|مُقدمة|

95 12 5
                                    

إحدي الأسواق الشعبية بِـ طوكيا، اليابان
_____

كان جالسًا في إحدي زوايا ذلك الشارع الذي يعج بالأطفال التي تلعب بالكورةٍ، بعض النساء التي تجلس وأمامها أواني كبيرة تغسل بها بعض الملابس المهترئة.

ذلك التقاطع معروف بالسارقين وقُطّاع الطرق والقاتلين المأجورين، فذلك الشارع هو الوحيد الذي لا يستطيع الضباط وسيارات الشرطة المرور منه.

كانت في يدهِ شطيرة يأكل منها بنهمٍ، فهو لم يأكل اليوم بأكمله، وعلى حين غرةٍ ودون شعورٍ منه سقطت الشطيرة من يده بسبب تلك الكُرة التي اصطُدمت بها.

رفع نظره وهو يحدج هؤلاء الأطفال بغضبٍ، أقترب منه إحدي الأطفال فأمسكه الأخير من تلابيبه صائحًا:

«ألا تري أيها الأعمي؟، ألا تري تلك الشطيرة التي بين يدي.»

دفع ذلك الصبي علي الأرض بكل قواهِ حتي اصطدم الصبي بتألمٍ، عاون رفقاء الصبي علي القيام ثم وفجأتًا صرخ الآخير بصوتٍ بحادٍ قائلًا بلكنةٍ يبانيةٍ:

«أخي هيروشي ذلك الرجل قام بضربي»

قام الأول من على مقعده ليتفجأ بعددٍ مَهولٍ من الرجال أمامه، جميعهم يحملون أسلحة بيضاء وملابس متسخة مهترئة، كان أحدهم يقترب منه وتوقع أنه "هيروشي" أخو ذلك الصبي ؛لإن ملامح الغضب والمقت تجلت علي وجهه، شعر الأخير إنه قاب قوسين أو ادني من الموت فأغمض عيناه وجسده يرتعش قائلًا في سره:

«للأسف زين ستموت أعزب و تعيس العمر بأكمله، كان يجب علي أن أتزوج بـ جيجي يا لغبائي!»

فتح عيناه ليتفجأه بأخو ذلك الصبي علي حد الألتصاق به ،أغمض الأخير عيناه مرةً أخري وهو يرتعش قائلًا بخوفٍ:

«علي ما أعتقد يجب علي أن أهرب.»

أستدار زين في أقل من ثانية للناحية المعاكسة وركض بأسرع سرعة لدية، كان هيروشي يركض خلفه هو وأولئك الرجال من خلفه حتي الأطفال الصغار، صرخ زين وهو يركض وألقي نظرةٍ خاطفةٍ للخلف:

'يا للهول أهم يتكاثرون أم ماذا ؟".

ركض زين إلي أن ولج إلي إحدي الأزقة الصغيرة ، استند بقدمه علي احدي مواسير الصرف الصحي ليصعد علي الحائط ويركض على سور الحائط، مسك بيده تلك الصخرة البارزة من الحائط الذي امامه ليرفع جسده للأعلي ثم أمسكه بيده الأخري ليصعد-بعد شق الأنفس- لسطح المنزل الذي أمامه.

أستدار برأسه ليجدهم خلفه ليركض بأقصي سرعة لدية على سطح المنزل الذي أمامه، كادت قدمه أن تنزلق ليمسك بكل قوته بسور السطح بكلتا يداه، صعد مرةً اخري ليكمل ركضه، ألقي نظرة للخلف ليراهم إذا كانوا يتابعوه أم ماذا ،لم يشعر بتلك اليد التي امسكته من ملابسه لتدفعه لداخل ذلك الباب الموجود بالسطح.

أستدار برأسه ليجد ذلك الشاب الذي لم تتغير ملامحه يومًا، وجهه الدائري وعيناه البُنيتان الواسعة، شفتاه الكبيرة وبشرته القمحية، حتي تلك الندبة بجانب حاجبه ماذلت بمكانها لم تختفي، تغيرت فقط قَصة شعره ليُعيده للخلف ويقصه من الأطراف،ولكنه احتفظ بلامحه القوية وعضلاته الكبيرة ومنكبيه العريضان.

كمم الأخير فمه وهو يهمس بهدوءٍ:

«أهدأ ، لا تخاف.»

همس زين بترقبٍ وهو يستدير برأسه ثم يلقي نظراته إليه:

«كيف أتيت إلي هنا ميشيل، كيف علمت أنني بطوكيو؟.»

ابتسم ميشيل إبتسامة خبيثة وهو يرمقه بتهكمٍ:

«لي أعواني ، أنا اراقبك من اول يوم أتيت فيه إلي طوكيو»

تنفس زين بغضب، هو يكرة شعور كونه مُراقَب او تحت النظر، هتف بتهجمٍ:

«ماذا تريد ميشيل حتي أعود منزلي»

أبتسم ميشيل بسعادةٍ ورفع رأسه بنصرٍ مُردفًا:

«هناك عملية سرقة بخمسين مليون دولار، ما رأيك؟»

_______

|يُتبَع|

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 13, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

prefect crimeحيث تعيش القصص. اكتشف الآن