- مجهول. 19

94 15 22
                                    

أنا التي وُجدت بين التفاصيل، بين نصوص الكتب وكلمات الأغاني الحزينة الكلاسيكية، نجومك المنطفئة التي تنظر إليها وتتوهج حال رؤيتك، أنا موجودة حولك عندما تلتفت.

و من منّا لم تمر عليه صفعاتٌ آذته و صقلته؟

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

و من منّا لم تمر عليه صفعاتٌ آذته و صقلته؟

الدموع، الضحكات
الصفعات، القبلات
الصراخ، الأحضان
ذكرى وفاة، ذكرى ميلاد
احتفالٌ، كارثة
انكسارٌ و تصلب.

كل كلمة من هذه، نالت نصيبها من حياتنا
و مررنا بها، مع غربة أو مع مقربين.

لنتطرق إلى نقطة الولادة، الجانب الحساس؛ العائلة.

ملجأ الدفء والأمان، إلخ...

ماذا إن انقلبت عليك هذه الصفات، و باتت متعاكسة
مع عائلتك، التي هي ترادف الأمان، ولا أحد يستطيع حلّ مكانهم فيك لأن هذا ما زُرع فينا أطفال اليوم، من أجداد البارحة.

عزيزي القارئ... الذي قد يتهجم علي في أيّة لحظة
ليست كل عائلة، كعائلتك تكون ملجأ دفء وأمان للطفل
ليس كل والدٍ يستحق كلمة أب
وليست كل والدة تستحق كلمة أُم.

لا بأس! بل... هذا محزن، حرر شعورك
لا تكبته.

عندما تجرحك و تؤذيك والدتك، ستقول لا بأس! إنها أمي، حملتني تسعة أشهرٍ وأنا مدين لها
عندما يضربك والدك و يُهينك بحجة صقل شخصيتك وجعلك أقوى، ستقول لا بأس! إنه والدي، يتعب لأجلي ولأجل مُستقبلي...

عندما لا تتقبل وجودك عائلتك! ستقول لا بأس...
إنها لحظة غضبٍ عابرة.

سوف تستمر بصنع الحجج، إلى أن يتملئ داخلك بالندوب
مصدرها العائلة، التي كانت من المفترض أن تكون ملجأ أمانٍ لك...

و ماذا إن كانت عائلتك متفككة؟
والدةٌ فاقدة لأعصابها، أو والدة مهملة، أو والدة نرجسية، أو والدة ماديّة، في أيّة لحظة...
والدٌ لديه مشاكل بالغضب، مشاكل بالثقة في بناته، مشاكل في ضبط نفسه، والدٌ عنيف، والد شرّاب كحول، قاتل، مغتصب، معتدي...

أطفال مهددون بالغضب، أو الخطر في أي لحظة

وحبٌ مشروط، من العائلة.

هل ما زالت هذه العائلة مصدر أمان؟
من يفكر بانحياز و أنانية، وعائلته وردية لا تشوبها شائبة لا تجب!

سوف تمشي وأنت تملك كسورًا وآثار أذى سُببت من ملجأ الأمان،
إلى أن تصل لنقطة في حياتك
تختار فيها الأشخاص الذين تريدهم أن يوُجدوا في حياتك

الأصدقاء، الشُركاء
أو... الأحباء.

وماذا إن كانت نصف علاقاتك مسمومة؟
تزيدك أذى فوق أذى ملجأ أمانك؟

أصدقائك يدّعون أنهم أصدقاء في حين كونهم أكثر من يشعرك بالنقص حيال نفسك
أصدقائك يدّعون نفسهم أصدقاءً حينما لا يكونوا موجودين إلّا في فرحك و عند بؤسك يتلاشون.

وأنت تعطيهم، ما لم تستطع إعطاء نفسك
فقط لأنك تظن أن الخطأ منك.

أنت هنا لست الضحية ولا المظلوم
أنت هنا أيضا قد كسرتهم دون أن تعِ
و ربّما جرحتهم كثيرًا ولم تنتبه
ربما عن عمد، ربما كانتقام
ربما من باب المحبّة، لأنها عقدتك النفسية التي سببتها عائلتك!
عنفٌ ناجم عن محبة، ياللسخرية!
أوه، قصدي.. من أجل مصلحتك.

جمعينا خُلقنا من الأبيض والأسود.

منبوذ... ها أنت ذا
تقف أمام المرآة، تُركز في بؤبؤيك
تتذكر كل الأحداث
و تتمنى، و تتساءل
"لماذا وُلدت أنا؟ ليتني مت."

هذه الجملة كم مرة سمعتها من شخص؟
كم مرة رددتها أنت؟

فشلت علاقاتي العائلية
وفشلت علاقات صداقاتي
و فشلت في علاقة حبٍّ طائشة.

وجع، أذى، كسر.

متى سوف أستشعر حياتي وأستمتع بها،
وأكون راضيا عنها؟

دعني أذكرك
الأغاني، النجوم، السماء، الشمس، القمر، السُحب
المطر، الرعد...
تفاصيل الكُتب، الرياضة المفضّلة
أفلامٌ و مسلسلات..

مواعيدك مع أصدقائك التي قضيتها بضحكٍ
مسكة يدك ليد محبوبك.

التمرد والخروج من المنزل دون معرفة أهلك
تجربة نفس السيجارة لأول مرة.

شعور النشوة والجنون...

قضاء وقتك مع نفسك،
ترقص في غرفتك، تُعلي صوت الأغاني.

سفرتك لمديتك التي أحببتها
و تمشيك بمفردك.

طريق السيارة الطويل ليلا...

لماذا تجحد نصف لحظاتك؟

كل لحظة عشتها استشعرها، بما فيها من ألمٍ أو سعادة،
وبكل الأحوال الحياة تمضي، لا أحد يهتم لحزنك ولا أحد سوف يكون نصفك الثاني، استفق من حماقتك هذه!

سوف تركز أنك الوحيد الذي يستطيع احتواء نفسه بنفسه
والوحيد الذي يستطيع استشعار لحظاته.

كل شيءٍ مسألة وقت
وأنت تستطيع الاختيار؛
أما أنت تمشي مكسورًا
أو تصقل نفسك من كل ما حدث.

لأنك في نقطة تحولٍ كبيرة في حياتك أنت المتحكم
بالغًا باسم القانون،
لا مزيد من الحجج.

بنفسك تكمل نفسك
أنت الأبيض، وأنت الأسود.

كُتِب بواسطة: مجهول

ROWOONx 1Where stories live. Discover now