○
《الألم سيجعلك تكتشف َموَاطِنَ الجمالِ في روحك و الخبايا في قلبك》
●أبتِ الغيومُ الداكنةُ أن تسمح لأشعة الشمس بالتسلل لغرفة
الشابة الماكثة بها ، تجهز حقيبتها في تذمر و قلق ، فهذا الجو الكئيب يعطيها
احساسا بأن القادم اسوء ، لا تعلم ان كانت الافلام التي تشاهدها السبب في ذلك أو ما نطلق عليه الحاسة السادسة .•
•
•
•
•
ترجلتْ آفروديت عن الحافلة أمام المتحف المدون عنوانه على لافتة بخط عريض ،
كان لونه أسودا ؛ مزخرفا بخيوط ذهبية ، مبنيا على الطراز المعاصر
بحيث تجد ان اغلب جدران الطابق الاول زجاجية ، تعطي انطباعا بالحرية
و تسمح بالتمتع بمنظر الغابة المجاورة لهذا المتحف الغامض كما أَسْمَتهُ .تبادلتُ التحية مع زملائي في العمل ثم قمت بفحص ما تم تحصيله في آخر عملية تنقيب بمنطقة كينلاين [kingline] ، حسب ما سمعت ، لقد
تم ايجاد جثة انسان بدائي لم يتسنى لها التحلل بعد ان دفنت تحت اكوام
من الثلج لسنين .لم يكن بالمنظر المرغوب فيه لكنه يبقى افضل من تنظيف انياب ماموث او ديناصور .
لطالما شدني غموض التاريخ اليه ، و جعلني اعشقه و أرغب بدراسته ، بل و معرفة كيف كانت بداية النسل البشري و كيف عاشوا .
لم تغرني الصور و لم تشبع رغبتي و لهفتي البحوث ، لم أجد ما يحتويني و يجيب عن أسئلتي دون كلل أو ملل ، لذا فكان خياري الوحيد هو المتحف العريق و الذي يناهز عمره المئة سنة .
لكن للإنسان طاقة محدودة ، فلا يمكنني أن أجهد نفسي ، لذا ، علي أخذ قسط من الراحة خصوصا هذه الايام ، فأنا في فترتي الشهرية .قطع حبل افكاري و إنجرافي صوت المسؤول ، لكن لم استطع فهم كلمة من حديثه
لانني كنت بالفعل قد نمت على الكرسي أو هذا ما أتذكره على الاقل .
•
•صداع قوي اجتاح رأسي ، نبض في الجانب الايمن من جبهتي ، و لا انسى الألم المبرح اسفل بطني ، كأنني خضت حربا دامية . تجولت بعيني لأجدني جالسة بمقعدي ذاك ثم حولت نظري نحو التابوت الزجاجي امامي .
لم أستطع تحريك أصبع من أصابعي ، أو الرمش بعيني، حتى أنني فقدت قدرتي على النطق من هول ما رأيته .
أين تلك الجثة التي كانت ترقد ها هنا بكل أريحية ؟ من استبدلها بجسم شاب
لا يقل عمره عن سبع و عشرين سنة ؟خطوة ، خطوتين، ثلاث ، أربع ... و ها أنا أمام هذا التابوت بعد أن استجمعت شتات نفسي و عزمت على تفقد هذا الكائن فهو سيموت اختناقا إن ظل محبوسا به .
تمتمتْ الفتاة المسكين في محاولة منها لتهديئ نفسها المرعوبة قائلة :
- إشتمي وردة ثم أطفئي شمعة يا آفروديت . سأزيلُ هذا الغطاء عن الفتى ،
و من ثم سأفرُ هاربةً . نعم ، سأفعل هذا .أزحت الغطاء بحذر ، فانبعثت رائحة كأنها الياسمين في نعومتها ، مهدئة بشكل غريب ، أزالت عني الخوف بعضه ، و هدأت صداعي النصفي كله .
تأملت قسمات النائم أمامي ، لم يكن وسيما يغري الفتيات و الفتيان ، و لكنه ليس بشعا ينفر منه البشر .
ببطئ ، لذا قام بمد يده المرتجفة ، يرجو السكينة ، لقد كان الألم باديا على ملامحه ، و أنينه كسيمفونية يعزفها أمهر الموسيقيون .
مددت يداي أمسك بخاصتيه ، فسرت رعشة بكامل جسدي ، و عدت لأحضان الظلام و خطاياه .
•
•
مستشفى : renewed hope- مؤشراتها الحيوية في حالة جيدة ، و لكنها في غيبوبة ولا نعلم متى ستستيقظ .
أكد الطبيب بشك .- أرجو أن تعود إبنتك سالمة يا سيدة ليورس سيقوم المتحف بتعويضكم عن الخسائر، لكن هل عت...
قاطعت حديثهما الذي لم يبدأ بعد الممرضة بشيء من الهلع و الاستغراب :
-أيها الطبيب لقد إختفت المريضة ، بحثنا عنها ولم نجد لها أثرا ، كأنها تبخرت أو ابتلعتها الأرض من مرقدها .●○●
●○●
●○●كان استيقاظي أفضل هذه المرة ، ألم بطني خف قليلا ، و الصداع اختفى ، لكن السرير غير مريح و الحرارة مرتفعة ، و تسود الجو رائحة غريبة .
تحاملت لأجلس بعد إنقشاع الضباب عن رؤيتي ، فرأيت المكان بشكل أكثر وضوحا . غرفة متسعة ،قليلة التفاصيل ، جدرانها زرقاء بها نقوش غيوم ، مريحة للاعصاب .- أين أنا ؟
●
○
●
○
●
YOU ARE READING
♧ Hellivne || هيلايفن ♧
Historical Fiction♧♧♧♧♧♧♧♧♧ الأكثر غموضًا ومفاجأة ذلك الجيل من الرجال، الذين ينتمون الى حروب طويلة النفس ابتلعت طفولتهم وشبابهم دون رحمة، وحولتهم رجالًا عنيفين وسريعي العطب في آن واحد، عاطفيّين وجبابرة في الوقت نفسه، أولئك يخفون داخلهم دائمًا رجلًا آخر، لا أحد يدري م...