الفصل الخامس والأخير

651 76 281
                                    

اياً كان السبب .. انا خائفة .. لا اعلم اي نوع من العذاب هو ما تعانيه ، ولا اعلم ان كنت انانية بأفكاري ومشاعري ولكن .. دعنا لا نبحث عن جسدك اكثر ....
دعنا نتوقف هنا ونتابع حياتنا متناوبين على جسد واحد ، سأمنحك مساحة في جسدي للأبد فقط لا تتركني ..!

اعتقد ان شيئاً من افكاري هذه تسرب اليه على حين غرة مني بينما كنت سارحة في لج افكاري فتوارت ملامحه خلف الصمت والسكون للحظات بينما تكاثفت دموعي في سجن عيناي احاول منعها من الانهمار
لا يجدر بي ان اكون انانية بهذا القدر ؛ اعلم جيداً مقدار معاناتك وضياعك ، اعلم انك لست مرتاحاً بالعيش كروح عالقة بين السماء والأرض
واعلم انني احبك حد الاحتياج ؛ احبك حد التعلق حد التملك ، احبك بأسمى انواع المشاعر وأكبرها قدراً وأعظمها معنى
واعلم ان حاجتي لك تساوي حاجتك للعثور على ذاتك وشق طريقك نحو قدرك فمن انا لأقف بوجهك ؟!

نفيت برأسي ابعد تلك الأفكار عني وابتسمت بخفوت لأخفف عنه ثقل ذلك الشعور بينما تكلمت : دعنا نبحث بين حاجياتك لعلنا نعثر على شيء ينفعنا ، ان كنت محتجزاً في احد كبسولات التبريد فلابد من سبب لذلك

أشار بالموافقة وتقدمني ليبدأ البحث بين حاجياته عن اي شيء له صلة بالبحوث التي كان يعمل عليها
أخرج جهاز حاسوب ليتكلم بينما يحاول فتحه : لعلني اجد فيه شيئاً

اقتربت منه بانتظار ان يفتحه ؛ وبالفعل تمكن من فتح الجهاز بسهولة فلحسن الحظ لم يكن يحتوي على رمز للدخول
قلب بين الملفات باهتمام بالغ حتى وصل الى ملف كان محفوظاً باسم والدي مما جعل ملامحي تتعجب وانا اشير له بفتحه ففعل
كل المعلومات التي يحويها الملف تتحدث عن نظرية حفظ الخلايا الحية بالتبريد التي كان يعمل عليها هو وابي على ما يبدو
لكن ما حل علينا كالصاعقة هو معلومات غريبة كانت تشير الى تورط عمي بقضايا غير شرعية باستخدام تلك البحوث
كما عثرنا على فيديو مرفق بتلك المعلومات فشاهدناه لتتحجر ملامحي وتتراقص الدموع بفخر على وجنتي

يحتوي ذلك الفيديو على تسجيل لحوار بين ابي وعمي يعود لقبل ثلاث سنوات ويبدو ان الحوار اشتد بينهما مما جعل عمي يثور غضباً ويغادر المكان ساخطاً
ثم يتلوه تسجيل اخر حيث قام عمي بالعبث ببعض المواد الكيميائية المتواجدة في مختبر ابي وبعده بوقت قصير وصل والدي ليشرع بعمله وحينما استخدم تلك المواد بدأ يسعل بقوة كما لو انه يشعر بالاختناق قبل ان يسقط أرضاً فاقداً للوعي
وعندها تدخل رجل متوسط الطول متناسق الجسد وهو يسرع اليه محاولاً انجادة وعندما ظهرت ملامحه على الشاشة اتضح انه كان دونغهي بنفسه لكنه وصل متأخراً ليفقد ابي اخر انفاسه بين يديه ..

ما تعنيه هذه التسجيلات ان ابي لم يمت متأثراً بخطأ في استخدام المواد الكيميائية كما ظننا ، وانما قتل بتدبير متعمد من عمي !
قلبي .. أشعر انه على حافة الانهيار ، اي نوع من الأكاذيب هو الذي كنت اعيشه حد الان ، اي نوع من الطمع هو ما سيطر على البشر ليصل بهم لقتل بعضهم البعض بسبب جشعهم ؟!
هل وصل الأمر للأخ بقتل اخيه فقط من اجل المال !!!

" الروح || Soul  "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن