4- DEMONS FROM HEAVEN

1.1K 70 34
                                    

.............demons from heaven..................

‏اُبتليت بشخص لا أستطيع كُرهه ولا نسيانه

الامطار بدأت بالهطول ، الظلام كان يستوطن المكان من حولها يجعلها غير قادرة علي رؤية الي اين تذهب و لكن لم يوقفها هذا ،كانت تحاول ان تبعد اوراق الاشجار الضخمة بيديها ، و تركض من اجل حياتها ، قدميها لا تشعر بها بعد الان و صوت لهاثها بدء يعلو أكثر مع صوت قرع طبول قلبها ، الامطار التي تسقط امام دموعها تعطيها امل ل النجاة " اركضي اذا و لنري ان استطعت ان أمسكك ام لا" تلك الجملة تتردد كثيرا لا تعلم اهي تسمعها داخل علقها ام انه هو من يكررها ، كيف استطاعت ان تقف امامه ، تبا لطبعها الغريب و غبائها الذي سيطر عليها
اختلست النظر ورائها و هي تبطئ من سرعتها قليلا .... لا احد يتبعها ، لا احد يلحق بها من رجاله .. او هكذا كانت تعتقد هي ، نظرت مرة اخري الي الامام و هي تعزم علي ان لا تتوقف عن الركض الا حينما تتواصل مع والدها بأي طريقة ، لكن تبا كيف حدث كل هذا

...........قبل عدة ساعات..............

وقفت امام البحر تتأمله و هي تمد يديها الي اعلي تنفست عدت مرات و هي تغمض عينيها و ترسم ابتسامه هادئه علي وجهها حينما داعب الهواء وجهها ، اعطت ل حواسها فرصه كي تتأمل ما حولها أكثر، اصوات الأمواج التي كلما ارتفع صوتها شعرت برائحة الامواج تصبح اقوي ، الرمال التي تنسال من اسفل اصابع اقدامها تحاول ان تسحبها تجاه البحر ، صوت الطيور التي تقترب من رمال الشاطئ ثم تفرد اجنحتها مرة اخري كي ترتفع الي اعلي السماء ب حريه
" هذا حقا افضل قرار اخذته منذ فترة " همست بصوت تستطيع ان تسمعه و هي تتأمل الصور التي التقطتها عدستها بينما قدميها تمشي علي الشاطئ بلا وجهة محدده ، سعادتها كبيرة بتلك الصور التي التقطتها ، فيجي ، تلك المدينة الساحرة التي نشأت بها والدتها ، كانت تحكي لها والدتها عن سحر المكان كل يوم قبل نومها ، و رغم ان والدتها بذلت مجهودا كبيرا كي تصف لها الا انها لم تستطع ان تصف اي شئ ، لون الماء النقي الذي يعطيك شعور انه لا يوجد فاصل بين السماء و البحر ، الاشجار التي تتزين بالزهور و الوانها الكثيرة تجعلك تبتسم رغما عنك
افاقت من شرودها حينما لمحت حركة الرجل العجوز لتساعده بحمل الكرسي الذي كان يجلس عليه
" أشعر اني في الجنة جدي " تكلمت و هي تنظر حولها بسعادة كبيره ليبتسم لها بسعادة تضاهي سعادتها و يمد يديه المليئة بتاجعيد يلامس ملامح وجهها باطراف أصابعه
" بل انا في الجنة ، رؤيتك .... تذكريني بها ، انت نسخة من امك " اشار لها بيديه يخبرها ما في قلبه و شفتيه ترتجف كانها تحاول ان تساعد يديه علي التحدث لكنها لم تستطع ، ابتسمت لجدها و هي تضع يديها فوق يديه و تخبره " سابقي معك لفترة الي ان تمل مني "
اقترب منها بمقدار خطوة و هو يضع يديه علي كتفها " لن امل منك ، سانظر اليك كل يوم من الغسق حتي الفجر " اشار لها بيديه الاخري و لغة إشارته بما ترغب شفتيه في قوله لتبتسم له و تمشي بجواره
جدها ، اخر من تبقي لها من عائلة امها ، بعد فقدانها امها لم تأتي الي هنا مرة اخري ، تتذكر حينما كانت مجرد فتاة صغيرة كانت تأتي كل عطلة مع عائلتها ، حزنت كثيرا لانقطاعها عن زيارة جدها بعد هذا ، ربما الحياة كانت من تمنعها ، و ربما ذكرياتها مع امها كانت توقفها لا تعلم حقا ، لكن ما تعلمه كيارا انها حقا نادمة علي عدم اتخاذ قرار زيارة جدها و منشأ والدتها، احبته كثير
منذ رؤيتها له حينما جاءت الي فيجي منذ عدة ايام تذكرت كل شئ جميل ، جدتها المتوفاه و جدها الذي منذ طفولتها لم تسمع لحن صوته ، فقدانه ل قدرته علي الكلام لم يؤثر عليه معها ، لكن في نهاية اليوم لاتزال تتمني سماع صوته
وصلت الي البيت كان قريب جدا من الشاطئ تكاد تحتضنه الامواج من الامام و الغابة من الخلف ،
تقدم جدها و هو يفتح الباب كي يدخل كلاهما لكنه شعر بفراغ خلفه و مسافه بينهما يملئها هواء البحر ، عقد حاجببه باستغراب و نظر الي الوراء ليرها تقف علي بضع عدة خطوات منه ،
أشار لها ب " ماذا هناك " ابتسمت بهدوء في وجهه و هي ترفع كاميرتها المعلقه حول عنقها له ، تريد الذهاب كي تكتشف تلك الصغيرة تجعله يقلق كثيرا عليها ، تحب المغامرة و ما المغامرة سوي مقامرة ب العمر ، " الليل سيحل " اشار لها بيديه المرتجفه و هو يضم شفتيه بقلق منها و من افكارها ، " جدي انا امرأة كبيرة أعمل و اجني المال و اعتمد علي نفسي ، هيا لا تكن مثل ابي " تكلمت بتذمر و هي تسند الكرسي الذي كان بيديها علي جدران البيت و تقترب منه ، امسك كفها لتشعر به يرتجف و جلده المجعد يحتك جلدها الناعم " هنا ليس كاليفورنيا " اشار لها ثم صمت قليلا قبل ان يقترب منها معيدا خصلات شعرها المتمردة خلف اذنها " هنا الناس تغرق علي اليابسة " اكمل اشارته لها لتغضن جبينها باستغراب من كلامه
تنهد بيأس و هو يشاهد تعابير وجهها ربما لم يكن عليه قول هذا ، فكر جدها " هيا جيمس " تكلمت كيارا مرة اخري و هي لا تريده ان يحزن منها " لا تتأخري " اشار بيديه لتهز راسها بنعم و هي تطبع قبلة علي وجنته و ترحل
ظل واقفا يشاهدها ، تبدوا جميلة ، نسخة من امها ، شعرها البني الفاتح الذي كلما مر به اشعة الشمس يتحول الي عسل صافي ، عينيها التي تضم البحار بين خيوطها ، و لون بشرتها الصافي ، جميلة ، عندما تضحك تشعر بان الشمس تشرق من وجهها

SWARM OF THOUGHTS Where stories live. Discover now