✓الفصل السادس:القصر الياقوتي

639 115 34
                                    

"اين انت يا أمي ؟! هذا ليس مضحكا فلْتظهري!!"

بعد أن يإِس الصغير من البحث، توقف وسط ذلك الحقل الفسيح وهو يفرك عينيه باكيا..

ولم تستمر تلك اللحظة طويلا.. ظهرت إمرأة شقراء تسير بفستانها الاحمر إتجاه ذلك الصبي، ووضعت يديها النَّاعمتين على كتفيه
ثم بدأت تهمس في أُذنه :"لا تبكي..هذه مجرد لعبة، وانا لن أتْركك أبدا..."
~~

لم يَمش الأمير مع الفرسان نحو المجهول لمدة طويلة، ولكنهم إسْتغرقوا ثلث الساعة، مدة كافية لِتجعل جوليان يفكر في ما مضى..
«لا، هي لم تقتله بالطبع. أنا واثق.. ولكنها بدت ثائرة جدا؟ وحتى لو كانت بريئة فلن تسامحني لأني كذبت عليها مجددا..كما أني سأموتُ في هذه الأرض الغريبة وسط هؤلاء.."

حطت أَقدامهم في منتصف طريق الى قمة جبل وعر ، وقام أحدهم بدفع الصخور عن بقعة مميزة فَهبَّ اليه رجل آخر لِمساعدته..

في تلك اُلأثناء نظر جوليان خلفه مُستمتعا بذلك النسيم البارد الخفيف، ورأى قباب قصور بعيدة جدا، تحيط بها حدائق ملونة واشجار الصنوبر العالية ، وكانت أعلام بيضاء ترفرف فوق قمم أبراج تلك القصور، أعلام الاستسلام..
وتذكر جوليان بعض القصص التي كانت والدته تحكيها له عن مملكة الياقوت هذه، كم كانت جميلة وأُناسها طيبون، ومُلوكها يحبون شَعبهم ، ثم تذكر قصص النبلاء والفرسان أيضا مما جعله يتذكر إليون ويعيد بصره الى أمامه..فَبدأ يسمع هَمهمة تنبع من اسفل تلك الصخور..

ولم يخطر بباله شيء كهذا! إذ أسفل الصخور ظهر باب حديدي يفضي إلى ما بداخل هذا الجبل المهجور ، ووراءه سلم حجري، قاموا بالنزول عبره وبدأت نيران المشاعل المعلقة بالجدران تتراقص وتعطي ضياء يسمح برؤية الممشى... وتزايدت الهمهمة وهم يسيرون، وبعد وصولهم إلى نهاية الممر ، فغر جوليان فاه مما رأى..

الكثير من الناس في ذلك الممر الفسيح ، رجالا ونساء وأطفالا ، شيوخا وشبابا، مرضى وأصِحَّاء، أي كافة الألوان الإنسانية تتزاحم وسط ذلك الجبل.. وتأثر الأمير من صوت الرُضَّع، وماهي إلا لحظات حتى هجم فريق منهم على القادمين..

ولكن الثوار تجاهلوهم واقتادوا جوليان الى الأمام، وكان يسمع خلفه عبارات مثل :"اين طعام اليوم هل سنموت هنا؟!" "أنا مريض جدا هل أحضرتم دوائي.." "اين اطفالي هل وجدتموهم؟!" "لا تتجاهلونا هكذا!"

أبعد مكان وصلوا اليه لم يكن به أي صوت، وفي تلك الزنزانة الوحيدة وضعوا جوليان ، ثم تركوا فينكس لحِراسَته

الشعر الأحمر ♣ 𝐈 𝐂𝐚𝐩𝐞𝐥𝐥𝐢 𝐑𝐨𝐬𝐬𝐢 Where stories live. Discover now