الفصل الواحد و العشرين

Depuis le début
                                    

"زي القمر والله و مش هتخطفي عينه بس هتخطفي عين كل الموجودين يا ستي والله " أخبرتها دانية بابتسامة لتنظر الأخري لنفسها مجددا بينما تتنهد

"تمام بس تفتكري هيتكلم معايا " قالت بملامح قلقة

صمتت دانية قليلا لتتحدث بنبرتها القوية الجدية " بصي يا ديدا انا معرفش شخصية معاذ ايه بس ايا كان رد فعله لازم تتقبليه الموضوع عدا عليه سنتين وهو ميعرفش ظروفك اللي مريتي بيها و سبب خطوبتك لحمزة اصلا مش عايزاكي ترفعي سقف احلامك لفوق من اللي هيحصل النهاردة مش بحبطك والله بس لازم تكوني واقعية شوية اهم حاجة انك تكلميه و توصليله مشاعرك و الباقي بالتدريج " شرحت لها محاولة اراحتها و لكن لا تريد أن ترفع من آمالها عاليا فتنكسر عند السقوط
ما حدث منذ عامين لا يعلمه أحد غير المعنيين و رغم ما عاشه معاذ من سليم فهو لم يفهم شيئا و لم يشرح له أحدا ما يحدث ليصدم بعدها بخطوبة محبوبته لآخر
لا تتوقع أنه سيأخذها بين أحضانه و يحمد الله علي عودتها فذلك لن يكون واقعي ولا يحدث بالحياة الواقعية و حتي أن كانت ابنة خالتها كباربي فحتي باربي يجب أن تواجه الصعوبات قبل نهايتها السعيدة
مع ذلك فهي تأمل الأفضل تأمل أن يستمع لها و يتجاوب معها فيريح قلبها و لا يكسره

"ربنا يستر " قالت داليدا بنبرة خائفة لتعود مجددا لمرآتها تتلفت حول نفسها
ابتسمت دانية بخفة وهي تنظر لابنة خالتها المتوترة بحب لم تتخيل يوما أن يتقربا هكذا لطالما رأت داليدا تلك الفتاة المدللة التافهة التي تعيش حياة مترفة  و ربما جزء من ذلك صحيح و لكن  هي أيضا واجهت الصعاب ، هي أيضا لديها ندبة في الخفاء
إدراكها لذلك جعلها تشعر بالسوء و الحزن ، لا تعلم لماذا ربما عيشهم معا تلك الفترة الصغيرة جعل رابط الدم بينهم ينتعش فأصبحت تراها كشقيقتها التي لا تحتمل ضيقها ولا حزنها ، و كعادة دانية لمن تحبهم فبدأت تشعر بالمسؤولية تجاهها

"هروح اجهز انا كمان " قالت دانية لترحل عائدة لغرفتها تاركة داليدا مع نفسها و أحلامها و تخيلاتها

.
.

مر الوقت و جهز الجميع للذهاب الي الحفل حتي كبار عائلة الشريف و الذين كانوا من أهم أعضاء النادي

كان الجميع ينتظر بغرفة الجلوس متأنقا رجال الشريف ببذلاتهم الأنيقة و نسائهم بكامل حليهم بجانبهم ، داليدا المجهزة مسبقا و منذ وقت طويل
هبطت جايدة مرتدية فستانها الاخضر القصير برقبة عاري الكتفين يهبط ملتفا علي جسدها بأناقة حتي الركبة تاركة شعرها بحريته خلف ظهرها بينما تضع مكياج رقيق و راقي
و اخيرا دانية ذات الفستان الاسود ذو الأكمام الطويلة ترفع شعرها كالعادة و تضع مكياجها الهادئ
كانت دانية تتحدث مع داليدا عندما هبط حمزة مرتديا بذلته ذات اللون الرصاصي الغامق بأناقة
"جاهزين يا جماعة " سال ليصمت بعدها وهو ينظر لحوريته السوداء ترتدي الأسود كالمعتاد
عقد حاجبيه بغيظ وهو ينظر إليها لا ينكر جمالها الأخاذ و لا ينكر كيف يليق بها الاسود كما لا يليق بغيرها و مع ذلك هناك تلك النية الصغيرة بداخله أن يراها بلون اخر فهو لا يزال يتذكر كم كانت مبهرة بالذهبي في حفلتهم
لذا متذكرا وعده أن يجننها احكم فمه ليمنع ابتسامته من الظهور

أسوار الانتقام Où les histoires vivent. Découvrez maintenant