قصر قارون بالفيوم وشائعات تؤدي للجنون

65 4 0
                                    


قصر قارون الذي يقع على بحيرة قارون بالفيوم والذي تحوم حوله قصص كثيرة ألفها الناس حوله منها الديني ومنها الخرافي ومنها ما نتج عن أسلوب المبالغة والمباهاة ولكنها جميعا مجرد حكايات تراثية وإشاعات وربما لا تمت للحقيقة بصلة.وعلى الرغم من شعبية القصر وأهميته السياحية إلا أنه لا يتمتع بالكثير من الصور التي توضح جماله للأسف، وقد بني القصر في عصر البطالمة ويعتبر معبد أثري خصص لعبادة الإله سوبك ديونيسيوس وهو اله الحب والخمر عند الرومان والذي سوف نلقى بعض الضوء عنه في هذه السطور

.**هل هو قصر قارون الذي ذكر في القرآن؟بالتأكيد انه ليس قصر قارون الذي ذكره الله في القرآن وخسف به وبأمواله الطائله الأرض ولكنه معبد بني للعبادة في أواخر عصر البطالمة جنوب بحيرة قارون في المدينة دينيسيوس القديمة الموجودة جنوب بحيرة قارون، أما قصر قارون الحقيقي فلا يعرف مكانه حتى اليوم.

**365 حجرة بعدد أيام السنة.. إشاعة لا تصدقها:من أساليب المبالغة عن هذا القصر والمباهاة به القول بأنه يتكون من 365 حجرة بعدد أيام السنة وكل حجرة بها شرفة تدخل منها الشمس ليوم واحد في السنة ولا تدخلها مرة أخرى إلا في نفس اليوم من السنة التي تليها بمعنى أن كل حجرة تدخلها الشمس يوم واحد في السنة وتلف على باقي الحجرات دواليك ولكن الحقيقة أن عدد الغرف به لم يصل لمائة غرفة صغيرة للغاية كان يستخدمها كهنة هذا العصر لأشيائهم الخاصة كما كانت تستخدم لتخزين الغلال.إحدى الدراسات الحديثة أكدت تعامد الشمس على معبد قصر قارون في يوم 21 ديسمبر من كل عام، وتم تشكيل لجنة من علماء الاثار والتي أكدت ما جاء بالدراسة وأن الشمس تتعامد على قدس الأقداس بالمعبد في هذا التوقيت ويستمر التعامد حوالى 25 دقيقة.وكان عدد من الباحثين الاثريين قد قاموا بنشر أبحاث عن تعامد الشمس على قدس الأقداس في المعبد في هذا التاريخ من كل عام، والذي يوافق الانتقال الشتوى, ولقد تأكدت اللجنة من صحة تعامد الشمس على المقصورة الرئيسية واليمنى في قدس الأقداس ولم تتعامد الشمس على المقصورة اليسرى، وهو ما أكده البحث لان هذه المقصورة كان بها مومياء التمساح رمز الإله (سوبك ) إله الفيوم في العصور الفرعونية والذي لا يجب أن يعرض للشمس حتى لا تتعرض المومياء للأذى, خاصة وأن هذه المومياء من المفترض أن تكون في العالم الآخر وأن الشمس تشرق على عالم الأحياء.

**طريق إسكندرية قصر قارون الصحراوي:من أهم الروايات الخرافية التي ذكرت عن هذا المعبد هو كون من يدخله لا يخرج منه أبدا بل من يسعده الحظ بالخروج يصاب بالجنون من هول الأشياء التي يشاهدها بالداخل، كذلك قيل عن القصر أن الجزء الظاهر منه فوق سطح الأرض ليس القصر بأكمله وان للقصر بقية تحت الأرض اكبر بكثير مما يشاهد على السطح، كما أن به نفقا تحت الأرض يصل ما بينه وبين الإسكندرية إلا أن هذه المعلومة الأخير بعض الأثريين يرجحونها ويقولون أنها كانت طريق للتجارة أيام الفراعنة فقد كانت تخرج منها القوافل إلى الواحات البحرية ومحافظات الصعيد والإسكندرية ومنها إلى أوروبا.

**سبب تسمية القصر بمعبد قصر قارون:تغيرت أسماء كثيرة علي القصر منذ القدم منها العديد من الأسماء الفرعونية القديمة، حتى سمي بهذا الاسم في العصر الإسلامي نسبة إلى بحيرة قارون التي كانوا يظنون أنها تحوي أموال قارون، أما عن سبب تسمية بحيرة قارون بهذا الاسم فهو لكون البحيرة بها الكثير من الخلجان والقرون وهو الاسم الذي يطلق على الجزء اليابس من البحيرة ولكثرة هذه الأجزاء اليابسة في البحيرة أطلق عليها بحيرة القرون ثم حرفت إلى قارون.

**قلعة رومانية وقدس الأقداس أهم معالم القصر:يوجد بالقصر عدة حجرات بها صور جداريه رائعة معظمها تتعلق بعبادة الشمس وعدة قوالب خاصة بسك العملة كما يحوي حمام روماني وبعض الأدوات المنزلية القديمة وأواني فخارية.وكذلك يحوي جزء من قلعة رومانية صغيرة بها تسعة أبراج ومحاطة بسور له باب حديد، والقصر يتكون من بهوين كبيرين جدا يفضيان إلى حجرة تسمى قدس الأقداس الذي يحوي ثلاث مقصورات اثنين منها لوضع التماثيل والثالث للمركب المقدس، كما أن قدس الأقداس يوجد تحته ممرات تؤدي إلى الطابق العلوي ومن الأشياء المهمة التي اكتشفت مؤجرا أن الشمس تتعامد على قدس الأقداس في كل عام في نفس اليوم من السنة.


ما رأيكم أنتم ؟

ما هو اغرب شيء قرأته او سمعت به في حياتك ؟

ثقف نفسكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن