بروتاغوراس(السوفسطائي)

82 4 0
                                    

هو زعيم الفكر السوفسطائي في القرن الخامس قبل الميلاد.
وتُعتبر أفكار بروتاجوراس هي أساس أفكار السوفسطائيين.

 ولد في أبديرا (تراقيا، اليونان) وعاش في أثينة، وكان له أثر كبير في الفكر اليوناني في الأخلاق والسياسة في عصره. جاب اليونان كلها، واستقر في أثينة، ولبث فيها شطراً من حياته، حيث كلف بأمر من الحاكم بركليس وضع دستور جديد للبلاد. ولكنه ما لبث أن اتهم بالإلحاد، وحكم عليه بالإعدام، بسبب ما جاء في كتابه «في الآله».

 فأحرقت كتبه علناً. وفي نهاية المطاف فرّ هارباً من أثينة، ومات غرقاً وهو في طريقه إلى صقلية في جنوب إيطالية.

كان يعتقد أن الإنسان هو مقياس كل شيء، أي أن الخير والشر الصح والخطأ، كلها يجب أن تُحدد بحسب حاجات الكائن البشري؛يقصد بالإنسان الكائن الفرد الذي يدرك المعرفة بحواسه النسبية المتغيرة ولذلك فالمعرفة سوف تصبح نسبية وأيضاً ترتب على ذلك أنه لا يوجد معيار ثابت للحقيقة أو الصواب والخطأ، لذلك أكد على أنه ما تراه حق فهو حق بالنسبة لك وما أراه باطلاً فهو باطل بالنسبة لي.


رفض الديانة الوثنية المنتشرة في عصره وقال : «لا أستطيع أن أعلم إن كانت الآلهة موجودة أو غير موجودة وعلى أي صورة تكون -وذلك بسبب غموض الموضوع- وقصر عُمّر الإنسان». وذلك يعني أنه يتبع للتوجه الاأدري؛ ولذلك ثار عليه المجتمع اليوناني وأحرق كتبه.


رأي بروتاجوراس حول نظرية الوجود، أن: «لا شيء يوجد بذاته، ولكن كل شيء ينشأ من علاقته بشيء ما».

فالتصور الأنطولوجي للوجود المرتبط بنسبية المعرفة ينحصر في أن التغير لا يتم كيفما اتفق، بل إن كل الموجودات في العالم تتغير باستمرار وفقاً للتناقض الداخلي الكامن في الأشياء ذاتها. ولذلك فكل الموجودات تتضمن، في ذاتها، التضاد والتناقض. وهذا يدل على أن بروتاجوراس أخذ الفكرة الرئيسة من مذهب هيراقليطس وهي «أن الوجود دائم الجريان، فالطبيعة كلها في تغير دائم بين الأضداد».


المعرفة عند بروتاجوراس لا تتعلق بالموضوع فحسب، بل بالذات العارفة أيضاً، ومبادئ الأشياء ينبغي ألاّ تطلب في العالم الخارجي، وإنما من داخل الإنسان. فالمبدأ الحقيقي ليس العناصر المادية كما اعتقد الفلاسفة الأوائل، بل عقل الإنسان ذاته. وبروتاغوراس هو القائل بأن القوانين والعادات والأخلاق نسبية، وأن المعيار الصحيح لهذه النظم والقوانين هو المجتمع الذي تطبق فيه، ولا يمكن أن يطالب الأخلاقيون بمعيار مطلق للخير والشر.



كان بروتاجوراس من أقوى الشخصيات في الحركة السفسطائية التي أثرت في المجتمع اليوناني، فتأثيره كان في رجال الحكم والدهماء أكثر منه في المثقفين، لذلك هز القاعدة الشعبية بعنف، وأثارها على سقراط وأتباعه مما أدى إلى صدور حكم بإعدام سقراط.


وقد أشار المؤرخون لحياة بروتاجوراس وآثاره إلى بعض آراء متفرقة له في العلوم الطبيعية وغيرها، فقيل إنه واضع علم النحو اليوناني، وقيل أيضاً إنه كانت له مدرسة خاصة في تعليم الهندسة، فكان يرى أن قضايا الهندسة إنْ هي إلا صورة معقولة لا تتعلق صحتها بالواقع، إذ إننا لا نستطيع أن نحدد بالحس أين تبدأ الدائرة.

عن الفلاسفةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن