(هرقليطس (الباكي

103 10 0
                                    


  فيلسوف يوناني من إفسوس (بتركيا) في عصر ما قبل سقراط. كتب بأسلوب غامض، يغلب طابع الحزن على كتاباته، ولذا، عُرف بالفيلسوف الباكي -حيث كان يبكي علي حماقه الانسان- . تأثر بأفكاره كل من سقراط  و افلاطون و ارسطو. قال بأن النار هي الجوهر الأول، ومنها نشأ الكون. و ان الانسجام هو دائماً نتاج المتقابلات، ولهذا فإن الحقيقة الأساسية في العالم الطبيعي هي الكفاح.


كان هرقليطس مشهورًا لإصراره على أن الوجود في تغير دائم باعتبار هو الجوهر الأساسي في كما جاء في قوله: «لا يخطو رجل في نفس النهر مرتين أبدًا» و يعد احدي مؤسسي علم الوجود.

اكتملت رؤية هرقليطس من خلال التزامه الكامل بفلسفة وحدة الأضداد (قسم من الفلسفة الجدلية) مشيرًا إلى أن «الطريق إلى الأعلى أو الأسفل هو نفسه». نظّم هرقليطس من خلال هذه الفلسفة جميع المعطيات الموجودة على شكل أزواج من الخواص المتعاكسة، حيث لا يجوز على الإطلاق لأي كيان أن يوجد بحالة واحدة في وقت واحد.

يُقال أن هرقليطس اعتاد لعب لعبة الجاكس مع الصغار في معبد أرتميس  وعندما طُلب منه البدء في تطبيق القوانين رفض قائلًا ان الدستور كان (ponêra) والتي يمكن أن تعني إما أن الدستور خاطئ من الأساس أو أن هرقليطس اعتبرها مهمة صعبة.


اشتهر هرقليطس بالغموض، فقيل عنه "الفيلسوف الغامض". وشاع هذا القول في كل العصر اليوناني و الروماني ، والسبب في ذلك أنه كان يطيب له المفارقات والأقوال الشاذة، وكان يعبر عنها بلغة مجازية رمزية. و من هنا لقبه  تيمون الفليوسي بلقب "صاحب الألغاز". ويقول عنه أفلوطين : "كان يتكلم بالتشبيهات، ولا يعنى بإيضاح مقصوده".ربما لأنه كان من رأيه، أن علينا أن نبحث داخل نفوسنا كما بحث هو بنجاح".



من أقواله:

لا تستطيع أن تنزل في نفس النهر مرتين.*
أناس آخرون لا يعلمون ما يفعلون وهم يقظى، تماماً كما ينسون ما يفعلون وهم نيام.
الحمقى حين يسمعون يكونون مثل الصّم. والمثل يصفهم فيقول : "رغم أنهم حاضرون هم غائبون.
الحمير يفضلون سقط المتاع على الذهب.
الكلاب تنبح في وجه كل من لا تعرفه.
الطبيعة الإنسانية لا بصيرة لها أما الطبيعة الإلهية فبصيرة.
الرجل طفل في أعين الإله، كما أن الطفل طفل في عيني الرجل.
أحكم الناس يبدو قرداً إذا ما قورن بالله، في الحكمة والجمال وسائر الأمور.
في نظر الله كل الأمور جميلة وحسنة وعادلة، لكن الناس زعموا أن بعضها غير عادلة وبعضها الآخر عادلة.



*في مبدأه الاول يعبّر عنه بقوله : "كل شيء في سيلان دائم : والقول المشهور الذي يعبر هرقليطس عن هذا المبدأ " لا تستطيع أن تنزل في نفس النهر مرتين" ويضيف إليه فلوطرخس ، التفسير التالي : " لأن مياهاً جديدة تتدفق فيه".

عن الفلاسفةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن