اتَّصَل لَهَا لِلْمَرَّة الرَّابِعَة
هِيَ لَمْ تَرِدْ عَلَيْهِ مِنْ شِدَّةِ حُزْنُهَا
أَرْسَلَ لَهَا الْكَثِير
يَعْتَذِر و يُبَرِّر
هِي عَلِمْت أَنَّهُ لَا يَثِقُ بِهَا
عَلِمْت كَذَلِك بِشَأْن ذَهَابِه لِلدِّرَاسَة خارجاً لِمُدَّة
سيتركها هُنَا وَ يَذْهَب
يَتْرُكُهَا مَعَ ابنهما الْأَوَّلِ وَ يَذْهَب
ظِلّ يَنْتَظِرُهَا بِالحَدِيقَة
كُلَّمَا تَمْر فَتَاة يَنْهَض
لَكِنَّهَا لَيْسَتْ زَوْجَتِه و يَجْلِس مجدداً
مَرَّت سَاعَتَان و دَخَلَت لِلْمُنْزَل
رَفَعَ نَظَرَهُ لَهَا- يونا أَنَا حقاً آسَف
لَمْ تَرِدْ عَلَيْهِ وَ دَخَلَت
عَيْنَاهَا حمراوتان مِنْ كَثْرَةِ الْبُكَاءِ
لَكِنَّهُ لَمْ يُلَاحِظْ ذَلِكَ
لَحِقَهَا لغرفتهما- يونا اسمعيني قَلِيلًا فَحَسْب
- تُريدُ منّي إنْ أُسْمِعُك ؟ مالذي سيفرق ؟ لَقَدْ أَخَذْت قرارك . . ستذهب بِكُلّ بُرُود و تتركني أَلَد لوحدي و أَرَبِي لوحدي لِسِتَّةِ أَشْهُرٍ
- أَنَّهَا فرصتي الوَحِيدَة . . يَجِبُ أَنْ تتفهمي
- فرصتك الوَحِيدَة ؟ لابأس إذَا
صمْت و هُو يَنْظُرَ لَهَا
- أَنَّهُ ابْنَنَا الْوَحِيد كَذَلِك و سَتَكُون فرصتك الوَحِيدَة لِرُؤْيَتِه تَكَبَّر
- أَرْسِلِي بَعْضِ الصُّوَرِ لِي. .
- لِمَا أَفْعَل ! لَقَد تخليت عَنْهُ لِأَجْلِ دراستك !
تَنَهُّدٌ و جَلَس
- انْظُرْ لِي أَنَا أَيْضًا أَرَدْت أَنْ ادرس و أَتَخْرُج لَكِن عِنْدَمَا حَمَلَت تَرَكْت كُلَّ شَيْءٍ لِأَجْل ابْنَنَا . . تَرَكْت حِلْمِي لِأَجْلِه . . مَاذَا عَنْك ؟ ستذهب لِتَكْمُل دراستك بِالْخَارِج و أَنَا كالحمقاء سَأَجْلِس لوحدي و أَرَبِي طفلنا لوحدي
- سَأتَّصِل لكِ كُلَّ يَوْمٍ و نَتَحَدَّث اعدكِ
- وَعَدْتَنِي بِالْكَثِير و خَلَفَت وعودك بِالْفِعْلِ لَمْ أعُدْ اِهْتَمّ
- يونا ارجوكِ . .
- افْعَلْ مَا تَرْغَبُ بِه
أَخَذَت منشفتها و دَخَلَت لِلْحَمَّام
بَعْثَر شَعْرِه و جَلَس يُفَكِّر
خَرَجَتْ بَعْدَ سَاعَةٍ
زَوْجِهَا مستلقي عَلَى السَّرِيرِ
يَنْظُر لِسَقْف الغُرْفَة بِصَمْت
أنت تقرأ
°l||l°( شَيْءٌ مَخْفِيّ )°l||l°
القصة القصيرة"إنكِ فِي نَفْسِي ، فِي أعماقي أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ آخَرُ . . وجهكِ يَجُولُ فِي ذِهْنِي دائمًا لِلْحَدّ الَّذِي أَصْبَحْت أَرَاهُ فِي كُلِّ الْوُجُوهِ . . صَوْتَكِ لَا يغيبُ عَن مَسامِعي وَلَا لِلَحْظِه ، كُلِّ شَيْءٍ منكِ غَيْرَ قَابِلٍ لِلنّ...