- بين. 7

137 27 41
                                    

"أفكاري المألوفة لا أُلفة فيها".

كثيرٌ من الأحيان نشعُر بالحُزن، البُهتان و الفراغ يتملّكُنا من جميع الجهات، لكن هل فكرنا في تلك الأوقات أن كُل الصعاب التي مررنا بها ما هي إلا خيرٌ من عند الله؟

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

كثيرٌ من الأحيان نشعُر بالحُزن، البُهتان و الفراغ يتملّكُنا من جميع الجهات، لكن هل فكرنا في تلك الأوقات أن كُل الصعاب التي مررنا بها ما هي إلا خيرٌ من عند الله؟...

أنا لا أقول أن لا نحزن أو أن نظل على مدار الساعة في مزاجٍ جيد مليء بالضحك لأن الحياة كالبيانو، المفاتيح البيضاء تُمثل البهجة و السوداء ترمز للحزن، الاثنان يُكمِّلان بعضهُما لكن إن عوّدتَ نفسك على البهجة فسيتبرمج عقلُك تلقائياً على ذلك و تغدو حياتك أكثر هدوء و راحة، أمّا إن اعتادتْ روحك على الكآبة فاعذُرني لاتهامي لك بالاجرام بحق نفسك...

الله خلقنا لا لأجل أن يُعذبَنا بل لأجل أن يختبرنا و يرى مدى صبرنا و قوتنا و هو دوماً يدُسُّ الخير في طريقنا حتى لو ظننا العكس.

موسى عليه السلام عندما وقع بين بطش فرعون و خطر البحر لم يتأفف و لم يحزن بل قال كلا إنّ معي ربيّ سَيهدين، نحن كذلك الأمر إن توكلنا على الله في جميع خطواتنا فهو تعالى لن يسمح لنا بالسقوط أبداً.

لا بأس أن تبكي أو أن تحزن لكن دوماً أخبر نفسك أنّك قوي لاستطاعتك على تحمُّل كُل ذلك و أنّك لا تزال صلباً لتحمُّل المزيد، ثق بنفسك و أحِبّها كما يلزم، اصنع لنفسك السعادة و لا تنتظرها من أحد و إن كُنت تشعر بالحزن و تحتاج أحداً تشكي له همومك فالجأ إلى الله تعالى فهو خير صديق و مُستمع لك و خير مُعالج لجراحك النازفة، سامح غيرك، ساعدهم و عامل الآخرين بلُطف و سيغدو مُحيطك ورديّ الملامح 💞.

مُذ كُنتُ صغيرة كانت أُمي تُخبرُني ألّا أبكي كي لا أُؤذي عيناي... كُنتُ أضحك بسبب جُملتِها تلك و كأنني كُنتُ أستشعر ما سأُلاقيه لاحقاً و يبدو أن حاساتي السادسة الملعونة لازالتْ تُصيب في كُل مرّةٍ تجتاحُني بها...

الأمر ليس و كأنَّني "أنا مُكتئبة، سأُقدِمُ على الانتحار أو ما شابه..." لأنّني و مع كُل تلك الاضطرابات التي تحوم داخلي إلّا أنني لم أُفكر يوماً بإيذاء نفسي، أما يكفيها كُل ما واجهته؟ إذاً فلِمَ أُؤذيها؟ أوليس لها حقٌ علي؟...

كُنتُ أُناجي المولى في ثنايا الليل أن يُفرّح نفسي الصغيرة لأنها تستحق الراحة و لو بشكلٍ ضئيل لا حصيد له...

نعم مازلتُ أُكافح لكنني لستُ على ما يُرام، أبتسمُ و أُخبِرُ من حولي أن كُلّ مُرٍّ سيَمُرّ و أنّ كُل شِدّةٍ سيُشدُّ وِثاقُ البهجة عليها و تغدو كما لو لم تكن يوماً، أخبرتُ من حَولي أن الأمور تسير بخير لأنني لم أشأ زيادة الصِعاب عليهم فلِكُلٍّ همٌ يكفيه...

الجميع سألني ما بالُ الحُزن يلوحُ على ملامح ما أخُطُّه من كلمات، لكنّهم لم يعلموا أنّ الحُزن يُضيفُ رونقهُ الخاص، أنَّهُ يأتي كسيدةٍ عجوز تُربِّتُ على الأيسرِ المُصاب و تلثُمُه بثغرٍ من بُهتان كي تضمحل بسمته...

لكن المغزى من ذلك هو صقلُ قوة التحمُّل لديه، لأنّ السعادة لا تُولَد إلّا من رَحم المُعاناة المُلتهب.
أن أظلّ أُردد لرُبما لستُ بخير لكنني على ثقة أن الأمور ستتحسن لأنني لم أُخلَق لأعيش عبداً عند البؤس، بل خُلِقتُ لأستمِرَ بالمُحاربة حتى آخر رَمقٍ من دماء المسرّة التي أسعى لها.
أنني إنسانٌ ضعيفٌ ينهار باكياً مُنتصف الليل لكنه يرتدي دِرع القوّة في الصباح و ينخرطُ بالكِفاح من جديد لأنّه على ثقةٍ أنّ لا مُحارب سُيهزَمُ طالما أنّه يُراهن بحياته على كفّ عفريت الكآبة الخاسر.

الإنسان بطبيعته الفطرية لطالما كان خليطاً من مشاعر مُنزوية، قاتمة، واهنة و دافئة لدرجة البُكاء...

لحظات الفقد ستستمر باللّحاق بنا كذلك الوحش الذي كُنا نهابه في طفولتنا، مهما مر على الشخص من ظروف هو سينهض من جديد بعد التعثر بحصى الصِعاب المُدببة، سيسقط و يجرح نفسه لكنه سينهض بالفعل رغم الندبة التي سترافقه طوال حياته...

لا بأس بأن تُخطئ، لا مَعرّة في ارتكاب الهفوات و لا غلط في أن تهرب طالما أنّك ستعترف بجراحك في النهاية و تتخطاها...

ذلك ما يجعلك كفيلاً بالبقاء على قيد الإنسانية.

كُتِبَ بواسطة: Benneix

ROWOONx 1Where stories live. Discover now