حكايا قصيرة~

أَزهَار..!

13920
--------------------------~
.

لا بدّ أنّني صاحبة أسوء حظٍّ لهذا اليوم!!

استيقظتُ متأخّرة عن موعدٍ مهمّ ثمّ ركضتُ بمنظرٍ مريع لأجدَ أنّ العميل قد غادرَ وغادرت معه آمالي بوظيفة جيّدة. زدْ على ذلك أنّ سائق سيّارة شديد الإحترام بلّلني بماء متّسخ، ليتّضح لاحقاً أنّ قهوتي مُرّة وكعكتي أقسى من الحجر، ممّا يعني أنّ فطوري المُتّأخر -أصلاً- غير قابل للأكل حتّى.

أهغغغغغغ.

كنتُ أمشي بلا هدفٍ في الشّارع احملُ كيس الطّعام الصّخريّ. وجدتُني قريبةً من الحديقة العامّة وفضّلت الإتّجاه نحوَها لبُرهة.

رميتُ نفسي على أحد المقاعد. تكرّرت أحداث النّهار في عقلي كشريطٍ سينمائيٍّ كئيب بالأبيض والأسود لأتنهّد بعمقٍ. عيناي تبحثان في الخِضرَة حولي عمّا يغيّر عتمة أفكاري. تمَلْمَلتُ في المقعد في وضع خمول -شبه نائمة- وحوّلتُ نظري للسّماء.

عصفور.
عصفوران.
ها هو صديقهما.
أوه الرّابع.
سربٌ رائع.

تبًّا.
تبًّااااااااااااااا.

ما الخطوة التالية إذاً؟
ما الّذي يمكنني فعله الآن؟
لا شيء؟

تنهدتُ مجدّدًا.

اغمضتُ عينايْ لبرهة. ما زلتُ مستلقية بخمولٍ على المقعد ويداي منفرِدَتان على جانبيّ.

أههغغغغغغغغغغغ.

احسَستُ بنقرةٍ خفيفةٍ على جانِبي، فتحتُ عيناي ببطأ لاَتحرّى عن مصدرها، فإذا بطفلٍ يحدّق بي!

استقمتُ في جلستي بسرعة كأنّما مسّني تيّار كهربائيّ وبادلتُه التحديق. يطالعني الطفل بنظراته الفضوليّة مقابل خاصتي المُستغرِبة. ابتسمتُ ببساطة. أمالَ رأسه ثمّ بادَلني بابتسامتِه الصّغيرة. الأطفال لطفاء. حقّاً.

أطالَ التحديق.. بدأتُ أشعر بالتّوتر 😂، فارتأيت أن ابدأ حديثًا ما..

"إمم، مرحباً!"، قلتُ وأنا ألوّح بيدي.

أمال رأسه أكثر ثمّ ردَّ وهو يتأرجح في مكانه بمرح طفوليّ: "مهّباً!!".

أضحكتني لهجتهُ الطّفوليّة اللّطيفة، "ما هو إسمك أيّها الصّغير؟~"، سألته بفرحٍ متبادل.

"اسمي جيمي!"، أجابني بمرحهِ ذاك، يبدو أنّه مُعدي بطريقة ما.. بدأتُ أشعر بطاقةٍ مُنعشة تتفتّحُ داخلي~

"حسنًا إذاً تشرفتُ بمعرفتك!" قلتُ بحيويّة ثمّ استطردت، "لكن أين والدت-" أاه! إيه؟؟ أينَ ذهب!؟ كان هنا منذ لحظة!

لم أجد له أثراً حين التفتُ يُمنة ويُسرة، ربّما نادَته والدته بالفعل. هوووووه وها قد ذهب مصدر طاقتي المؤّقت :( .