سقوط الأبيض : دورة النجوم

88.2K 4.5K 4.5K
                                    

تذكر دوما :

حين يسقط الريش الأبيض حينها تدرك أن الوحدة في عالم السحر وهم و أنك دوما مراقب..الظل هو كل شيء..

..................................................................................

في مكان ما في أريزونا :

فوق الصخور النارية أين كانت كل درجة لونية منها تقسم أنها خطفت من لهب النار ...هناك و بالضبط عبثت الرياح الصيفية الحارة بالخصلات البنية المجعدة لرجل يحمل على كتفه نسرا ذهبيا ...

هو و النسر كانا أعلى القمة يحدقان بأعين حادة نحو الأسفل و الرياح تحرك الرداء البني للرجل كما تحرك ريش النسر..

الحرارة كانت شديدة الإرتفاع و مع ذلك هذا لم يزعج أيا منهما ...وقفة الرجل كانت ثابتة...يضع كلتا يديه خلف ظهره و لم يزعجه أن هناك طيرا من أخطر الطيور الجارحة فوق كتفه...بدا كلاهما توأمان أو إنعكاس لروح واحدة ...إذا التف الرجل لليمين ينظر النسر لنفس الجهة كأنه يود أن يكون عينه الخارقة بدلا عنه أين لا يمكن لعينه أن تصل...

ماغوس...كان الإسم الذي ستسمعه لو وصفت هذا المنظر لأي أحد ...رجل غامض يلتحف البني و يستقيم كتفه بنسر ذهبي يقابلان الغروب لتلفهما أشعة النار التي تسقي بها الصحراء فيطفئها ظل السماء ليلا...

رفع ماغوس يده و بسبابته فقط مسح على رأس النسر بهدوء دون أن ينظر له لأن أعينه الحادة كانت تركز على أراضيه..

نظر ماغوس للأسفل بأعينه الخضراء المزينة بكحل أسود و تعرقلها خصلات شعره التي كانت تتدلى كأنها تود حجب شيئ ما عنه متعمدة...لكنه كان يصر على النظر و التدقيق للصحراء الملتهبة حرارة أسفله...

التربة الرملية الجافة و الصخور وقت الغروب تصبح كلون النيران و هو يعيش من أجل هذا...

مسحت أعينه المنطقة بأكملها من هذا الإرتفاع كما لو أنه فعلا قادر على رؤية كل ذرة غبار في الهواء أو ذرة رمل على الأرض و حين ينظر ينظر كملك يراقب رعيته و مستعد للقتل من أجل روح كائن حي واحد في المكان...

كلما زادت الثوان من وجوده كلما كانت الريح حوله تصبح أقل حرارة فقط في الدائرة التي تحيط به..كأن الصحراء من أجله تنحني و تقدم البرودة قربانا له و لجسمه...و كانت هذه الحقيقة الأولى عن ماغوس...

كان ساحر الصحراء...هو يخدمها و هي تخدمه..كان الملك في أرض المجهول و هي العبد المجهول..في هذا العالم كل ما تحسبه جمادا هو روح قاسية فقط يصعب لمسها...و الملك الحقيقي هو من يحمي أرواح رعيته بأعين النسر التي تسكن روحا بنية و تسير ذلك يد صنعت من النجوم...

جذب أنظار ماغوس حركة قادمة من بعيد جدا و هو ما جعله و النسر على كتفه ينظرا لليسار دفعة واحدة كأنهما يودان رؤية مصدر الحركة الدخيلة في أرض كهذه وقت الغروب...

ساحر الصحراءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن