سقوط الأسود 1 : شغف عين السماء

37.8K 2.9K 2.6K
                                    

تذكر دوما:

حين يسقط الريش الأسود..الحذر يلتف حول القلوب...قدر الساحر قد يتغير...في عالم السحر الظل هو كل شيء..

...........................................................................

مبتعدين عن البلدة الصغيرة و عن أرضية النزل...وسط طريق صحراوي بعيد هذه المرة كانت تقطع تلك السيارة الحمراء الكلاسيكية حرارة الجو بعد أن اتضحت الأراضي الخاوية...أرض المجهول.. في هذا الوقت المبكر الذي يفصل ساعتين عن الظهيرة أين تكون الحرارة في ذروتها ...

نوافذهما كانت مفتوحة و الهواء يخترق جو السيارة و يحرك خصلاتهما بينما أعينهما كانت غارقة بالتحديق حولهما...

منظر السماء الزرقاء...الأراضي الجافة الرملية و بعض الجبال الصخرية النارية و النباتات الصحراوية كانت اللوحة القابعة أمامهما لفترة...لسبب ما كان الفن يحيط بهما...فن الطبيعة و الفن المسكر لتانغو الغجر و الذي تمثل في أغنية إسبانية كانت تعرض على المذياع...

كانت كأنها خلقت لتلائم هذا الجو الصحراوي الهادئ في أرض قاحلة أين الموت و الحياة لغزان لا يمكن حلهما...هنا حلت هذه الأغنية كعلبة ألوان قديمة مغرية على ورقة رسم بيضاء فأفحمت الأعين...

قم بربطي بخصلات شعرك على زاوية سريرك
فحتى إذا انقطع الشعر سأمثل أنني لا زلت مقيدة بك

دعني أصلي فوق جسدك و في زاوية سريرك
و في اللحظة الأخيرة بيننا اهمس بإسمي و أنت تنظر لوجهي

فهمت هي المعاني لإتقانها اللغة و مع ذلك لم تتحدث...و فهم هو اللغة لعيشه قرونا و مع ذلك لم يتحدث أيضا...

قل إسمي...كان عنوان الأغنية ...و ما كان بينهما في الحقيقة كان يفوق مرحلة همس الأسماء بهذا الشغف...لسبب ما كان شعورا غريبا و هما يستمعان لها...و في نفس اللحظة و دون وعي التفتا كلاهما حدقا ببعض لثوان الرياح قوية تخترق السيارة السيارة تحرك خصلاتهما لكن لم تمنع لقاء الأعين بينهما و كيف التحم السواد خاصتها مع لون الجنة في عينيه...

و هذه المرة كان الإستسلام من نصيبها و هي ترخي رأسها على مقعدها تنظر له دون أن ترمش و حركتها بدت لطيفة له فابتسم يعيد نظراته للطريق بينما هي فقدت خاصتها على جانب رمشه...

أعينها مشغولة به و أيديها مشغولة باللعب بالسلسال الذي يلتف حول خصرها الأسمر العاري و الذي لاحظت انجذاب ماغوس له و كيف حدق به لثانية لثلاث مرات..كأنه يود النظر له و لكيف يلتف حوله سلسال ناعم مغري...لكن في نفس الوقت يمنع نفسه احتراما لها...يذكرها بالشعور الذي انتابها أول مرة حين و فورا أدركت أنه رجل محترم فقط من أعينه التي لا تميل النظر لأماكن خاصة...

ساحر الصحراءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن