حكّ انفه: متى دوامك...
تحدثت بهدوء: سبع ونص...
نظر لساعته وكانت تشير الى الخامسة والنصف فقال: روحي له....الحين هو اتصل علي....يبيك.....اطلعي لهم من الباب الخلفي.....

تنهدّت هنا وتشعر انّها في مصيدة جديدة لا تستطع التخلّص منها، نهضت قبلّت رأسه لا تستطيع ان ترفض له طلبًا: طيب عن اذنك....
.
.

ثم مشت وفي قلبها وجع من ذكريات المواقف التي حدثت بينها وبين جدها وجدتها...لن ترتدي العباءة ولا حتى الحجاب...ستذهب لهم ببجامتها الكئيبة ككآبة ما تشعر به.......خرجت إلى (حوش المنزل) واتجهت إلى الجهة اليسرى ....للجهة التي تؤدي بها إلى الباب والذي يؤدي بدوره بها إلى منزل جدها ...تنهدت كثيرًا ....لا تريد أن تكرهه من أجل أمر جديد.....لا تريد قلق جديد....وقفت أمام الباب...لوهلة شعرت بالتراجع....ولكن ....اغمضت عينيها...لتستمد طاقة ضئُلت بداخلها.....ثم فتحته......ودخلت برجلها اليسرى......واقفلت ورائها الباب.....نظرت إلى الأرجاء........وقعت عينيها على النخلتين الجانبتين للجدار الذي عن يمينها...ونظرت إلى حوض المشموم التي تهتم بهِ جدتها شخصيًا......تنهدت....لم يتغيّر شيء ..سوى قطعت الحشائش الصناعية التي افترشوها على بقعة الأرض الواسعة......مشت......تعلم جدّها وربما جدتها ايضًا ينتظراها في المجلس الرجالي....مشت...وهي تفرّك بكف يديها بقوة........تتنفس بعمق ...تريد أن تهدّا من اضطرابات قلبها......وصلت إلى باب المجلس...رفعت يدها لتطرقه بخفة قبل أن تدخل....ولكن شعرت برغبتها في البكاء .....كتمت هذه الرغبة خلف أسوار ربيع الأزهار التي تتحرّك يمينًا ويسارًا مع هبّات الهواء المائلة للدف .....ازدردت ريقها ....ثم طرقته وهي تشد على بجامتها.....

اتاها صوته الغليظ: ادخل......
فتحت ردهة المجلس ببطء...اخذ صدرها يغرق ويطفو....بقلق....وضعت قدم رجلها اليُمنى على العَتبة......ثم دخلت للداخل....وقعت عينيها على جدها.......ازدرد ريقها....على قوله: دخلي يا دانة....

دخلت وهي تشعر بثقل وتخدر جسدها تهابه، تخاف من صراخه ومن نظرته الحادة اذا غضب لا تريد الجلوس معه تعلم سيوجعها على مبادئ الخوف عليها وانه اعلم بمصلحتها كما فعل قبل سنوات حينما أرادت تخصصها المكروه لديه....

وصلت اليه انحنت لتقبل رأسه ويده وهي تقول: اخبارك يا جدي؟
خرجت هذه الجملة بثقل وصوت مهتز...
هز رأسه: اخباري تسرك اجلسي...
جلست عن يمينه ثم نظر إليها بهدوء: اخبارك؟

دانة هزّت رأسها وهي تفرّك بيديها: بخير......
جدها نظر إليها ثم قال: اسمعيني يا دانة......انا ما نيب راضي على قطاعتك لنا....

هل نسى انه طردها يومًا وأخبر الجميع انه لا يريد رؤيتها هي لم تقاطعه هو من أجبرها على هذا دون ان يحس!

أحببتُ حُطاماً سبق أوانَ الرحيل Where stories live. Discover now