١٠

79 20 35
                                    

مرَّ أسبوعان كامِلان!وقتٌ كافٍ لِتزدادَ الأُمورُ سوءًا بالنسبةِ لِصحةِ ستيفاني، لقد كانَ وقتًا عصيبًا تمرُ بهِ العائلةُ بأكملِها

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

مرَّ أسبوعان كامِلان!
وقتٌ كافٍ لِتزدادَ الأُمورُ سوءًا بالنسبةِ لِصحةِ ستيفاني، لقد كانَ وقتًا عصيبًا تمرُ بهِ العائلةُ بأكملِها.

بالأمسِ كانَ ميعادُ الجَلسةَ الثانيةَ لستيفاني.
أصبحَتْ جُرعةُ الكيماوي أشدَ قوةً عَن السابِقةِ؛ مما جعلَ ستيفاني تَعودُ مِن المَشفى خائرةَ القوى!
لقد نقصَ وزنُها بطَريقةٍ بَشِعة، ملامِحُ وجهِها غدَتْ ذابلةً وبشِدة.. مَن يراها الآن لن يتعرَّفَ عليها مُطلقا.

ريانا وريان؟ حالتُهما لا تقِلُ ألمًا عن ابنتِهما.
لقد بَدأتْ خُصيلاتُ ستيفاني تتساقطُ بالتدريجِ كُلما مشطَتْها! وبالطبعِ كانَ مُكتشِفُ هذا الأمرَ هو ريانا!
عِندما كانَتْ تُحمِمُها ذات مَرةٍ قبلَ الجَلسةِ الثانيةِ، وجدَتْ أنَّ ستيفاني قد خفَّ شعرُها لِلغايةِ عن آخرِ مرةٍ حممَتْها فيها.. مما دفعَها للشعورِ بالشكِ والقلقِ مِن أن يكونَ ما جاءَ بعقلِها سيحدثُ عمَ قريب!

بالفعلِ، لقد أتى لها ريان في اليومِ الموالي.. وقد كانَتْ تعابيرُ وجهِه غيرَ مَقروءةٍ بالمَرةِ!
حاولَتْ ريانا أن تسألَه عن السببِ، فأدهشَها عِندما رفعَ لَها يدَه التي تُمسِكُ بشعرِ ابنتِه!

صُعِقَتْ هي حينها، ظلَّتْ تبكي بجانبِه في حسرةٍ على حالِ ابنتِها!
وهو؟ لم يُبدِ أيَّ ردةِ فِعلٍ تُذكَر، لقد أتخذَ الصمتَ حليفًا لَه في هذا المَوقفِ الذي لا يُحسَد عليه.

الآن، لقد كانَتْ والدةُ ريان؛ السيدة سامنثا، تقومُ بتحضيرِ الطعامِ برفقةِ ريانا.
ريان للتوِ قد عادَ مِن عملِه الذي حصُلَ عليه مؤخرًا بعدَ أن تركَ السابِق، بينما ستيفاني كانَتْ تقفُ أمامَ المرآةِ وتناظرُ انعكاسَها بحُزنٍ يظهرُ جليًا على وجهِها!

ترقرقَتْ عيناها بالدموعِ، لقد مشطَتْ شعرَها بإعتياديةٍ أثناء لعبِها، فتفاجئتْ أنَّ كُتلةً كبيرةً مِنه عَلِقَتْ بينَ أناملِها!
هرعَتْ إلى الأسفلِ راكِضةً بخوف، وقفَتْ أمامَ ريان وسُرعان ما بكَتْ بألمٍ ريثما تتشبثُ بقدميه!

"أبي، لقد وضعتُ يَدي في شَعري بالصُدفةِ، ولَكِن الكثيرُ مِنه قد وقعَ!" انتحبَتْ ستيفاني بهلعٍ وهي تُبعدُ وجهَها وتنظرُ لوجهِ ريان المُنصدِم.. ما العملُ الآن يا تُرى؟

"أنا أُحِبُ شَعري كثيرًا للغايةِ، أبي! إنَّ جميعَ أصدقائي كانوا يشعرون بالغيرةِ مِنه.. هَل سأفقدُه كُله؛ بسببِ غيرتهم؟" تحدثَتْ ستيفاني بصوتٍ طفوليّ مَمزوجٍ ببُكائها.
جثى ريان على كلا رُكبتيه أمامَها، كوَّب وجنتيها المُتوردتين أثر البُكاءِ بينَ يديه.. وسَريعًا سألَ بجَدية:"أتعلمين أنَّه عِندما يتساقطُ الكثيرُ مِن الشعرِ؛ ينمو الكثيرُ مِنه في المُقابلِ؟".

"لِمَ يسقُطُ مِن الأساسِ إذا كانَ سينمو مِن جديد؟" عقدَتْ ستيفاني حاجبيها ببراءةٍ شديدة، ليصمُت ريان غيرَ قادِرٍ على إعطائها حجةٍ أُخرى!

"لأنَّه بينَ الفنيةِ والأُخرى، تأتي مَلكةُ الشعرِ وتأخذُ الشعرَ البَشِعَ مِن الفتياتِ، ومِن ثُمُّ تمِدهُن بالأجملِ مِنه!
وإذا كانَ شعرُكِ جميلًا مِن الأساسِ، هي ستأخذُه؛ كي تضعَ عليه مسحوقًا سحريًا يجعلُه أجملَ بكثيرٍ عمَّ كانَ.. هَل فَهمتي الآن؟" كانَ هذا الكلامُ خارِجًا مِن ريانا، والتي استمعَتْ إلى كُلِ ما قالَتْه ستيفاني لوالدِها بتأثُرٍ مزَّق قلبَها.

"هَل هذا يعني أنَّه إذا تَساقطَ بسُرعَة، سينمو بسُرعَةٍ أيضا؟" تساءلَتْ ستيفاني بعينين مُتسعتين، لتومئ لَها جدتُها بالإيجابِ، وتقفزُ هي عاليًا مِن شدةِ سعادتِها.

"أنا سأظلُّ جَميلةً كما كُنتُ وأكثَر، مَلِكةُ الشعرِ ستجعلُ مِن شعري أفضل.. هذا رائع! لقد ظننتُ أنَّني سأفقدُه للأبدِ؛ لذلك بكيتُ كالأطفالِ!" صاحَتْ ستيفاني في البدايةِ بحماس، فمهما حدثَ؛ سيظلُّ عقلُ الأطفالِ كما هو!
وبالنهايةِ هي قد بررَتْ سببَ حُزنِها بحرج، ليقهقه الجميعُ عليها وعلى لطافتِها.

إحتواءُ ريانا وريان في هذهِ الفَترةِ لستيفاني، شيءٌ مِن المُهمِ حدوثُه!
لذا ها هُما يُحاولان، وكَم يتمنى كلاهُما أن تظلَّ ستيفاني بهذهِ البراءةِ واللَطافةِ ولا تحزن، أو يحدثُ لَها مَكروها!

قدَر | SRKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن