4

3.4K 159 104
                                    

إسمعوا الأغنية وصوتوا للبارت من فضلكم♥️
-

"تأملتُها حتى حفظتُ تفاصيلها،
نظرتْ إلي فتظاهَرتُ أني لا أُبالي."-احمد شوقي.

~~~

-"ديڤينا"
صوت صوفيا الهامس المتردد حولي ببطئ، أعادني للواقع،
حيث انا بحفلة من كان يوماً كل ما املك، لكنه ابعدني عنه بطرفة عين،
حيث انا واقفة في وسط هذه القاعة المزينة بِتَرّفْ وحولي كل من أحب،
حيث كنتُ، - كُنا - نُحدِقْ ببعضنا بطريقة لا تتماشى ابداً مع كيف كانت علاقَتُنا في الست السنوات الماضية،
كنا نحدق ببعضنا، بلهفة وتوق، كما لو أن أرواحنا كانت مندفعة بإتجاه بعضها البعض وتود لو تغادر هذا الصندوق الفارغ المسمى بالجسد، لتتعانقْ،
عناق المئة عام،
عناقٌ تتخلى به عن كل ما يمنها من فعل ذلك،
تتخلى به،عن كبريائنا والجزء المتبقى من كرامتنا،
تتخلى به عن الحواجز التي قد بناها فُراقنا،
عن حاجتنا الماسة للتكلم،
تتخلى به عن الناس وعن الألم، القلق، والأرق، وكل هذا الذي كان يجول بدماغِنا كل ليلة،
حيث انا اقف بصمت، واشعر بدمعة واجمة كانت قد طاحت من عيني اليسرى بلا إدراكي،
حيث شعرت بيد مارسيلو تشتد حول خصري،ونظرات ايثان محدقة بوجهي بقلق،
هناك، حيث ادركت، انني ابدو مثيرة للشفقة،وبطريقة ساذجة جداً.

ربما لن تفي ابتسامتي بالغرض، ولن تزيل نظرات الشفقة من أعين كل من حولي، لكنني رغم هذا،ابتسمت، بقوة، تماماً كما كُنتُ افعل في سنواتي الست السابقة،
-"صوفي؟ اين كنتِ عزيزتي" قلت بنبرة لم اكن اعلم اني املكها بعد،
نبرة تشبه تلك التي تكون ما بعد الإستيقاظ من حُلمٍ ما،

-"ديڤ...." قالت بأسى ثم اقتربت مني بخفة وأمسكت يدي التي كان ايثان يعانقها،

" هل انتِ بخير؟" أكملتْ بهمسٍ غير مسموع، لربما لم ترد ان يسمعاها ادم وسييس.

حررت كفي من عِناق يداها ثم وضعته على خدها المنتفخ، واحتضنته بِخِفةَ، ثم تمتمت بغصة قد ابتلعتها عُنوةَ:
-"انا بخير حبيبتي،أُنظري، كل شيئ تحت السيطرة!" ابتسمت بشدة ثم طبطت على خدها بخفة،

-"مارس عزيزي، لما كل هذا الغضب" التفت لمارسيلو ممازحة اياه،
نظر لي بملامح غير مفهومة،
اكملت بخفة طير، كما لو انني الأسعد على الإطلاق،
-"انت تعصر خصري بشدة، و اكاد اجزم على ظهور ثلاث كدمات عليه"
نظر إلي مارسيلو بهدوء،وكأنه يخبرني بأن كل محاولاتي البائسة لإظهار عدم تأثري برؤيته،ذهبت سُدى،
عند شعوري بقبضة مارسيلو ترتخي، وبعيون كل من ادم وسبيستيان المليئة بالشفقة تبتعد عن وجهي ويتجهان كلاهما نحو وسط القاعة، حيث يقف انتونيو،توماس،وهو..،سمعت صوت إحتكاك الشوكة بكأس الكريستال الفخم الخاص بأنتونيو كما لو كان مشهد من فلم كلاسيكي ما،
لم يحتج انتونيو للقيام بأي حركة للفت الإنتباه نحوهُ ، لأن كل من في القاعة كان يناظرهم مسبقاً،
وبعدما شعرت بيد صوفيا تعانق يدي الحُرّة بقوة، وكأنها بهذهِ الطريقة تمتص وجعي كُله،
لكنها لا تعلم،
لا احد يعلم،
أن هذا الوجع، كُلَهُ، يزول باللحظة التي سيُعانِقني بها،

LEONIDAS PROPERTY|ملكية ليونايدسWhere stories live. Discover now