《Our first touch》

35 3 0
                                    


الألم سيجعلك تكتشف َموَاطِنَ الجمالِ في روحك و الخبايا في قلبك

أبتِ الغيومُ الداكنةُ أن تسمح لأشعة الشمس بالتسلل لغرفة
الشابة الماكثة بها ، تجهز حقيبتها في تذمر و قلق ، فهذا الجو الكئيب يعطيها
احساسا بأن القادم اسوء ، لا تعلم ان كانت الافلام التي تشاهدها السبب في ذلك أو ما نطلق عليه الحاسة السادسة .






ترجلتْ آفروديت عن الحافلة أمام المتحف المدون عنوانه على لافتة بخط عريض ،
كان لونه أسودا ؛ مزخرفا بخيوط ذهبية ، مبنيا على الطراز المعاصر
بحيث تجد ان اغلب جدران الطابق الاول زجاجية ، تعطي انطباعا بالحرية
و تسمح بالتمتع بمنظر الغابة المجاورة لهذا المتحف الغامض كما أَسْمَتهُ .

تبادلتُ التحية مع زملائي في العمل ثم قمت بفحص ما تم تحصيله في آخر عملية تنقيب بمنطقة كينلاين [kingline] ، حسب ما سمعت ، لقد
تم ايجاد جثة انسان بدائي لم يتسنى لها التحلل بعد ان دفنت تحت اكوام
من الثلج لسنين .

لم يكن بالمنظر المرغوب فيه لكنه يبقى افضل من تنظيف انياب ماموث او ديناصور .
لطالما شدني غموض التاريخ اليه ، و جعلني اعشقه و أرغب بدراسته ، بل و معرفة كيف كانت بداية النسل البشري و كيف عاشوا .
لم تغرني الصور و لم تشبع رغبتي و لهفتي البحوث ، لم أجد ما يحتويني و يجيب عن أسئلتي دون كلل أو ملل ، لذا فكان خياري الوحيد هو المتحف العريق و الذي يناهز عمره المئة سنة .
لكن للإنسان طاقة محدودة ، فلا يمكنني أن أجهد نفسي ، لذا ، علي أخذ قسط من الراحة خصوصا هذه الايام ، فأنا في فترتي الشهرية .

قطع حبل افكاري و إنجرافي صوت المسؤول ، لكن لم استطع فهم كلمة من حديثه
لانني كنت بالفعل قد نمت على الكرسي أو هذا ما أتذكره على الاقل .

صداع قوي اجتاح رأسي ، نبض في الجانب الايمن من جبهتي ، و لا انسى الألم المبرح اسفل بطني ، كأنني خضت حربا دامية . تجولت بعيني لأجدني جالسة بمقعدي ذاك ثم حولت نظري نحو التابوت الزجاجي امامي .

لم أستطع تحريك أصبع من أصابعي ، أو الرمش بعيني، حتى أنني فقدت قدرتي على النطق من هول ما رأيته .
أين تلك الجثة التي كانت ترقد ها هنا بكل أريحية ؟ من استبدلها بجسم شاب
لا يقل عمره عن سبع و عشرين سنة ؟

خطوة ، خطوتين، ثلاث ، أربع ... و ها أنا أمام هذا التابوت بعد أن استجمعت شتات نفسي و عزمت على تفقد هذا الكائن فهو سيموت اختناقا إن ظل محبوسا به .

تمتمتْ الفتاة المسكين في محاولة منها لتهديئ نفسها المرعوبة قائلة :

- إشتمي وردة ثم أطفئي شمعة يا آفروديت . سأزيلُ هذا الغطاء عن الفتى ،
و من ثم سأفرُ هاربةً . نعم ، سأفعل هذا .

أزحت الغطاء بحذر ، فانبعثت رائحة كأنها الياسمين في نعومتها ، مهدئة بشكل غريب ، أزالت عني الخوف بعضه ، و هدأت صداعي النصفي كله .

تأملت قسمات النائم أمامي ، لم يكن وسيما يغري الفتيات و الفتيان ، و لكنه ليس بشعا ينفر منه البشر .

ببطئ ، لذا قام بمد يده المرتجفة ، يرجو السكينة ، لقد كان الألم باديا على ملامحه ، و أنينه كسيمفونية يعزفها أمهر الموسيقيون .

مددت يداي أمسك بخاصتيه ، فسرت رعشة بكامل جسدي ، و عدت لأحضان الظلام و خطاياه .



مستشفى : renewed hope

- مؤشراتها الحيوية في حالة جيدة ، و لكنها في غيبوبة ولا نعلم متى ستستيقظ .
أكد الطبيب بشك .

- أرجو أن تعود إبنتك سالمة يا سيدة ليورس سيقوم المتحف بتعويضكم عن الخسائر، لكن هل عت...
قاطعت حديثهما الذي لم يبدأ بعد الممرضة بشيء من الهلع و الاستغراب :
-أيها الطبيب لقد إختفت المريضة ، بحثنا عنها ولم نجد لها أثرا ، كأنها تبخرت أو ابتلعتها الأرض من مرقدها .

●○●
●○●
●○●

كان استيقاظي أفضل هذه المرة ، ألم بطني خف قليلا ، و الصداع اختفى ، لكن السرير غير مريح و الحرارة مرتفعة ، و تسود الجو رائحة غريبة .
تحاملت لأجلس بعد إنقشاع الضباب عن رؤيتي ، فرأيت المكان بشكل أكثر وضوحا . غرفة متسعة ،قليلة التفاصيل ، جدرانها زرقاء بها نقوش غيوم ، مريحة للاعصاب .

- أين أنا ؟




You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Jun 19, 2021 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

♧ Hellivne || هيلايفن ♧Where stories live. Discover now