رَومِيو في رواق ألقَصرْ

ROMEO -1-

عطرٌ قد رُش من بعيد كي تستقر ذراتهُ التي تطايرت في الهواء العذب فوق جسد وثيابهِ

واخيراً، قام احد الخدم بأخراج اغلى قطعةٍ من احدى الصناديق

يحمل الوسادة ذات اللون الخمري وفوقها التاج الذهبي المرصع بالاحجار وفي منتصفهِ يستقر اغلى حجر قد يوجد في المملكة
فقط كي يوضع على رأس ملكها

عينيهِ البندقية تراقب كيف يستقر التاج فوق خصلات شعرهِ بثبات، وهكذا يبتعد جميع الخدم عنه جسد الملك

وهكذا تكتمل اطلالة الملك لهذا اليوم
لباسٌ ابيض بالكامل يضهره كالشخص المثالي الخالي من العيوب تمام

يلقي نظرةً اخيرة على جسدهِ في المرآة
ويلتفت اخيراً

بشرة ناعمة ساحرة، شفتين مرسومتين بدقة وعينيهِ البندقية قد اضافت سحراً خاصاً فوق ملامحهِ المميزة

يمسك طرف عبائتهِ الطويلة ثم تتطاير بالهواء خلف ضهرهِ اثناء اخذهِ لخطواتهِ خارج جناحهِ الضخم مُستعداً كي يبتدء يومهُ

- الملك العظيم تايهيونغ، وريث عرش مملكة سيلياس العملاقة -

خمسة وعشرين عاماً كان قليلةً مقارنةً بمكانة ملك لمملكة عضيمة كتلك، ولكن كونهُ الوحيد المكلف بالعرش فقد اضطر بسن صغيرة على احتوائهِ وادارة المملكة بكل طاقاتهِ كي يستمر عهدهُ وعهد عائلتهِ عبر التاريخ

...

خادمين يتبعانهِ من خلفهِ حينما يأخذ خطواتهُ وعبائتهُ ناصعة البياض تتطاير تزامناً ما خطواتهِ

نظراتهُ الهدائة والواثقة لا يقطعها شئ ينظر الى الامام دون ان ان يلتفت عابراً الرواق الطويل وضوء الشمس القادم من الجانب يضرب جسدهُ ووجهُ وينير الماستهُ وكُل الحُلي الغالي الذي يزينهُ

اثناء سيرهِ وثرثرة احد المساعدين خلفهُ بجدولهِ لهذا اليوم هو ابطأ خطواتهِ اثناء ملاحظته لجسدٍ يقف هُناك وحيداً

درعٌ صُلب ذهبي يغطي اكتافهُ وصدرهُ والسيف قد اخذ مكانهُ على خصرهِ الممشوق رغم ضخامة عضلاتهِ الا ان الحِدة كانت واضحة لافتةً للانظار

شعرٌ حريري داكنٌ مُنساب وبشرةٌ شاحبة بيضاء كُل ما استطاع الملك تايهيونغ رؤيتهِ ودون ان يدري هو كان متوقفاً عن السير