هل سأموت لأجلك ؟ (10)

11 0 0
                                    

دموع الفرح التي انهمرت من عيني أدونيس بعد الإعلان عن براءته و تلك الابتسامة المشرقة التي علت وجهه أخيرا بعد أشهر من الظلم و السجن الذي عاشه، ابتهالات وتبريكات مخلوطة بغضب وسخط بين الحضور خارج قاعة المحكمة بعد إلقاء القبض على قاتل ماتيو الحقيقي وأخذ العدالة مجراها.
المحقق رينيه, ميرالد ومنزي الذين اجتمعوا حول أدونيس لمباركته وتلقي التهاني و الشعور بالراحة أخيرا بعد المعاناة و الخوف من فقدان صديق آخر ظلما. 
ميرالد: مبارك لك أدونيس, أنا حقا سعيدة ببراءتك وخروجك سالما بعد الظلم الذي تعرضت له , حقا سعيدة. 
منزي: مبارك لك أدونيس, لقد كنا واثقين ببراءتك وها أنت ذا تقف أمامنا حرا طليقا.
المحقق رينيه: لقد أخبرتك أن تثق بنا, مبارك لك.
أدونيس: شكرا جزيلا لكم يا أصدقاء أنا حقا ممتن لكل الجهود التي قدمتموها لتبرئتي لإخراجي من السجن.
ميرالد: الآن سترقد روح ماتيو في سلام بعد القبض على القاتل, هذا حقا يدعوا للراحة.
أدونيس: هل سمعت هذا ياماتيو! فلترقد روحك بسلام الآن ولتراقبنا حيث ما أنت.
منزي: أنا سعيدة أن الأمور عادت لتسير في اتجاهها الصحيح.... على الرغم من أننا خسرنا دامين ولكن سنعود أقوى من ما مضى.
عندها اختفت الابتسامة من وجه أدونيس وبدأ الغضب يعلو وجهه.
أدونيس: دامين ذلك الحقير, لا اصدق أنه قام بغدر اصدقائه والاشتراك في هذه الجريمة البشعة, هل هو حقا صديقنا! هو لم يعد إنسانا حتى.
منزي: صحيح أننا مازلنا في حالة صدمة بسبب دامين ولكن, دعنا لا نستبق الأمور, ربما قام هينري بتهديده أو أنه أضطر لذلك لسبب ما.
ميرالد: أنا أيضا لا أعتقد أننا يجب أن نستبق الامور هكذا, لا نريد ان يحدث له كما حدث لك يا أدونيس, ربما كان لديه دافع قوي.
أدونيس: ما السبب القوي الى هذه الدرجة التي قد تدفعك الى قتل إنسان! أنا لن اسامحه على كل حال, حتى انه لم يزرني فالسجن ولو مرة واحدة, إنه شخص خائن و قاتل.
المحقق رينيه: على كل حال, سنقوم بالقاء القبض عليه واستجوابه لمعرفة دوافعه, يجب علينا التحلي بالصبر ففي النهاية ستأخذ العدالة مجراها كما حدث معك.
منزي: أتمنى أن نكون مخطئين حتى لا نخسر شخصا آخر.
أدونيس: حتى وان كان لديه دافع مقنع حقا فأنا لن اسامحه أبدا.
بعدها توجه الاصدقاء عائدين لمنازلهم بينما عاد المحقق رينيه لترحيل الحارس هينري الى مخفر الشرطة وبدء التحقيق معه.
.....................................................................................................................................
في اليوم التالي وفي الجامعة, التقت ميرالد بدامين وهو خارج قاعة المحاضرة متوجها الى الممر الذي يؤدي الى الحرم الجامعي.
ميرالد: دامين... دامين مهلا.
بدا دامين متوترا جدا وبدأ السير بسرعة محاولا تفادي ميرالد ولكنها قامت باللحاق به الإمساك بكتفه لتلفته.
ميرالد: دامين, أريد التحدث معك.
دامين: ما...مالذي تريدينه مني؟
ميرالد: محاكمة أدونيس كانت بالأمس, لما لم تحضر؟
دامين: كنت مشغولا بأمر ما؟ ما دخلك أنت؟
ميرالد: حسنا, كل ما اردت قوله ان أدونيس تمت تبرئته واطلاق سراحه, وايضا... تم القبض على القاتل الحقيقي لقد كان الحارس هينري, تعلم هذا صحيح!
اصفر وجه دامين وتعرق جبينه عند سماع هذه الكلمات
دامين: ن...نعم سمعت بذلك.
ميرالد: إذا أنت تعلم أنك متهم بالاشتراك في الجريمة وقد صدر أمر بالقبض عليك.
دامين: أنا أعلم و...ولكني اضطررت لفعل ذلك, أ...أنا بريء.
(يبدأ بتجنب ميرالد والسير بعيدا, لتقوم ميرالد بإيقافه مرة أخرى)
ميرالد: لما تهرب الآن؟ لقد انتهى كل شيء يجب ان تقوم بتسليم نفسك قبل ان يتم القبض عليك والاعتراف بالجريمة, لقد تم القبض على هينري وسيعترف بكل شيء لذلك لا مفر من ذلك.
دامين: لا... لقد قمت بما طلب مني وحسب, يجب ان لا يقبض علي أنا ايضا ضحية هنا.
ميرالد: من ...من الذي طلب منك ذلك؟
وفجأة ظهرت قبضة يد قوية توجهت بسرعة شديدة لتستقر في وجهه دامين والاطاحة به أرضا.
أدونيس وهو يشتاط غضبا وبأنفاس سريعة يعلو على وجهه الغضب: أيها الخائن!! لن اسامحك أبدا.
ليبدأ بعدها بلكم دامين لكمات متتالية حتى نزفت أنفه.
ميرالد تصرخ محاولة التفريق بينهما: أدونيس توقف, لا تفعل ذلك هيا توقف.
أدونيس: هذا القاتل الحقير! لن أقوم بمساحته أبدا بعدما فعله بصداقتنا.
دامين: اضربني كما تريد أدونيس, أنا أعلم أنني أستحق ذلك, ولكنني ضحية أيضا.
بدأت عيني أدونيس تنهمر بالبكاء: لقد كنا نعتبرك صديقا وفيا يا دامين, لما قمت بطعننا أنا وماتيو في ظهورنا لما!!
بدأ الطلاب بالتجمهر حول دامين و أدونيس لمعرفة ما حدث.
ميرالد: توقفا حالا, نحن داخل حرم الجامعة ستقعان في مشاكل ويتم معاقبتكما, توقفا.
ما الذي يحدث هنا!!
بروفيسور كانون صارخا.
كانون: لما تتجمعون هكذا!! فاليتوجه كل طالب الى محاضرته حالا.
تفرق جموع الطلاب و ظهر دامين وهو ملقى على الارض و أدونيس ممسكا  بقميصه الذي بدا مغطى بالدماء.
كانون: ماهذا!! شجار داخل حرم الجامعة !! هذا أمر غير مقبول بتاتا, فالتتوجها الى مكتبي حالا.
توجه بعدها أدونيس و ميرالد التي قامت برفع دامين وذهاب ثلاثتهم الى مكتب البروفيسور كانون. وعند كانون,
كانون: أنا أتفهم لما قمتما بالشجار و لكن هذا حرم جامعي, ألا يمكنكما حل مشاكلكما في مكان آخر
أدونيس: أعذرني بروفيسور ولكن, لم أستطع التحمل عند رؤيته.
كانون: سيد توباز, لقد خرجت من السجن مؤخرا صحيح, ألا يجب أن تكون أكثر حكمة من هذا! أنت لا تريد العودة الى هناك صحيح!
أدونيس: ص...صحيح أنا آسف.
ثم نظر كانون الى ميرالد التي بدت شاردة الذهن وكأنها تفكر في شيء ما.
كانون: آنسة موسكي...هل لك علاقة بهذا الشجار؟
ميرالد مازالت شاردة.
كانون: آنسة موسكي... هل تسمعينني؟
ميرالد متفاجأة: هااه... اه لا لقد كنت أحاول التفريق بينهما فقط.
كانون: إذا لم يكن لك علاقة بهذا فارجو أن تذهبي الآن, أريد التحدث مع هذين الإثنين على انفراد.
ميرالد: حسنا, أنا ذاهبة.
خرجت ميرالد من المكتب وبدا يعلو على وجهها القلق وتدور الافكار حول رأسها وهي في حيرة، وتمضي بعدها في طريقها.
كانون: الستما أصدقاء, لا يجب عليكما الشجار هكذا
أدونيس: لقد ظننت أنه صديقي ولكن, هو حتى لم يأبه لوجودي فالسجن او صداقتنا مع ماتيو وقام بقتله.
دامين ظل صامتا موجها نظره الى الأرض.
كانون: إذا, سأقوم بمعاقبتكما لمخالفتكما القواعد بالفصل لمدة اسبوعين و...
عندها فجأة قام شخص ما بطرق الباب. فتح كانون الباب وليعثر على المحقق رينيه ومعه أثنين من الشرطة.
كانون: هل يمكنني مساعدتك.
المحقق رينيه: نحن هنا لتنفيذ قرار القبض على المدعو دامين مورينو, لقد تم إخبارنا بإنه دخل في شجار وهو في مكتب المدير.
كانون: آه... أجل إنه هنا, تفضل.
تفاجأ دامين عند دخول الشرطة وبدأ يرتجف ويتصبب عرقا.
دامين: أنا...أنا بريء أرجوكم, هذه هي الحقيقة.
كانون: إذا كنت كذلك, لما حضرت الشرطة لاخذك, يجب معاقبة كل المجرمين وتحقيق العدالة, صحيح أيها المحقق! 
المحقق رينيه: صحيح, فالتتوجه معنا الى مخفر الشرطة, لنعرف ما إن كنت بريئا أم لا.
دامين: أنا بريء... سيد كانون, أرجوك ساعدني, أخبرهم أنني بريء... أدونيس أرجوك.
كانون: أنا آسف ولكن, ما باليد حيلة.
أدونيس: لا أستطيع تصديقك بعد الآن يا دامين, أنا وماتيو لن نسامحك.
مازال دامين يصرخ بينما تقوم الشرطة بسحبه خارجا: لقد قام بتهديدي.. أنا لم أفعل ذلك.. هو القاتل, إنه هو.
المحقق رينيه في نفسه: ماهذا!! لقد قال نفس ما قاله هينري! ولكن الى من يشير تحديدا؟ هل كان الشخص الذي في الغرفة ؟ أم أنه لمح القاتل الحقيقي من مكان ما؟
دامين: صدقني سيدي... يجب عليك القبض على القاتل الحقيقي قبل فوات الأوان.
المحقق رينيه: سنعرف الحقيقة بعد التحقيق, فالتتحرك.
ليختفي دامين والشرطة بعدها عن الأنظار وظل أدونيس وكانون في مكتب المدير.
أدونيس: أنا لن اسامحه ابدا.      
كانون: سيد توباز, أعلم كمية الغضب التي تشعر بها الآن بسبب ما حدث لك ,أنا أيضا خضت نفس التجربة عندما حدثت جريمة الانتحار المشابهة لهذه الجريمة قبل 20 عاما, ولكن مع أسف سجنت لخمسة أعوام اضعتها من شبابي لاتهامهم لي بجريمة لم ارتكبها. لقد كان والدك جيمس توباز السبب في ادخالي السجن آن ذاك, ولكن بعد أن خرجت قدم الى منزلي و اعتذر لي بإخلاص شديد وبدا صادقا, حتى أنه عرض علي الكثير من المال ووظيفة مرموقة لابدأ من جديد لذلك قمت بمسامحته. لم يفت الأوان بعد لك ولدامين, مازال امامكما الكثير من الوقت لتمضوه سويا لذلك توقفا عن الشجار وتصالحا.
أدونيس متفاجئا: مهلا, ه...هل تعرف أبي سيد كانون !! أنا حقا آسف لما حدث لك لقد ارتكب والدي جريمة بشعة في حقك اعتذر بالنيابة عنه.
كانون: اه لا بأس لقد أخبرتك أنه أعتذر فالنهاية, وأيضا سمعت أنه أختفى لما يقرب ال10 سنوات الآن! هذا سيء جدا لقد اخبرته بأن يسلم نفسه وان لا يهرب.
أدونيس: هل قلت هرب ! هل تعلم أين هرب؟
كانون: آه حسنا, لست واثقا ولكنه أخبرني بأنه شعر بالذنب الشديد لما حدث وقمت باقناعه لتسليم نفسه ولكنه هرب.
أدونيس: هل أنت واثق! ألا تعلم أين يمكن أن يكون! لقد بحثت عنه طويلا ولم على شيء يدلني عليه, هل يمكنك مساعدتي؟
كانون: قبل ذهاب والدك, قام بارسال  ظرفا من المال لي يحمل عنوانا ما, أنا لا أتذكر العنوان فقد كان هذا منذ وقت طويل , قد لا تجد تلك الإجابة الشافية تماما ولكن ربما تجد شيئا يدلك على مكانه.
أدونيس: أجل ارجوك, سآخذها.
كانون: هي فالمنزل فالتمر علي مساء اليوم لأقوم بإعطائها لك.
أدونيس: حقا! شكرا لك سيدي, شكرا جزيلا لك سأمر عليك إذا.
كانون: بالطبع.
.....................................................................................................................................
لاحقا في ذلك اليوم, مر أدونيس على السيد كانون في منزله لأخذ الظرف الذي قد يدله على والده.
كانون: مرحبا سيد توباز, لقد كنت في انتظارك تفضل بالدخول
أدونيس: آه... شكرا لك.
بعد دخولهما المنزل.
أدونيس: إذا, أين ذلك الظرف؟
كانون: هاه لما أنت مستعجل هكذا, لنشرب الشاي أولا.
أدونيس: أنا آسف ولكني في عجلة من أمري.
كانون: حسنا, لا بأس لنرى أين قمت بوضعه, أعتقد أنه كان في خزانة الغرفة العلوية؟ او في القبو مع الكتب القديمة, لنبحث هناك.
فتح كانون باب القبو المغلق بالاقفال و الذي بدا بداخله الظلمة والغبار والحشرات مع رائحة الكتب القديمة التي بعثت بالاجواء.
كانون :هااااه....مهلا.
أدونيس: ماذا؟
كانون: لقد تذكرت شيئا مهما الآن, يبدو أنني أعرف أين مكان والدك.
أدونيس متفاجئا: حقا!! هل تعلم مكانه؟ أين هو؟
فقام كانون فجأة بدفع أدونيس الى أسفل القبو وسقوطه على السلالم ليرتطم رأسه باحدى الرفوف الخاصة بالكتب, ثم أغلق الباب القبو بإحكام.
كانون: أجل أعلم, لأنني من قام بقتله...         
                 




لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 11, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

هل سأموت لاجلك؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن