✓الفصل الرابع:تذكرت هدفها أيضا..

706 120 47
                                    

 
♦تسقط السماء دموعها الباردة من بين كتل رمادية قطنية..وقد ابتلت الارض بها ، ومع احتمال الانزلاق كانت إليون تركض مسرعة نحو جرف النهر، فتوقفت على الحافة، ورأت ما كانت تحارب إرادتها على الا تراه ..

حدقت بما تبقى من حصانها! جثته قد نهشتها الكلاب الشاردة وجرف بها النهر الى يابسته، لم تتحمل ذلك المنظر فالتفت على عقبيها وغادرت..

«فينوس،صديقي الوحيد قد ... مات، بسبب..زهرة!..لكنني لم اتي من اجلها كما قالت تلك السيدة..»
بينما تمشي اسفل رذاذ المطر شعرت بدوار شديد جعلها تجلس على الوحل..
«ماذا الآن؟ كيف سأعود إلى المنزل وعظامي محطمة!؟ ولماذا هاجمني هؤلاء...»

استندت على جذع شجرة كبيرة تغطي اوراقها بعضا من المطر الذي صار يهطل بسرعة، ضجيج تيار النهر لم يمنعها من ان تغفو فتراودها الأحلام..

~~

-"ما الذي تعنينه بأنك أخبرتها؟!" اصطبغ وجه الوصيفة بالتوتر بينما يهز الامير كتفيها، وكان يلقي عليها نظرات لم تر مثلها من قبل!

ابعدت يديه ثم جلست على الكرسي الخشبي الذي يوجد عادة في تلك الحديقة.. كانت تنظر الى يديها المتشابكتين وهي تقول :"الكذب ليس جيدا إطلاقا،انه يولد المشاكل لاحقا... كانت تضغط علي لاخبرها عن مكان حصانها، وقد كانت ترتدي درعها وتحمل سيفها لهذا ظننت أنها تذكرت شيئا،ولكن..قبل ان اتحقق قلت لها انه مات في الحادث بينما تمشي معك، اخبرتها انها فارستك ولم أتحدث عن الحرب التي وقعت..وبعد ذلك هاجمها الحراس لانهم شكو فيها.."

-"كان ابي واثقا من انها لن تقتله، وانا كذلك لن اصدق انها من فعلت ذلك! لابد ان الثوار دخلوا بطريقة ما!! أبي! أبي مات يا ماري! كيف يحصل هذا!"

بعد هذه الكلمات التجأ جوليان الى غرفة والده، واستغرب من منظر الشقراء وهي تبحث في الخزانة..الى أن رأته بالصدفة وبدى عليها الخوف

-"ج-جوليان؟! منذ متى وانت هنا؟؟" قالت بنبرة مرتعشة وهي تقترب منه
-"الم تعودي الى منزلك يا إليزابيث؟ ماذا تفعلين هنا بأية حال؟"
-"اريد ورقا لارسل الى ابي رسالة، لابد أن ابقى معك قليلا فأنت.."
-"شكرا لك، ولكني لا احتاج لمن يواسيني، قاتل أبي سيعود ليقتلني بالطبع، وأنت هنا معرضة للخطر"
-"لا تقل هكذا كلام! انت لن..تموت، لن تموت يا جوليان! ما رأيك ان نذهب الى قصر ابي، سيكون   آمنا بالطبع"
-"شكرا لك ولكني سابقى هنا.."

اخذت الآنسة إليزابيث حقيبتها ثم غادرت، في حين أن جوليان غادر ايضا في سر..
..

  ركن مضاء في مكان شديد الظلمة، ولا يسمع هناك الا صوت نحيب فتاة في الخامس عشر من عمرها متكومة في ذلك الركن... وكانها تستنجد :"أختي! أنقذيني!"

افاقت إليون ووجدت نفسها غارقة في الوحل وقد تذكرت هدفها أيضا
«أختي! كيف اغفو هكذا ..» وبوثبة رشيقة عادت إلى الطريق حيث أتت..

قطع الأمير جوليان طريقا طويلا الى ان وصل إلى أرض بعيدة، وارتدى ملابس عامية كي لا يعرفه أحد..

إلى إحدى القرى حيث كانت الطرقات فارغة ولم يبقى من منازلها سوى ركام من الرماد ..

«هل فعل أبي كل هذا؟..»

عندما اقترب اكثر سمع همهمة تنبع خلف منزل بعيد عن القرية وكان المنزل لا يزال قائما.. ثم اختبأ خلف إحدى الاشجار ليسمع الحديث:
"من هي تلك الساحرة؟ هل هي الملكة؟!"
"ما الذي تهدي به أيها الاحمق؟ يجب ان نجد الأميرتين الآن ليرثوا عرش الملك.."

«إذن إليون لم تعد الى هنا..»كاد جوليان يشعر بالسعادة عندما راودته هذه الفكرة ثم يدهب من هنا للبحث عنها لكنه تراجع وجلس في مكانه عندما رأى ذلك الشخص قادما فيدخل الى المنزل..

«لا يزال حيا...انه الوحش الذي التقيناه في الغابة!»

ارتفعت أصوات تدل على ان المتكلمين نهضوا عندما راو الفارس الاسود يدخل عليهم، فقال هذا الأخير ضاحكا :
-"لقد مات الطاغية!! المملكة عادت لنا!"
-"من أخبرك؟!"
-"مصادري من ذلك القصر.."
-"لماذا انت تعرج بهذه الطريقة؟ اين كنت طول هذا الوقت؟؟"

بعد لحظات من الصمت قال الفارس :"بارزت الأميرة..."
وارتفعت همهمات الاندهاش قبل ان يقول :"بالخطأ بالطبع! غسلوا دماغها وأصبحت تحمي ذلك الأمير المدلل..لا بد انها من قتلت ذلك الطاغية..مملكته ستكون في فوضى لو علم شعبه بموته، ولو لم يصبح ذلك المدلل ملكا فيجب علينا ان نقضي عليه قبل ان يهدد مملكتنا من جديد وهي ضعيفة...حسنا، وستعود المياه الى مجاريها...العقبة الوحيدة.."

فكر جوليان :«إذن الثوار لم يقتلوا والدي..»

ساد صمت ثقيل، ثم قال الفارس صارخا :"مابكم أيها الأغبياء؟! لما رؤوسكم حانية هكذا!!"

-"لو مات الطاغية فهذا لن يغير شيئا أيها السير أوين..هناك من يحتل العرش الآن.."
-"ماذا تعني؟ من يكون.."
-"انها إمرأة شقراء، البعض يقول انها ابنة دوق تلك المملكة.."

«غير ممكن..هذا مستحيل!» شهق جوليان في مكانه وتحرك لينهض عندما أصدرت الحشائش صوتا..

"هناك من يتنصت علينا!"

~~

.
انتشر الجنود في المملكة بحثا عن قاتل الملك، وكذلك اصبحوا يقتلون سكان المملكة المحتلة (مملكة الياقوت) الذين لا يعلمون شيئا عن ذلك القاتل مع ان الثوار كانوا يتصدون لهم...

أما الأمير فقد كان اسفل عدد من الرجال :"هاهو لقد أمسكنا به!"

خرج ذلك الفارس من المنزل وهو يضحك عاليا كمن وجد كنزا :"بحق الجحيم ماذا يفعل الفأر هنا؟!"

كان جوليان يحاول وهو يلهث أن يتحرر من أحد الثوار الذي ثبته على الارض بينما الآخرون ابتعدوا عنه
قال أحدهم بحماس:"مادام بين أيدينا فلنقتله بسرعة!"
الآخرون يومئون برؤوسهم موافقين، ولكن جوليان شاهد بأم عينيه الفارس ذو العباءة السوداء وهو يحرك راسه من اليمين الى اليسار :"لا لن نقتله.."
ثم وضع يده على كتف الأمير وقال بهمس :"سندعه يتمنى الموت!"
قال جوليان بخيبة امل :"تبا لك أيها المريض.."

الشعر الأحمر ♣ 𝐈 𝐂𝐚𝐩𝐞𝐥𝐥𝐢 𝐑𝐨𝐬𝐬𝐢 Where stories live. Discover now