حينها أصبحت الطفلة التي فقدت براءتها.

وبعدها كنت في رحلة لتحقيق حلمي واستعادة براءتي التي سرقت.

التقطت ما أحب مجددًا، استمعت إلى الموسيقى الخلفية لدراما تدعى "تسجيل الشباب" كانت تلك أول مرة أنصت بها إلى الموسيقى بعد أن ابتعدت عنها لشهور، تلقيت علاجًا بطريقة ما واكتسبت مفهومًا جديدًا بمعنى احترام ذاتي وعدم مقارنة نفسي بغيري حتى لا أصل إلى الحضيض مجددًا.

عند هذه النقطة ما تزال نثرات من همسات نفسي متواجدة، أتدرون كيف سكتت وما عادت تجرؤ على الحديث؟

إحداهن قرأت روايتي "العير القوية" وقالت أنها بكت مرتين بسببها، قالت أنها تفكر بالشخصيات كل يوم، قالت أنني عظيمة لأن وصفي جيدٌ جدًّا، قالت أنه لا شيء أفضل من قراءة فصل جديد من الرواية بعد يوم طويل، أحبت عملًا لي، وأسكتت بذلك صوت احتقاري لنفسي ولأعمالي، مثلما كنت لها علاجًا كانت تعليقاتها اليومية تعالجني وتخفي جراحي جيدًا عن مرأى نفسي الهامسة بكل سوء.

نعم إنني أكتب وأنا سعيدة جدًّا في كل مرة أفعل بها ذلك
لكنني أتحطم كذلك كلما اشتركت في مسابقة لأجد لاحقًا أنني لم أفز بها، ونعم لم أفز إلى الآن لأنني لست بتلك العظمة التي قيلت عني، ولكنني أعلم بأنني بالنسبة للالشخص الواحد الذي صفق لي أكبر نجمة في سمائه لهذا السبب أستطيع أن أتنفس وأكف عن النظر إلى ظهر من أمامي ولو لوهلة.

لقد أصبحت مجددًا أحلم بأن أحتضن السماء.
وبذلك استعدت براءتي هنا، بسبب تقدير شخصٍ لي.

لذا سأكف عن التمني وسأبدأ بتحقيق شيء آخر يخرس صوت احتقاري لنفسي أكثر فأكثر…

لقد صُنفت كتاباتي أنها دون المستوى، لذا سأحاول أن أرتقي أكثر فأكثر…

لقد تحطمت كثيرًا حتى لم يبق مني شيء صحيح لكنني بطريقة ما… ما زلت أبتسم كأنني أملك العالم بأكمله.

رغم أن الصوت ما زال يهزأ من جهودي، لكنني أضحك عاليًا كأن قلبي أصم عنه، أتدرون لمَّ؟

لأنه من المهم أن نصبَّ جلَّ تركيزينا على ما يسعدنا، حتى عند أحزن لحظة.

أحزن لحظاتي حين قفز قلبي بسبب اشعار يحمل نتائج مسابقة ما، وأرتجف حينها بشدة، لكنني لم أجد اسمي هناك لذا ذهبت لأبكي في المرحاض، طبعا ليس لينتقم الشيطان العاشق منهم 😂 ولكنه المكان الوحيد المتوفر دون إزعاج، بكيت بحرقة لأول مرة! ليس لأنني لم أفز، بل لأن قلبي ارتجف حماسة دون أن يحدث شيء، ثم بعد أن هدأت عاودت قراءة ما كتبته فظهرت لي العديد من الأخطاء التي كنت على غفلة منها، ثم بعد ذلك صعدت درجة لأخرج من منطقة "دون المستوى".

وقد قرأت بعد ذلك القصة الفائز بالمسابقة بعد أن هدأ قلبي وما عدت حزينة، ولسخرية القدر كانت الشيء الذي أحتاجه، والذي أسكت الصوت الهازئ في داخلي ولو قليلًا.

تلك اللحظة كانت جيدة مقارنة بأخرى كانت الأسوء، هي التي فقدت فيها ثقتي بنفسي وحذفت كل ما كتبته فقط لأنني اعتقدت أنها شيء غير ملائم لأن يقرأ بما أنها لم تفز بأي مسابقة وبذلك أصبحت شخصيتي أشبه بالسايكو لأنني لم أستطع أن أفهم المشاعر أو أن أشعر بشيء واحد، خسرت مشاعري كليًا ولم أكن أستطيع أن أفهم البشر نهائيًا ولا حتى نفسي! كنت حتى أضحك على مشهد حزين…-ونعم أشعر أنني سأبصق على نفسي كلما تذكرت ذلك، قلبي يبكي كل يوم 😭-

لكنها كانت بداية لأفضل الأشياء التي كتبتها، بداية لأول خطوة تحمل الكثير من الثقل والخوف والنصب.
وكذلك بداية لسعادتي، ففي النهاية كل بحر وإن كان من الآلام والعواصف سيقودني إلى البر الذي أريد، وبر الأمان حين إذ كان استعادتي لمشاعري وتولد شعورٍ أعمق من الذي كنت أملكه سابقًا نحو العالم.

يسرى تتمنى دومًا أن يمر كل عسرٍّ عليكم بيسر، فقط تذكروا أن تركزوا على ما يسعدكم، حتى وإن لم تدخل فيكم السعادة كما اعتدتم -مثلي- لا بأس، ستأتي قريبًا.

حقًّا لا بأس.
ستأتي يا صديق، اصبر أو لا تصبر ستأتيك مغلفة بشيء لم تتوقعه قط.

أحبكم أكثر من الأمس وأقل من الغد 💚✨.

• كُتِب بواسطة: Vonnefeli7

ROWOONx 1Where stories live. Discover now