"تجاهل"

1.5K 54 1
                                    


وما إن فُتح الباب حتى وقف "أحمد" مصدوماً .. مُندهشاً .. يعلم أن هذه هي البناية التي  تقنُط بها لكن لم يخطر أبداً في ذهنه أن تكون قدر معها!!.. 

صاح قائلاً بإندهاش 

_ أنتي؟؟

نظرت "هدى" إليه ببلاهة .. صاحت داخلها أحمق هو أم ماذا!!.. ثم أجابت قائلة بنبرة مُندهشة ..

_ أفندم .. مين حضرتك 

نظر إليها مُرتبكاً .. ماذا يفعل الأن!!.. بماذا يُجيبها .. لكن ما إن كاد على وشك أن يتحدث بـ إجابات بلهاء أخري حتي وجد "يوسف" ينقذه قائلاً بعدما اقترب من باب المنزل

_ دا أحمد أخويا يا أنسة ..

نظرت إليه "هدى" ثم أشاحت بوجهها بعيداً عنه والتفتت تبتعد عن باب المنزل قائلة بنبرة مازالت مُندهشة من أثر ما تفوه به ذلك "الـ أحمد" 

_ اه طبعاً تشرفت .. 

ثم ما لبثت أن أكملت بعدما ابتعدت قدراً لا بأس به قائلة بنبرة جدية قاطعة 

_ بس يعني مينفعش شباب زيكوا يكون هنا دلوقتي عشان الجيران والكلام وكده وخصوصاً إن أنا وقدر قاعدين هنا لوحدنا .. فـ لو سمحتوا يعني اتفضلو وقدر هتنزل بعدكم أما تاخد باقي حاجتها .. 

ماذا تفعل به هذه الفتاة!!.. لا تعلم أنها تفوت بكلام تراه عادياً إلا أن أثره على قلبه أعمق بكثير .. أقسم داخله ولا زال يُقسم أنه لم يُخطأ حين تمناها زوجة له .. زوجة!!.. صاح عقله قائلاً .. هل وصلت لدرجة أنك تريدها زوجة!!.. فرد قلبه مُتيماً ولما لا!!.. وقعت فى حبها من نظرات .. وها قد إزدتُ عشقاً من كلمات تفوهت بها ..

رد "يوسف " قائلاً بتفهم 

_ أكيد .. احنا هنستني تحت ..

ثم وجه كلامه لـ "قدر" قائلاً 

_ احنا تحت فـ العربية 

لم ينتظر رداً منها حيثُ استدار مغادراً المنزل بـ اكمله ..

نظرت " هدى " لـ "قدر" المُشتعلة .. تكاد تُقسم أنها تشعر بدخان يتصاعد من أُذنيها .. حاولت كتم ضحكاتها على نظرات " قدر" لـ ذلك الـ "يوسف" .. أخذت قدراً نفساً عميقاً .. صبراً صبراً هكذا صاحت قدر داخلها .. لم تستطع كظم غيظها أكثر من ذلك .. التفتت لـ "هدى" قائلة بضيق شديد 

_ شوفتي المعاملة .. شوفتي بيتجاهلني ازاي .. دا حتي مبيستناش ردي

حاولت "هدى" تهدئتها قائلة

_ ما انتي برضو متستنيش منه ياخدك بالحضن بعد اللي إنتي عملتيه

نظرت قدر لها بضيق شديد .. تعلم أنها معها كل الحق .. لكن هذا التجاهل يطعنها .. يجعلها تستشيط غضباً ..

ودعت "قدر" صديقتها "هدى" التي أدمعت عيناها .. فـ وعدتها " قدر" بأنها سـ تهاتفها كل يوم  وأيضا سـ تأتي لـ زيارتها كلما أُتيحت الفرصة .. ثم تعانقا وغادرت قدر تاركة "هدى" تلك الصديقة التي بمثابة كنز لها .. رفيقة واختاً لم تلدها أمها ..

قبرك بين صمام قلبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن