الفصل الخامس عشر

3K 145 11
                                    

يقف الجميع صامتا بمكانه يحاولون استيعاب ما حدث منذ دقائق
ليقطع الصمت هجوم دانية المندفع تجاه حمزة " انت ازاي تتجرء و تقول أن انا مراتك انت اتهبلت " صرخت بوحشية مخرجة غضبها و حنقها عليه
نظر إليها حمزة و لازال الغضب و الحنق يشعان من عيناه 
ليتحدث بصراخ مماثل لها
" و كنتي عايزاني اعمل ايه اقف اتفرج و هما بيشوهوا سمعتك و بيمد أيده عليكي كمان "
" وانت مالك انت انا كنت اعرف اتصرف بتتدخل بصفتك ايه " صرخت دانية بوحشية و قسوة لا تصدق ما حدث
تكره شعورها الدنئ بالسعادة لدفاعه عنها و لما قاله ، كيف لي ان اشعر بالسعادة أنه خطيب ابنة خالتي

" بصفتي راجل و مقبلش اشوف بنت بتضرب قدامي و اسكت و بعدين انتي بتزعقي فيا بدل ما تشكريني اني خلصتك من هم ابن عمك الزفت دا " قال حمزة بحدة و غضب 
" انت مخلصتنيش انت دبستني " قالت دانية لتصعد بعدها الي غرفتها منهية الحديث عند هذا الحد
ليرحل حمزة هو الآخر متجها لعمله  غاضبا حانقا متجاهلا الجميع

بينما عائلة الشريف كلها كانت تقف تنظر لذلك الشجار بدهشة غير عالمين ما يجب فعله

.
.

كانت تبكي بقهر و حزن و اشتياق تنظر لصورتها مع عائلتها الراحلة ، كم اشتاقت لهم والدها ، والدتها و شقيقها دياب هي دائما ما تحاول التماسك لتظهر قوية و صلبة أمام الجميع و لكن اوقات مثل هذه تنهار كل حصونها متمنية وجودهم حولها
نظرت لشقيقها داوود بالصورة ذلك الغائب ولا يدري ما يحدث تتمني رجوعه ليقف بجانبها و يساندها و مع ذلك قلقة من معرفته الحقيقة لا يمكنها خسارة اخر شخص من عائلتها

طرق علي الباب آفاقها لتمسح دموعها بسرعة بينما دخلت صفية
وقفت صفية تنظر إليها قليلا لتقترب وهي تقول " دا اني صفية يا ست دانية عايزة تبكي ابكي و خارجي اللي جواكي صدري دائما مطرح ليكي و متحمليش هم لا فيوم نظرتي فيكي تتغير ولا فيوم هشوفك ضعيفة " قالت لتضمها إليها
لم تستطع دانية التماسك لتنزل عبراتها الساخنة بينما تكمل صفية حديثها " طول عمري عاستقوي بيكي يا ست دانية بس اللي حصل كسر ضهرنا كلنا عشان أكده عنتسندو علي بعضينا ، ابكي و صرخي و كسري لو عتعوزي اهم حاجة في الاخر تعاودي اقوي من الاول "

.
.

كان حمزة بمكتبه يتحرك ذهابا و إيابا به يحاول لم شتاته و تجميع أفكاره
لا يعلم ما الخطأ و ما الصح ، لا يعلم كيف تجرأ و نطق بما قاله " دانية مراتي "
و كأن رغبته الداخلية خرجت للعن دون استأذان
كل ما يعلمه أنه لم يتحكم بنفسه و فقد عقله عندما مد ذلك الدنئ يده عليها و كيف صفعها
لم يشعر بنفسه الا وهو يضربه و ينطق بتلك الكلمات

توقف أمام نافذة مكتبه وهو يمرر كف يده بين خصلات شعره بينما تنهيدة متعبة خرجت من بين شفاهه

' هعمل ايه معاكي يا دانية هعمل ايه فعندك و قوتك دي احيانا مش ببقا عارف اصدق القوة دي و لا اصدق دانية الرقيقة الحزينة ، لغز كبير بس الأكبر ازاي دخلتي قلبي بالشكل دا من غير ما احس ماخدش بالي غير و انتي جوايا محتلية قلبي و عقلي و تفكيري
مش عارف اعمل ايه معاكي و نظرتك ليا اللي اتغيرت ولا اعمل ايه فمشاعري ليك و رغبتي فحمايتك و انك تكوني ليا بتاعتي '

أسوار الانتقام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن