إذا أنت أكرمت الكريمَ ملكتهُ فكيفَ إذا كانَ لكريمُ
'معنَ ابن زائدة 'كان معن ابنُ زائدةَ بالبصرةِ عاملاً على العراقَينِ ، فحضر بابه شاعراً فأقام مدةً وأرادَ الدخولَ على معنٍ فلم يتهيأ له
فقال يوماً لبعض خدّامِ معن ." إن دخل الأميرُ البستان فأعلمني "
فلما دخل الأمير البستان أعلمه العامل.
فكتب الشاعر البيت على خشبة ، وأدخلها في الماء الذي يدخل في البستان، وكان معنُ على رأسِ الماء،فلما بَصُرَ بالخشبة ، فأخذها وقرأها . . . . فإذا مكتوب عليها -
" أيا جودَ معنٍ ناجِ معناً بحاجتي
فما لي إلى معنٍ سِواكَ شفيعُ "فقال معن: من صاحبُ هذه ؟؟
فَدُعِى بالرجل ؛ فقال له كيف قلت ؟ فأعاد عليه البيت .
فأمر له بِعَشّرِ بِذَر ، فأخذها ، ووضع الأميرُ الخشبةَ تحت بِساطه ،فلما كان اليوم الثاني أخرجها من تحت البساط وقرأها ودعا بالرجل ، فدفع إليه ب مئةِ ألفِ درهم ، فلما أخذها الرجل فَرِحَ بهذا المال الكثير ، ثم تفكر ' وخاف أن يُرَاجِع معن فيه ، فخرج من المدينة
فلما كان اليوم الثالث أخرجها معن فقرأ مافيها ودعا بالرجل
فَطُلِبَ الرجل فلم يوجد !!
فقال معن: لقد كان حقاً عليَّ لو وجدته أن أعطيه حتى لا يبقى في بيت مالي دينارُُ واحدونحن نقول:
"تأبى المرؤة أن تفارق أهلها .. إن المروءة في الكرامِ خِصالُ"