" كَيف حالهُ ؟ "

سألَ جونغكُوك بنبرةٍ حنونةٍ كمَا لو انهُ يُخاطب مَن شكَل الفحوى في سؤالهِ ، رَقت عيناهُ حباً وَ تنفس الصُعداء تزامناً مع تلكَ التنهيدة العَميقة التي حَررتها شفاهُ عمتهِ قبل ان تبُوح بالكلمات ..

" احياناً أصادفهُ وَ يبدو لي انهُ على مايُرام ، وَ لا اعلم صدقاً ان كانَ تغيرهُ مُنحسراً حولَ المُقربين اليهِ لكنهُ ازدادَ اشراقةً وَ حيويةً بعد كُل شيء "

تثاقلت انفاسُ جونغكُوك بعد ان رجفَ قلبهُ لفكرةٍ قد عكَرت صفوَ تسلسلِ بعض الذكرياتِ الى عقلهِ ، فـ أستقامَ اثرهَا من مكانهِ مُكتفياً بالجلوسِ على حافةِ السريرِ وَ فكَ قيد فضولهِ عندما اردف بنبرةٍ مَالت الى الرَجاء اكثَر من الحَيرة

" ألَـم يعُد مثلَ تِيتَان ؟! "

قهقهَت المَعنية وَسط مُحاولتهَا لسمَاع صوت الغرابي اثَر تشوشهِ الطَفيف ، وَ تنهدت سائرةً بخطَاها ناحيَة النوافذِ تُغلقها بعدَ ان تسَللت الى جسدهَا بعض البرودةِ في عَصرٍ غائمٍ

" سواءً أكُنت زحَلاً او المَريخ وَ سواءٌ كَان هُو تِيتَان او ديمُوس ، في النهايةِ هُو لَك انت .. لكَ وحدك! "

وَ خاتمةُ جملتهَا الصغيرة تلكَ كانت كفيلةً بالعَبث الشديد في دواخلِ جونغكُوك ، لقَد فكر بـ كيفَ انها اصَرت على نسبِ مُلكيةِ تايهُيونغ لهُ كمَا لو انها شديدةُ الثقةِ ؛ وَ تلكَ العبارةُ منهَا كانت كفيلةً بطَرد فكرةٍ اخذَت تعبثُ بحقارةٍ في عقلهِ ..

هَل باتَ تايهُيونغ خليلاً لأحدٍ غيرهُ ؟!

لكِن يبدُو وَ من حديثهَا انهُ تدارك الأجابَة القيمَة لتساؤلهِ ذاك ، مُتغاضياً عن حقيقَة ان عمتهُ لم تكُن تلتقي بـ تايهُيونغ كثيراً وَ ان كانت تفعَل فالأمر اشبهُ بالمُستحيل ان يبوحَ لها الأسمَر عن سِر ارتباطهِ بأحدهم ان كانَ صائباً ..

مَرت الساعاتُ سريعاً وَ انقضى يومُ جونغكُوك الأخير في واشنطن بسلامٍ ؛ هو لم يتمَكن من توديعِ امين المَكتبةِ العجوزِ وَ الذي يجلسُ في المُقدمةِ عادةً خلفَ مكتبٍ خشبي كلاسيكي التَصميم ، جونغكُوك لم يُودع استاذهُ المُفضل و الذي عُرف في الجامعةِ بـ لقبِ آينشتاين لأمتلاكهِ خُصلاً بيضاء طويلةَ كـ خاصةِ العَبقري ..

جونغكُوك اكتفى بالرَحيل بسلامٍ وَ تلهفٍ للعودةِ الى الديارِ حاملاً معهُ شهادةً ثقيلةً بـ تخصصٍ جليلٍ وَ ما اسماهُ من تخصصٍ؟ الفيزيَاء الكُونية ، لطالمَا طمح لهُ لأرتباطهِ بالفلكِ وَ الكواكب. وَالتي وُلِد من رحمِ محبته العَريقة لهَا مُستقبله ..

تِيتان | TKKde žijí příběhy. Začni objevovat