تذكر دوما:
حين يسقط الريش البني...عناصر الهرم ستتغير...الساحر يحصل على المختار...و المويرا سيتغير من جديد...في عالم السحر الظل هو كل شيء...
.............................................................................
يقال أنه إن تأذى فنان سينتج عن ذلك تحف فنية..و كان الأمر يختلف من فن لآخر من حيث الدرجة...لكن العظمة كانت واحدة...
لذا كان من المنطقي أن لي آن كانت تجلس على ركبتيها تنحني بكامل جسدها نحو الأمام و بأصابعها المطلية بالألوان ترسم على لوحتها بعنف عظيم عكس نظرة أعينها التي تراقب حركة أصابعها ترسم اللوحة العاشرة لليوم دون توقف و دون إنهاك...
كان الجو حار شمسي تسمع صوت العصافير كما تستشعر أشعة الشمس تنعكس على ظهرها الشبه عاري و هي ترتدي فستانا حريريا بنيا قصيرا و تجمع خصلات شعرها الأمامية بقطعة قماش حريرية من لون فاتح كي تمنع تمرد خصلاتها فتحدث أعينها عن جنونها الذي تصبه في اللوحات...
مرت سبعة أيام...و في سبعة أيام بكت سبع ليال و رسمت سبعين لوحة...كلها بديانتي الأخضر و البني و تفقد شيئا من ملك اللونين...كانت لوحاتها السبعين التي نزفهم قلبها تفتقد جميعها أعين وجه ما...و بالتالي كانت فاقدة الحياة...
سبعين لوحة و سبعين محاولة فاشلة لرسم وجه ترسخ في ذاكرتها..خصلات لمستها أناملها و شفاه لمسها ثغرها و أياد ساحرة سكنت عقلها...كلها كانت فاشلة في الهرب من أنامل فن وصفها الكثيرون بالعظمة ما عدا الأعين تلك كانت بارعة كانت تتفوق براعة حتى على السعادة و هي تهرب من حياة لي آن ...
العزلة و الهرب من البشر ليست الحل دوما...ها هي هنا في منزل صيفي منعزل بعيدا عن كل بشري قد تتأذى برؤيته مع ذلك ليست منعزلة عن نفسها و عن أفكارها...أفكار المرء هي ما تقتله و ليس أيادي الغير...
سبعة أيام و ها هي توا تعلن هزيمتها السبعين هنا فجأة حين و بغضب ضربت كل الالوان تسقطهم على اللوحة و تقف مكانها بغضب و بفك منقبض تضع ظاهر يدها غير المطلية على جبينها و تلتف حول الغرفة بنظرة جنونية أو عبقرية تنظر لكل اللوحات السبعين المرمية بإهمال أو الواقفة على الجدار واحدة تلو الأخرى كلها لوجه دون أعين ...
غيرت الألوان...غيرت الفرشاة...غيرت اللحظة لكن الأعين كانت طعنتها الوحيدة لموهبتها و كلما تصل لهم تتذكر نظرة الإنكسار في عينيه فتنكسر شوكة عظمة فنها هناك و تنسحب كل جنودها مع لمحة فقط لأعينه المضيئة الغاضبة نحوها...
زفرت بقوة تتقدم حافية الأقدام و فستانها الحريري البني القصير يتحرك مع نعومة بشرتها السمراء و هي تسير نحو النافذة المفتوحة تحدق بالحديقة الجانبية الخضراء الصغيرة و بالحقول بعيدا مقابلها تنظر لهم بنظرة غير راضية على ملامحها و تقضيبة باردة على ملامحها التي تكون لطيفة عادة...

أنت تقرأ
ساحر الصحراء
Fantasyكارما لي آن رسامة عبقرية شهيرة..ذات مرة رسمت سبعين لوحة لأعين رجل غريب .. بعدها بأيام أتى ذلك الغريب و طرق باب منزلها.. أخبرها أنه مرشد سياحي و أخبرته أن أعينه جميلة..في تلك الصحراء ستقرر النجوم مصير السحر بينهما.. قصة خيالية قصيرة مكتملة .