Mochicula & Papa Yoon

Two

أمسكتُ الفتَى الصغيرِ بيدِي الأخرَى وَ أبعدتهُ عنِّي بسرعةٍ، لمْ أستوعبْ أنَّنِي دفعتهُ إلَّا لمَّا سمعتُ صوتَ إرتطامهِ وَ لَا أعلمُ كيفَ وَ لمَ تحرَّكَ جسدِي تلقائيًّا نازلًا لمستوَى الطفلِ أتفحصهُ.

" ه..هلْ أنتَ بخيرٍ؟"
ساعدتهُ كيْ يجلسَ وكمْ كانَ حجمهُ صغيرًا مقارنةً بِي، لنْ أنكرَ وَ لنْ أتجنبَّ الحديثَ عنْ كمِّ لطافتهِ التِي أنستنِي كلَّ ما حضرتهُ منْ عتابٍ وَ جعلتنِي أنصهرُ متحلطمًا أمامهُ.

أومأَ لِي بعبوسٍ ظريفٍ زيّنَ وجنتيهِ الورديتينِ فِي وجههِ الشاحبِ، شاحبٍ أكثرَ منَ العادةِ.
رأيتهُ يلاعبُ أصابعهُ الصغيرةَ معبِّرًا عنْ توترِّهِ وَ قالَ بصوتٍ خافتٍ وَ مرتعشٍ.
" جيمينِي آسف..جيمينِي ظنَّ أنّكَ حلوَى.."

إستغرقنِي الأمرُ دقائقَ لأدركَ المشهدَ أمامِي، لوهلةٍ ظننتهُ مميّزًا عنْ بقيّةِ الأطفالِ، هوَ ألطفُ وَ هوَ أجملُ طفلٍ رأيتهُ..لكنْ يبدُو أنّنِي مخطئٌ.
نفسُ الرغباتِ وَ الأفكارِ، معَ هذَا عضّهُ لِي فقطْ يجعلهُ فريدًا.

" هلْ أنتَ بَابَا الجديدُ؟ أنتَ لنْ تكرهَ جيمينِي مثلَ بابا القديم ثحيح؟ جيميني آثف."
صوتهُ إزدادَ خفوتًا حتَّى صار مكتومًا فِي النهايةِ وَ أنَا قدْ شعرتُ بقلبِي يؤلمنِي وَ لمْ أتحمّل رؤيةَ دموعهِ لذَا سحبتهُ إلَى أحضانِي.

بعدَ أنْ هدأَ جيمين قليلًا، إبتعدَ عنْ صدرِي وَ أفلَتَ قميصِي يشهقُ بخفةٍ وَ يفركُ عينيهِ بقبضتيهِ الصغيرتينِ، فجأةً حشرَ رأسهُ مجدّدًا وَ أخذَ يفركُ وجههُ داخلَ قميصِي عندمَا إبتعدَ فهمتُ سببَ تصرفهِ الغريبِ.

هلْ قلتُ أنّهُ ظريفٌ؟ أنا أسحبُ كلَّ كلمةٍ قلتهَا إنّهُ متوحشٌ لقدْ بلّلَ قميصِي بدموعهِ وَ سوائلِ أنفهِ.
تنهدّتُ ثمَّ سألتهُ ببرودٍ مصطنعٍ.
" كمْ عمركَ يا شقيّ؟"

وجهة نظر يونغِي؛ إنتهتِ

" أنَا جيمينِي، وَ أنَا لثت شفيّ!"
أخرجَ جيمين لسانهُ عاقدًا ذراعيهِ غاضبًا.
" تقصدُ شقيّ؟"
صحَّحَ يونغِي كاتمًا ضحكاتهُ وَ قامعًا سخريتهُ.
" لا يهمُ!"

" حسنًا كمْ عمرُ جيمينِي اللطيف؟"
حملَ يونغِي الطفلَ ليصعدَ بهِ إلَى غرفتهِ، يراقبُهٌ وهوَ يعدُّ الأرقام علَى أصابعهِ.
" جيمينِي ثلاثة و نثف!"
قهقهَ الأكبرُ علَيهِ ثمَّ باشرَ حديثهُ.

" جيمِينِي صغيرٌ فكيفَ وصلَتَ لثلاجتِي؟"
إبتسمَ الطفلُ وَ صرخَ بحماسٍ.
" جونغكوك وضعنِي هناكَ! هوَ قالَ أنّنِي ثأحصلُ علَى بابا جديدٍ إنْ بقيتُ فِي الثلاجةِ!"