات خلف ظهره لكنها ابتسمت له تقول بمكر :

" لا تحاول حتى...أنا أشعر بطاقة التعويذات تصدر منه لذا هاته ماغوس..."

الآن فقط تنهد الصغير بخيبة و سقطت ابتسامته يعبس باستسلام و هو يخرج الكتاب من خلفه يمده لها ببطء كأنه يقدم كنزا تعب في سرقته و ذلك جعلها تبتسم و هي تنظر لصغيرها الجميل الذي يعيش و يحيا لأجل تعلم سحر يفوق سنه...

جوعه للتعلم كان مبهرا حقا.. و هي و زوجها كلاهما يدركان أن ماغوس مختلف قليلا عن رفاقه.. الجميع لاحظ هذا ..مع ذلك تحاول هي ألا تجعله يفوق أقرانه دوما و يأخذ كل شيء بروية....

لذا مررت أعينها الزرقاء الجميلة عليه و على عبوسه الذي لم يسيء لمظهره...حيث كان يرتدي حذاءا جميلا من بلاد فارس و ثيابه رمادية جميلة لا تبدو من هذا العصر و يميزها حزام أسود يلتف حول جذعه الصغير يحمل أحرف لقبه تماما كما تحمله القلادة الجلدية حول رقبته...

و رغم أنها تود تقبيل عبوسه اللطيف لكنها امتعنت عن ذلك تحاول لعب دور الصارمة و هي تأخذ الكتاب منه و ترى كيف تعلقت أعينه به...

حسنا لم يجدر به حقا سرقة كتاب تعاويذ من الدرجة الثالثة فهو من المفترض أنه يتعلم تعاويذ من الدرجة الأولى فقط حتى يبلغ الثامنة و ينتقل للمرحلة الثانية و بعدها يتوالى الأمر وفق هذا ...لكن نظرة أعينه للكتاب كأنها حرمته من شيء عزيز جعلتها تتنهد و هي تحاول حقا تفهم أن ماغوس فضولي جدا ناحية التعلم و بقدر ما يسعدها ذلك أحيانا بقدر ما يتعبها أنها قد لا تستطيع مواكبته و كيف أنه متعطش للسحر و من إسراعه في ذلك يكاد يفلت من بين يديها....

لذا وضعت الكتاب جانبا و تقدمت من ماغوس تقابله ثم حصرته بين ذراعيها و حافة الرف الذي يجلس فوقه تجذب أنظاره لها حين نظرت له من هذا القرب تخبره بهدوء و بنبرة مهتمة  :

" هل تعتقد أنني ظلمتك ماغوس ؟..."

سألته سؤالا بسيطا و مباشرا...

و قد يبدو أن صغارا في هذا السن لا يفهمون الظلم لكن أولاد السحرة يختلفون تن أولاد البشر و ماغوس بنفسه مختلف عن أولاد السحرة ...لذا أجل هو يفهمها...هو يفعل حقا و رأته يحدق بها من بين رموشه و شعره يلامس كتفه وهو يحوي جدائل صغيرة تزيد من جماله  حين مد هو يده يعبث بخصلات شعرها الأشقر الطويل ثم ينظر لها يجيبها بنبرة خافتة كأنه يعترف بذنبه و يقدم تبريرا  :

" لا....أخبرني والدي أنه حين أرتكب خطئا و تعاقبينني ذلك لمصلحتي و يجب ألا أخالفك ...لذا أعتذر على تسللي لثلاث مرات جميلتي..."

أجل...اعتذار لطيف من إبن لطيف تعلم النبالة من والده...هي سعيدة هكذا....

و بالتالي فما قاله  أكسبه إبتسامة صادقة منها و هي تسارع تنحني لتقبل وجنته بقوة و ترفع له رأسه من ذقنه تقول تحدق صوب أعينه التي لم يرثها منها حتما :

" و والدتك تسامحك ماغوس....ثم أنه ليس من السيء البقاء في المنزل ليوم واحد....هكذا يمكنك التمرن على إنهاء التعويذات المطلوبة منك قبل وصول الحصة القادمة للمعلم الأعظم ... "

نظر ماغوس لها هذه المرة بابتسامة متأملة كانه مستعد لمفاوضات جديدة بعد سماع حديثها فقال يسألها:

" هل لو بقيت في المنزل اليوم يمكنني تجربة هذا الكتاب ؟...أعدك ألا أحرق شيئا هذه المرة بسبب فشل أولي في التعويذة....و إن افتعلت حريقا سأطفئه بسرعة.."

كانت أعينه الجميلة مليئة بالأمل و الحماس مرة أخرى و شعرت بالذنب لأنها هزت رأسها نافية تراقب اختفاء بسمته من جديد تجيبه و هي تمسح على وجنته بلطف :

" إنها تعويذات من الدرجة الثالثة ماغوس...و أنت لا تزال في السادسة...حين تكبر قليلا يمكنك تعلمها و استخدامها...."

قضب الساحر الصغير جبينه بغير رضى كأنه مهما حاول تفهم القيود التي يتم وضعها على تعلم السحر و ربطه بالسن..كلما وصل لنتيجة منعدمة...أعني حسب وجهة نظره هو..ما دام لن يحرق غرفته كالمرة السابقة...عفوا...ما دام سيحاول ألا يحرق غرفته كالمرة السابقة ..إذن ما الضرر في المحاولة مرة أخرى ؟...

و طبعا لم يكبت الصغير رأيه الصريح عن والدته التي يناديها بالجميلة دوما و قال لها :

" لكن أنا لا أفهم لما هذا؟...كلما تعلمت بسرعة و اكتسبت مهارات أكبر كلما أسرعت  خطوة للقاء شريكتي الجميلة التي سأشاركها سحر النجوم..."

لسبب ما.. ما قاله وهو ينظر لها كأنه يحاول اقناعها بشيء خطير جعل والدته تضحك و جعل تقضيبته هو تتسع و هو يتبعها بأعينه كيف تقهقه و تحرك رأسها بقلة حيلة تتفقد الطعام و كيف كانت الملعقة الخشبية تتحرك لوحدها داخل القدر تحرك الطعام ثم رآها تلتفت له بابتسامة تعيد بعضا من خصلاتها خلف أذنها و أعينها الزرقاء الجميلة لامعة تخبره:

" أنت لا تزال في السادسة ماغوس...أمامك وقت طويل لتجد رفيقتك....فالسحرة من النادر أن يلتقوا بالسايا في سن مبكرة...ذلك لأجل أن تتقن السحر أولا و بعدها تتقن مشاركته..."

أضاءت أعين ماغوس دليل على أنه سيستخدم سحره ثم و بمهارة و بطريقة بارعة قفز الصغير من الرف إلى الأرض كأن سحرا خفيا يمنعه من الوقوع من الارتفاع ثم نظر لوالدته بإصرار يرمش يعيد لون أعينه لطبيعته ثم يضم يديه لصدره بينما طوله لا يتجاوز معدتها و هو يقول بابتسامة واثقة :

" أنا لن أنتظر يا جميلتي...ما أن ألتقيها حتى أشاركها سحر النجوم...و متأكد أنه حتى ذلك الوقت أكون قد أصبحت ساحرا يجيد كل التعويذات...و طبعا السايا خاصتي ستكون جميلة جدا..."

أنهى ماغوس يهز رأسه بثقة يضم يديه لصدره كأنه شخص بالغ واثق من نفسه مما جعل والدته مرة أخرى تنفجر ضحكا عليه فغمز لها بابتسامة و هي حركة تعلمها من والده أيضا و ذلك لم يزد شيئا سوى جعل ضحكاتها ترتفع و هي تراه نسخة مصغرة عن والده لذا وضعت يدها على خصرها تجيبه بنفس البسمة الواسعة:

" صدقا أنا لن أستغرب إن فعلتها صغيري...فأنت تملك حماس والدك....حتى هو فعلها من أول يوم..."

بدا لماغوس كأنها تمدحه حين تقارنه بوالده...و لأنها توا أكدت له أن والده شارك سحر النجوم معها منذ أول يوم للقاءهم ذلك جعله مرتاحا فابتسم لها بصدق و أعينه تلمع ...

لقد حسم الأمر إذن...سيتبع خطى والده ...

لذا و قبل  أن يجيبها يؤكد لها ذلك ..وصل لوالدته اتصال ....

طبعا ليس اتصالا هاتفيا...

بل كان اتصالا سحريا يستخدمه السحرة من خلال إرسال رابطة مرئية تنعكس على السطح القريب من المراد التحدث معه...و بالتالي فقدر الماء الذي جهزته أمه لطبق آخر خرجت منه ذرات لامعة تتصاعد منه كسحابة شفافة ألماسية تكاد تلامس سقف المطبخ كأن قدر الماء مسحور ...فحاولت هي التخفيف من إبتسامتها لصغيرها و تقدمت نحو القدر و بحركة من يدها أغلقت كفها  فأزالت  الغمامة اللامعة و أطلت برأسها على الماء لتراه تحول فجأة كأنه شاشة يعكس منظرا لمكان آخر و يظهر لها صديقتها في منزلها و هي تركض خلف إبنها كي يدعها تنهي له ظفائره و تتحدث معها تقول :

" سامايرا هل أنت متفرغة ؟ هناك أمر مهم لنتحدث به صدقيني لقد تحدثت مع نساء منزل الأوفت و علمت مواضيع خطيرة جديدة لنتحدث بها..."

ابتسمت سامايرا لصديقتها تتحدث بحماس كأنها تملك أسرارا دولية خطيرة عن بقية جاراتهم في المنطقة و لا يبدو أن تمرد ابنها و هربه منها أزعجها أو أطفأ حماسها للنميمة حول ما سمعته من ساحرات منزل الأوفت المخصص لتدريب فئة معينة من الساحرات الشابات...

رأت سامايرا ابنها ماغوس يهز رأسه بقلة حيلة و شبح إبتسامة لطيفة على شفاهه كأنه أدرك ما سيحدث توا....فضحكت سامايرا عليه تراقبه يغادر المطبخ و التفتت هي لصديقتها....

لأنه أجل...ماغوس محق....ستدخل الآن في دوامة نميمة نسائية خطيرة ! من الجيد أنها ساحرة و لا يتحتم عليها القلق بشأن إنهاء الطعام !...

لكن في تلك الأثناء كان ماغوس الصغير يصعد الدرج اللولبي الخشبي الذي يقود لغرفته في الأعلى و الذي كانت حوافه تضيء برموز للسحر بألوان مختلفة كلما يضع أحد قدمه على الدرج...طبعا كانت تعويذات والديه لجعله يحفظ الرموز حين كان صغيرا جدا  لكن هذا ليس المهم....

لأن الساحر الصغير أثناء صعوده السلالم ابتسم باستمتاع و هو يمد يده داخل ثيابه يخرج ورقة تحوي عدة تعويذات و لكم أن تخمنوا من أي كتاب محرم سرقها !..

من الجيد أن والدته الجميلة كانت تركز مع الاتصال حين خرج من المطبخ و لم تنتبه للطاقة التي تصدر من تعويذات الورقة التي خبئها هو احتياطا قبل ساعات...

الآن عليه أن يجد طريقة ليغادر عبر النافذة هذه المرة ليلتقي برفاقه دون أن تعلم والدته...

ألعاب و تعويذات جديدة قادمة !...مرحى !

عودة للحاضر :

خرج ماغوس من شروده مبتسما بخفة حين تحركت كارما لي آن من مكانها تستدير للجهة الأخرى تواصل نومها تتنفس بعمق تجذب حواسه كلها لها فاستقام مكانه و بدل الركوع بجانبها جلس بجانبها على السرير بخفة في المكان الشاغر و أعينه تراقب كل إنش منها بينما عقله يفكر بشيء مهم الآن....حان وقت الجد  ...

شيء كان مترددا حياله و ليس واثقا من أن الوقت مناسب تماما له....لكنه سيفعله على أية حال لأنه يدرك أنه حتمي و أنه سيجعله مرتاحا في حال لم يكن قربها...

لذا ابتلع ريقه بهدوء و هو ينظر ليدها بتمعن و التي كانت ملقاة خلفها بإهمال ثم ألقى بتردده بعيدا ما أن أمسكها بخفة يحرص ألا تستيقظ و رفع هو كفه الآخر يضعه بجانب خاصتها ينظر لصغر يدها مقارنة مع خاصته...

حسنا هذه هي اللحظة....سيشارك معها سحر النجوم التسعة في يديه و الأمر لا يمكن التراجع عنه...لكن المويرا لا يعبث و دخولها لحياته ليس مزحة و بالتالي هو جاد حين فعله لهذا...

لذا أغمض أعينه يتنفس بعمق و داخل عقله كان يركز كامل قوته و طاقته على يديهما و بعدها همس بالتعويذة التي سيلقيها لأول مرة في حياته و هي التعويذة التي يلقيها كل ساحر لمرة واحدة في حياته بأكملها...تعويذة مشاركة سحر النجوم مع السايا...

From the pyramid to the pyramid
my loyalty to the rulers of the pyramid..
I ask the holy stars to bless this unholy scars
I , magus gzimus agas
share the magic of the stars with the Saya am blessed with from a far
may my powers serve her
and my desert be hers
and stars bless all and no less
This the oath of the nine stars to the night's sky
and I am the shadow of what preceded

من الهرم للهرم
ولائي لحكام الهرم
أسأل النجوم المباركة أن تبارك النذوب الغير مقدسة
أنا..ماغوس غزيموس آغاس
أشارك سحر النجوم مع السايا التي بوركت بها من بعيد
فلتخدمها قواي و تخضع لها صحرائي
و تبارك النجوم كل ذلك و لا أقل من ذلك
هذا عهد النجوم التسعة لسماء الليل
و أنا ظل ما سبق

السحرة أيديهم صنعت من سحر تسعة نجوم و النجوم و الليل رفقاء...النجوم هي السحر و الليل رفيقها كالظل لهذا السحرة يملكون السايا التي توازنهم...هم النجوم و السايا هم ليل السماء و لهذا أول خطوة لإتمام ختم العلاقة بينهما هي مشاركة سحر النجوم بتلاوة عهد النجوم التسعة لسماء الليل...

لذا و مع كل كلمة يقولها ماغوس كان يصدر من كفيهما المنطبقين ضوء أبيض مشع جعل جزءا من ظلام الغرفة يتبدد و يخرج بعده نفس الضوء من الجانبين كأن شيئا ما ينتقل أو طاقة ما تتحرك داخل يديهما... و حين أنهى إلقاء التعويذة و قلبه ينبض بقوة داخل صدره فتح أعينه ينظر لكفه بجانب خاصتها و يراقب النتيجة التي ظهرت...

ما تم رسمه على كفيهما هو تسع نجوم متوزعة على اليد تلمع و تحركت كأنها تسبح في يديهما على شكل دوائر.. ظلت تنتقل و تنتقل من يده ليدها ...ليده مرة أخرى ثم ليدها حتى استقرت على شكل خط واحد أفقي بحيث أربع نجمات في جهة كف كارما و أربع في جهته أما التاسعة فكانت بين يديهما نقطة مشتركة ...

أخذ ماغوس نفسا بطيئا يراقب ذلك يحاول إستيعاب ما حدث و تسللت إبتسامة لشفاهه ما أن ركز مع قواه و شعر بكارما أقرب إليه بطريقة لن تشعر هي بها كونهما لم يتما الخطوة الثانية التي تكون بموافقتها و وعيها التام...لكن شيء في أنها باتت تحمل نصف سحر نجومه داخل روحها جعل الدماء داخل جسمه تصبح حارة و قلبه يكاد يخترق قفصه الصدري...أما وشم الهرم الذي يتوسط صدره الشبه عاري كان يضيء برسوماته الغريبة تلك...

كارما لي آن لن تشعر بما حدث توا...لأنها خطوة غير رسمية و لم يتم ختم العلاقة بينهما بعد لكن هناك تغيرات ستطرأ عليها...ستطرأ عليها ما أن يصبح هو أقرب لها روحيا أو جسديا...لذا هو يأمل أن يكون قد صارحها قبل ذلك...

تغير في طاقته و قوة كانت تنبعث من وشم الهرم في صدره جعلته يبتسم و هو يراقبها تنام لا تعلم ما الذي يحدث الآن و في هذه اللحظة...

ففي هذه الليلة و في هذه اللحظة بالذات كانت أول خطوة يتخذها الساحر نحو قدره الذي بدأ مع سقوط أول ريشة و في القسم السفلي الأخير للهرم لمع حرف لم يسبق أن لمع من قبل...حرف السايا الخاصة بساحر الصحراء ...كان يرسم تلقائيا على جسد ماغوس دون أي ألم...فقط رسم لوحده يظهر بجانب إسمه في قاعدة الهرم و سيظهر الآن على جسم كل كائن خاضع للهرم..

كانت السمراء الجميلة الآن نائمة بعمق لا تدرك أن نجوما دخلت روحها توا و أن كل ساحر و كل كائن يحمل الوشم توا قد شعر بدخولها ضمن الهرم الذي يحكم عالمهم....

فقط و ببساطة تنام بينما الكثير من الكائنات حول العالم و الآن أحنت رأسها احتراما توا ترحب بأول سايا تابعة لساحر في الهرم...كانت نائمة بينما في الخارج مرت رياح رملية قوية جدا على كل الصحراء و داخل روح ماغوس كان يشعر بالطاقة التي تصله من الرمل و الصحراء و كل ما هو فوقها تخبره بطريقتها أنها تهنئ حاميها ...و العاصفة الرملية الغريبة التي كانت تحدث توا و صوت الرياح يسقط الكراسي خارج النزل و يحرك النوافذ كانت مجرد كلمات غير مسموعة لأرض استقبلت سيدتها الأولى توا...

كان الآن وحده و في هذه اللحظة يشعر في جسمه بكل التغيرات في الطاقة التي حدثت توا وهو يفقد لوهلة التحكم في طاقته لكنه لم يتحرك إنشا واحدا من مكانه بل فقط نظر لها و نظر لدقائق بصمت يستوعب انبهاره مما حدث ومن المشاعر التي ضربته توا ثم ابتسم...

ابتسم بأعينه المضيئة و بدأت كأعين أفعى خضراء لامعة في الظلام لكن خطورة أعينه كانت عكس رقته وهو يحمل يدها بخفة كمن يخاف كسرها و يقبلها بشفاهه بلطف بينما موجات من الهدوء و الراحة كانت تصله منها كأنه بات قادرا على تحسس بعض من مشاعرها توا..

فهمس حينها يمرر أنامله بخفة على ذراعها العاري و بشرتها السمراء اللامعة قائلا بنظرة من الإخلاص و السعادة داخل أعينه :

" مرحبا بك يا سيدة الصحراء..."

في أرض المجهول حين تلتقي الظلال ما تزرعه تحصده و السحر ليس إلا ظل النجوم....

الآن فهم سر ظله الخاص به...منذ البداية كان مقدرا له أن يلتقي بها في الصحراء...في أرض المجهول...لهذا ظل وحيدا لقرون...فقط حتى يحين الوقت و ينضم للهرم و يحكم الصحراء..كل هذا من أجل السايا...

و كانت الأجمل في أعينه...عليه فقط أن يجعلها ترى ذلك !

❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄

الحرارة مرتفعة.. الشمس تتوسط السماء و يوم صيفي آخر في أريزونا و في هذه المنطقة الشبه سكنية...أين يمكنك و من بعيد رؤية الحرارة تتصاعد من الأرض القاسية الجافة و كيف أن لا أحد في الخارج الآن...أغلبهم مرميين في منازلهم تحت المكيفات يحتسون مشروبات باردة دون شك...

على عكس كارما لي آن التي كانت خارجا تضع يدا فوق وجهها تحاول الإحتماء قليلا من ضوء الشمس و هي ترمي حقيبتها في المقاعد الخلفية لسيارتها ترتدي قميصا أبيض قصير يظهر خصرها مع سروال من الجينز و حذاءا أبيض رياضي أما شعرها الأسود المجعد فكانت تجمعه للأعلى و بعض من خصلاته تتمرد على وجهها...

عدلت بعض الأغراض التي كانت مرمية بإهمال على المقاعد و هي تنحني و حين اعتدلت مسحت يديها سويا كمن يمسح غبارا وهميا ثم نظرت للمكان أمامها بابتسامة و كيف أن الجو مشمس محاولة تجاهل حقيقة أنها تشعر بالحر الشديد..

قررت أن تغادر الآن أحسن حتى لا تتأخر لاحقا لذا أغلقت الباب الخلفي للسيارة و التفتت لتتفاجئ بوجود شخص خلفها اصطدم جبينها بكتفه و هو ما جعلها تصدر صوت تفاجئ تمسك جبينها و تعود للخلف تنوي الإعتذار من الشخص أيا كان حتى اتسعت أعينها بتفاجئ و إبتسامة تلقائية متفاجئة  تسللت لشفتيها و هي تقول :

" ماغوس؟...صباح الخير....ماذا تفعل هنا ؟...اعتقدتك غادرت"

قالتها تضع  يديها على خصرها بابتسامة تنظر له و لكيف كان مقابلها قريب جدا منها و أعينه الداكنة تحدق بها من أسفل خصلاته المبعثرة كمن يحدق بقلب بؤبؤ عينيها و ذلك جعل قلبها يخفق لكنها عضت على وجنتها تحاول منع نفسها من الخجل أمامه...

كان يقف مقابلا لها يضع يديه خلف ظهره كنبيل من العصور القديمة بنفس شكل ثياب الليلة الماضية . . أي سروال و رداء طويل مطرز لكن بلون بني فاتح هذه المرة و ليس الغامق كليلة أمس...و كالعادة لا شيء أسفل رداءه أيضا فيظهر وشم الهرم الغريب منتصف صدره و شيء إضافي هذه المرة كان قلادة بنية من الجلد تلتف حول رقبته...لا تعلم إن كانت موجودة أمس أم لا...لكنها رأتها توا...

" بما أنك كنت متشوقة لأخذ جولة حول المكان و بسبب أمس لم تحققي ذلك...ففكرت لما لا نفعلها اليوم...لذا هل تسمحين لي أن أكون مرشدك السياحي اليوم؟..."

قالها ماغوس بصوت هادئ و إبتسامة جميلة على ملامحه الغامضة و التي رغم كل شيء تمنحك نوعا من الراحة و الإطمئنان ناحيته ...أما حين مد يده لها مع نهاية كلماته شعرت بابتسامتها تتسع رغما عنها و كل شيء داخل عقلها تبخر توا و هي تقف أمامه و هو الفكرة الوحيدة التي تدور داخلها...

من التي كانت تقرر الرحيل توا ؟....حتما شخص لا يحمل إسم كارما لي آن....

لا تعلم لما لكن اقتراحه كأنه كسر شيئا في رغبتها للرحيل و جعل نوعا من لهب الحماس و السعادة يشتعل داخلها من جديد و قد ظهر ذلك في بريق أعينها السوداء و هي تمد يدها تمسك خاصته و تضحك باتساع تكاد تقفز مكانها و هي تقول :

" أنت لا تحتاج حتى لتقنعني في هذا...بالتأكيد أقبل...أعني إنه يوم في الصحراء مع وسيم مثلك و سيتسنى لي تحقيق حلمي و أخذ الصور التي أريدها..أليس ذلك رائعا ؟..."

أنهت كلمتها الأخيرة و هي تمسك يده و تميل برأسها بابتسامة و الخصلات المتمردة الصغيرة المجعدة التصقت بملمع الشفاه البراق الذي يزين شفاهها جاعلة من قلب ساحر الصحراء ينبض لأجلها...

و كل ما فكر به ماغوس أنه في كل القرون التي عاشها لم يواجه شيئا صعبا كصعوبة التحكم في نبض قلبه و الحماس و الحياة التي تدب في خلاياه حين ينظر لها عالما أنها كانت من خلق هو لأجلها ...

أجل...ليست هي من خلقت لأجله...بل هو الذي خلق لأجلها...يقال أن السحرة من أفضل الرفقاء في عالمهم و يعتبر من الحظ و العاقبة الجيدة أن يكون ساحر هو رفيقك...لأنهم يعيشون لقرون يتقنون سحر النجوم حتى يتقاسموه لاحقا مع المرأة  التي سيقومون بحمايتها و إسعادها طوال حياتهم...كانت توازنهم الداخلي الحقيقي...

كل الساحر ينبثق في الحقيقة من وجود السايا و هو ما يميزهم عن بقية الكائنات ممن يتشاركون التواجد نصفيا..

و مجرد معرفته أن المرأة التي خلق لها و التي شارك معها سحر النجوم ليلة أمس تقف أمامه الآن تبتسم له بجمالها...لذا كان من الطبيعي أنه لم يستطع التحكم بأنامله و هو يمد أصابعه التي تضم خواتمه الملونة الغريبة...و بإصبعين أبعد الخصلات التي التصقت بشفتيها و أعينه مثبتة هناك بنظراته الغامضة بينما إبتسامة كارما لي آن اختفت حين أخذها على حين غرة بحركته...

ارتجفت شفتها السفلى و هي تشعر بملمس أنامله على شفتيها يبعد الخصلات ثم يمسح ملمع الشفاه على طرفيهما كل هذا و هو يرفع أعينه صوب خاصتها ببطء و بعمق و هو يحدق بها كأنه يود تقبيلها و أن تحل شفتاه محل خصلاتها سابقا...و هذه النظرة جعلت قشعريرة تسري على كامل جسدها و هي تقف جامدة مكانها...

تتساءل هل لو قبلها الآن ستسمح له ؟...هل انجذابها المرهب و المخيف نحوه سيجعلها تسمح له بفعل ذلك ؟ هل تلك النظرة التي في أعينه تخبرها بأنه قد يقبلها لكن فقط ليمنحها من أنفاسه ستشفع له و لقلبها ؟...

أعينه كانت جميلة..ليست فقط بلونها و غموضها و جاذبيتها...بل لأجل اللغة التي تتحدث بها كأنه نشأ في زمن حيث اللغة الحقيقية كانت نبالة الأعين قبل نبالة الحركات...

كانت تعنيها حين أخبرته أمس أن كله جميل لأنها لم تحتج الكثير من الوقت لتدرك ذلك هي التي ملكت من الأصدقاء الكثير ممن أسقطوا الأقنعة مرارا و تكرارا ...و هو الذي يملك من الأعين ما تم سقيها بينبوع الصدق فصارت تسقط راحة و يخضورا...

شيء ما...نظرة ما...فكرة ما...إحدى الثلاثة كانت السبب في سحبه ليده و ابتسامته الخفيفة بلمعة أعينه الجميلة و التي تصبح أجمل مع ضوء الشمس...شيء من الثلاثة جعله يمتنع عن تقبيلها و لسبب غير معلوم هي ابتسمت لذلك كأنه منحها سببا آخر لتحترمه ..رغم أنها تؤمن أنه حتى لو قبلها ستظل تفعل المثل و لن يتغير شيء و هو أمر مبهر لو تعلمون...

رغم سحب ماغوس ليده إلا أنه لم ينسحب للخلف بل على العكس تماما..اقترب منها أكثر حتى كاد صدرها يلامس صدره فتوترت هي و ابتسم هو كأنه علم بذلك..

و لأنها كانت تقف منتصف جانب السيارة مد هو يده و فتح لها الباب كونه هو من سيقود..كل هذا و هو ينظر لها و رائحته امتزجت مع رائحتها و لا تعلم ما السبب الأحمق الذي جعلها تأخذ نفسا كأنها تستنشق شيئا من رائحة النعيم و تود تطهير رئتيها به و كل قطرة دم داخلها...

شعرت بحلقها يجف فجأة و من هذا القرب رفعت رأسها تنظر له و كيف كانت الشمس تنعكس خلفه و لوهلة تكاد تقسم أن الشمس كانت تقبله بلطف و هي ترى كيف كانت تنكسر أشعتها حين تلامسه من الخلف و رغم الشمس و الحر إلا أن قربه منها جلب معه برودة جميلة كجمال القفز في مياه البحر وسط يوم صيفي...

حمحمت كارما لي آن و كعادتها تحاول إخفاء توترها بالإبتسام و الثرثرة...لذا منحته إحدى ابتساماتها الجميلة و التفتت تستقل السيارة قائلة بسرعة و بحماس سرعان ما استخلصته من أعماقها :

" أوه...أنا متحمسة من الآن..كنت قد قررت أن أغادر اليوم مكتفية بما حدث أمس لكن ظهورك غير الكثير...بالمناسبة أين سنذهب أولا ؟...كم سنستغرق من الوقت في الطريق ؟...هل ستروي لي المزيد من القصص عن السحرة ؟...ثم ألا أكون بهذا أعطلك عن أشغالك؟.."

كانت تقول كل هذا بسرعة و هي تضع حزام الأمان و مع تساؤلها الأخير التفتت جانبها تنظر لماغوس لكنه لم يكن هناك فالتفتت يمينها بتقضيبة لتجد أنه لا يزال يقف مكانه يمسك الباب المفتوح و يحدق بها بهدوء و ذلك جعل ضحكة خافتة تفلت من بين شفاهها دون سبب و هي تلوح بيدها أمامه قائلة :

" أعلم....أنا أنسى نفسي أحيانا...أبي دوما يخبرني أنني أتحدث كثيرا حتى ينسى هو أن يركز معي...حين كنت صغيرة كنت أضطر لأعيد كلامي ثلاث مرات لاتأكد فقط من أنه سمعني و فهم أنني وسط الرواية التي ثرثرتها كنت أقصد كأس الماء الذي أود شربه فقط..."

ضربت جبينها بابتسامة تعترف بحماقتها و تنظر للساحر بابتسامة لطيفة جعلته يبتسم كذلك دون أن يجيبها و هي تعتقد أن ذلك هو السبب الفعلي لشروده ...لا تعلم أن ساحر السحراء كان غارقا فيها كما يغرق المرء في قلب الكثبان الرملية و أن أعينها السوداء ابتلعته كما تبتلع عاصفة صحراوية كل ما في طريقها و تقلب كل كيان رأسا على عقب...

منذ أول مرة رآها من بعيد متشكلة في كل ما يحبه...علم أن روحه البنية استلطفتها...و لم يعلم بل و نسي أن الأرواح لا تميل إلا لروحها الأخرى ...

أغلق بابها بهدوء و لأن نافذتها كانت مفتوحة انحنى يضع ذراعا واحدة يتكأ بها و ينظر لها مخترقا مساحتها مرة أخرى و متجاوزا حدود قلبها بمظهره الجميل في هذه اللحظة تسمعه يخبرها بنبرته الهادئة :

" من الصعب علي أن أفهم كيف للمرء أن يفقد تركيزه و أنت تتحدثين...أنت تسرقين ضوء النجوم حين تفعلين و حديث أعينك يرن أعلى من سمفونية الأرض و السماء و صدقيني من ينظر لها لن يستطيع أن يرمش..."

كيف توقف أنفاس ثرثارة بلهاء إسمها لي آن ؟...استعن بشخص إسمه ماغوس !..

فقط هكذا تمت سرقة أنفاسها منها مرة أخرى !..

رمشت كارما لي آن مرتين تلو بعض و فرقت شفتيها بدهشة تود و بقوة أن تضع يدها على قلبها أين تم سلب نبضاته توا ذاك الخائن ...تود أن تخبر قلبها أن يجد علاجا لهذا النبض كل مرة يبتسم فيها هذا الغريب و هو ينظر لعينيها لأن ذلك جميل حد الإيلام...

ما أن قال ماغوس ما قاله حتى ابتسم و هو يقف معتدلا يلقي عليها آخر نظرة ثم يبتعد يلتف حول السيارة ليتوجه لمقعد السائق تاركا إياها عبثا تحاول مسح جريمة ابتسامته في حق قلبها توا...

أين سيذهبان ؟ لا تهتم ...

هل سينتهي الأمر بها تقوم بأمور غير لائقة بسبب نظرات أعينه ؟..

ربما ؟...أعني من يعلم ؟..

🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬

مرحبا يا رفاق ❤❤

فصل جديد من ساحر الصحراء 😚

طبعا تأخرت...ضريبة مشاهدة مسلسل حلقة بعد حلقة 😭😭

لم أدخل للواتبادحتى أنهيت المسلسل😁❤

المهم ...تخيلاتكم المنحرفة الكلاونية ما نفعت للأسف..ارموها بعيدا😂😂😂😂 (أو أقول...لا ترموها 😏😏🙂🙂)

ماغوس شارك سحر النجوم معها و تبقت خطوتان😌❤

آمل أن بعض الأمور بدأت تتوضح مع تقدم الفصول 🙌❤

الفصل السابق تعرفتم على والده و الآن والدته...لمن يشبه ماغوس ؟😂😂

ظهرت لمحة صغيرة صغيرة صغيرة جدا عن منزل السحرة في لوغوس...تعمدت إخفاء وصف المكان لأسباب😏❤

حبيبنا ماغوس لا يستسلم واضح و ما شاء الله كارما ما أن يقول لها وسيم ما انطلقي تنطلق😂😂

أين سيذهبون و ما الذي سيحدث...ذلك أعتذر منكم مسبقا😂😂😂

المهم آمل أن يكون الفصل قد أعجبكم...خفيف ظريف..كان في الأصل جزءا من الفصل السابق لكن أخبرتكم أن بعض الفصول تم تقسيمها..لكن لا تقلقوا..الفصول القادمة أطول بإذن الله❤❤❤

أحبكم جميعا يا رفاق واحدا واحدا 😚😚

نلتقي في الفصل القادم غدا بإذن الله 😏

Queen of the Dark

Continue Reading

You'll Also Like

4.2K 575 6
أعلم جيّدًا معنى الرحيل، ومذاق الوحدة الآجِن. أعلم الانتظار والأمسيات الموحِشة، وكيف تبدو طرُقات البندقيّة لغير الأحِبّة، وما يعنيه أن تتمسك بيد خ...
11.9K 883 10
شاب في فترة تعلم عن ثقافات الدول الأخرى يرسله قدره إلى بوابة القارة السمراء البلد العربي المتواجد في أقصى شمال افقريا فيتعرف على تلك الثقافة الجديدة...
59.4K 3.2K 55
بقلمي (يارا). 2528 (قبل الميلاد) اقترب منها بـ هيبته و أمسكها من ياقة قميصها و أردف بلهجه مُخيفة :" اتعلمين كم سعره ايتها اللعينه ؟!". يارا :"يحلاوه...
ROBOT By Ü

Fanfiction

28.7K 2.6K 18
. لو أن الروبوتات نَطقتْ لصاحت -أطفِئوني- . ابتدت 10\3\2018 انتهت 21\8\2021 الساعة 10:10