الحلقة الثامنه

5.8K 354 7
                                    

وقف ينظر لها باشتياق يعشر بتخبط.. خيوط تجذبه يميناً ويسارا.. أول ما رآها ود غرسها داخل احضانه ولا يهتم لأى شئ.. الزمان.. المكان.. الناس.. تأكد من شئ واحد انه وطوال تلك الفترة لم يفعل شئ غير؛يكابر... يعاند...يكابر على الاعتراف بأنه يشتاقها.. ويريدها بحياته.. يتذكر بكاءه يوم ذهابها نهائيا.. لم يبكى هكذا من قبل.. ولكن.. ربما قد فات الأوان قليلاً.

يمنع نفسه بقوة عن جذبها له واحتضانه باشتياق غير عادى وهو يردد بصوت أظهر لوعه واشتياقه:فاطمه؟!!

حالة تعجب رهيبه.. كان يفكر بها منذ قليل وهو بسيارته وعندما يدلف للمطعم يجدها امامه لحم ودم.

رفعت نظرها له واشتحن وجهها اكثر تتذكر آخر موقف بينهم... وأنه تقريباً طردها واهانها.. دعس عليها ولم يفكر حتى بالاعتذار.. وهى التى ظلت لليالى تحلم به تتخيله بطلها الوسيم.. لم يعتذر وربما لم يتذكرها.. من هى حتى يتذكرها بالاساس او يهتم بخاطرها الذى كسر.

لملمت شتات روحها وتحدثت ببعض الجهل :نعم؟ حضرتك تعرفنى؟!!

اتسعت عينيه بصدمه مرددا:فاطمه انا آدم.

فاطمه :سورى انا مش عارفاك.

تحدث حازم بغضب قائلا :هو فى ايه يا فاطمة؟

نظرت له هو الآخر وقالت ببرود :ياريت حضرتك ترجع ل ماااما عشان زمانها قلقانه عليك... وياريت بردو بعد كده حوارنا يكون رسمى يعنى في حدود الشغل مش اكتر.

انتبه آدم اخيرا لوجود رجل آخر لجوارها.. من شده اشتياقه لها لم يكن يرى سواهم هو وهى بالمكان.. نظر له بغيره كبيره وقال :انتى بقيتى شغاله مع حازم.

فاطمه : انا بس محتاجه حضرتك تفكرنى بيك لانى فعلا مش عارفاك.. سورى مضطره امشى.

خرجت سريعاً تاركه حازم مضطر قهراً الذهاب لامه.. آدم متسعه عينيه بصدمه أكبر مضطر أيضاً الذهاب لعشاء العمل المدعو عليه من قبل شركاء جدد.

يجلس بين الناس بقلب وعقل مسلوب.. يجلس بجسده فقط.

عادت لبيتها تبستم.. الرضا وشعور رد الاعتبار يغلب عليها.

لم تصدم بشخصية حازم الحقيقة كثيراً رغم إعجابها بهيئته واناقته.. لم تحبه يوما هى فقط كانت مبهوره.

الشعور الأعظم انها استطاعت اخذ حقها من ذلك الادم.. كأن الله ارسله اليوم وصنع تلك الصدفه كى يهدئ تلك النيران المستعره داخلها منذ ذلك اليوم.

من المفترض أن أحداث اليوم المتعاقبة كانت أكثر من كارثيه ولكن... لاتعلم من اين لها بهذا المزاج الجيد.. اول مادلفت للبيت اتجهت على الفور وبدون طلب من احد لحوض المطبخ.. قامت بجلى كل الأوانى المتراكمة بسرعه ونشاط على غير العادة.

انتفضت بقوه على صراخ نعيمه:يالهوووى... الحقووونى بنتى... بنتى جرالها حاجه.

فاطمه بخوف:مين.. مين... عاليه؟ عاليه جرالها حاجة.

بطل من رواية (كامله) Where stories live. Discover now