لم يتحمّل إنغراز تلك الأظافر في جلده، فهي تشّد عليه بجنون وبدأ يفقد قدرته على كبح الألم، مسك يدها وأبعدها بقوّة عن عُنقه وكانت ستعود بالتّطبيق عليه ولكن شد يدها بقوة وألصقها فوق صدرها واجبرها على الإستلقاء بعد أن دفعها على الوسادة وانحنى قليلًا لينظر لعواصف غضبها من خلال عُقدة حاجبيها وإحمرار وجهها وشدّها على جسدها وهي تحاول التفلّت منه ليتحدث بصوت غاضب ويثبّتها على هذا الوضع بعد أن ركلته: جنيّتي؟
حاولت تحريك يدها لتدفعه بعيدًا عنها ولكن عجزّت!: انت اللي جنّيت ونسيت نفسك ونسيت .......أنا من أكون؟.....أنا ما نيب رحيل......أنا رمادها يا ليث....رمادها.....

ليث حدّق في عينيها بتركيز وتحدي غريبين: إذا انتي رمادها فأنا الهوا اللي ببعثر هالرماد..فهجدي!

لم تتحمّل قُربه وحديثهُ الذي ينّم عن رغبته في السيطرة عليها صرخت في وجهه غاضبة: اطلع برااااااااااا.....مابي أشوفك.....اطلع الله ياخذك!

ابتعد عنها قليلًا لا يريد أن يكبّر الأمور من أوّل لقاء لهما قال لها: بنلتقي كثير.....والأيام قدامنا يا رماد ليث!

ثم خرج تاركها تشتمه ، وتدعي الله أن يسلبه روحه وراحته، تذكرت في لحظة عواصفها ما قبل ثمان سنوات ، تذكرت حديثه الذي يُصيب ويُدمي قلبها تذكّرت أفعاله التي تستنفذ طاقتها وتجرّد من عينيها النوم عانت معه وكرهت حياتها بسبب الإرتباط به، قرار الإرتباط به كان قرار خاطىء ولئيم هضمت حقّها من أجل سعادة العائلة والعائلة لم تهتم بها في أوّل كسرٍ لها، ارتجف جسدها وزاد الألم لم تنخرط وراء رغبات البُكاء أغمضت عينيها وحاولت الصمود ثم النوم ونجحت في ذلك!
.
.
.
بينما هو ابتعد عن المكان وذهب لسيارته ، شعر بالتعجّب من ردّت فعلها الوحشية ومن حديثها ونظراتها أين رحيل التي لا تجرؤ على النظر في عينيه حينما يقترب منها؟ أين رحيل التي تُهدّأ من الأوضاع لا تُزيدها؟ أين رحيل التي تحاول إبعاد نفسها عن الوسط المبعثر بهدوء دون أن تعثو بأعصابه؟ أين كل هذا؟
تلاشى وتبخّر في مبخرة السنين القاسية التي حرقته بالوطأ عليها بأقدام عارية لا تهتم بقساوة ما يطأ عليه حرقتهُ ولهبت جروحه بعد مرور شهور عدّة ، تلاشت حقًّا واصبحت رماد مخيف.....رماد يستطيع اقتلاعه وبعثرته ولكن يعلم سيتحوّل إلى ريح عاتية ....وعواصف لا خلاص منها....ضرب بجبهته على المقوّد.....كان غاضب والآن ازداد غضبه بشيء مضخّم..في الفؤاد....هو من صنعها على هذا البؤس وهذا العُنف هو من أحرق الجميع وجعل من رمادهم أذى يُبعثر حياته يُمنةً ويسرى
مشى سريعًا متجهًا إلى شقتها لن يجلس لوحده فالجلوس لوحده سيجعله يجن سيذهب هُناك ....وسيلغي حساباته القديمة....وسيلقّن تلك الأخرى درسًا على فعلتها الأخيرة......هو اليوم لقّن ركان درسًا جعله يكره بشكل كبير...ولقّن الأخرى أنه قادر على السيطرة على كيانها الضعيف دون يعي لتصرفاته....هو متهور ومصدوم مما آلت عليه رحيله!....مشى ..من أمام المستشفى وفي صدره ثقل....لا يعلمه إلّا الله ....لو كان ركان في ظروف أفضل مما هي الآن لذهب إليه ولكن يعلم ذلك الآخر لا يُريد أن يرى وجهه أو حتّى يسمع صوته!، تنّهد....وتذكر تداخل الأمور في بعضها البعض لهذا اليوم
اتصال محمد، ورغبة فيصل في الإنتقام منه، ركان وسوزان وحبهما المزعوم......رحيل ووجعها وتغيّرها الذي أخافه........تنهد لتلك العواصف جميعها...وسحب الهاتف....اتصل عليه يريد أن يخبره بأمر واحد وصريح

أحببتُ حُطاماً سبق أوانَ الرحيل Where stories live. Discover now