Part7

6.1K 263 24
                                    

بعد ساعات من العناء كانت جيني مرهقة و قد قام الضابط بصرف الجميع إلى أشغالهم و بقيت جيني مكانها ممدة على التراب و لا تقوى على الوقوف حتى عندما لاحظت يد تمد باتجاهها زجاجة مياه ، حركت يدها قليلاً لتمسك الزجاجة سرعان ما سحبتها فجأة عندما علمت من كان يعطيها إياها ، لقد كانت ليسا.
_ليسا: أنتِ مرهقة جدّاً هيا اشربي
_جيني: و هل هذا يهمك، أساساً هذا هو عملك إذلال الأبرياء ، لا أعلم كيف وقعت سابقاً بحب شخص شرير مثلك.
أقتربت ليسا منها و وضعت يدها فوق يد جيني بحنان
_ليسا: جيني أنتي لا تفهمين ، هذه الأمور تجري هنا في حالات الحرب ، حتى الأسرى من بلدي لديكم يعيشون نفس الحالة هكذا هي الحرب ، كلا الطرفين يعاني ، قد تظنين أنني أستمتع بذلك و لكن بالطبع لا أنا أكره هذا بشدة ، أكره هذه الحرب ، بسببها أصبحت أكره عملي و.....تخليت عن..
_جيني: تخليتي عن ماذا
_ليسا: عنكِ.
_جيني(و قد بدأت الدموع تنهمر على وجهها): حتى لو كنتِ مجبرة هذا لن يغفر لكِ ، أنا لا أصدق كيف استطعتي فعل هذا!!
_ليسا: صدقيني جيني ما كنت لأبتعد عنكِ بإرادتي فقط أعطيني فرصة لأشرح كل شيء.
_جيني: حسناً لكن أريد أن أشرب أولاً
_ليسا: أنتِ جائعة أيضاً ، لنذهب إلى غرفتي ستأكلين و ترتاحين هناك ثم سنتحدث.
أومأت جيني و ساعدتها ليسا على الوقوف و جعلتها تتكئ عليها و هما يمشيان إلى غرفة ليسا ، أثناء المشيء تذكرت جيني أصدقاءها
_جيني: ليسا
_ليسا: ماذا؟
_جيني: أرجوكِ أن تحمي أصدقائي من هؤلاء ، أنتي تعرفين أن لا ذنب لهم و..
قاطعتها ليسا
_ليسا: أعرف جيني و أنا متأسفة على كل شيء ، لا أستطيع فعل شيء على مرأى أفراد الجيش و بقية الضباط قد يفصلونني ، و لكن سأحضر صديقاتك بحجة أنني أريدهم العمل في جناحي و انتي أيضاً ، بينما تبقون لدي بأمان و دون معرفة أحد حسناً؟
_جيني: شكراً لكِ أنا مدينة لكِ مدى حياتي
اقتربت ليسا و عانقتها متجاهلة محيطها بأسره ، أحست بأن قلبها قفز في جسد الأخرى من شدة الشوق ، لقد أفتقدت هذا الشعور لسنوات ، كانت مستعدة للموت مقابل هذه اللحظة التي لا تقدّر بثمن، قالت و هي تفصل العناق
_ليسا: لا تقولي شيء كهذا أبداً، أنا من أخطأت بحقك ولا أستطيع فعل شيء كافي لأعوضكِ ، و لكنني سأحاول جهدي أعدكِ.
كانت مشاعر جيني تتضارب بسبب هذا العناق التي لم تحسب له حساب ، و أيضاً كلمات ليسا ، كانت على وشك البكاء و الارتماء بحضنها مباشرةً ، حتى دون سماع تبريرها لهجرها سابقاً ، كانت مستعدة ان تسامحها على كل شيء و تبقى معها ، و لكنها تمالكت نفسها فجرحها عميق بحيث لا يمكن تجاهله.
_جيني: تعدينني؟ كالمرة السابقة!
بعد أن سمعت ليسا كلام جيني لا إراديّاً بدأ عقلها يتمتم كلمات من أغنيتها المفضلة
I remember you said don't leave me here alone
(أتذكر أنكِ قلتِ لا تتركيني هنا وحدي)
But all that's dead and gone and past tonight
(لكن كل ذلك مات و رحل و أصبح ماضي الليلة)..
_ليسا: جيني، كان هذا في الماضي..الآن كل شيء تغير ، ثقي بي أرجوكِ.
لم ترد جيني و تابعوا المشيء باتجاه غرفة ليسا ، التي كانت تستمر بغناء هذه الأغنية و تشعر كأنها سيرتها الذاتية!
عندما وصلوا ، طلبت ليسا الطعام لجيني ، و أحضرت لها ملابس و جعلتها تستحم و تأخذ قيلولة؛ جيني المسكينة كانت متعبة لدرجة أنها غطت في نوم عميق سرعان ما لامس رأسها الوسادة، ظلت ليسا تتأملها و هي نائمة لدقائق ، ثم تحلت بالجرأة لتقترب و تقبل شفتيها برقة ، ثم خرجت من الغرفة و هي تفكر كم افتقدت هذا ، كم افقتدتها و افتقدت وجودها إلى جانبها، دخلت إلى مكتبها و طلبت من الجندي استدعاء جيسو و روزي ، لقد كانت تعرفهما ، تعرف روزي شخصياً من أيام الثانوية ، و جيسو لم تقابلها سابقاً لكن كانت تعرف أنها مدربة جيني ، صحيح أنها كانت بعيدة عنها لسنوات و لكنها كانت تتابع كل أخبارها عن بعد.

Safe&Sound 《Jenlisa》(مكتملة)Where stories live. Discover now