( مدائن صالح...القصة الكاملة )

Começar do início
                                    

وهذا بالتحديد هو ما يجذب من يصل إلي هناك فور دخوله إلى "إثلب"، إذ يمكن مباشرة رؤية غرفة كبيرة نقشت بعناية داخل الجبل، وقد كشف علماء الآثار أنها كانت عبارة عن قاعة أُعدت للاجتماعات، تستوعب ما لا يقل عن 13 شخصا في الاجتماع الواحد، وقد صنعت بطريقة تمنحها "خاصية صدى الصوت".

وسنكشف سويآ تفاصيل الاجتماعات التي كانت تدور في "الديوان"، في البداية "تم اختيار هذا الموقع لأنه في مكان مرتفع، مما يمنحه مزيدا من الفخامة لاحتضان كبار القوم، حيث كانوا يجتمعون لأغراض دينية، ويناقشون قضايا مجتمعهم".

** مدائن صالح.. إرث الأنباط للعالم :

هذا الموقع يعود إلي نحو ألفي عام للوراء "لنا أن نتخيل المشهد الذي كان يدور في هذه الغرف من خلال كتابات رحالة يدعى سترابو، الذي قدم وصفا تصويريا لما حدث هناك، موضحا أن المجتمعين كانوا يتمددون على المقاعد الموجودة، وكانت توضع أمامهم 3 طاولات عليها ثمار الفاكهة، فيما اعتادت امرأتان العزف على آلات موسيقية خلال الاجتماع".

وهناك تطبيق ألكتروني يدعى "LivingMuseum" لا يعمل إلا في منطقة مدائن صالح، يمكن للزائر من خلاله مشاهدة ما كان الأنباط يفعلونه في موقع معين، من خلال تحريك الهاتف وتوجيه الكاميرا على الموقع المراد معرفة المزيد من التفاصيل عنه.

ومن الغرف تنتقل عين الزائر إلى ممر صخري يعرف باسم "السيق"، الذي يشكل مشهدا خلابا بفضل عوامل التعرية.

وقد استغل الأنباط الممر الصخري والمنطقة المحيطة به في نقش "المحاريب"، التي وصل عددها إلى نحو 13، إذ يمثل كل محراب آلهة معينة كانوا يعبدونها، مما يعكس "الحرية الدينية" التي كانت سائدة بينهم، إذ كان من المسموح لكل شخص أن يعبد الإله الذي يريده دون تدخل من الآخر.

ومن الأشياء التي ميزت الأنباط أيضا في جبل إثلب، هي قدرتهم على استغلال الطبيعة في خدمة احتياجاتهم، إذ حرصوا على نقش ممرات أو خطوط صغيرة على الجبال، لتجميع مياه الأمطار، أو لإبعادها على واجهات القبور.

** "قصر البنت" وقصة الأسطورة :

أعمدة شاهقة ونقوش ضخمة وغرف خفية.. لحظات مهيبة يعيشها من يصل إلي هناك عند وقوفه أمام هذه المشاهد في "قصر البنت" أو "جبل البنات"، الذي سمي بهذا الاسم لأنه يضم 31 مقبرة تملكها نساء، بالإضافة إلى أسطورة تداولها سكان المنطقة تعرف باسم "بثينة والنحات".
وتتحدث الأسطورة عن فتاة جميلة شعرها طويل تدعى بثينة، حبسها والدها فوق أحد القبور خوفا عليها من رجال المنطقة، إلا أن شابا تمكن من الوصول إليها من خلال "تسلق شعرها الطويل"، ليقعا في الحب قبل أن يكتشف والدها ويقتلهما.

وتعود أهمية هذا الجبل بالنسبة للأنباط، كونه كان مكانا لقبور كبار القوم والأثرياء، ولقربه من المنطقة السكنية، التي كانت تقع تحت الأرض.

ثقف نفسكOnde as histórias ganham vida. Descobre agora