II - إثمٌ وغفران

Start from the beginning
                                    

- دانتي الييغري - الكوميديا الإلهية - مُجلد الجحيم .

..

قصرُ كونت ستراسبورغ - فرنسا - عام 1875

خيولٌ جاريه وعرباتٌ فارهة.
سيرٌ من الخدم قد اصطفوا على بوابة القصر الشاهقة
مأمورين بخدمة نبلاء فرنسا الساحرة .

نساءٌ قد زُينت ملامحهن بأقنعةٍ ساترة
وريشٌ من النعام اضاف لهن لمسةً من الحُسن زاهرة .

رفقاءٌ بالترف قد ظهروا بطلةٍ فاخرة .
ورجالٌ بالفتنةِ قد هيمنت جسارتم بهيبةٍ فاضحة .

حفلٌ تنكري اتاح للجميع ان يصبحوا في الهيئة التي يرغبون بها لأنفسهم .

فإن كان بداخل رجلٍ قد عُرف بين العامةِ بطيب أخلاقه وحسن نيتِه ذرةً من حقدٍ وكره فيتسنى له ان ينزع قناع الودِ مبدلاً له بقناع منقار الطاعون متمثلاً به الوباء الشديد المنتشر بخُلده .

وللأخرى الحسناء الفاتنة ، التي قد ذاع صيت العهُر منها ظالمًا طيب روحها وهالكًا نقاء جذعها تختلي بقناع الملآك المتبين به حقيقة هويتها تاركةً ظلم الأقاويل عنها لواقعٍ مرٌ كان عليها .

وبزاويةٍ أخرى بداخل أحد أجنحة القصر القريبة من القاعة العظمى للحفل .
كان طائر السلام يرتلُ لحن بيتهوفن الخاص بالصمت .

بينما أحبال حذاء البالية قد تراقصت حول نعومةِ ساقِه منعقدة .

ترتقي عسليةُ عيناه لمن حوله ، يرىٰ الراقصون قد تأهبوا بارتداء بذلاتهم الراقية وتزين رؤسهم بشعرٍ مستعار أبيض مثلما يرتدي اهل البلاط بالعقودِ الماضية.

يلتفت نحو شريكته راقصةُ البالية الأولى من بين النساء بفرنسا يراها واقفةً امام المرآة سادلةً شعرها المموج على ظهرها بينما تعقد قماشًا من التل الأحمر الخفيف على عينيها ، حُلي الفضةِ قد لمعت بها وفستانها الغجري ذو لون الكرز قد ابرز شحوبها .

بينما كان هو رافعاً خصال شعره للأعلى وقماشٌ اسود من التُل قد تلثم به ، بدلةُ على نهج الحراسة قد ارتداها بينما تكحلت عسليةُ عيناه بكحلٍ اسود لم يزده الا فتنةً عن فتنتِه .

يتقدم لشريكةِ رقصه مراجعًا معها خطة الاداء فبتمام الساعة الثانية عشر منتصفُ الليل ستبدأ رقصتهما على إيقاع جورج بييزيه والتي ألفها لمسرحية الاوبرا الشهيرة بعهدهم .

.
.
.
.
👑
.
.
.
.

دقت اجراس ساعةِ جيبه الذهبية مشيرةً بعقربها الصغير نحو العاشرة
معلنةً عن اكتمال الحضور وبدء ظهوره برفقةِ مستشاره بهويةٍ زائفة .

𝕄𝕚𝕤𝕥𝕪 𝕎𝕚𝕤𝕡𝕖𝕣𝕤Where stories live. Discover now