الفصل التاسع عشر

3K 153 7
                                    

"لاع يا بدرية منيش مرتاحة متولي لو عرف هيموتني " قالت عائشة بقلق وهي تنظر لصديقتها
" يا بت و متولي عيعرف منين هنروح الطريق صد رد ولا من شاف و لا من دري ، همي حالك انتي بس "
"يا بدرية لا متولي رافض فكرة الحكيم دي خالص " قالت بقلة حيلة
" يوه يا عائشة متتعبنيش معاكي امال ، يا بت دا اني تعبت علي ما عرفت الحكيم دا و حجزتلك الميعاد دا بيقولوا سره باتع شاطر قوي مفيش واحدة اتعالجت عنده إلا خلفت و بقت ام و بعدين يعني هو متولي يكره أنه يبقي اب ولا ايه يلا بس معيحصلش حاجة يلا يا عائشة متأخريناش " قالت بدرية

"يوووه يا بدرية خلاص هاجي وياكي و امري لله و ربنا يسترها بقا و متولي ميدراش بحاجة " قالت باستسلام اخيرا وهي تقف لترتدي عبايتها لتخرج مع صديقتها متجهين الي وجهتهم غير عالمين بمن يتبعهم

.
.

أما متولي الجالس أمام حماد أمامهم الشيشة يدخنون بشراهة
"الا جولي يا متولي اخبار الواد غياث ايه " سأل حماد فجأة من الا مكان
"والله يا معلم اني حاطت عيني عليه من وقت ما دخلنا بينا بس الحق يقال الواد نبيه نباهة و شاطر و لحد دلوق مطلعتش منيه غلطة مركز فاللي عيطلب منه و عينفذ طوالي " اجابه متولي
"حلو يعني طلع صح معانا مش أكده "
" أكده و نص يا معلم و بعدين طول ما الفلوس عتجري بيده زيه زي غيره و بعدين متنساش دا ولد فقر و العز اللي عيشوفه ويانا يخليه يبقي كلب لينا " أكد له متولي
"دام أكده خليه يجيني عايزه فموضوع " قال حماد بحقد يقتاد بعيناه

.
.

دخل حمزة شقته المتروكة من والده رحمه الله لينظر إليها و الي جوانبها بحنين و ابتسامة حزينة
شقة حمزة تقع بحي جاردن سيتي ، كانت الشقة التي تزوج بها والديه و قضا بها حياتهم حتي توفي والده ، رغم ظلم أعمامه بعد وفاة والده و اخذ ميراثه و حقه و حق والدته إلا أن ناهد وقفت أمامهم و حاربتهم طويلا و رغم أنهزامها الواضح إلا أنها نجحت بالاحتفاظ بتلك الشقة التي تحمل الكثير من الذكريات الجميلة و الثمينة لكلا من الام و الابن ، بعد زواجها من أحمد الشريف أغلقت الشقة تاركة إياها لطفلها الوحيد كميراثه الوحيد المنقذ من بين انياب اعمامه
حاول حمزة الانتقال لها بعد بلوغه العشرين و لكن رفض والدته و حزن احمد الشريف وقف أمامه ليقرر ترك أمر الشقة حتي يحين وقتها
والان هو الوقت المناسب لقد أصبح متزوجا و لابد له من الاستقرار
كانت الشقة واسعة ذات اثاث قديم و عتيق لم يغيره حمزة ابدا و لكنها نظيفة ذات رائحة عطرة حيث يبقيها حمزة فيأتي إليها كلما ضاق به الحال أو شعر بالعجز أو الاشتياق لوالده
نظر بأرجاء الشقة كما يفعل كل مرة يأتي بها لتمر لمحات برأسه لطفل صغير يجري بالانحاء و رجل ذو ملامح مبهمة تظهر و تختفي
ابتسم بخفة لذلك الشعور المحبب لقلبه و اتجه حيث غرفة الصالون ليجلس علي الأريكة العتيقة بينما ينظر لتلك الصورة المعلقة علي الحائط تحتوي وجه والده المتوفي
بقي يتأملها قليلا وهو ينظر لملامح والده ثم يغلق عيناه محاولا تذكر اي ذكري بينهما
ولكن لا يتذكر سوي تلك اللمحات التي يحاول الحفاظ علي وجودها بذاكرته حامدا الله عليها
طفل بسنه ربما ما كان تذكر شيئا و لكنه محظوظ ، محظوظ لتلك الذاكرة التي تطيب خاطره بلمحات من ذكريات يعطيها القيمة حتي وإن لم يتذكرها كاملة

أسوار الانتقام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن