الفصل التاسع

8.9K 242 0
                                    

9

حمزة

الفصل التاسع

حياة بفضول : عاصفة الصحراء وهيروشيما ! دى شفرة صح

ليضحك حمزة ملئ شدقية وهو يقول بصوت عالى : اهلا بيكى فى المنظمة السرية ياحياة

لتشعر حياة بأنها لاتفهم شيئا مما يقول فتدير وجهها الى الطريق فى صمت يلاحظه حمزة فيقول : عمتى ثريا ونورا بنتها احنا مسمينهم كده عشان لما بييجوا عندنا بيدوكى احساس ان البيت متلغم وان فى حرب جواسيس بتدور فى البيت ، والاقى اللى بيتجسس عليا وانا بتكلم فى التليفون ، وساعات وانا بشتغل ، ولو امكن وانا نايم

حياة : طب وليه كل ده ، يمكن من خوفهم عليكم

حمزة بسخرية : بصى ياحياة عشان تبقى فاهمة كل حاجة من الاول  ،عمتى ثريا دى مابيهمهاش غير الفلوس وبس ، ورغم ان كان ليها ورث كبير من جدى ، ده غير اللى سابهولهم جوزها الله يرحمه الا انها ضيعت كل حاجة على المظاهر والفشخرة الكدابة ، لولا ابويا الله يرحمه وانه كان ساندهم كان وضعهم اختلف من زمان ، ودلوقتى انا بعمل معاهم كل اللى كان ابويا بيعمله احتراما لصلة الرحم ، بس هم طماعين ومابيشبعوش ، لو طالوا ياكلوا الفلوس كانوا اكلوها وبرضة مش هيشبعوا

حياة : ربنا يجازيك خير ، بس ليه هتسيب رقية تستقبلهم لوحدها

حمزة : لانهم على وصول للفيلا ، والنهاردة اليوم ده بتاعك ، هنروح نشترى شوية حاجات وبعدين هنتعشى مع بعض برة وبعدين نروح ، وادعى ربنا لما نروح مانشفش حد فيهم

ليصمت قليلا ثم يقول : حياة ، انا عاوز اطلب منك حاجة

حياة : اتفضل

حمزة : مش عاوزك تدى ودنك لاى حد يقوللك اى حاجة ممكن تعكر صفوحياتنا سوا ، يوم ماتسمعى حاجة ممكن تزعلك منى تعالى اسالينى وانا بوعدك من دلوقتى انى عمرى ماهكدب عليكى وانا كمان هعمل كده معاكى ……….اتفقنا

لتومئ حياة رأسها علامة الموافقة وهى تشعر بانها فى دنيا اخرى وعالم اخر ، فهى تكاد تشعر بالاغماء من قوة ماحدث فى يومها ، ومما قاله حمزة والذى لم يكن فى حسبانها ابدا ، ويأخذها حمزة ليشترى لها العديد من الهدايا والاغراض ليضعهم فى سيارته ويتجهوا بعد ذلك لتناول العشاء فى احد الاماكن الراقية التى تتميز بالخصوصية لروادها ، وبعد ان طلبوا الطعام جلسوا فى صمت لعدة دقائق كانت فيهم حياة شاردة فيما حدث وفيما سمعت وفيماهو آت وهى لاتدرى كيفية معيشتهم سويا لتشعر بالتيه ،ولكن عندما يتحدث حمزة تنسى كل ذلك وتندمج فى الحديث والضحك معه ، وعندما يصمت تعود لصومعة تيهها وارتباكها ، اما حمزة فكان يجلس فى صمت يراقب جميع سكناتها وحركة غابات الزيتون الذى بات لايستطيع التوقف عن مراقبتها ، يتمنى ان يدخل الى رأسها ، بداخل هذا الوجه الملائكى الذى يضيف اليه حجابها نورا وجاذبية ، ليتذكر كل السنوات الماضية عندما كان يجبر نفسه على عدم النظر اليها اثناء تعاملهم اليومى حتى لا يصدر عنه اى تصرف قد يجعلها  تشك فى نواياه او اخلاقه ، لكنه اليوم يمتلك كل الحق فى تأملها والتمتع بالنظر بل والتيه فى غاباتها دون رهبة او خوف ، ليقطع صمتهم النادل وهو يصف امامهم اطباق الطعام ليبدأوا فى تناول الطعام بشراهة شديدة فقد اكتشفوا شدة جوعهم ، فهم لم يتناولوا الغداء ، وقد بذلوا مجهودا كبيرا طوال اليوم

حمزةWhere stories live. Discover now