هل سأموت لأجلك؟ (8)

21 1 0
                                    


الكثير من الحماس والثقة, تلك كانت حال المحقق رينيه بعد أن تبين له أن الشخص المشتبه به في الجريمة كان دامين الذي بدى له مثيرا للشبهات, عاد المحقق رينيه الى مكتبه للتحقيق أكثر في التسجيلات على أمل إيجاد دليل أقوى, أعاد تشغيل تسجيل الكاميرا الأمامية مرارا وتكرارا،
المحقق رينيه: حسنا, ظهر  دامين عند الساعة الثامنة ولكنه ذهب وعاد بالباب الخلفي متخفيا عند الساعة الثانية عشر ليلا, ولكن لم لم يظهر فالصباح؟ هل اختبأ في غرفة احد ما ؟ ام أنه اتفق مع أدونيس  لإخفائه في غرفته؟ ولكن عند العثور على الجثة كان دامين خارج المسكن! كيف خرج ياترى؟ آه لقد عادت الألغاز من جديد.
المحقق رينيه مازال يبحث فالتسجيل: الحارس هينري الذي عثر على الجثة مع أدونيس كان في مناوبته تلك الليلة, هل ربما رأى دامين بأية فرصة؟ ولكن في المرة السابقة أعترف أنه رأى ماتيو و أدونيس على السلم ولم يفصح عن ذلك في التحقيق! هل قاما بتهديده ؟ بدا لي غير طبيعي , كان باردا ذا وجه يدعو  للقلق.
وفجأة... وقف المحقق رينيه وعيناه تلمعان.
المحقق رينيه: مهلا! خرج الحارس في تمام الساعة الواحدة صباحا ولكن ؟ لما بدا كشخص آخر؟ كان الحارس هنري ضخم البدن عندما دخل الى المسكن ولكن الشخص الذي خرج بدا وكأنه أقصر وأقل حجما!....هل كان دامين! هل للحارس علاقة بالجريمة؟
عندها أخذ المحقق رينيه مقطع الفيديو ليريه لأدونيس على أمل إيجاد جواب مؤكد على اسئلته.
ذهب المحقق رينيه الى غرفة الحجز وطلب من الحارس رؤية أدونيس لاستجوابه. بعد حضور أدونيس،
المحقق رينيه: هل تعرف الحارس هينري الذي عثر على جثة ماتيو معك في ذلك اليوم؟
أدونيس: نعم أعرفه, فهو يعمل في الجامعة منذ سنوات لإعالة أسرته.
المحقق رينيه: هل تعلم أنه الشاهد الثاني على وجودك مع ماتيو في تلك الليلة؟
: ماذا؟ السيد هينري؟ ولكن لما لم يقل ذلك من البداية؟
المحقق رينيه: صحيح! لقد بدا لي غريبا, أنظر الى هذا الفيديو (يقوم بتشغيل مقطع الفيديو لخروج الحارس في الواحدة صباحا), هل تعتقد أنه الحارس هينري حقا؟
أدونيس ينظر بتمعن: حسنا, السيد هينري ذات بنية جيدة ولكن... لما أشعر أن هذا دامين؟ حتى أنه لم يقم بتغيير حذائه! انا متأكد انه دامين. ماذا يعني هذا!
المحقق رينيه: هذا ما اريد معرفته أيضا.
...............................................................................................................................
في ذلك الوقت و بعد أن قبضت منزي على دامين وهي تحمل علبة العصير التي تحتوي على حبوب ومسحوق من المخدرات.
منزي: أنا لا أصدق ما تراه عيناي!! دا....دامين! أرجوك قل أنها ليست لك!
عندها أخذ دامين علبة العصير بالقوة من منزي.
دامين: هذا ليس من شانك منزي, انا حر فيما أفعل.
منزي: هل أنت بكامل وعيك؟ قد تذهب الى السجن إن علمت الشرطة بهذا, هل جننت؟
ميرالد: ستؤذيك هذه المخدرات أكثر من أن تنقذك, يجب عليك أن لا تأخذها.
دامين: اصمتا, أنتما لا تعلمان شيئا عن حالي البائسة التي اوصلتني الى هذه المرحلة, اصمتا.
منزي: ولكن نحن أصدقائك ونريد مساعدتك, ماذا حدث لك لتفقد صوابك هكذا؟
دامين: حتى وان علمتما بما حدث لي لن تستطيعا مساعدتي.
ميرالد: بالطبع سنساعدك ولكن ليس بهذه الطريقة.
منزي: ما الذي دفعك لتعاطي المخدرات ؟ أخبرنا إذا
دامين: انت تعلمين لقد كانت كرة القدم حياتي ولكن المدرب اخرجني من الفريق بسبب إصابة بسيطة, أردت العودة بشدة, لولا المورفين لما رأيتني اتسكع هنا حاليا.
منزي: هنالك طرق اخرى للعودة للفريق ولكن ليس هكذا.
وفجأة ميرالد مقاطعة: المورفين! هل هل قلت المورفين! لقد ظهر فالتشريح ان ماتيو تم تخديره بهذه المادة, هل قمت أنت بذلك؟
تجمد دامين لوهلة وشحب وجهه: أنا...أنا لا أعلم شيئا
منزي: حقا! إذا لما تبدو شاحبا هكذا؟
دامين: أ..أنا لم اقم بقتله, أقسم بذلك.
ميرالد في صدمة: هل حقا لم تقم بذلك؟
دامين: أنا لم أقتله...لم أقتله.
منزي: لقد تسكعت مع ماتيو قبل موته بعدة أيام وكذبت على الجميع, لما كذبت إذا؟ هل قمت بقتله حقا؟
دامين: انا...انا...
تقوم ميرالد بالإمساك بقميص دامين وعيناها تملؤها الدموع بينما ظلت منزي في حالة صدمة.
ميرالد: قل الحقيقة قبل ان نقوم بأخبار الشرطة, قل الحقيقة لما قتلته؟
دامين: انا حقا لم اقم بقتله, انا فقط....
نظر دامين في عيني ميرالد التي تملأها الدموع ووجه منزي الغاضب.     
دامين: ل..لقد قمت بما طلب مني فعله وحسب.
عندها ابعد دامين ميرالد عنه وذهب مسرعا متفاديا الفتاتين. لتقع ميرالد على الارض وتجهش بالبكاء.
منزي: و..ولكن من طلب منه ذلك؟ هل يقول الحقيقة؟
ميرالد: انا آسفة يا ماتيو لان كل من حولك قام بخيانتك ولم أستطع حمايتك, آسفة حقا.
منزي تحاول أن تستجمع قواها لتفكر: ما الذي حدث الآن ؟ هل قام دامين حقا بتخدير ماتيو وقتله؟ أيضا اقتربت محاكمة أدونيس, هل سيسجن ظلما؟ يجب علينا إيجاد القاتل بسرعة لتبرئته. هيا يا ميرالد لا وقت للدموع الآن.
ميرالد: انا...انا لا أعلم إن كنت أستطيع ذلك بعد الآن, كلما اقتربنا من شخص يكسر قلبي على ماتيو بسبب خيانتهم وكل تلك الخدع التي تعرض لها.
منزي: انا أيضا خائفة ولكن...يجب علينا كشف الحقيقة قبل محاكمة أدونيس حتى لا يتعرض للخيانة أيضا, يجب علينا ذلك.  
..........................................................................................................................
بعدها بدأت منزي بتتبع دامين في كل خطواته لتعرف أكثر عن ما حدث بعد أن قام دامين بتفاديها هي و ميرالد في كل مرة تقتربان منه, تتبعه سرا يوميا على أمل مقابلته للشخص الذي قام بأمره لتخدير ماتيو والعثور على القاتل الحقيقي.
فالبداية بدا كل شيء طبيعيا فقد كان يقابل أصدقاءه المعروفين ويذهب الى المحاضرات كعادته, لم تجد منزي ذلك الشخص المطلوب وعلا على وجهها الإحباط ولكن لم تستسلم.
وفي يوم ما, أثناء عودة دامين الى منزله قام فجأة بتغيير طريقه والذهاب لزيارة غرفة الحرس. كانت منزي  مازالت تراقبه عن بعد في تخف شديد, عندها ظهر الحارس هينري وقام دامين بإعطائه رسالة ما وخرج مسرعا عبر بوابة الجامعة عائدا الى منزله.
منزي: مهلا, أليس هذا الحارس الذي فتح الباب وعثر على جثة ماتيو مع أدونيس؟ ايضا لقد قامت الشرطة باستجوابه في هذه القضية, ما علاقة دامين به؟ وماهذه الرسالة التي قام بإعطائها له؟ هل هو ياترى من قام بقتل ماتيو؟
وفي نفس اليوم كانت ميرالد تسير خارج قاعة المحاضرة شاردة الذهن وذابلة الوجه, تجر قدميها وتتمايل كالمخمور.
كانون: آنسة موسكي...آنسة موسكي.
ميرالد في عالم آخر غارقة في التفكير.
كانون: ميرالد موسكي...ميرالد.
ميرالد متفاجئة: هاه, نعم؟!
كانون: ما بك يا ابنتي؟ تبدين شاردة الذهن.
ميرالد: ب... بروفيسور كانون, أنا آسفة حقا مرحبا.
كانون: لا عليك يبدو أنك قلقة على والدك السيد لويس, أنا أتفهم ذلك.
ميرالد: آه.. أجل.
كانون: كيف حاله؟ هل هو بخير؟ لقد سمعت بأن حالته ازدادت سوءا, هاه لقد عاد  توباز مجددا للإنتقام منا وإرسال الرسائل الغريبة, آمل حقا بأن تتحسن حالته.
تفاجأت ميرالد قليلا ولكن سرعان ما تحكمت في نفسها: اه أجل أنا أيضا آمل ذلك. يبدو أن موعد محاضرتي قد حان يجب ان أذهب الآن.
كانون: حسنا يجب أن ادعك تذهبين الى محاضرتك إذا, أخبريني إذا تحسنت حالته لأقوم بزيارته.
ميرالد: بالتأكيد بروفيسور, وداعا.
كانون: وداعا.
بعدها بدأت ميرالد تسير بسرعة لتفادي البروفيسور كانون ويعلو على وجهها الحيرة والذهول.
ميرالد: ك..كيف علم البروفيسور كانون ان حالة والدي ساءت بسبب الرسالة؟ هل قام والدي بإخباره بما أنه صديقه المقرب؟ ولكن بدا واثقا أن توباز هو من أرسلها وهي من مجهول! يجب علي التأكد.
قامت ميرالد بالإتصال على والدها ورد كبير الخدم.
ميرالد: أرجوك صلني بوالدي, أريد التحدث معه في أمر مهم.
لويس بصوت أجش ضعيف: م....مرحبا.
ميرالد: والدي هذه أنا.
لويس: عز..عزيزتي ميرالد, ما الأمر؟
ميرالد: والدي هل تحسنت صحتك الآن؟
لويس: انا اتعافى ببطء ولكني بخير.
ميرالد: من الجيد سماع هذا. والدي, اريد ان اسألك, هل تحدثت مع البروفيسور كانون في موضوع الرسالة؟
لويس: م...ماذا؟ لا، كانون لا يعلم شيئا بخصوص الرسالة, انت وكبير الخدم فقط من تعلمون بها. هل...هل حدث شيئا ما؟
ميرالد: لااا...لم يحدث شيء ,فقط سألني عن حالك وأخبرته أنك مريض قليلا.
لويس: جيد أنك أخبرته أنني مريض, إياك أن تخبري شخصا عن تلك الرسالة عزيزتي وبالأخص كانون.
ميرالد: حسنا سأفعل ذلك, وداعا.
تقوم ميرالد بإغلاق الهاتف ببطء وأخذت بعدها نفسا عميقا.
ميرالد: كانون...

هل سأموت لاجلك؟Where stories live. Discover now